أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي عجيل منهل - مكر التاريخ -- والانتفاضة السورية واليمنية














المزيد.....

مكر التاريخ -- والانتفاضة السورية واليمنية


علي عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 23:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مكر التاريخ" عبارة شهيرة كثيرا ما كررها الفيلسوف الألماني هيجل ، فماذا قصد بها؟ وهل فعلا للتاريخ مكر ؟ أليس هو في النهاية مجرد حصيلة فعل أفراده ، فكيف يمكر بهم ؟ ثم أليس هو مجرد حوادث وشخوص مضت واندثرت ، فكيف يقدر على أن يمكر بنا ؟
فكرة "مكر التاريخ" لا تعني شيئا آخر غير - إذ يعتقد هيجل أن التاريخ لا يسيره الأفراد ، إنما هو الذي يسيرهم ويقودهم. ولا يقصد بالأفراد عوام الناس فحسب، بل حتى أولئك القادة والأبطال والعباقرة الذين لهم ذكر مخلد؛ بسبب تميز فعلهم في ساح التاريخ. أجل إن هؤلاء جميعا ليسوا صناع التاريخ ، بل صنيعته. صحيح إنهم خلال فعلهم وتفاعلهم يعتقدون أنهم يصنعون الحدث ، أو أنهم يحولون مساراته، بينما هم في الحقيقة ينفذون إرادة العقل الكلي الثاوي داخل كينونة التاريخ والناظم لصيرورته. وذاك هو معنى مكره بهم ؛ لأنهم مجرد أدوات تنفيذية لإرادته .
ولبيان هذه الفكرة نحتاج إلى بيان المنظور الهيجيلي إلى طبيعة التاريخ ومساره. ومرجعنا في هذا البيان هو كتابه" دروس في فلسفة التاريخ" . لكن لابد هنا من طرح الاستفهام التالي : هل يمكن التماس النظرية الهيجيلية من كتابه "دروس في فلسفة التاريخ"؟
قد يبدو السؤال بغير معنى . إذ كل قراءة واختزال لنظرية التاريخ الهيجيلية تعتمد على هذا النص الشهير.
لكن مبعث سؤالنا هذا راجع إلى طبيعة هذا المتن نفسه. فمعلوم أن هيجل لم ينشره ككتاب إنما كان مجرد محاضرات ألقاها في برلين خلال سنتي 1822و 1823. ثم نشرها تلامذته بعد وفاته.
فإنه لابد أن نذكر نظرة هيجل إلى التاريخ بوصفه مسيرا بالعقل الكلي. وهي الفكرة التي بها وحدها يمكن أن نفهم دلالة مقولة "مكر التاريخ".
يرى هيجل أن التاريخ ليس هو من الحوادث المنفصلة،ولا صيرورة تسير بالصدفة والاعتباط، بل له معنى ومبتدأ وغاية . فلا عرضية في التاريخ، ولذا حتى لو لم ندرك دلالة حدث تاريخي ما، فهذا لا يعني انتفاء المعنى من سياق التاريخ، بل إن الرؤية الكلية اللاحقة لصيرورة الحدث تكشف معقوليته واندراجه ضمن حركة عامة ؛
الواقع السورى -واليمن الجنوبى - والسير باتجاه النهاية


