أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زوهات كوباني - الكارثة الموجودة في النظام العالمي والتطورات المحتملة















المزيد.....

الكارثة الموجودة في النظام العالمي والتطورات المحتملة


زوهات كوباني

الحوار المتمدن-العدد: 1032 - 2004 / 11 / 29 - 04:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لقد دخل النظام العالمي في الكوارث وخاصة بعد انهيار الاشتراكية المشيدة في الاتحاد السوفيتي في عام 1989 ، لاسباب بنيوية عديدة ، حيث توجد الفروقات بين الازمات القديمة التي كان تعيشها الراسمالية والكارثة الموجودة الان على صعيد الحضارة عامة . فالتغييرات الجذرية في المجتمعات تحصل نتيجة الازمات التي تاخذ طابع الكوارث وليس من خلال الازمات العابرة ،ففي مرحلة الازمات العادية كان يمكن للانظمة من الترميم "البناء من جديد على نفس الاساس " والاستمرارية بعد ذلك . بحيث كان توجد فرص كبيرة , وهذا ما حصل بعد الحرب العالمية الاولى والثانية حيث استطاع النظام الراسمالي من ترميم نفسه في الازمات التي عاشتها وبشكل اقوى .
ان القومية والفاشية والسلطوية والاستعمار قد جلب للانسانية فواجع وادخلها في حروب فظيعة ورهيبة ، حتى وصل الامر الى درجة تفجير القنبلة الذرية وظهور الوحوش ، تجاه هذا فقد كان ظهور التحرر الوطني والاشتراكية المشيدة والديمقراطية الاجتماعية ولعبها للدور التحليلي،قد اطال من عمر النظام ويتطلب النظر اليها بانه عبارة عن مناورة سياسية عسكرية تاريخية . ان جوانب التناقضات في ظاهرة ما قد دخل في وضع لا يمكن استمرار العلاقات مع البعض بالبناء الموجود ، وبدء الشكل لايحمي الجوهر بحيث اصبح ضيقا وغير كافي وهو بدوره يسفرعن الكارثة . ان الجوهر في هذه الاوضاع يكون قد تخلص من الشكل القديم ولكن دون الوصول الى الشكل الجديد ، ويصبح الشكل القديم المتشتت فقط اداة من اجل استخدامهاللجديد . في مثل هذه الاوضاع يظهر وكان العالم يمر بفرز اشكال جديدة في التغيرات السريعة الجارية في الكارثة ، واذا استطاع هذا الفرز الجديد من تناول الجزيئات بشكل مناسب فانه يتحول الى بنية دائمة ، والبنية الدائمة يتشكل حولها النظام .
لنوضح ذلك بمثال في عالم الظواهر المادية ، الماء يتكون من اتحاد ذرتين هيدروجين مع ذرة اوكسجين ، ان الفعل ورد الفعل وعلاقة التكافؤ بين الذرات وذرات الماء يحقق وضع جاري دائم . اي ان وضع التشتيت والتفكك هو بداية الكارثة ،اما عند بقاء جميع ذرات الهيدروجين والاوكسجين حرة ، ودخول ذرة الكربون اوالكبريت بينهما فانه بعد رد فعل بسيط يظهر تكوين جديد اخر، وهذا يعني بناء جديد فبدلا من الماء يظهر الكثير من الغازات السامة مثل اوكسيد الكربون ،والاسيت وهذا التكوين صحيح من اجل المجتمعات ايضا . فمن اجل البنى الجديدة ، هناك ضرورة تشتيت واندثار البنى القديمة ، وهو بدوره لن يستطيع اظهار الشكل الجديد منفردا ، لانها مثل عجينة يتطلب عصرها واعطاء الشكل لها .
