أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - لِنُقاطِع البضائع التركية والايرانية














المزيد.....


لِنُقاطِع البضائع التركية والايرانية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 19:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكومة الإيرانية ورغم العقوبات المفروضة عليها ، أمريكياً واوروبياً ، منذ عدة سنوات ، ورغم مُحاصرتها بالجيوش الامريكية والغربية من جميع جهاتها .. حيث تُسيطر الولايات المتحدة من خلال قواعدها ، في افغانستان وباكستان والكويت والخليج والعراق وتركيا والجمهوريات السوفييتية السابقة ، على مُحيط ايران الحيوي ... رغم كُل ذلك ، فإيران دولة فاعلة في المنطقة ، ونجحتْ في تثبيت نفوذها ، في سوريا ولبنان والعراق وغيره .. وتقدمتْ مراحل على طريق إستخدام اليورانيوم المُخّصَب .. وفوق ذلك كله .. ( تُدير ) إيران بِكُل حذاقة ، ملَف علاقاتها الخارجية .. فالكَم الهائل من " العَداء " ضد الولايات المتحدة الامريكية ، لم يمنعها ، من ال [ التنسيق الضمني ] معها ، على الساحة الافغانية .. وحتى فرضها لنوعٍ من تقسيم الادوار في العراق ، فالواقع العملي بدون رتوش ، يقول ان أبرَز تداعيات الاحتلال الامريكي للعراق ، هو إزدياد النفوذ الايراني من خلال الاحزاب الشيعية المُتنفذة . ومع الصراعات الداخلية الايرانية والتنافس الحاد على السُلطة ، فأن لإيران ما تقوله بصوتٍ مسموع في كُل الأمور ، والمُجتمع الدولي يحسب حساباً مُعتَبراً للدولة الايرانية .
اما الإنطلاق المُذهِل لتُركيا ، خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة ، فقصةٌ تُروى في العالم اجمَع .. حيث كانتْ دولةً رازحة تحت الديون ، ضعيفة الاقتصاد ، تعتاش على المساعدات الامريكية .. فأصبحتْ اليوم يُشار لها بالبنان ، فذا اردوغان " ينفرد " بزيارةٍ الى الصومال ( حيث لايجرؤ زعيم آخر عربي او اجنبي على القيام بذلك ! ) ، ويُقدم مساعدات مهمة ويُبشِر بِدَورٍ تركي فاعل لحل المعضلة الصومالية المُزمنة .. وهذا داود اوغلو البالغ النشاط ، قَدَمٌ في دمشق ، التي ينذرها ويُهددها .. وقَدمٌ في بنغازي ليكون اول المُهنئين بدخول الثوار الى طرابلس ويقدم ثلاثمئة مليون دولار هدية الى ليبيا !. اردوغان بحزبه الاسلامي ، لايستطيع النوم ، حُزناً على جماهير غزة المُحاصَرة ، ولا يتعشى ، إحتجاجاً على جوع اطفال الصومال ، ولا يهدأ له بال بسبب الأزمة المالية في اليونان .. لكنه لايتورع ان يقمع بوحشية ثُلث الشعب في بلاده ، لأنهم يُطالبون بحقوقهم المشروعة ، ويقصف بطائراته ، المدنيين في القرى الحدودية العراقية ، ويقتل الأطفال دون ان ترمش له عين .. ولا يردعه ورعهُ المزعوم وإسلاميته " المُعتدِلة " !. تُركيا اليوم ، هي الذراع القوي لحلف الناتو ، ووكيلة الولايات المتحدة في المنطقة .. الى درجة ان وزير خارجيتها باتَ يُنّسِق مُباشرةً مع المملكة السعودية ، بشأن مُستقبل سوريا واليمن وغيرها من الدول !.