مكر التاريخ مقولة هيغلية تعتبر احد آليات الوصول- الحتمي للتاريخ-- إلى نهايته وفقا لهيغل الفيلسوف المثالي الألماني الأشهر ، يتوافق حصولها حينما يرى بعض الفاعلين السائدين في واقع ما أن الحفاظ على هذا الواقع و تعطيل حركة التاريخ يتطلب معالجة على نحو محدد ، لكن الذي يحصل عند تطبيق هذه المعالجة هو سير في الاتجاه المعاكس لما أريد لها ، أي أنها تفيد بدلا من المحافظة على الواقع التسريع في تجاوزه وصولا إلى نهاية التاريخ ، والتي تتمثل بحسب هيغل في الدولة الليبرالية الديمقراطية.فما يحدث في هذه الحالة أن التاريخ (المطلق) يضلل ( بمكره الذي يخفي حتميته ) من يريد أن يعيق حركته ، ليستخدمه أداة تسرع من تحقيقه إرادته في الوصول إلى نهايته . ما يقدم النظام السوري -عليه منذ بداية الاحتجاجات السورية ثم على وجه الخصوص في الأيام الأخيرة يجد تجسيدا و تمثيلا له في المقولة السابقة . فما الذي أفاد النظام السوري لجوءه إلى القمع منذ بداية الانتفاضة الشعبية في سورية ؟ و ما الذي أدى إليه رفعه لوتيرة قمعه وبالتالي زيادة الضحايا من الأبرياء المدنيين جراء ذلك ؟ ، ما الذي أضافه إصرار النظام على المعالجة الأمنية العنفية إلى وضعه الحالي سوى تسجيله للمزيد من الغضب و النقمة الشعبية السورية ضده ، و الدفع بنفسه أكثر فأكثر ليكون تحت ضغط عربي و إقليمي و دولي يبدأ عزلة و لا يعرف كيف ينتهي و إلى أين يؤول. هل يعني ذلك إلا استعجالا من النظام على مصيره المأساوي ،
ينادي جنوبيون بالانفصال فهم معذورون ولايلامون.إذ لايعقل من شخص طرد من عمله أو شرد من وطنه وعاش لاجئا بعد ان كان يتولى منصبا قياديا وأبعد عن أهله ولايجد أولاده مستقبلا في بلد اللجوء، ويرى حلمه الوطني وقد تحول إلى مشروع عائلي لايعقل أن يتفانى في محبة الوحدة إلا إذا كان نبيا أو مغفلا لأن الوحدة لاتطلب لذاتها ولكن لما تقدمه من منافع لأطرافها. نحن الأن أمام تطورين مهمين وفارقين في الساحة اليمنية أولهما الحراك الجنوبي كإطار معبرعن بعض الجنوبيين يطالب بحق تقريرالمصير مع عدم إغفال وجود كتلة جنوبية لها وزنها تتمسك بالوحدة ولكن مع تصويب مسارها ورفع الحيف الذي لحق بالجنوب وبالجنوبيين أرضا وإنسانا. وثانيهما ثورة الشباب في 17 محافظة يمنية تعبرعن غالبية سكان اليمن شمالا وجنوبا التي من إيجابياتها تراجع مشروع الانفصال وتوحيد النضال اليمني مجددا من أجل إسقاط النظام العائلي. ثورة الشباب أسفرت في 17 اغسطس آب عن إنشاء مجلس وطني انتقالي مكونا من 143 شخصا كإطار ووعاء وطني بديل لسلطة أوصلت اليمن إلى حافة الهاوية من بينهم 60 جنوبيا. وبرغم هذا التمثيل الجيد للجنوبيين فإن بعضهم لايرون في هذا الرقم تمثيلا عادلا لهم ويطالبون ب50 من عضوية المجلس أي المناصفة وهم مبدأ لاتبرره البنية الاجتماعية والثقافية اليمنية ولا أعداد السكان ولايعزز اللحمة الوطنية وسيكون وصفة لأزمات لاحقة.



#علي_عجيل_منهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلب الفلسطنيين الاعتراف بدولتهم - لماذا يخيف اسرائيل ؟
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعى العراقى -ودعوته الى التجنيد الا ...
- محافظة جديدة - أقامتها - فى سهل نينوى - يقطنها - مسيحيون وشب ...
- نورى المالكى- رئيس الحكومة الوهمية--وصاحب العقود الكهربائية ...
- الثورة السورية - تواجه -- شركات النفط الغربية - وتصدير السلا ...
- مقتدى الصدر-- عامل معرقل-- للعملية السسياسية والاجتماعية -- ...
- مرجعية النجف- تمتنع --عن استقبال المسؤولين العراق -ومقتدى ال ...
- البرلمان العراقى -- يصوت بالغالبية على -- منع - - مسلسل الحس ...
- فلسفة -- البصاق (التفال ) مع ظهور النبوة والاسلام - - والاست ...
- العراق يبحث عن الحماية في بيئة خطرة
- المجاعة فى الصومال- وحركة الشباب الاسلامى- تعتبر اعلان الامم ...
- مذبحة سميل - 7 أب - ذكرى يوم الشهيد الاشورى-- عام 1933-- فى ...
- موقف سعودى حاسم مع الشعب السورى- والعراق يدعم -النظام السورى ...
- عبد الكريم قاسم - والملف السرى - حول الماسونية - هل -هو- عضو ...
- صحيفة المانية -تقارن بين وزير الدفاع السورى-- مصطفى طلاس - و ...
- نماذج من حكام العراق-- من -عبد السلام عارف - الذى قال - لاقص ...
- الكتل السياسية العراقية - تفوض السيد رئيس الوزراء - التمديد ...
- الفتيو الروسى- فى مجلس الامن- ضد اصدار- قرار ايقاف - العنف ف ...
- دولة كردستان- الاعلان عنها - فى محافظة دهوك-- من قبل- شخصيات ...
- مزبلة التاريخ- مسلسل- الحسن والحسين ومعاوية - فى شهر رمضان - ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي عجيل منهل - مكر التاريخ -- والانتفاضة السورية واليمنية