لقد ظهر الكثير من الاشارت والدلائل بعد انهيار القطبين المتضادين في التسعينات نتيجة عولمة الراسمال الى بقاء التوازنات والانظمة القديمة بدون معنى ، ولم يعد المؤسسات القديمة الوطنية من الدولة الى الايدولوجية ومن الاقتصاد الى الفن لها القدرة على الوقوف على ارجلها والترسيخ بارادتها الذاتية . لقد فتح امريكا الطريق امام الكثير من الضربات والازمات والاشتباكات الدموية الدينية والقومية في الكثير من المناطق العالمية وهذه الحقيقة مرتبط بالنظام ونوعية الكارثة . فلم يتخلص النظام ويتجاوز ازماته وتوتراته في اي حال من الاحوال فمن ناحية التوتر بين امريكا واوربا ومن ناحية اخرى التوتر بين امريكا واليابان والصين وكذلك بين اوربا واليابان والصين والتي لها طبيعة دائمية ،وتعيش اللاتوازن والخلل بشكل دائم مرورا الى تعميق الهوة والشرخ بين الشعوب .
ان الدولة التي كانت تفضل لآلاف السنين على شكل الاله –الملك وحتى الاله نفسه ، فعندما تم فهمها بانها منبع السلطة والحرب المخفية ومنبع الاستعمار والضغط والعنف، تم تجريدها مع مرور كل يوم وكأنه يقول "انظر ياماما فالملك عارياً" فالشعوب مثل الطفل الذي يرى عراة الملك ، فهم الان يرون عراة الدولة بكل جوانبها وهذه هي بداية الكارثة .
النقطة الهامة الاخرى هو وضع البطالة الموجودة والتي يتزايد باستمرارية النظام ، فالنظام الموجود يعني زيادة البطالة مثل الكرة الثلجية ، ولم يعيش الشعب في اي نظام اجتماعي مثل وضع البطالة هذه . اضافة الى ان زيادة الانتاج التكنيكي يظهر بان القضية ليست قضية المعدومية بل العكس ، فمن ناحية يوجد فقر مدقع للسكان لا يمكنهم العيش ومن ناحية اخرى يوجد انتاج زائد من كل النواحي ولا يوجد كارثة اكبر من هذا . ان تضخم المدن مثل السرطان لم يعد لها العلاقة بالمدينة من الناحية السوسيولوجية وخروج المدينة من معناها وهي عبارة عن سرطانات مجتمعية وبتحولها الى قرية ضخمة بحيث يعيش الكارثة في المدينة اكثر من اي مكان اخر ، اضافة الىذلك تحول المجتمع الى بضاعة جملة وعدم بقاء اية قيمة فيها الا واصبح موضوع البيع والشراء، حتى ان جميع المقدسات (التاريخ والثقافة والطبيعة) تحول الى بضاعة وهذه الحقيقة هي سرطانية المجتمع وتقود الى الكارثة . وكنتيجة لجميع الكوارث هو التلوث البيئي حيث اثبت بان الكارثة هذه قد شمل الطبيعة والبيئة وثقب طبقة الاوزون وتلوث المياه والجو وفناء الانواع بشكل زائد كلها دليل على ذلك . فقد تحول العلاقة بين الطبيعة والمجتمع التي يعتبر الظاهرة الاكولوجية الى هاوية ، واذا لم يتم سد هذا الشرخ قبل اية لحظة فانه في النتيجة هو التحول الديناصوري للمجتمع ، ويتطلب النظر الى الانفجار السكاني بانه نتيجة بنية النظام الراسمالي المتناقضة وسياسة الراسمالية بصدد السكان وذلك بالعمل وفق المعادلة "بقدر ما يصبح الانسان معدوم القيمة بقدر ما يتزايد اكثر "وسيستمر هذه القضية مع وجود الرسمالية .
