أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - احصان الشيخ














المزيد.....


احصان الشيخ


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انعقدَ مضيف الشيخ احمود المغامس، وكنت من بين الذين حضروا مساء رمضانيا فريدا من نوعه ، حيث تجاذب الرجال اطراف الحديث، وكان الحديث حديث الساعة، حيث سلط الضوء على اكثر القضايا حساسية، وكان الحديث يتميز بحلاوة الوضوح وعدم التكلف في طرح الافكار، كان حديثا وديا، ولكنه تناول اخفاقات الحكومة في شتى مجالات عملها، وكانت السخرية اللاذعة حاضرة، حيث طرق جامن ابو موحان ابواب الشيوخ القديمة وخرج لنا بحكاية ذات مغزى مهم حيث قال:(امحفوظ ارخصني، فجاء الجواب مرخوص ابو موحان، اتفضل)، فلعلع صوت جامن وهو يملأ الديوان ويصك اسماع الرجال، يحكى ان شيخ عشيرة قوية ونافذة كان يمتلك حصانا اثيرا لديه، وكان يداريه مداراة خاصة، وصادف ان الحصان مرض ثم نفق، ولكن الشيخ لم يصدق ان حصانه نفق، وكان حزينا كئيبا وهو يردد مامات، الحصان مريض، فجاء احد الرجال وقال للشيخ:( امحفوظ آنه اشفيه)، ففرح الشيخ جدا وفسح للرجل الطريق ووقف ينتظر ماذا يفعل، قام الرجل بفتح انف الحصان وهو ممدد على الارض ووضع فيه قليلا من الرماد في جهته اليمنى، ثم وبطريقة فيها تكلف استدار الى جهة انفه اليسرى وفتحها ووضع فيها الرماد، وانتظر قرب رأس الحصان وهو يقرب سمعه من انف الحصان، وبعدها نهض وهو ينكث ثيابه ويزيح الغبار عنها، وقام بالانفراد بالشيخ، وهو يهمس في اذنه:(امحفوظ الحصان مات) ، فانبرى رجل من الجالسين، واقتاد الطبيب او العارف الى مكان خال، وقال له : ( احنه كنًه ندري الحصان ميت، جا انته عود اشسويت) ، فقال العارف:( بويه جا آنه اشلون عارف اذا امن ابعيد اكل للشيخ احصانك ميت، غير آنه اكل للشيخ اشكد عدي خبره وافتهم)، ضحك الرجال وساد الصخب في مضيف المغامس وضحكت كما لم اضحك من قبل، انفض المجلس وعدت افكر في حكاية جامن وكم هي عميقة، كان جامن يريد ان يقول ان الحصان ميت منذ زمان ولكن كل واحد يأتي يريد ان يثبت انه يمتلك من العلم والمعرفة مايؤهله ان يعيد الحصان الى الحياة، فيضع مايستطيع من رماد، وهو اسلوب واضح، ومعروف سافعل كذا وساوفر كذا وساضيف كذا، والنتيجة لاشيء، بل على العكس الاوضاع في ترد مستمر والفساد وصل الى اطراف بيوت الساسة، وربما دخل في بيوت بعضهم ونحن بعد نتأمل ان تعود الحياة بذرات الرماد التي تخرج من قبضة احدهم ليحاول ان يضع امامنا آمالا خادعة، كل الذي يجري ربما ينطلي على بعض الناس، ولكنه لاينطلي على كل الناس، ولذا من الخطأ الرهان على الوعود الكاذبة لان مصيرها ان تكتشف وسيخرج صاحبها خاسرا منكسرا ذليلا، اليوم ، غدا، بعد اسبوع، او بعد سنين، الحساب واحد والتاريخ دليلنا على مانقول اذ انه لم يغادر شيئا مهما كانت اهميته، والشيء بالشيء يذكر فقد اسر لي احدهم سرا خطيرا، قال ان لقاءات التجار صارت في المنطقة الخضراء، وهم يترددون على اكثر من مسؤول، لقاءات على مستويات عالية، حتى لديهم باجات للدخول هم واعوانهم، لقد قلنا ونكرر مانقول، ان كنتم اصحاب موهبة في الاعمال التجارية فعليكم مغادرة السياسة، او كنتم شركاء لتجار محددين فعليهم ان يعملوا بعيدا عن مكاتبكم في المنطقة الخضراء، وان كنتم قد اعطيتم عهدا لاحد بان الاربع سنوات ستدر بالكثير الكثير، فنقول لكم:(الياكله العنز ايطلعه الدباغ)، ويكفي مادمرتم حتى الان، لقد جعلتم العراق من اسوأ البلدان في المنطقة، بم نستطيع ان نقارن انفسنا، باصحاب النفط الذين عملوا من بلدانهم جنانا يعجب بها كل ناظر ومتأمل، ام نقارن انفسنا مع البلدان الفقيرة التي تعيش على مساعدات الدول الاخرى، ام مع البلدان المسحوقة التي تحيا المجاعات والعوز، امن المعقول انكم تمتلكون افواها لاتشبع، يكفي ما امتلكتم من شركات في الخارج وارصدة كبيرة باسماء ابنائكم واسماء زوجاتكم، ويكفي ماتم تهريبه من ملايين الدولارات الى الخارج، بايدي الابناء او الزوجات او الاعوان، الم تشبعوا بعد دعوا هذا الشعب المسكين الذي اتهمتموه حتى في احتجاجاته، وحولتموها الى تظاهرات طائفية لا اكثر، مايعني ان التظاهرات مشبوهة وابتعد عنها الكثيرون ، لتنعم الحكومة بالراحة وتذهب المئة يوم الى الجحيم هي ومنجزاتها الورقية، لا ادري لماذا الصمت على التجربة الديمقراطية التي اثبتت فشلها، علينا ان نفكر بالبديل، هذه الديمقراطية هي ديمقراطية القوائم ، وهي التي اكلت ثمارها فما لنا ولها، لايغركم الصمت فنحن نعرف ان الحصان قد نفق وانتم تتحركون حركات بهلوانية لتثيرون سخريتنا فحسب والا فكل شيء محسوم ومكشوف.


--------------------------------------------------------------------------------



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر
- ناب الافعى وصوت العندليب
- صندوك الولايات
- الياكل العصي مو مثل اليعدها
- هالكرسي العندك من ذوله
- ذاكرة العراق المشروخة
- رحم الله جمعه افندي
- هذا واحد من الاربعين
- الكاع وثورة تموز 58
- العطش ، العطش
- احقد من جمل
- من جلة الخيل
- امر حكومه او جاري
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر
- ديونّا ماوفيناها
- ناصر الاشكر وميناء امبارك
- مثل اخوة زينب ظلينه
- اليدري يدري والمايدري كضبة عدس
- اتلوا ( اكلوا ....)


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - احصان الشيخ