ميس اومازيغ
الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 19:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نصبح ونمسي نحن الشعوب المبتلات بحكام اميين بلداء, في اقطارنا المغاربية والشرق اوسطية , على سماع كل عبارات القدح والتحقير للشعب الأسرائيلي. حتى غذا رمزا للشر في عقول كهولنا وشبابنا لا يظاهيه فيه شعب آخر. وضرب على محاسنه حصار من الأسمنت المسلح , لدرجة خيل لنا معها انه لا يمت الى الجنس البشري بصلة.بل تجاوزنا ذلك الى اعتباره شعبا لا يخرج عن كونه مرضا خبيثا في جسم المجتمع الدولي, هدفه الأساس ألأبادة الجماعية لهذا المجتمع . وغذونا لا يبلغنا عن طريق وسائل اعلامنا النظامية طبعا والمتخلفة طبعا سوى اخبار تلكم الأحداث التي تراق فيها الدماء, اكانت اسرائيلية او فلسطينية .وذلك للتشفي متى كانت اسرائييلية, و للتنديد والتهديد والوعيد اذا كانت فلسطينية, او تجاوزا ومبالغة دماءا عربية لأعتبار القضية الفلسطينية قضية عربية في عرف العرب. هؤلاء الذين كما هو مالوف ترديد مجال تواجدهم الترابي هو ذلكم الممتد من المحيط الى الخليج . فصار العربان بعد الهزائم الشنيعة التي سجلها عليهم التاريخ بشان الحروب التي خاضوها مع القوات المسلحة لهذا الشعب, وبعد ان شنفوا مسامعانا وهم يصيحون بحناجرهم التي لا تحسن الا الكلام, حتى اعتبروا بانهم ليسوا سوى ظاهرة صوتية, انهم سيرمون باسرائيل الى البحر,صاروا يتنافسون في التنبؤات التي تبشر بقرب زوال هذه الدولة من على الخارطة .مغتنمين في ذلك ابسط واقعة او حادثة كنزاع عادي ومالوف لدى السياسي الممارس اللبيب ناشىء عن التدافع بين رموز نظامها . وبعد فشلهم في اللعب بورقة القومية العربية التي اهتدى اليها الديماغوجي ميشيل عفلق والتي كانت وبالا عليهم تعطل بسببها تنفيذ معظم قرارت جامعتهم, ان لم اقل حا لت دون توصلهم الى اتفاق على أي قرار من شانه خدمة هذه الأيديولوجية سيما في جانبها المضاد لأسرائيل ,بعد فشلهم ذاك وحيث انه لا حاضر لهم يمكن الأعتماد عليه للنهل منه واستخراج غيرها من الأوراق, مادام ممثلوا انظمتهم يعلمون انهم عديموا المشروعية في توليهم امرهم وتدبير شؤونهم , وكونهم خداما اوفياء للدول الغربية الحامية لعدوهم هذا, والتي على راسها الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأقوى عالميا في كل المجالات. نضروا الى الأرض فترائت لهم ابار النفط فما كان الاان اعتقدوا انه الورقة الرابحة والتي باستعمالها تهديدا بقطعه عن هذه الدول ستحملها على الوقوف الى جانبها ,وبالتالي ضربها باسرائيل عرض الحائائط ,نا سين ان الحكيم الغربي لا يقدم على اتخاذ أي قرار الا بعد الدراسة والتمحيص, كما نسوا ان هذا النفط انما اكتشفه الغرب بعد ان مشى عليه العربان حفاة. واستخرجه ثم سوقه , مع استعمال الكراسة والقلم على ايدي محاسبين لا يتركون صغيرة ولا كبيرة من مصارفهم واجورهم وعما لهم الا وعدوها. الى جانب التخطيط لعمليلت التحكم في التسويق حتى بحمل المالك الى الزيادة في الضخ للتحكم في الأسعار. كما تناسوا ان لا بديل لهم من غيره كوسيلة للدخل القومي, اذ ماهو بصالح لا للشرب ولا للأستحمام و ما هو الا طعام للجماد الذي لا يملكون. وبعد تذكير رموز انظمتهم بذلك من قبل حماتهم الغربيين وخوفهم عن كراسيهم الوثيرة التي الفتها مؤخراتهم, حتى تنافسوا على توريثها لأبنائهم في الجمهريات بعد ان اضحت امرا مقضيا في الملكيات, نضروا الى السماء وانزووا الى اركان قصورهم على طريق سابقهم القائل زملوني زملوني دثروني دثروني فاومؤوا لحليفهم الخرافي الديني بكتاب محمد الذي تلقفه هذا سيفا مسلولا, وصاح في مكبرات الصوت التي ابتكرها الكافر بهذا الكتاب قائلا انا لكم بالمرصاد ايها القردة الخاسؤون . واقسم بالخفيفة والثقيلة من الأيمان انه لن يهدأ له بال الا اذا محى اثر اسرائيل من الوجود.
