|
بشار عبدالله افضل شاعر في العالم لعام 2004
عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي
(Abdulkareem Al Gilany)
الحوار المتمدن-العدد: 1032 - 2004 / 11 / 29 - 04:10
المحور:
مقابلات و حوارات
الكتابة باللغة الانكليزية هي منفذ آخر إلى العالم الذي يتعين عليه أن يعرف بأن العراق منتج ابتكارات
القصاصة جنس أدبي يعتمد التهجين ويرفض أصالة الجنس،
أنا أتأثر بالشعر اللاواعي المبرمج وعيويا أيا كان كاتبه، بعيدا عن الجغرافيا،
أجرى الحوار : عبدالكريم الكيلاني
بشار عبدالله واحد من اهم الشعراء الذين حاولوا إضفاء خصوصية شخصية الى المشهد الشعري الحديث عبر عزفه النفرد على وتر التنظير ومحاولة سبر أغوار العملية الشعرية القائمة على الابداع والتفرد والابتعاد عن السير بحسب الموجود وتخليق جو مميز في كافة اعماله لذا استحق بجدارة اختياره واحدا من أفضل شعراء عام 2004 في العالم من شقبل مكتبة الشعر العالمية ومقرها الولايات المتحدة الامريكية وقد كان المقياس الذي عملت عليه المكتبة في اختياره هو التفرد في الموهبة والتفرد في الرؤية والخلفية الفلسفية العميقة التي تعتمد عليها نصوصه الشعرية وهذه المؤشرات وردت نصا في تقرير اللجنة التي اعتبرت نصوصه منجزا مهما على الصعيد الفني والابداعي سالناه بداية عن منجزه هذا وسبب اختياره لهذا الاختيار فأجابنا :
إننا بنا حاجة إلى أن نخرج أعمالنا إلى العالم ، ولكن أي أعمال ؟ لابد أن تكون جديرة بكلمة (منجز) والمنجز كلمة تعني في ما تعنيه الابتكار أولا وهذا ملا كنت أؤمن بأني أفعله، على الرغم من عدم اكتراث مؤسستنا الثقافية واستخفافها به. لقد عطلتني هذه المؤسسة مع الأسف سنوات طويلة ولكن اختيار المكتبة العالمية للشعر لتبوء هذه المكانة يقدم لي نوعا من العزاء في ما هدر من زمن ظلمتا فيه نصوصي التي كانت توصف بالغموض غير المبرر وقصدية التعمية، حتى على الرغم من جهودنا الكبيرة والمتواصلة على المستوى التنظيري الذي طرحناه في أكثر مكن محفل وندوة وحلقة دراسية كان من بينها حلقة دراسية مهمة أقيمت في مهرجان المربد الشعري ببغداد في العام 1995 . كانت مشاداتنا تتوتر مع نقاد نظر إليهم على أنهم حداثيين اعتمادا على الإشاعة وبقوا جاثمين على صدورنا حتى لم يدعوا لنا فرصة أن نطلق صوتا شعريا كي يتنفس في زمن كنا نعي غياب الشعر فيه. -نحن اليوم شعراء العراق الحقيقيون- وأعني بنا- الشعراء الذين أهملت نصوصهم وحوربوا لما انطوت عليه ظاهرا وباطنا تلك النصوص من انفلات عن كل ما تعارفوا عليه من قياسات تصلح لبقاء النظامين وغيابها كان سيعني سقوط المئات من الذين سموا شعراء وبالتالي سقوط المفهوم الذي أبلوا بلاء شديدا في سبيل بقائه كي لا تحل محله مفاهيم أخرى. حررنا نصوصنا من نير المعايير القديمة لأننا شعرنا بأهمية الحرية التي يجب أنم تكون شمولية. وأنت تعلم أن العقدين الأخيرين من القرن العشرين لم يبقيا أي نظام على حاله في العالم عامة وفي العراق الذي نعيش تحت سمائه وفوق أرضه بشكل خاص، فلماذا لا نترك كل شيء يشكل قوانينه على وفق السياق المتغير مع الاحتفاظ بالجوهر الذي لا يتغير، وعندما جهرنا بذلك اتهمنا بتهمة قيادة التخريب الثقافي في العراق . من هنا سأقول أنني رأيت بأن الكتابة باللغة الانكليزية هي منفذ آخر إلى العالم الذي يتعين عليه أن يعرف بأن العراق منتج ابتكارات وأن الحصار الذي فرض عليه منع الكثير من الجهود الجادة من الظهور كجهود الشاعر رعد فاضل والأديب د. عمار أحمد من الموصل، ناهيك عن الشعراء الكبار حقا في المحافظات وبغداد الذين أعتقد أنه آن الأوان لأن يأخذوا مكانتهم الحقيقية.
بشار عبدالله شاعر عراقي يمتاز بخلق الدهشة في نصه الإبداعي التي تكونه اللحظة , متى يقتنص بشار لغته الشعرية ؟؟؟
اللغة الشعرية لا تقتنص في تصوري الخاص للكتابة الشعرية. بل إنها بشكل دقيق عملية تخليق للحدس الشعري باللغة بعد تجريدها من صفتها أداة وتحويلها إلى فعل في حركة التاريخ. وعندما يأتي ذكر التاريخ هنا، فلا بد من التنويه إلى خصوصيتي ضمن السياق العام، فالخاص يندفق في العام المندفق أصلا دون توقف-هذه هي حركة التاريخ، والخاص في العام حركتان متداخلتان أولد من خلال تناغم الأول في الأخير دون الاختلاط به، وبشكل أدق تناغم يحفظ للخاص بصمته المتفردة في البصمة الجمعية، من هنا تحديدا أحقق هدفي المتمثل بـ( الاختلاف) ليس لأجل الاختلاف فحسب، وإنما من أجل الإضافة النوعية للتراث الشعري الإنساني، فالشعر حسبما أنظر إليه يصبح مسؤولية، لا سيما بعد أن استهدفته القوى الكارهة للحرية. مرة أخرى الشعر على وفق ما تقدم يصبح مهمة شاقة. أريد أن أخدع الذاكرة النصية الطافحة إلى العنق بتراثات نصية. عندما كتبت نصي الشعري السردي( من يسكب الهواء في رئة القمر) كنت منذ العنوان أقصد إحداث صدمة للمتلقي، صدمة تجعله يقف أما م نص ولديه أحد خيارين؛ إما أن يشتمني ويلقي بالنص في سلة المهملات، متهما إياي بالتخريف واتخريب الثقافي وهي تهمة أطلقتها ضدي المؤسسة الثقافية منذ بداية التسعينات، عندما قدمت لدار اتلشؤون الثقافية مجموعة نصوص حملت عنوان (حوارية التوسي-رام)، فوصفها خبير بأنها تيهور لفظي، وتعمية القصد منها تشويه الذائقة.أو أن يقرر ذلك المتلقي خوض عالم على خلاف ما تعوده من سياقات تقنية وبنائية ولغوية، وكنت أعلم أن مثل هذا المتلقي صعب العثور عليه إلا ضمن نخبة وبذلك أصل إلى غايتي في التأسيس مع زملاء لي في العراق لأدب نخبوي، إذ ليست الغاية عندي الحصول على جمهور كمي أو حصد تصفيق قد يحصده أي بهلوان يرسم الضحكة على وجوه دمرتها الحروب لتزول بعد مغادرتهم مسرح العرض. كيف أكتب تاريخا للعالم اعتمادا على التلقي البدائي الكامن في داخلي لهذا العالم. من قال أن ما كتب في مجلدات التاريخ صحيح؟ ألم يكتب في كل حلقة منه من وجهة نظر. لكنني |أنا الشاعر لا أثق بمؤرخ. العالم مهمة من مهامي، علي أن أرمم الصدوع الكثيرة في جدار التاريخ، علي أن أكتب التاريخ على صفحات السماء التي لا تقدر على تمزيقها أو حرقها أو تحريفها أي قوة غاشمة. أنا يا صديقي لست حلقة في سلسلة مؤلفي خطاطات تأخذ شكل عمود شعري أو تقلد أعمدة حتى وإن بدت للنظر أفقية. طبعا مثل هذا الهم الثقيل قد لا يلفت إليه أحد ولكنه هو الصحيح، وإلا فما الفرق بين امرىء القيس مثلا وبين تلميذ له ما يزال يستخدم تراكيبه في القرن الحادي والعشرين. إذا استعصت عليك مفردة في قصيدة يكتبها هذا التلميذ فإن في إمكانك الرجوع إلى أي معجم عربي لتتعرف على معناها ولتدرك في اللحظة أن تلك المفردة قد أصبحت واحدة من متحجرات اللغة، والمعيار بسيط هو أنك لم تفهم معناها على الفور. ما أفعله أنا هو أن أصدمك بتركيب غريب قد يتألف من مفردتين بسيطتين أو أكثر ومع ذلك قد لا تصل إلى المقصود منه، ولن يسعفك معجم لأنك لا تقرأ ما يندرج ضمن متحجرات وإنما ضمن منظومة فكرية في حالة تفاعل مستمر، هنا تصبح للفكر مستويات في النص، الذي أسميه(قصاصة) و(مقصوصة) لكي أخلع العملية كلها من أرض التقليد والاستسهال الكتابي إلى فضاء الابداع والتفرد.
