سورية... ليبيا...ونفاق المجتمع الدولي المتواصل

فادي يوسف الجبلي

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سورية ...ليبيا ... المجتمع الدولي والنفاق المتواصل
احداث ليبيا بدأت كأنتفاضة شاملة ضد نظام العقيد القذافي في المنطقة الشرقية انتهت بأستلاء المنتفضين على هذه المدن وأنسحاب (او هروب) اعضاء الحكومة الليبية من هذه المدن.
في سوريا لم يتم الى الان الاستلاء (من قبل المنتفضين) على قرية واحدة .والشعارات التي رفعت في اول يوم من الانتفاضة السورية كانت(الشعب يريد اصلاح النظام) .بينما في ليبيا كانت اولى الشعارات (الشعب يريد اعادة النظام) في اشارة صريحة الى رغبة المنتفضين في اسقاط النظام الليبي.
في ليبيا ما أن بدأت الاحداث حتى سارعت الجامعة العربية الى طلب حماية المدنيين(في حينها لم يكن عدد ضحايا النظام الليبي قد وصل الى المائة)
في سورية وبالرغم من القمع الوحش للقوات الحكومية فأن أمين عام الجامعة العربية قد زار الاسد في عرينه وأكد دعم جامعة الدول العربية لنظامه.
في ليبيا منذ ايام الانتفاضة الاولى (بسبب انسحاب القوات الليبية وانشقاق العديد منهم وانضمامهم الى المنتفضين) تحولت الانتفاضة السلمية الى حركة مسلحة .
بينما في سورية الوضع هو كما كان .متظاهرين سليميين يواجهون الجيش وقوات الامن السورية بصدور عارية (لكون معظم المدن السورية تحت سيطرة النظام) .
ووفق ما ذكرته اعلاه فهل للبيب يخبرني عن السر الذي يقف وراء تلقي النظام الليبي لطلعات هجومية يومية بينما النظام السوري ما زال الى اليوم طليقا يمارس القتل بحق المواطنيين العزل .
في ليبيا هناك فريقان يتقاتلان وكل فريق يمتلك الاسلحة والامكانيات البشرية والالية بشكل اقرب الى المساوات(الحكومة الليبية لديها جيش منظم بأعتبارها دولة والمتمردين لديهم القدرات البشرية العسكرية المتوازية للقوات الحكومية بعد انظمام العديد من العسكريين الى الانتفاضة المسلحة) ومع ذلك ينحاز المجتمع الدولي الى احد الفريقين .
بينما في سورية ليس هناك سوى فريق مسلح واحد (وهو النظام) يفتك بالطرف الاخر الاعزل(وهو الشعب) ومع ذلك فأن المجتمع الدولي عجز الى الان من اتخاذ موقف مشابه لموقفه من ليبيا .

الموقف العربي
في اولى ايام الازمة الليبية سارعت دول الخليج الى دعوة القذافي الى التنحي.
بينما اقصى موقف اتخذه الدول العربية كان خطاب الملك السعودي والذي دعا فيه الاسد الى تطبيق الاصلاحات من دون الدعوة الى التنحي .
ما هو السر؟

الموقف التركي
في ايام الازمة الليبية الاولى كانت هناك دعوة هزيلة لتركيا الى المصالحة وسرعان ما تغير موقفها الى مساندة المتمردين
بينما موقفها من سورية هو اقرب الى المهزلة السياسية
في كل يوم هناك توسلات تركية للنظام القمعي في دمشق بضرورة وقف آلة القمع.

اسرائيل
بعد خلع نظامي مبارك وبن علي سارعت اسرائيل الى مباركة الشعبيين بهذا الانجاز.
بينما لم يصدر ادانة واحدة منها للقتل اليومي في سورية الى الان بالرغم من ان سورية هي قلعة الصمود والتحدي (انقل عبارة قلعة الصمود والتحدي من مخيلة الانسان العربي ) ووفق هذا فيفترض بأسرائيل ان تكون اكثر الدول حرصا على ازالة حكم آل الاسد .

بالرغم من انني من احاول ان (امشط) فكري من مفهوم نظرية المؤامرة ، ألا انني لا استطيع ان اجد مبررا لهذا الصمت الدولي والعربي لحمام الدم في سورية سوى بأن ازالة نظام آل اسد سيشكل (ازعاجاَ) للدولة العبرية .

مهزلة المجموعات الارهابية المسلحة
منذ بدء الاحتجاجات السلمية في سورية حتى برر النظام الاسدي عمليات القمع بحق المحتجين لوجود جماعات مسلحة .
والنظام قبل غيره يدرك تفاهة هذه الحجة
أي جماعات ارهابية مسلحة تلك التي تنتظر الجيش السوري(الغير مهني والغير مدرب على مكافحة الجماعات المسلحة) حتى يدخل المدن ويصادر اسلحة الجماعات (من دون اصحابها) ولتعود الحياة الى طبيعتها فيما بعد في المدينة .

الجماعات الارهابية المسلحة لها تنظيمات وهياكل قيادة ودول داخل دول(دولة العراق الاسلامية في العراق) .وامريكا (وما ادراك ما امريكا واسلحة امريكا) شنت اربعة هجمات على الفلوجة بالحديد والنار فشلت في ثلاثة وأنتصرت في الرابعة لوجود الجماعات الارهابية المسلحة فيها
ما هي اسماء الجماعات الارهابية المسلحة في حي الرمل في اللاذقية
ومن هم قادة هذه الجماعات ؟
وما هي الاماكن التي استولى عليها هذه الجماعات قبل ان يقوم الجيش العربي السوري (القهرمان) بتحرير هذه الاماكن .
النظام السوري يدرك قبل غيره خلو سورية من الجماعات المسلحة ولكن ما المتوقع من نظام قمعي مثله يواجه من يقول له(ارحل) .وهو يدرك جيدا المصير الذي سيواجهه في حال تنحيه عن السلطة
يا لسوء حظ القذافي فأن بضعته(ليبيا) لم يكن لها حدود مشتركة مع اسرائيل ولو كانت كذلك فربما كان ذلك سيسعفه ويجنبه ضربات الناتو بالرغم من انه صرخ بأعلى صوته بأن انهيار نظامه سيؤثر سلباَ على اسرائيل

#فادي_يوسف_الجبلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات