محمد مقصيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 18:44
المحور:
الادب والفن
1
ها هي مشاعري فوق الطاولة .
مدِّي يديك وخذي ما يكفي لتشعلي المدفئة في الشتاء
سأمدُّ يدي إلى ذئب يعيش في صحراء الرغبة
ولنقفز من سطح أول فكرة تأتي
2
ربما , ندعو الله ذو القيتارة المقطوعة الأوتار إلى حفلة العائلة
وإن كان ذلك ضروريا , فليكن من المدعوين :
الله ذو القشرة السوداء وزوجته
والله الذي مات في بيت الجيران ,
والله سائق الميكروباص ,
والله رئيس قطاع الطرق والمتسولين واللصوص وتجار المخذرات ,
والله ذو الطائر الأزرق على كتفيه ,
والله القصير القامة ,
والله الصخري ,
والله الذي يَرى ما لا يَرى ,
والله الأعمى ,
3
هنا , في الغرفة , كل شيء طبيعي وأنيق :
المزهرية في مكانها قرب النافذة ,
والشرشف الأبيض في مكانه قرب الأريكة البيضاء ,
والأكاذيب في مكانها فوق الدولاب ,
والجوع في مكانه تحت مطفئة السجائر ,
والقتل في مكانه معلق على مسمار ,
والطاعون في وسط السقف تماما ,
والملك في مكانه أمام لعب الأطفال ,
والزلزال في مكانه يسار المرآة ,
واللصوص في درج الأقلام ,
واللغة البكماء في مكانها تحت السرير
والحمى في مكانها على الجذار ,
وكتاب الوحي في مكانه داخل حوض الأسماك ,
والشك بمحاذاة القنديل الزجاجي ,
والخيانة في مكانها قرب المروحة ,
والغذر في مكانه قرب زجاجات العطر ,
والسم في مكانه قرب مقص الأظافر ,
ورجل القرصان الخشبية في مكانها تحت الوسادة ,
والعاصفة البحرية في مكانها قرب ملابس النوم ,
والبحر في مكانه داخل صندوق الرسائل ,
والدموع في مكانها على حافة ماكينة الخياطة ,
والبربرية في مكانها على خشب الكرسي ,
مقاطع من نص طويل بنفس العنوان
#محمد_مقصيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