· التغييرات الادبية أصبحت مفاتيح للدخول الى كتابة فهم جديد للمعرفة عند الشاعر كي يرقى بنصه نحو مزايا جديدة للانطلاق الفكري حباً عبر الشعرية , أينك من التنظير , وهل خدم التنظير إبداعك الشعري ؟؟؟؟
أعتقد أن ما ذكرته لك في إجابتي السابقة يدعي المغادرة ابتداء من المصطلح مرورا باستكناه لحظة التكوين الشعري عبر تماحك الحدس الشعري باللغة [B1] وانتهاء بالتحكم في خارطة التلقي من أجل أن تكون علاقة الارسال والرسالة والتلقي في سياقها الصحيح، هذا كله لا يتحقق إلا إذا كانت هناك منظومة افتراضات تدرس وتناقش على مدى سنوات للخروج بحصيلة من المفاهيم القادرة على طرح أرضية نظرية تضيء لكيفية قراءة نص بعينه أو منجز بعينه، وإلا فإن المنجز يتحول بلا إضاءة إلى ما يطلق عليه (حوار الطرشان) في كتابنا_الناقد سعد محمود وأنا-الموسوم (ألقاب الجمجمة) حددنا منذ العام 1993 وهذا موثق ثلاثة أنواع من الكتابة الأدبية أطلقنا على ما هو دارج من الكتابة التقليدية (التنصيص) وقلنا أن التنصيص هو نسخ نصوصي، لأن النص والحالة هذه لا يتوافر على تحريف سياقي يناسب انحراف الرؤيا، أو ربما أن استقامة الرؤيا تستدعي سياقات مستقيمة، ، ثم أطلقنا على ما كتبه السبعينيون تحت تسميات (نص) و(قصيدة نثر) وتسميات أخرى (التنقيص) وقصدنا به تلك المغلاة في تحريف سياقات اللغة على حساب درجة الانحراف في الرؤيا مما يسفر عن تراكيب فيها تغميض مقصود لأجل التغميض أكثر مما هو تعميق للمعنى، وسجلنا مع ذلك لأولئك المتمردين فضل الجرأة في زمن يصعب فيه التجرؤ وذكرنا منهم خزعل الماجدي ورعد فاضل وحكمت الحاج وآخرين، ثم أطلقنا على مرحلة الموازنة بين انحراف الرؤيا والتحريف السياقي (مرحلة التقصيص) والمصطلح هنا مأخوذ من مصطلح (القصاصة) صفة جيلنا الثمانيني الذي أهملته الأوراق القياسية ورفضته المطابع لأنه مختلف عن السائد. إذا كان لابد من التنظير، الذي رأيناه كالفنار الذي يهدي السفن الضالة في متاهة بحر الكتابة إلى سواحل التلقي الآمنة. وقلنا إن هذه هي كتابتنا وعلى هذه الآليات تكتب ، وعلى تلك الآليات تقرأ ومن يدير ظهره عن الفنار فلن يجد سوى الغرق في العتمة وقد غرق كثيرون بالطبع وإلا فلماذا رفض الاختلاف مستمر.
· ألقاب الجمجمة إذا بداية مشتركة تؤسس للتنظيرات، ماذا عن هذه المشاكسة في الادب وهل نجحت هذه التجربة ؟؟؟
قلت لك قبل قليل إن (ألقاب الجمجمة) كان ضرورة نقول من خلالها إننا جادون في ما نطرح وإننا نقدم مفاتيح أولية لما يجده المتلقي من مغاليق في نصوصنا، وذلك بهدف إلزام الرافضين الحجة أولا وإيقاف المهاترات التي قد تعيق مسار الفعل الشعري الإبداعي وربما تحبطه، ولمصلحة من؟ نعم نجحت تلك التجربة التي رآها البعض كما وصفتها الآن بـ(مشاكسة) وهذا هو مستواها الظاهري، أما الباطني فهو لا يقل شأنا عن ضرورة سن قوانين لمنع إساءة، فبعد طرح التنظير في جزء أول في كتاب 1993(على النفقة الخاصة طبعا وبدون موافقة رقابة) تحول الجدل من (لماذا هذه الكتابة) إلى (كيفية تلقي هذه الكتابة وكيفية الكتابة دون الوقوع في شرك التقليد الشرقي أو الغربي) وأيضا تمكنا من خلال استجابة متلقين كانوا في صفوف معترضين أن نثبت هوية هذه النصوص ونثبت (عراقيتها) تأسيسا، ونثبت أنها نتاج واقع معاش وتجربة إنسانية معاشة من داخل نارها- تجربة الحربين والحصار وليس كمكا تتهم بأنها وافدة من الخارج لضرب الحركة الأدبية المحلية، كما تمكنا من خلال الجزء الثاني من الكتاب 1996 (على النفقة الخاصة بموافقة اتحاد الأدباء في نينوى) أن نردم ما ظهرت من فجوات في الجزء الأول وذلك بفضل الأماسي الجادة التي خصصت لهذا المشروع في محور الشهر النظري الذي استحدثه اتحاد أدباء نينوى آنذاك.
