أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم محمود - انتصار الدم الليبي














المزيد.....


انتصار الدم الليبي


إبراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 07:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




إلى الأصدقاء الليبيين من الكتاب: محمد الأصفر- رزان المغربي- آمال العيادي



قبل سنة ونيّف قليلاً، وعلى هامش معرض الكتاب العربي في دمشق، بتاريخ7-8/2010، انعتقدت ندوة ثقافية حول الأدب الليبي، وكان نصيبي هو أن أكتب عن الرواية الليبية، فكان موضوعي" تشابك النهايات ووصفها في الرواية: الرواية الليبية نموذجاً"، وقد سلطتُ الضوء في الوقت المتاح لي على العالم الذي بُنيت عليه الرواية الليبية، وتلمست في نهاياتها أكثر من بعد كابوسي، يشير إلى أن ثمة أزمة وهي في طريقها إلى الانفجار، كما كانت قراءتي لرواية" متاهة الجسد" لخليفة حسين مصطفى، و" نساء الريح" لرزان المغربي، و" قسَّامي" لآمال فرح العيادي، وعدة روايات لمحمد الأصفر، وغيرها، منطلقاً من شعور بما يترتب على كتابة رواية تعيش هاجس حياة بالمعنى الأوسع للكلمة. وللرواية حيواتها ورهاناتها التي بها تصارع من أجل الأفضل والأمثل.

وهكذا جاءت كلمتي التي كتبتها على غلاف رواية آمال العيادي" قسامي" حيث يجري الحديث الأدبي بتنوع سروده عن( مجتمع ممزق من الداخل، تكون المرأة علامة التمزق الكبرى فيه)، ولعلي فيما تقدمت به، عشت هذا الأمل بالتحول، بقدر ما جاورت عالم الأمل وكيف يمكن له أن يكون، وهو ما تحقق فجر22آب 2011، وكأن النهايات التي توقفتُ عندها كانت تعيش مخاضات ولادة هذا الانتصار للدم الليبي، كأن المواقع التي سمَّتها جملة روايات اخترتُها للقراءة، تداخلت، كما أنها توحدت على الأرض مع إحداثيات عرَّفتنا بالجغرافيا الليبية: مدناً وقرى، طرقاً وجسوراً، ومواقع مختلفة، حدوداً وتضاريس أوضحتْها المواجهات البطولية من قبل أفراد الشعب الليبي: الثوار، مع طغمة القذافي، وقد تحققت نبوءة" إن للباطل جولة"، وللحق- طبعاًَ- صولة تلو صولة.

كنت أعايش ليبيا وثراء الدم الليبي الذي لم يصبح ماء، إنما انتصار الحياة المنتظرة، بقدر ما صار للدم الليبي رمزه الكيميائي الخاص، وقانون تحوله من دم إلى إرادة حياة، وقاعدة العمل بموجب بصيرته الفذة والماضية في تحقيق ما كان يصبو إليه، وكأني بالذين اُستنبتوا في ثرى الرواية أو تحركوا في جنباتها، بلغوا سدرة المنتهى: ذلك الأمل الذي كان قسمة الثوار، من الذين حملوا أسماء مختلفة في رواية تسمّي الحياة وتحتفي بها.

كان ثمة الأخضر المختلف، الأخضر المستوي والسوي في سياسة عمَّمت أخضرها الثوري الخاص، لا سواد طاغية استأثر بجغرافيا كاملة، وشعب كامل، وسماء كاملة تجاوزت نطاق الحدود الليبية في شروره وغروره.

لعله الأخضر الليبي جرَّاء بلاغة الدم الليبي ورائحته الزكية الخاصة، هو الذي حمل العائد التاريخي: انتصار الليبي على تاريخ أحادي الجانب، والتوحد مع جغرافيا، كما هي الأم الكبرى في روايات" إبراهيم الكوني"، وهو عمَّق فينا دفَق الأمل أكثر، كما عزز فينا حب الحياة خارج محمية القوارض للرجل الأوحد وحاشية الرجل الأوحد، والذين يريدون تاريخاً على مقاسهم، وجغرافيا لا تتشكل أو تتهجى إلا بإيقاع تشبيحي لبقاء الأوحد.

بين السوري والليبي، كما الحال بين السوري والتونسي أو المصري، هو ما بين فصول السنة وتداعياتها من تعاضد ومن وشائج قربى في عشق الحياة باختلاف الألسن والمهج، والدم المراق شاهد عيان على ذلك.

من السّلْمية إلى الحِلمية فالعِلمية، فالتعددية، يتحرك سهم الدم في كل اتجاه، ويضيق الخناق على إرادة الرجل الذي لا رجل سواه، في أرض تسمي ملايينها، وتستبقي ملايينها بقدر ما تبقى بملايينها باختلاف لغاتهم.

لا بلاغة تعلو فوق بلاغة دم مراق غدراً، ولا سلطة قانون نافذة أكثر من سلطة إرادات تتوحد حرصاً على جغرافيا كاملة منهوبة ومنكوبة، موعودة بالانتصار، كما هي إرادة الحياة ذاتها، وما كفاه ووفاه الدم الليبي يمنح هذا المسلك الجليل في مسيرة" السلمية" هذا المدد الجليل. شكراً للدم الليبي، لقد نقَّحت فينا حبَّ الحياة أكثر!







#إبراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مقال(PKK إرهابي حتى النخاع؟!)-
- في البازار الثقافي الكردي
- PKK إرهابي حتى النخاع؟!-
- سرديات القهر، في المجموعة القصصية (غبار البراري) لصبري رسول
- المصحَّة الكردية: ليس من كردي معقَّد إطلاقاً
- النظام يريد إسقاط شعبه
- بين فرعون وطغاة اليوم
- الإعلان عن دورة تدريبية لقادة أحزاب الحركة الكردية في سوريا
- أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا بين التجاهل والتحامل
- أطفالُ المعارضة وسمُّ الحيَّة
- سيصبح بشار الأسد أتاتوركاً كردياً؟
- أيها المؤتمري الكردي، قف: نقطة نظام-
- نورالدين ظاظا وأحداث 2011 كردياً
- نداء عاجل إلى الأحزاب الكردية ومن في ركابها
- ماذا يعني لو حلّت الأحزاب الكردية نفسها؟
- لعبة الشطَّار: الأحزاب الكردية وحرابها الذاتية
- كردي كردستاني، أم كردي سوري..؟!
- هوارو الكردي ..في تَرِكتِه الثقيلة
- أكراد وأكراد وأكراد
- متدينون نحن، غصباً عنا


المزيد.....




- الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
- بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح ...
- الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس ...
- من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
- هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر ...
- مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في ...
- -كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش ...
- أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول ...
- دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم محمود - انتصار الدم الليبي