صالح نعيم الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 23:25
المحور:
الادب والفن
بعد ان الم ما الم من ويلات على العراق ..صرخت خارطته بعلو صوتها ..( مهاجرة أ نا )
Wall Photos
By Saleh Al Rubaiy · 155 of 155
Tag this Photo
Share
Download
Make this my Profile picture
Delete this photo
خارطة العراق
….............................
مهاجرة أنا
لملمت حدودي العذراء
حفظت تأريخ و مكان ميلادي
وثقت حضارتي
و اخفيت الجنائن السبع
طبعت لغتها
جمعت شهادات ميلاد شعبي
قبل ان
يثلمو ا حدودي
و يزوروا شهادة تأريخ و ميلاد شعبي
قبل ان يعنونون حضارتي لغيري
و يهجنون لغتي
وينهبوا جنائني
…....................................
مهاجرة أنا
سكبت ماء الرافدين في عيوني
شربت الاهوار
طفت بيوت القصب
اتكات على برديها
استأذنت اسماكها و طيورها
بكيت اهلها التعساء
قبل ان يجففوا الاهوار
ويغيروا مجرى الرافدين
و تموت الاسماك
وتهاجر الطيور
قبل ان يحرقوا بيوت القصب
و يسرقون حلاوة البنجر
…...........................
مهاجرة أنا
كتبتك بغداد في ذاكرة الوجع
نقشتك حلماً يطير بين
احيائك و ازقتك
على شناشيلك
بين نهدي
سطرت علي جبينك
مسارحها ...مراسمها ..جامعاتها
حدائق العشق
ابتسمت للقبنجي
غنيت لمائدة نزهت
قرات شعراً
للنواب و الجواهري
جمعت كل ادياني و قومياتي و طوائفي
شدة ورد
قبل ان يمزقوا جسدي
اصحاب الفتاوى
و راقصات السياسة
و عاهرات الذمم
فبل ان يمسحوا معالم بغداد
و يغيروا اسماء احيائها
وارقام ازقتها
و يلغوا رقم داري
قبل ان يكفروا المسارح و المراسم و الجامعات
و يهدمون حدائق العشق
قبل ان يسرقوا حنجرة القبنجي
و يحرقوا كتب الشعر
قبل ان يحرقوا الجوامع و الكنائس و الدير
قبل ان يمزقوا التورات و الانجيل و القرأن
و يتهموني بالكافرة
…..................................
مهاجرة أنا
حملت جبالها ووديانها و سهولها
حملت قلاعها
قبور الانبياء
قبل ان يسطحوا جبالها
و يطمرون وديانها
قبل ان ينبشوا قبور الانبياء
…...................................
مهاجرة أنا
لعبت اخر لعبة
لعبت مع الاطفال
مع الامهات ...مع الاباء
مع الحيوانات و الطيور
شممت رائحة زهور حدائقي
قبل ان يعلموا اطفالي
الرماية و القنص
قبل ان يطعنوا قلب امي
قبل ان يبكي ابي
قبل ان تسحق حدائقي بالاحذية
….................................
مهاجرة أنا
مهاجرة عنتوة
مهاجرة انا فيك
و مهاجرة انت في
صالح نعيم الربيعي
هولندا
#صالح_نعيم_الربيعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