· ممن من الشعراء الموصليون ترى فيه نضجاً معرفياً في الكتابة الشعرية الآن ؟؟؟؟
أنا أتأثر بالشعر اللاواعي المبرمج وعيويا أيا كان كاتبه، بعيدا عن الجغرافيا، ومع ذلك علي أن أعترف بهذه الحقيقة: رعد فاضل شاعر أهم بكثير من شعراء ساهمت في ظهورهم الإشاعة وجعلتهم يمثلون الشعر العراقي في المحافل الأدبية داخل العراق وخارجه ولو كنت مخولا لوضعت نصوصا له في منهج الأدب والنصوص لنربي الأجيال القادمة على النموذج السليم للحداثة العربية، فهو شاعر كبير يعي ما يكتب عانى كثيرا ولم يضح بالفن على الرغم من كثرة المغريات.
· ماهو مستقبل القصيدة الآن على مستوى الوطن, لما يعانيه الان من أزمات؟؟؟
المشكلة في هذا السؤال أنه يطرح على شاعر هو في الأساس منظومة أزمات، فما مر بالبلد الذي يمثل الكل، قد مر بي بوصفي جزءا فيه، ولكن يفترض بي أن أكون جزءا فاعلا، وفاعليتي هي نتاجي المعبر عنه. هذا هو حق البلد علي ولكن حقي هو في اختياري كيفية التعبير وهو ما اخترته فكانت (القصاصة) و(المقصوصة). أعني من هذا كله أن الشعرفي العراق قد كتب عليه أن يكون وليد معاناة، أو أن هذا ما كان ويكون. في سنوات الحرب الثماني، كتب علي أن أرتدي الخاكي وأختبىء خلف ساتر وأتلصص النظر من مزغل، عين على الساتر وعين على عقرب قد يلدغني في أي لحظة ضمن سياق زمن مهدور ومقتطع من سياق الزمن الحقيقي الطافح بالحيوية والمعنى الذي يعيشه المواطنون خارج الجبهة، وهناك قلبي تجتمع فيه ارتعاشات شتى، الأم المريضة التي تنتظر دواء أشتريه لها من تجار أدوية في تلك الجبهة، القذيفة القادمة التي قد تلتهمني في أي لحظة، الحبيبة التي لم أرها منذ أربعين يوما أو يزيد وهاج حنيني إليها، الحياة التي تفقد معناها وانا أأكل من قصعة وإلى جانبي جثة غادرتها الروح منذ أيام ولم تخل بعد. ساق مبتورة، وتفاجأ بعد الظهر أنها لزميل لك قد تناولت شاي الصباح معه، وكان يحدثك سرا عن رغبته في الهرب. تلك كانت هيولي الشعر وما تزال فإذا أنت أضفت إليها أزمات اليوم والغد، فانك تزيد من رصيد هذا الهيولي وبالتالي تطمئن على حياة الشعر و مستقبله في العراق. ولكن الكيفية التي يراد أن يكتب بها هذا الشعر هي الأهم، هنا أقول يبدأ الاهتمام بالتقنيات من حيث ينتهي هضم التجربة وتمثلها. لقد تمكنا خلال السنوات العصيبة من الوقوع على ما ابتكرته المخيلة من طرائق لخداع الذاكرة النصوصية. فنحن اليوم لا نعتمد على إنتاج مجازات وبلاغات فحسب، بل نفرغ الأسطورة الراسخة في الذاكرة الجمعية لنحقنها بما ينطوي عليه البعد الشخصي المنطلق من وجهة نظر تعي أهمية الاختلاف وهذا ما أسميناه بـ( توقيع الأسطورة)، ونحن اليوم نؤسطر الواقع، أي ننقله من سياقه الفعلي إلى مستوى تحليمي يضاعف فيه طبقات المعنى ليكون مهيئا للتأويل عصي على التفسير، فمهمة التلقي يجب أن تتحول من مجرد استقبال تبسيط مدرسي للمعنى إلى رحلة وعبور مضنيين من الدال إلى المدلول، فتشعير السرد يستتبع تتبعا لطبقات لا لطبقة واحدة. · هنالك اعتراضات تحاول هدم هذا المنجز التنظيري وتقذفه بالكثير من الأقاويل ولا أراه كذلك مارأيك أنت ؟؟؟ أنت تستدعي إلى ذاكرتي الآن سنوات من الصراع أوجزها لك بالآتي: كتبنا في تنظيرنا أن القصاصة جنس أدبي يعتمد التهجين ويرفض أصالة الجنس، فانبرى لنا أحدهم، وكان مدرجا في لوائح المؤسسة الثقافية ضمن الأدباء الكبار ليسأل: هل تعني أنك ترحب بالبغل وترفض الحصان الأصيل؟ قلت له وكان ذلك بعد انتهاء الحرب مع ايران وخدمتي في جبهاتها ثلاث سنوات: نعم لأن البغل أقوى ولأننا في الحرب تركنا الصحراء واتجهنا إلى شعاب الجبال، وكان البغل رفيقنا وحامل أرزاقنا عندما تعجز الواسطات وتنعدم الخيارات. قال: هذه سفسطة ضحكنا صديقي سعد محمود وأنا. قال: وهذا تخريب ثقافي، وانتقلت هذه التهمة إلى بغداد واتخذت تجاهنا مواقف، وبرغم ذلك تمكنا بمساعدة الصديقين العزيزين الشاعر عبدالزهرة زكي والناقد حكمت الحاج من تخصيص الصفحة الثقافية لجريدة الجمهورية كاملة لنصوص تحمل مصطلح قصاصة ومقصوصة، وكان ذلك إنجاز كبير في وقته. ما أريد قوله إن من أشعلوا فتيل الصراع معنا خدمونا وها نحن بعد إحدى عشرة سنة نكتشف في كل يوم صحة ما طرحناه ونجني ثماره، فاليوم نتحاور أنا وأنت عن مصطلحات مستحدثة أثارت في وقتها استهجان كثيرين واليوم أصبحت واقع حال.
· أرجو أن تضع القصيدة الآن على المحك ولاتكن مجاملا على حساب العلاقة , أقصد الماهية التي تريدها أنت شعرياً وهل هنالك شعر يقرأ على صفحات صحفنا ؟؟؟
الصحف تنشر للجميع كل ما يكتبون. وهذا في رأيي جيد من حيث ضرورة تحقيق عدالة نشر للجميع. ولكن من مساوىء هذه الضرورة أنها تطمس بالكم الهابط القيمة الفنية العالية التي قد يحتضنها نص جيد. هناك شعراء تساعد في ظهورهم إشاعة هادفة، وهناك شعراء جيدون تعيق ظهورهم أو تؤخره الإشاعة المغرضة، ويبقى الأمل في أن لا تكون الحرب الأخيرة على العراق وما رافقها ويرافقها من تغيرات وإرهاصات رصاصة الرحمة في رأس الشعر الجيد، ما أتمناه أن نبقى نكتب شعرا عن العراق بكيفية عراقية . أجرى الحوار : عبدالكريم الكيلاني
#عبدالكريم_الكيلاني (هاشتاغ)
Abdulkareem_Al_Gilany#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشاعر أديب كمال الدين :قصيدتي رسالة حبّ حروفية !
-
الاديبة وفاء عبدالرزاق :الذين يعيشون خارج الوطن لهم مساحة كا
...
-
القاص والروائي نزار عبدالستار :في فرانكفورت كردستان حازت على
...
-
مابعد الهشيم
-
لماذا لايكون النشيد الوطني العراقي باللغتين العربية والكردية
-
بالحب وحده يحيا الانسان
-
أدونيس والعائلة السعيدة
-
حوار صريح مع المذيعة ومقدمة البرامج فرقد ملكو
-
حوار مع الشاعر العراقي المبدع .. عدنان الصائغ
-
حوار مع الروائي .. ابراهيم سليمان نادر
-
سجف على الوجه
-
الغربه
-
حوار صريح مع الروائي بيات محمد مرعي
-
التشكيل الجمالي في الروي المزدوج
-
حوار مع القاصة الروائية الاردنية رقية كنعان
-
الفنان التشكيلي العالمي .. بديوي .. في حوار صريح
-
سيدة المطر
-
حوار مع الفنانة .. بشرى الفائزة بجائزة الاوسكار في مهرجان ال
...
-
المركز الثقافي الكردي في الموصل
-
حوار مع المخرج التلفزيوني غازي فيصل
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|