ان العائلة تعيش اكثر مراحلها تشتتا في التاريخ وتم فسخ نصف عدد الزواج تقريبا ، بالاضافة الى تضخم العلاقات الجنسية مثل الكرة الثلجية بدون تحكم والانحلال الخلقي ، ويعتبر العائلة المقدسة منتهية ، وسقوط علاقات الاب والابن والام والمسنين في وضع سيء لا معنى له تصبح ضحية الام تشتت العائلة . مع ظهور وتبيان الضغط والاستثمار القديم على المرأة ،تتحول قضيتها الى أزمة تامة ، وبتعرف المرأة على ذاتها تبدي حقد دفين تجاه الوضع الساقط هذه وتتحول علاقتها الى كارثة . ان انحلال المرأة تقود الى انحلال المجتمع وانحلال المجتمع يفتح الطريق امام انحلال النظام . المجتمع الذي فقد وجدانه وضميره يمكن ان يعيش الكارثة ، ولا تفيد شيئا محاولات الدولة الرامية الى عرقلة القضايا والازمات ، بل تضخمها اكثر ولم يبقى عمومية الدولة حتى ان امن المجتمع قد دخل في خطر ، وان تحويل الراسمالية لكل انسان الى ذئب للاخر يفتح الطريق امام قضية امنية خطيرة . ان النظام وما فتح الطريق للجوع والبطالة جلب معه اسباب الامن والخطر ، ولم يلعب العلم والتكنيك الدور المنتظر منها نتيجة احتكاره من قبل السلطات .
مع انحلال التعاون يضعف الدفاع التقليدي ويزداد العنف الفردي والعصابات وعنف القبائل والعشائر ، وعند تطور الدولة القومية المتطرفة يسفر عن زيادة التطرف القومي وهي احد اجنحة العنف . وبدلا من استخدام الرياضة والفن من اجل مرونة العلاقات والتناقضات وايصالها الى وضع التفاهم ، يتم استخدامها بشكل معاكس من اجل تخدير المجتمع ، بالاضافة الى تشكيل الطرئق والمذاهب والجماعات المحافظة المتطرفة والاصولية ، فكل هذا يزيد من تعمق الازمة .
ان الذي سيلعب دور التنوير هو العلم والتكنيك ولكن نتيجة احتكاره من قبل السلطات لا يستطيع ان يلعب دوره ، وهو اشبه بمثل "الفأر وسحق الفيل " ، ولو تم ادخال هذه الامكانيات في خدمة المجتمع لكان قد حصل تطورات كبيرة ولكن يتم استخدامها في خدمة الحرب ، ولهذا فان المجتمع والمرحلة بحاجة الى جهود تنويرية . هناك الحاجة الى مشاريع علمية واقعية ، وحاجة المجتمع الى ثورة عقلية واذا لم يتم انجاز المعنويات والاخلاق والذهنية فالنتيجة يكون مؤقتة . وهذا ما يتطلب بناء مؤسسات وشخصيات يمكنها ان يبدي تصرف اخلاقي تجاه المجتمع لانه سيتم بناء المجتمع الجديد بالاخلاق .
في مرحلة الازمة هذه يتطلب بناء مؤسسات سياسية وادوات جديدة واحزاب وانتخاب المجالس والادارات المحلية من أجل تحقيق المجتمع الاكولوجي . اضافة الى ذلك فان التنظيم والعمليات يجب ان يكون علاقاتها قوية مع المجتمع البيئي الديمقراطي العمومي . ان مداخلات صغيرة في هذه الفترات يمكن ان يجلب معها الحل ، وان لا يتجاوز هذه المراحل اقل من عشر سنين واطول من خمسين سنة . ان الازمة نفسها لا تقود الى انهيار النظام القديم وبناء النظام الجديد رغم اهمية الانحلال والانهيار . وكذلك فان الشعارات الاشتراكية القديمة "نهاية الامبريالية ، نمر من ورق ، لا يمكنها الخروج من الازمة ثانية " ليس لها سوى القيمة الدعائية .
