نارت اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 15:59
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
في الطريق الجبلي الساحر الذي يصل مدينة ليون بمدينة جنيف، وعند منعطف حاد نجد صخرة كبيرة بيضاء تم نحتها على شكل تمثال لجان دارك وكتبت عليها كلمات لشاعر فرنسا الكبير أراغون
Où je meurs renaît la Patrie
وتعني: في المكان الذي أموت فيه، يبعث الوطن من جديد.
تذكرت تلك الكلمات المعبرة وأنا أرى تلك المشاهد الرهيبة التي تعصف بسوريا، وكيف تبعث سوريا جديدة بفضل تضحيات هؤلاء الأبطال من شباب سوريا.
في كل مكان يسقط فيه شهيد، تتحرر تلك البقعة إلى الأبد وتصبح قطعة من سوريا الجديدة، سوريا التي لن يستعبدها بعد اليوم حكام وراثيون مهابيل.
ستلتقي يومآ تلك القطع مثل لوحة فسيفساء حتى تعمّ الوطن كله، ويتحرر كله.
المظاهرات صارت فرصة للشباب لكي يلتقوا، لكي يعبروا عن أنفسهم، صارت فرصة لإظهار شجاعتهم وحماسهم
مشاهد رهيبة تجري كل يوم في شوارع وساحات سوريا، مشاهد حقيقية، ليست أفلام هوليود أو رامبو، مشاهد تمتزج فيها الشجاعة والرهبة ورائحة الموت ولون الدم وأزيز الرصاص، هتاف الشباب ترتج له البيوت والأعمدة، ولما لا؟ فلأول مرة في حياتهم صار هؤلاء الشباب يعبّرون عن مشاعرهم وآرائهم، لأول مرة صارت لهم كلمة، صار لهم رأي، صاروا يشعرون أنهم يؤثرون، يغيرون، يصنعون شيئآ جميلآ، يحققون حلمآ طالما حلموا به.
وحتى الذين لم يكونوا من يأسهم يحلمون، سارعوا والتقطوا أمنية.
لأول مرة صار شباب الوطن يتحدّون طاغية ليس مثل كل الطغاة، وصاروا يجعلونه يصدر المراسيم ويشكل اللجان ويغير الوزراء والمحافظين كل يوم وكل ساعة، صار الطاغية يلهث وراء المنتفضين لإرضائهم وهو الذي ما كان يقبل من الناس أقل من لعق حذائه والسجود على صورته
صار من الواضح أن هناك محورآ للشر في المنطقة، أخطبوط أسود قميء مؤلف من حكومة إيران وحكومة المالكي في العراق والنظام السوري وحزب الله في لبنان
هذا الأخطبوط الذي يمسك بأعناق شعوب المنطقة ويعيث فسادآ ويحيك المؤامرات والدسائس، ويبدّد ثروات البلاد، ويدوس على كرامات شعوبهم التي تتطلع للحرية والكرامة والنهوض.
عندما تتحرر سوريا، سيتحرر الجولان، وسيتحرر لبنان من حزبه الإلهي العميل لإيران والنظام السوري.
سيتحرر العراق بعد ذلك من قبضة إيران، ويتحرر الشعب الإيراني من آيات الله المعممات السخيفات.
صفحة جديدة من التاريخ أكثر إشراقآ سوف تفتح، شرق أوسط جديد سوف ينهض وستزول الفوارق الاقتصادية والتنموية ما بين إسرائيل ودول المنطقة وستشعر إسرائيل لأول مرة بالخطر الحقيقي على وجودها.
سيأتي يوم تعتذر فيه إسرائيل ليس فقط من أردوغان، ولكنها ستعتذر أيضآ من سوريا ومن لبنان ومن الفلسطينيين.
#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