واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 16:04
المحور:
الادب والفن
وجع
يا أم أرغد هل لنا بلد ينعى إذا ما فاتنا بلد؟
أو هل لنا حجر فنسكنها والكوفة الحمراء تتقد
حزنا ببعض الريح أحجية ما حلها الآباء والولد
كابدت مذ عمري أوائله والآن منذور بنا الرصد
قدمت ساقي للعلا قدما إذ أخرتها في اللقاء يد
ما بعد أيامي لنا عبر والشعر مرتقب ومنفصد
جاوزت أحلام الكبار وفي كلتا يدي مصاحف جدد
أتلو عليك قصائدي نخلا إذ مريم العذراء ترتعد
وحيا وكل كلامنا آي وبه يحط الوزر والحسد
ما لي وفي أي الطريق أنا بل أنت والتاريخ والعدد
مالوا وفي جنبي متسع أن تسكن الدنيا وما ولدوا
هذا العراق وفيه من أذنوا أو لوحوا للناس أن يفدوا
في أي نهر ضاق عن يده حمى .. وما فاضت بها الركد
في كربلاء الأمس مفتقد ولنا العراق اليوم مفتقد
يا أم أرغد و اللقا غصص ما عاد تموزي به البلد
يا أم أرغد موجع صدئ قلبي وصار ضياءه الشهد
عانيت يا بغداد من وجعي يطفو على عيني فأطرد
وسنى يموت الورد في يدها حمراء يطفي صدقها أدد
ردي حياض الموت وانجذلي حوكي قوافينا فلا نكد
هذا كتاب العصف في يدنا ذرٌ به الشيطان ينفرد
ما ذنب شعري قام من يده مذ آدم الآباء تنتقد
إن عشت في رغد وفي عدن فلقد رأينا الله ينجرد
يا أيها العملاق في بلدي زحفوا وفي راياتهم زبد
قتلوك في شفة الزمان ولم يعطوك ما أعطيت فانفقدوا
هذي النواعير التي قتلت في أي عيس الأرض تنحشد
في كل ثانية لنا بلد يبكي على الوالدين أو ولد
في كل شبر من أصابعنا يردى شهيد غصه شهد
التربة الحمراء في يدنا بيضاء عند الله تنعقد
الفقر معجزة لمن بعثوا والفكر معجزة لمن رقدوا
أنا كل ما قربت من أمل خطوا رأيت الله يبتعد
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