كُلاً من ايران وتركيا ، لهما سياسة خارجية نشيطة وفعالة ومؤثرة ... فأين نحن في العراق ، من هذَين الجارَين ؟ وكيف نُجابِه مخططاتهما " المشروعة حسب وجهة نظرهما والمُهتمة أساساً بمصالحهما الاستراتيجية " ؟ اريد ان اُرّكز هنا على نقطة واحدة مُهمة .. ألا وهي ، ان كُل دول الجوار العراقي بدون إستثناء ، إستفادتْ إيما إستفادة ، مُباشرةً او بصورةٍ غير مباشرة ، من الوضع المأساوي للعراق الذي خلقه صدام بسياساته الرعناء ، منذ 1980.. وبدأتْ بوادر [ إنتعاش ] تركيا إقتصاديا وتجاريا ، منذ نهاية الثمانينيات ، على حساب العراق .. بل ان مرافئ ومدن تركية بالكامل نهضتْ وتقدمتْ وتطورتْ ، عن طريق تصنيع بضائع للعراق وحلقة وصل بينها وبين اوروبا ، لاسيما بعد 2003 ولحد الان . اما ايران فلقد أغرقتْ أيضاً اسواق العراق بمختلف انواع البضائع ، وحولتْ بلدنا الى سوقٍ كبيرة سهلة ، لمنتجاتها . كِلا البلدَين ، لم يكتفِيا بتصدير البضائع الاستهلاكية المنوعة ، لنا .. بل صّدرا مشاكلهما الينا .. وجعلوا من أراضينا ساحةً مفتوحة ، لتصفية الحسابات !.
تركيا ، تتعامى عن الإستحقاق الكردي لديها في الداخل، وتُصّوِر الأمر على ان كُل مشاكلها مُتأتية من مجموعةٍ قليلة من عناصر حزب العمال المتواجدين في المناطق الحدودية الوعرة مع العراق ، ولا تُريد ان تفهم إستحالة نجاح الحَل العسكري .. ولا تدرك التناقض الصارخ ، بين ما تَدّعيهِ حكومة أردوغان ، من إنتهاج الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة .. ورفضها المُخزي لحقوق الشعب الكردي المشروعة . ايران كذلك ، تُريد الإمعان في السيطرة وفَرض الشروط ، ليسَ في بغداد فقط ، بل في اقليم كردستان ايضاً .. وإذا كانتْ " إسلامية أردوغان " تسمح له بإنتهاك حق شعبٍ كامل .. فأن " إسلامية نجاد والخامنئي " تُبيح قتل وتشريد نفس الشعب ! .
رُبما لانستطيع مُجابهة جيوش تركيا وإيران ، وطائراتهم ودباباتهم ... لكن في يدنا سلاحٌ لايقُل خطورةً عن أسلحتهم : [ الإمتناع عن إستخدام البضائع التركية والايرانية ] .. ستكون البداية صعبة ، بالتأكيد ، وسنعاني وستكون هنالك شحة وأزمات ... ولكن يستحق الأمر هذه التضحيات البسيطة مِنّا ... فبإمكاننا التعويض الجزئي بمنتجاتنا المحلية التي ينبغي علينا الرجوع لها .. ونلجأ الى البضائع من مناشئ اُخرى ، عن طريق سوريا مثلاً . ان سلاح المقاطعة التجارية ، إذا أحْسّنا إستخدامه وبنَفَسٍ طويل .. سوف يقصم ظهر تركيا وايران ، اللتان تعتمدان علينا أساساً في تصريف بضاعتهما !. وحتى لو ان الحكومة الاتحادية او حكومة اقليم كردستان ، لم تتبنيا هذه الفكرة .. فأننا نحن الجماهير ، نستطيع ان نبدأ وان نُبادِر .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض جذور المأزق الكردي
- المعلومة
- الصَوم المُتقَطِع
- الموبايل
- إنتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان -1-
- الرأسمالية المُتوحشة
- إهمال الأطفال في العطلة الصيفية
- ألشَرَف
- على هامش إجتماع قادة الكُتَل
- بالروح .. بالدَم نفديك
- رجعيو البصرة وشيوعيو الموصل !
- إبتسامات رمضانية
- إنقلابٌ صامت في تركيا
- الغُربَة .. وفُقدان الذاكرة
- جَشع التُجار .. وحماية المُستهلِك
- زيارات الرؤساء .. مَحَلِياَ
- ايران والحدود مع العراق
- سياسة فرنسا وتأثيراتها على العراق
- ترشيقٌ على الطريقة العراقية
- بين - الميتِنك - و - الإيتِنك -


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - لِنُقاطِع البضائع التركية والايرانية