أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال سعيد يادكار - الحسن والحسين و أنا














المزيد.....

الحسن والحسين و أنا


طلال سعيد يادكار

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 08:43
المحور: الادب والفن
    


عندما كنا صغارا ونحن نتابع مسلسل ( ستار ترك ) , كنا نتسمر أمام التلفاز والذي كان بالابيض والاسود ! ونحن نشاهد طاقم السفينة الفضائية بقيادة ( كابتن كيرك) وهم ينتقلون في الفضاء بين الكواكب , وكنا لانندهش من ذلك قدر اندهاشنا من طريقة انتقال افراد الطاقم من المركبة الفضائية الى مكان اخر أو بالعكس ( الانتقال عبر الزمكان ) وذلك بوقوفهم على منصة خاصة ليتم بعد ذلك تشغيل أشعة خاصة اسطوانية الشكل تسلط على أجسام الطاقم ليتحولوا الى ذرات أو فوتونات ضوئية ومن ثم يختفوا تتدريجيا وبعد ذلك يظهروا تتدريجيا في مكان اخر محدد سلفا ! وكنا أيضا يأخذنا العجب من طريقة اتصالهم ببعضهم باستخدام جهاز صغير محمول باليد ( شبيه بالهاتف المحمول) حيث لاأسلاك ولا هوائي !

كان ذلك المسلسل من الخيال العلمي (انتاج 1966) , ثم تم انتاج نسخ جديدة وحديثة منه وتم انتاج افلام ايضا تحمل نفس الاسم. ولكن النسخة الاولى تبقى لها نكهة خاصة واداء خاص ! لأن معظم تفاصيله تحول الى واقع ! والخيال أصبح واقعا علميا ملموسا , ابتداءا بالمركبات الفضائية والمحطات الفضائية وانتهاءا بالحاسوب والهاتف المحمول ! تذكرت المسلسل و ( أنا ) أتابع الخلاف والجدال حول مسلسل ( الحسن والحسين) ! أيعرض أم لايعرض ؟ هل سيستمر العرض أم لا ؟ وهل من الجائز شرعا تجسيد الشخصيات المقدسة أم لا ؟! وغير ذلك من التساؤلات الاخرى.

فنحن لم نكن ننتظر من فنانينا سواء كانوا ممثلين أو مخرجين أو منتجين أفلاما ومسلسلات عن الخيال العلمي ( كفلم العودة الى المستقبل ) أو المسلسل السابق الذكر ( ستار ترك) فنحن نعرف امكانياتهم ( المادية والمعنوية والتقنية ) المحدودة ! بل كنا ننتظر أعمالا درامية فنية اجتماعية عاطفية كالمسلسلات التركية أو الارجنتينية المدبلجة على أكثر تقدير ! كنا ننتظر أعمالا تعكس واقعنا وتلملم جراحاتنا العميقة بعمق التاريخ ! وتجمعنا وتقربنا الى بعضنا وتقوي أواصر الالفة والمحبة التي انقطعت أو كادت ! كنا ننتظر عملا توحدنا في هذه الفترة العصيبة والتي نحن فيها على مفترق الطريق !! فبدلا من ذلك فاجئونا وقدموا لنا عملا تاريخيا ذو صبغة دينية ( مذهبية ) بشخصيات مجسدة لأشخاص ( مقدسة) لأحداث مازالت الامة مختلفة على تفاصيلها وشخصياتها !

مالجديد الذي سيقدمه لنا هذا العمل ؟ مالذي سيقدمه للمجتمع ؟ بالتأكيد لن يوحدنا , لأننا ننظر الى التاريخ كل من زاويته , وكل يقرأ التاريخ بانتقائية وبعصبية شبيهة بالعصبية ( القبلية ) وحسب هواه وميله للعصبة التي ينتمي اليها ! ومشكلة التاريخ لدينا أنه أصبح مقدسا الى درجة النص المقدس ! وشخصياتها اصبحوا مقدسين الى درجة فوق البشرية ! ومتى ما قرأنا التاريخ قراءة نزيهة وحيادية ومجردة من القداسة , أي قراءة تحليلية علمية نربطها بالواقع والارض ونقطع صلتها بالغيبيات والسماء , عند ذاك سنبدأ بفهم الحقيقة ! وعند ذاك تكون مجتمعاتنا مستعدة لتقبل الحقيقة التاريخية سواء مع أو ضد بحلاوتها ومرارتها بسرائها وضرائها بانتصاراتها وهزائمها ! ومستعدة لتقبل أي عمل تاريخي عن أية شخصية كانت وعن أي حدث تاريخي وعن أية معركة أو وقعة , حتى لوكانت معركة كمعركة (الجمل) مثلا ! أو وقعة كوقعة ( الحرة ) !

وبالتأكيد اذا لم تجمعنا هكذا اعمال ولم توحد صفوفنا , فبالتأكيد لن تقدم لنا اختراعا جديدا ولن تلهمنا لكي نخترع ! بل في احسن الاحوال ستلهم رجال الدين في اصدار ( فتوى جديدة) في جواز تجسيد الشخصيات المقدسة ! والتي بدورها ستفتح المجال لاعمال تاريخية اخرى وفي تجسيد شخصيات مقدسة اخرى وربما مزيدا من الفتاوي ومزيدا من الاختلافات ! ومن الواضح أن هكذا أعمال فنية تاريخية ستشدنا الى الوراء والتخلف , كما تشد أفلام الخيال العلمي أهلها الى الأمام والتقدم !



#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب تاريخي!!
- الجذور التاريخية والدينية للصراع العربي - الفارسي !
- الشباب العربي والثورات العربية والقضية الفلسطينية ....
- نعم ... كان سيتحول الى مزار!!
- في ذكرى الغزو.... غزو الفضاء
- داء العظمة... مرض و جنون!!
- النظام السابق !!
- ياعرب ... لاتتدخلوا.. أنه شأن داخلي!!
- الله ... الغائب عن الثورة
- الصوت الثائر ....!!
- أنا متألم لسقوط بن علي ...
- نهنيء الشعب التونسي بفرار قائد المسيرة!!
- إذا كانت الوحدة نقمة.. ربما يكون الانفصال نعمة!
- دماءنا ماء... ودماءهم دماء
- المواطن العراقي والشقيق العربي بين المرحلتين السابقة والحالي ...
- من كسوة الحجر الى زينة الشجر .... الأغلى في جزيرة العرب!
- الشرق الأوسط ...أم... الشر الأوسط
- الفكر الحر في العالم العربي الغير الحر
- لم يخلقنا الله عبيدا...بل خلقنا أحرارا
- غصن الزيتون بدلاً من شعار السيف


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال سعيد يادكار - الحسن والحسين و أنا