ان الخروج من الازمة لا يمكنها بالمفاهيم اليسارية التي في جوهرها يمينية ، لان الانتظار للانهيار العفوي والتلقائي وطلب الجاهز هو خلق وضع انتظار فارغ، فلا يمكن اكل الفاكهة الطرية المستوية اذا لم تقطعها . والاسوء من ذلك اذا لم يتم انهيار النظام وينحل من ذاته يتم الدخول في الشك والاشتباه من افكاره وعقائده .
ان جهود ادارة الولايات المتحدة الامريكية واضحة من اجل عدم كبر الجروح في الازمة ، ومهما تم التقييم بان الامبراطورية تتوسع فهي غير كافية لان النظام يحمل معها اشارات انهيارِشبيهة بمرحلة انهيار الامبراطورية الرومانية ، ويتطلب الدخول في الكثير من عملية الترميم والتجديد . ومحاولاتها واضحة من اجل ان تصبح القوة الوحيدة ، ولكن الامبراطورية ليست وليدة امريكا بل تعتبرالاخيرة ما وصلت اليها بالمقارنة مع الانظمة التاريخية ، والشكل في الراسمالية التي وصل الىامريكا هي من مخلفات ومستلمات انكلترة . لذلك فانتشار الامبراطورية هذه لن تحل الازمة بل تعمقها اكثر .
ان المناطق التي ينتشر فيها هي المناطق التي تعيش الكوارث بعمق ، فقط الازمات التي تجلبها العراق وافغانستان امام الانظار. بشكل عام فان القوى القريبة من (ابد )في سنوات الالفين لا مفر لها من تحقيق البناء الجديد ، وهذا لا يتناسب مع حقيقة الحرب والسلطة ، بالاضافة الى انه لايتراجع وينسحب بالقوة العسكرية والاقتصادية والمعلوماتية الموجودة ، وبقي المهمة الاساسية لها هي ادارة النظام ضمن الازمة ، ومعنى هذا هو ادارة التوترات ضمن العلاقات مع اوربا واليابان والصين وروسيا . لا يتم دخول النظام في حروب مثل الحرب العالمية الاولى والثانية مع البعض ، وكذلك لا يريد الدخول في حرب شبيه بالحرب الفيتنامية مع هذه القوى بشكل غير مباشر ، بل يعمل على تحقيق تامين مساهماتهم وذلك من اجل توزيع عبا النظام وتخفيفه .
ان امريكا يقوم بتحضير مشروع جديد في البلدان الاسلامية في الشرق الاوسط ، وكانها مخطط مارشال الثاني للنظام الامبريالي ، ومشروع الشرق الاوسط هو من اجل عدم تلقي الضربات في فترة الخروج من الازمة هذه ، فامريكا ستدخل في وضع غير مريح مالم تربط المنطقة بالنظام من حيث مصادر الطاقة الاساسية او من حيث الظواهر الدينية والثقافية والاجتماعية ، فالقوى التي في وضعية الامبراطورية لن تقف مكتوفة الايدي تجاه هذه الاوضاع . لقد تم ادارة المنطقة عن طريق الاستعمار او نصف الاستعمار منذ مئتين عام ، وبالاعتماد على الانظمة التسلطية والتعسفية والديكتاتورية ولم يدع الفرصة للشعوب المنطقة من ان تتنفس ، ولكن لم يتم الحاق ذو معنى الى الراسمالية ايضا ، فقد تعمق التناقض الاسترتيجي بين العرب واسرائيل بشكل اكثر وهاجم الاسلام الراديكالي امريكا ، ونموذج الدولة القومية التي تم رسم الحدود لها في الجدول خلق وضع انسداد نتيجة وضعها الاستاتيكي والرجعي .
ان القومية والدولتيةوالتحفظ الديني التي لم يرى لها مثيل في العالم قد ترك مجتمعات الشرق الاوسط في وضع اختناق لا يمكنها ان تتنفس ، وبالتالي فهناك الحاجة الى مشاريع جديدة ، والمهم هو كيف ومع اية قوى سيتم تطبيق ذلك في الحياة ، واي نظام سياسي واقتصادي سيتخذها اساسا وكيف سيعطي شعوب المنطقة الرد عليها . ان القضية الاساسية للامم المتحدة والناتو التي يعتبر مؤسسات النظام الذي يقودها امريكا هي هذه التناقضات من الناحية الجيوبوليتية ، ففي احد المراحل مثلما دخل الفاشية كهدف مكان الشيوعية والان اصبح فاشية الاسلام بدلا من الاسلام المتحجر الصلب .