العرب واسرائيل والحرب الدينية
اجتمع الدهماء حول منصة الخطيب يستمعون لخطاب لا بداية له ولا نهاية, رافعين كتاب محمد ملوحين بقطع من الثوب قد يتيه المرا وهو بصدد البحث عما ترمز اليه ,الى جانب شعارات تقشعر لها الأبدان ويقف شعر الرأس مستقيما الى اعلى, حتى درجة تسجيل حالا ت اغماء لدى بعض الحضور. انها الحرب النفسية وسط ذوي القربى مادام ان الحرب مع من سخر الخرافي الديني لمحاربته لن تحصل, لأنه هو نفسه لا يريد لها ان تحصل مادام ان غايته ومسخره هودوام القضية الفلسطينية بقرة حلوبا ومشجبا تعلق عليه كل مصائب الشعوب العربية .لا حاجة لهما للبحث عن غيرها لألهائها عن ألأحتجاج والمطالبة بحقوقها المسلوبة التي على راسها حقها في تقرير مصيرها. فتنافس خدام عقيدة محمد في تمييزانفسهم عن غيرهم حتى في اوساط باقي معتنقي نفس العقيدة .فاطيلة اللحى وخضبت بالحناء كما سودت رموش العيون بالكحل و احمرت الشفاه بالسواك. وتباروا في استعمال العطور صفر كحول والتهافت على القميص الأفغاني والنعل السعودي, حتى ليكاد المرأ يعتقد ان المسلم محكوم عليه بالتمسك بدرجة من التطور ممثلة في حالته هذه دون غيرها والى الأبد.
تحركت الساحات السياسية في الأقطار العربية مدا وجزرا فصا لت وجا لت الميليشيات المسلحة
من احزاب الله وملائكته و جنوده الى سرايا اضرحة خدامه . تذكروا الخيل والسهام وما اراقته من دماء عبر تاريخ الغزواة. وتحسروا على السلف هذا الصالح الذي يتعين الأقتداء به والسير على صراطه ومنهاجه .غيرانهم ووجهوا بما ابتدعه الكافر من اسلحة لا قبل لهم بها .وما كان الا ان حاولوا تجربة بعضها بعد ان وظعوا عليها اتيكيت حلال . فهللت وكبرت ثم اطلقت صواريخها انها القسام وما ادراك ما القسام صواريخ كرطونية عمياء ,على الأراضي الأسرائيلية لتسقط في الخلاء, تكون ضحيتها الحشرات والزواحف واعشاش الطيور. لتحارب بذلك الطبيعة عوظ العدو. وما يكون من هذا الأخير الا ان يشهد عليهم العا لمين لتبرئة ساحته ان هو اقدم على ألأنتقام دفاعا على نفسه. فيتصيد بذلك الفرص لأعلان الوجود وهو وجود قوي ومستحق, مادام ان ورائه شعبا مستميتا. اريد له من قبل العربان ان لا يعرف عنه الا انه عدو للبشرية ليس الا .فتهل عليهم طائرة بدون طيار محملة بقنابل من خزائن اعدت للخرافيين الذين ينتظرون قدوم طير ابابيل بحجارة من سجين فماهي اتت ولا هم عنها معرضون. ويعمل الجندي الأسرائيلي على تخريب البيوت على اهلها المغلوبين على امرهم والمفعول بهم من قبل ذويهم. هؤلاء الذين يختبؤون في فنادق راقية لدى دول الجوار او في مغاورهم وقد اعدت لهم موائد من الطعام الفاخر. مولين ظهورهم للفلسطيني المقهور تاركين اياه عرضة لوابل من الرصاص المصهور.
ألأسرائيلي يحارب ويبني والعربي يصيح يهدد ويهذي
لنكون واقعين وموظوعيين ايها القارء المحترم ولا نسمح لأنفسنا بالتغاظي عن حقيقة لا تخفى الا على شعوبنا بفعل ما يرغب فيه ممثلوا انظمتنا الأستبدادية الأميين البلداء, من ايهامنا به مما يمكن منا العداء لهذا الشعب, ونعلم ان الشعب الأسرائيلي عصي على ان يقهر سيما من قبل هذه الأنظمة لأسباب سأتولى سرد بعظها لأزالة الغشاوة عن العيون.
