فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 1032 - 2004 / 11 / 29 - 07:37
المحور:
الادب والفن
شعر : فاطِمَـة ناعـُوت
التي
بالأمسِ تفقدتْكَ
مسحتْ بِقاعَكَ ،
و أطفأتْ في صدِّكَ المشاكسِ رغبتَها.
كانت في مخروطِ رؤيتي
تُرتِبُ الترقبَ عندَ بابِ المَرسمِ
ومن فوقِ الأريكةِ
لملمتْ أجزاءَكَ من أحاديثِنا
قالت:
" هذا كتابُ صديقتِك !"
و لأنه بلُغَةٍ تعرفُها
أودعتْهُ سلَّتَها ،
وقرأتْ فوقَ جسدي رسائلَكْ التي
لم تُكتبْ .
البنتُ النحيفةُ
لم تكنْ شطَّتْ عن حيائِها
وقتَ طاردتْ آدمَكَ،
ولا كنتَ ناسِكًا
حينَ اقترحتَ جفافَ فِراشِها،
كلُّنا معَذَّبٌ
والقصّةُ قديمةٌ ..قديمة.
فوقَ الأريكةِ في المرسَمِ الكبير
وخلالِ خمسِ رَشَفاتٍ لقهوةٍ باردةْ
تواجهْنا
كنتُ قد خلعتُ نظارتي
لأرى إنسانَها
لابد
هي الأخرى رصدتْ عذابي
ولذا
سأعودُ البيتَ الآنْ
أهبطُ من الحائطِ المرتفعِ
أنزعُ عُصابةَ العدالة عن العينين
و أضعُ المَيزانَ فوق المِنّصَّةِ
ثمَّ أخطو في القاعةِ الواسعة ،
لن أومئَ لي في الرَوْبِ الأسودِ
بل ألجُ بهدوءٍ
خلفَ السياج
أقبضُ على خطوطٍ رأسيةٍ متوازية
وأنتظرُ
ثلاثَ دقاتٍ
من المِطرَقة.
القاهرة في 4 أغسطس 2002
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