ان قوى النظام والمرتبطين بها غير مرتاحة من موجات العولمة التي تتصاعد بقيادة امريكا وخاصة فان ردود الافعال لدى الجمهوريات الاوربية وديمقراطييها تزداد مع مرور كل يوم ويبدون الاهتمام على عدم سحق الدولة القومية ، ففي اوربا يتم تجربة حقوق الانسان والديمقراطية البرجوازية كبديل على تطبيقها ويتم رؤيتها على انها السياسة الاساسية من اجل التوازن مع امريكا ومن ناحية اخرى فان روسيا والصين واليابان وبرازيليا ضمن نفس الجهود ، وبشكل عام فان الدولة القومية هي الاكثر معاناة تجاه الامبراطورية الامريكية ، وفي الاساس فان جهود الدول المتوسطة والصغيرة من اجل التحول الى دولة ايالة قد تم تركها منذ زمن بعيد ، ولذلك يتطلب الاعتراف بارتباطاتهم وترك غرورهم القومي القديم ، وينتظر التوافق مع دولة العولمة الجديدة منهم ، ولا ترجيح اخر لهم . ولم يبقى الظروف الداخلية والخارجية لهم من اجل الاعتماد على تجربة سوفيتية ثانية ، والوقوف في المواجهة واستمرارية استقلاليتهم المحدودة ولم يعد خيالات الثورات القديمة تجاه النظام يمثل التقدم ، وبالعكس يمثل التحفظ . وبالتالي تم اغلاق مرحلة الانظمة المعتمدة على توازنات امريكا والسوفييت .
ان العرض للطلب قد جعل العلم والتقنية بدون عمل من حيث التجديد الحقيقي ، وفقط يمكن للعلم والتقنية من لعب دور كبير في حل قضية الحشود الواسعة من الشعوب وهذا ممكن بالنظام الاكولوجي . وبالنظر الى النظام الذي يقوده امريكا في 25 -50 السنة المقبلة فانه ينتظر الدخول في تراجع اكبر ، اكثر من التقدم والاعتلاء . وجميع الدلائل تدل على ان التراجع والتخلف ووقوفها على الارجل سيكون اكثر من عنصر الاستمرارية بنفس الشكل ، وحتى اذا اراد النظام الاستمرارية في وجوده فان هذا سيتم بتحقيقه التصغير وليس التضخيم . ولهذا فان وجودها العسكري الذي وصل الى ابعاد مخيفة تجاه الاتحاد السوفيتي وحركات التحرر سوف يستمر في تصغيرها وسيتم الدخول في مرحلة الجيوش الصغيرة والتقنية .
رغم انه يتم اظهار الهدف بمراكز الارهاب والمخدرات والدول الثرثارة صاحبة الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية ، ولكنه في الاساس فان انهيار النظام مرتبط بتطورات الشرق الاوسط ، ومثلما يعتقد فان التطورات ليس بنوعية الاسلام الراديكالي بل بالانظمة العمومية التي تتجاوز الامبريالية والسلطوية وهي اقوى الاحتمالات القريبة واذا لم يتم التحكم بالشرق الاوسط بالانظمة الدينية والسلطوية والقومية والدولتية ، فانه سيظهر بنى جدية من الكارثة تقوم بالطليعة .
ان الحركات الاجتماعية التي بدأت في افغانستان وعراق وفي البداية في فلسطين –اسرائيل ستبدأ بشكل اعمق في كردستان ، اما ان ترى حلول ناجعة واقعية او ان تلعب ادوار اعمق من الكارثة وبالتالي فان القوة العسكرية والتي على راسها الناتو وقوات التحالف في العراق وبشكل عام الامم المتحدة سوف تبحث الحل في هذه الارضية الجيوبولوتية .
