|
المشير طنطاوي شيطان في كل الأحوال
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 12:59
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
خلاف الأستاذ محمد حسنين هيكل مع آل مبارك إتضح إنه مجرد تمثيلية ، بعد أن عرفنا أن نجل له قد تربح في أثناء هوجة الخصخصة في عهد مبارك الأثيم . إذاً لا فارق بين الأستاذ هيكل ، و صاحب تشخيص متلازمة ستوكهولم ، و الأخر الذي دعا إلى أن يكون عمر سليمان خليفة لمبارك ، فكلهم أبواق للسلطة ، و إن إدعوا ، و أدعت السلطة ، خلاف ذلك . لهذا فإن كل ما يصدر من أراء عن الأستاذ هيكل يجب أن تعامل بنفس الطريقة التي تعامل بها كتابات ، و أحاديث ، كتاب السلطة المشهورين . أي دراستها ، لمعرفة ما تفكر فيه السلطة ، و ما تخطط له . الأستاذ هيكل - و كما إطلعت في إحدى وسائل الإعلام عبر الإنترنت - دعا إلى أن يكون محمد حسين طنطاوي رئيساً لمصر . دعوة لا يجب أن تهمل ، و يجب التعامل معها بجدية ، و إعتبارها بالون إختبار ، خاصة أنها لا تناقض المنطق ، و هناك شواهد تؤيدها . لا تناقض المنطق ، فحلاوة قمة السلطة تذوقها طنطاوي ، و لازال يتذوقها ، و يرتشف منها ، منذ ستة أشهر ، و بضعة أيام ، و هي مدة يبدو إنها كافية لجعله يدمنها ، هذا إن لم يكن الأمر مخطط من قبل ، و أن طنطاوي هو قائد الإنقلاب العسكري الذي هددنا به عمر سليمان في الأيام الأخيرة من حكم مبارك السفاح . أما الشواهد فأهمها حملة التلميع التي تشن حالياً ، لتصوير طنطاوي على إنه ملاك طاهر كان يعيش بين الأبالسة ، و هي حملة وصلت إلى حد أن أصحابها أصبحوا مستعدين لشنق محمد حسني السيد مبارك ، من أجل إبقاء طنطاوي على كرسي الرئاسة . إنهم يضحون بماضيهم من أجل إنقاذ حاضرهم و مستقبلهم . لكن هل حقاً كان طنطاوي كالملاك ، يعيش بين الأبالسة ، إلى أن جاءت الثورة فأعطته الفرصة للخروج من ذلك المستنقع الآسن ؟؟؟ إننا نعلم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، و طنطاوي سكت كثيراً ، إن لم يكن شريكاً . لقد كان الرجل الثالث ، أو الرابع ، في النظام ، من حيث القوة ، و شاهد بنفسه ، و عن قرب ، كل مثالب النظام ، و جرائمه ، و يعلم بالتأكيد عنها أكثر مما يعلم الرأي العام المصري ، فلماذا سكت عنها إذا كان حقاً ملاك ، كما يريد إعلام السلطة تصويره ، و ترويجه ، للشعب ؟؟؟ لا يمكن أن نجد لسكوته عذراً . لقد كان تحت يده الجيش ، و كان يمكنه أن يقوم بإنقلاب عسكري ، يطيح فيه بهؤلاء الأبالسة ، و كان إنقلابه هذا سيلقى ترحيب قطاع من الشعب ، و هو ترحيب - و الحمد لله - لن يلقاه أي إنقلاب عسكري الآن ، بعد أن رسخت فكرة الثورة الشعبية السلمية في الوعي الشعبي بعد نجاحها في إسقاط مبارك ، و إن لم تسقط بعد نظامه . أما إذا كان الإنقلاب مغامرة لم يكن يستطيع خوضها ، خاصة مع رؤيته فشل العديد من المحاولات ، فكان بإمكانه أن يتحول إلى معارض ، و كان بكل تأكيد سيجد دولة غربية من العالم الأول تمنحه اللجوء السياسي ، فهو يدخل ضمن الفئات الثلاثة التي تفضل الدول الغربية منحها اللجوء السياسي ، و منها كبار الساسة الفاسدين السابقين . هناك في المنفى كان بإمكان الملاك طنطاوي أن يحارب الأبالسة ، بلسانه ، و قلمه ، بدون أن ينغص عليه أحد حياته ، فشهرته كانت ستحميه من محاولات الإغتيال مثلما كانت ستمنع تعرضه لمضايقات على شاكلة قطع خدمتي الإنترنت و كابل التلفزيون عنه بالأسابيع ، و كانت ستحميه من التعرض لمحاولات تلفيق التهم و تشويه السمعة ، و تمنع تحول حياة أطفال أسرته إلى جحيم من الشتائم المقذعة ، و العنصرية ، و التشكيك المتعمد في نجاحاتهم ، عقاباً له على رفضه الإذعان للضغوط و الإنكماش أمام التهديدات ، و لم تكن لتسمح له شهرته بتعريضه و أفراد أسرته لحرب تجويع ، و بالتأكيد كان سيكون لديه جواز سفر صالح ، و شهرته كانت ستفتح له الميكروفونات ، و الشاشات ، المغلقة . فإذا كان لم يكن في مقدوره قيادة إنقلاب ، و لا يطيق حياة المنفى رغم إنها كانت ستكون آمنه بالنسبه له ، فقد كان بإمكانه أن يلتزم بأضعف أشكال الإحتجاج ، و هو إعتزال هؤلاء الأبالسة ، و الإكتفاء براتبه التقاعدي العسكري قبل توليه منصب وزير الدفاع ، فيكون له في إكتفاء شارل ديجول براتبه التقاعدي العسكري إسوة حسنة . لم يختر طنطاوي شيئاً من السبل الثلاثة السابقة ، و ظل جزء من قمة السلطة لعقدين تقريباً ، و هنا يلاحظ القارئ أن وحدة القياس الزمني ليست الشهر ، أو حتى السنة ، بل العقد . لم يكتف طنطاوي بالبقاء عقدين تقريباً بين الأبالسة ، و المجرمين ، بل بذل كل ما في وسعه لحماية كافة المجرمين ، من الكبير ، إلى أصغر عضو في جهاز الشرطة و أحقر بلطجي ، و أرتكب جريمة قتل في الثامن من إبريل ، و جرائم هتك عرض ، و جرح عمداً المئات ، و إعتقل المئات ، و نصب سيرك المحاكمات العسكرية للمدنيين ، و لازال يقترف معظم تلك الجرائم . ثم أضاف لسجله الإجرامي الطويل السابق ، جريمة القذف بحق الثورة المصرية ، فوضع يده في يد إدارة أوباما ليتهم الثورة المصرية - بشهدائها الأبرار ، و جرحاها الأطهار - بالعمالة ، و الخيانة ، و الإرتزاق . لقد إتهم الثورة بأفظع التهم التي يمكن أن توجه لثورة ، و لنا كأفراد من الشعب أن نتهمه في ذمته المالية . إننا نريد التدقيق في الذمة المالية لطنطاوي ، و أعضاء مجلسه العسكري الحاكم . نريد أن نتأكد أنه على وجه الخصوص لم يشارك في نهب الشعب ، و لم يتربح من وراء صفقات تسليح جيش الشعب . عشرون عاماً تقريباً من التربع قرب قمة هرم السلطة الفاسدة التي حكمت مصر ، و جهوده لحماية كل ذلك الهرم الفاسد بعد أن سقطت قمته ، قرائن ، إن لم تكن أدله ، على فساد طنطاوي هو الأخر . و هذا التدقيق ليس نهاية المطاف بالنسبة لطنطاوي ، فهناك أمور أخرى يجب أن يُسأل عنها ، و يحاسب عليها ، أيضاً . هذا عن طنطاوي ، أما عمر سليمان فأمره لدى الشعب أكثر إظلاماً .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا تريد الإدارة الأمريكية تشويه الثورة المصرية ؟
-
حتى لا يقول أحد : أنا الجيش
-
جرائمه أكثر من أن تنسى و أكبر من أن تغتفر
-
الشعب سيحكم على المحاكمة
-
نعم للديمقراطية و لو فيها الإخوان ، و سحقاً للإستبداد أياً ك
...
-
حتى يصبح الخامس و العشرين من يناير 2011 العيد الوطني لمصر
-
المخابرات السليمانية إخترقت القيادة الإخوانية
-
الشعب يريد الحكم
-
درس من القرآن في ضرورة إستئصال النظام الظالم بالكامل
-
إستكمال الثورة أولاً
-
إنه نظام طنطاوي ، و الأدق نظام طنطاوي - سليمان
-
تسييس القضاء العسكري خيانة
-
جهاز المخابرات يجب أن يبتعد عن السياسة و أن يخضع للرقابة
-
في قضية التدخل الإسرائيلي ننتظر حكم القضاء المدني النزيه
-
إنها محاولة يائسة ، بائسة ، لإنقاذ مبارك من حبل المشنقة
-
التعاون مع آل سعود إهانة للثورة و شهدائها
-
نصف بالقائمة و نصف بالفردي ، لن نساوم
-
المجلس العسكري الحاكم دمر سمعته بنفسه
-
لماذا كل هذا الصبر على مجرمي جهاز الشرطة ؟
-
السلفي الحر ، و السلفي الحكومي
المزيد.....
-
لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف
...
-
أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
-
روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ
...
-
تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك
...
-
-العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
-
محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
-
زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و
...
-
في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا
...
-
النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
-
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|