1)نشأة الدولة السرائيلية:
سامر مر الكرام على عملية نشوء هذه الدولة لكون موضوع مقالتي انما يهدف الى ابراز الجانب الأيجابي للشعب الأسرائيلي, والذي تعمل انظمتنا على اخفائه علينا او التبخيس منه .بالرغم من كونه جانبا مبهرا وفق ما سوف يتظح مما سيشار اليه, ويبقى بالتالي للقارء المحترم امراصدار حكمه الذي ارجو ان يكون موضوعيا بعيدا عن أي خندق ايديولوجي . فمن المعلوم ان هذا الشعب عاش في الشتات لسنين طويلة, كان من شانها ان تذيبه في هويات الشعوب المتعددة التي عاش تحت الويتها وتنقرض بالتالي الهوية اليهودية , غير ان هذا الشعب المستميت المتسم بالتحدي استطاع ان يحافظ عليها كما حافظ على عاداته وتقاليده ولغته بالشكل الذي لن يستطيع أي شعب آخرفي ظروفه تلك القيام به. ولقد لعبت حياتهم داخل غيطوهات خاصة بهم دورا لا يستهان به في الحفاظ على تميزهم لما تفرضه من الأبقاء على العلاقات الأسرية والعائلية, بفعل الزيارات المتبادلة النهارية والليلية التي يتداول خلالها في كل الأمور الخاصة بهم من تاريخ وعقيدة وغيرهما, مع الحرس على حضور صغارهم هذه الأحاديث ليتولوا حمل المشعل في المستقبل , وتعويذهم على احياء وممارسة شعائر مناسباتهم الخاصة كالأعياد المأخوذة عن السلف. هذه المناسبات التي في معظمها صورا واظحة للعلاقات الحميمية والدافئة لأفراد الأسرة الواحدة فيما بينهم, والتي تعطى فيها للأم المكانة المحترمة اللائقة بها ومعاملتها من قبل زوجها بما تستحق من حب ممزوج بالحنان. هذه العاطفة المشتركة بين اليهود بشكل يستحيل على أي شعب آخر ان ينافسهم فيها . وعملهم من اجل الحفاظ على تميزهم هذا لم يحل دونهم والغوص في الحياة الأجتماعية لشعوب دول الأقامة . حتى انه ليصعب على المهتم في حالات كثيرة تمييز اليهودي عن غيره من المواطنين. فتجده ممارسا لحرف كالحدادة والنجارة وتاجرا مستقرا او متنقلا الى ان تولوا وظع اليد على ألأقتصاد والأعلام في الدول الكبرى, وشكلوا لوبيات يقام لها ويقعد لما تملكه من نفوذ. الى ان حلت سنة1948 لتكون سنة يظهر الشعب الأسرائلي فيها لشعوب دول العالم انه باق على قيد الحياة, وبكل ما يحمله من مميزات. وانه قادر على بناء وتاسيس دولة خاصة به وهو فعلا ماكان له. فبعد حروب وصراعات طويلة مع العرب والمسلمين
رفع رايته عاليا على سطوح مؤسساته الرسمية . كما شمر على سواعده وانطلق في البناء. بناء الأنسان وبناء الأرض. بعد ان استطاع امتصاص الفوارق الثقافية المميزة للفسيفساء الشعبية ,اعتمادا وتغليبا للثقافة المشتركة واعتمادا على الديموقراطية والعلمانية التين جعلتا منه شعبا منافسا لأعرق واقوى الديموقراطيات في العالم. ساعد على ذلك ما يحتضنه من ادمغة فريدة وناذرة بتخصصات في المجالات العلمية المختلفة . فوضع نصب عينيه الأنسان الفرد اليهودي وتولى اعداد مساكن تتوفر على كل مستلزمات السكن الصحي المريح . وكانت مدنهم من النظافة بمكان تتخللها مساحات خضراء باشكال هندسية عجيبة , حتى انه يستحيي المرأ ان يجازف بالبصق على ارضها . لا سكن في المغاور ولا خيام بلاستيكية كما هو الحال في احزمة مدن العربان المسلمين . كما ياناس لا وجود في شوارعهم وازقتهم لمتسول رث الملبس كما هو الحال لدى العربان المسلمين خير امة اخرجت للناس الذين لا اعلم من يكون هؤلاء الناس الذين هم خيرمن هم؟
نعم انطلق هذا الشعب الأسطورة الذى خرج الى الوجود كالعنقاء من رمادها . فجلس مسؤولوه حول طاولة المشاورة واتخاذ القرار, وقد وظعوا عليها قنينات من الماء المعدني, اوعصير فاكه وبعض الحلويات . اشارة منهم الى العمل الجدي والى ان شعبهم يعيش في رغد. ليجلس مسؤولي العربان حول طاولات عبارة عن حديقة من الزهور والورود التي لا يعلم حتى كبيرهم معنى ما ترمز اليه الوانها, ليوهموا بذلك انفسهم قبل غيرهم انهم تجاوزوا في انتاجهم ومداخيلهم حد الأكتفاء الذاتي في الوقت الذي تجد ان للبطالة في جل اقطارهم لغة خاصة بها وللفقرو علامات الأستبداد سلوكا ماكنوا ليدركوه لولى ربيع ثورات 2011.
اهتم الشعب الأسرائيلي بالبنية التحتية لدولته بشكل قد يغار منه العالم الغربي .كما اهتم بتسليح قواته استعدادا للدفاع عن نفسه بل وحتى للهجوم على عدوه ومباغتته في عقر داره ,مع اعطائه لميدان التربية والتكوين والبحث العلمي ما يستحقه من اهتمام ,من تخصيصه لذلك ميزانيات لا يستهان بها بالمقارنة مع مخصصات العربان والمسلمين في هذا الصدد. فنظر بعيدا الى الأفق بعد ان وظع آليات التحكم في محيطه بين يديه. وانطلق في اسعاد افراده لا فرق بين الأنثى والذكرفنــعـــــم الشعــــــــب.
#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)