ان طبيعة التناقضات في المنطقة يمكن تجاوزها بالاساليب الديمقراطية والاقتصادية اكثر من الاساليب العسكرية وذلك بمداخلة عسكرية اقل ومساندة اقتصادية وديمقراطية اكبر ، واذا تمكن الشرق الاوسط من الخروج من الكارثة الموجودة بنجاح ، فانه سيصبح نموذج يحتذى به في العالم ل 50 سنة المقبلة . وجوهر هذا النموذج هو" النظام الاقتصادي الديمقراطي المتكبر مع الدول والجيوش المصغرة "
ان تجاوز الانظمة العائدة للقرن التاسع عشر وتطوير ادارات محلية عمومية وشركات اقتصادية متعددة الجنسيات والتقدم على طريق المجتمع المعلوماتية وكانه شريك برنامج النظام الذي يدار بقيادة (ابد) وبشكل اوسع في المنطقة مثل نوعية الاتحاد الاوربي يمكنها جعل الوحدات التسلطية موضع الهدف ، وكناحية نظرية يجب ان لا ينتظر الحروب في العالم عامة ، بل ينتظر ان يظهر الوحدات المتعولمة في المقدمة .ان الدول المتبقية من القرن التاسع عشر بشركاتها وايديولوجياتها وقومياتها ستترك مكانها لنصف دولة ولمؤسسات نصف ديمقراطية سياسية ووحدات اقتصادية ما بعد القومية ومجموعات ثقافية منطقية ، وعقلية وفلسفة اجتماعية تضع الاخلاق وتصرفاتها في المقدمة . ان النظام الراسمالي الذي قاد العالم بارادة وحيدة حتى نهاية القرن التاسع عشر ، دخل حروب كبيرة في القرن العشرين ، والنتيجة الهامة للحروب هو ان الشعوب لا يمكن ادارتها رغما عنها ، فالشعوب رغم عدم تشكيلها لنظامها الجوهري ولكنهم وصلو الى مستوى فرض الارادة الديمقراطية على سلطة الدولة ، والفترة المقبلة لربع او نصف القرن هو التوجه نحو الانظمة الديمقراطية للشعوب كاقوى احتمال ، وفي هذه الفترة هناك احتمال اخر هو احياء الثقافات وتحويلها الى حياة خاصة بعد ان وصل الى درجة الفناء . ان فصل الشعوب من حقائقها الثقافية يولد نتائج تخريبية اكثر من المجازر الفيزيائية والاقتصادية والنهب .
وخلاصة : لقد تم انتهاء فترة الارادة الوحيدة للامبريالية الراسمالية وتجاوز الشعوب للقومية المليئة بالحروب الشوفينية الى فرض السلام ومرحلة تتلاقى فيها الحقائق المحلية والثقافية هي من اكبر الاحتمالات وهذا ملا يمكن القيام بها وحدها بل مع الانظمة المركزية للدول الحاكمة ببناها المصغرة المعتمدة على المبادئ وادارتها وتوجيهها المشترك وهي ضمن الاحتمالات الغير البعيدة . فحضارتنا بدلا من تحكم وتسلط الطبقة والجنس والقومية والثقافة الوحيدة يمكن ان يتحول الى حضارة ديمقراطية متعولمة ، تتعرف على القيم الديمقراطية العمومية للشعوب منفتحا على حرية الجنسيات متجاوزا الضغوطات الاثنية تتخذ التعاون والتعاضد الثقافي اساسا كمرحلة تاريخية .



#زوهات_كوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحمل قمة شرم الشيخ للاكراد
- الاخوة العربية- الكردية ام الاقتتال الداخلي


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زوهات كوباني - الكارثة الموجودة في النظام العالمي والتطورات المحتملة