فاطمة الفدادي
الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 09:12
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
سيد الكتفي يعد من الظواهرالإحتفالية الشعبية التي عرفها المغرب قبل تمثل المسرح المغربي بقوالبه الأرسطية ، تولد هذا الفن عن "البساط " وتأثر به كثيرا لوجود ظاهرة القدح والهجاء .
نشأ بمدينة الرباط على يد مجموعة من حرفيي الخرازة ، وأطلقت على نفسها اسم طائفة "سيد الكتفي" تشبها بالطوائف الصوفية الأخرى كطائفة عيساوة وحمادشة وجيلالة وغيرها.
تتألف من اثنا عشر فردا يرأسهم شخص يطلق عليه اسم المقدم، وفي هذا الصدد قال د حسن المنيعي: " هو التجمع في مناسبة خاصة لقراءة الأذكاروالأمداح النبوية، وكذلك قضاء لحظات ممتعة فبما بينهم الشئ الذي يضفي على تجمعهم طابعا مسرحيا يخضع لقوانين اللعبة التي يتكلف بتسييرها المقدم ".
كذلك هناك فن البساط الذي ظهر في القرن 18، وكان يقوم على تقديم العروض خاصة في مناسبتي عيد الأضحى وعاشوراء بحضرة السلطان والمخزن ووجهاء البلد.
هذه العروض كانت بمثابة فرجة شعبية يلتحم فيها الفنانون ورجال السلطة من أجل تقديم عرض احتفالي فيه نكت وقصص ومحاكاة وشعر ورقص وغناء وأشياء أخرى تستهدف الإفادة والمتعة.
فهدا الفن لم يكن يقوم على العبثية في تمثيلاته، وإنما كان يقوم على النصوص والسيناريوهات المخططة مسبقا بالإضافة إلى الإعتماد على فعل الارتجال والحركة وهدا ماجعله يكتسب طابعا شعبيا إلى درجة أن عرف عصره الذهبي ، كما أنه لعب دورا هاما خاصة في نطاق الحركة الوطنية لحضوره كفن يجمع بين الجد والهزل ونقد عيوب المجتمع.
إن الثقافة كيفما كان نوعها فهي تبقى الوعاء الذي يظم تجارب الإنسان، فهي تعبر عن جوهره، لدلك يجب على الإنسان الحفاظ على ثقافته، فهي التي تعبر عن هويته التي لايمكن أن ينسلخ عنها،و يجب أن تكون ثقافته كمرجع ينطلق منه ليستشرف المستقبل،لدلك وجب الحفاظ على هده الثقافة لأنه اليوم بدأت جهود حثيثة لتدوين هده الثقافة التي تقاوم وتصارع غياهب النسيان.
#فاطمة_الفدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