|
الحالة الإجتماعية في رمضان
جريس سالم بقاعين
الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 12:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الحالة الإجتماعية في رمضان :
يؤثر رمضان في المجتمع وفق مجالات مختلفة :
ففي نطاق الأسرة نجد أن شهر رمضان يقلل من تواصل الأفراد من الأسرة الواحدة فيما بينهم في البيت الواحد نظراً لإختلاف نظام النوم و عدد ساعاته و غياب بعض الأفعال الإعتيادية الأساسية المتبعة من تناول لفنجان شاي أو القهوة أو السجائر او غيرها مما يجعل التواصل و الكلام مقتصراً على اللازم المطلوب فقط ، و غالباً ما تتوقف الزيارات الصباحية و النهارية بشكل عام بين الأصدقاء و الأقارب و الجوار و تظهر علائم التعب و الملل و العصبية قبل حلول اذان المغرب ، أما أثناء الإفطار فلا مكان في الأفواه أو لا تُفتح الأفواه إلا للطعام أو الشراب ن بعد ذلك غالباً ما ينصرف افراد الأسرة الواحدة ضمن إتجاهين متعاكسين فقسم يذهب الى صلاة التراويح و الأذكار فرمضان شهر العبادة ، و قسم يرقد قليلاً ثم يجلس امام التلفاز لمتابعة المسابقات و البرامج و المسلسلات التي تذخر و تعج بها القنوات الفضائية ، و في الليل تفتح المقاهي و المطاعم أبوبابها عبر الخيمات الرمضانية و العاب النرد و الورق التي تبدأ مع منتصف الليل لتستمر حتى موعد السحور و أذان الفجر ، بعدها ينصرف الصائمون الى بيوتهم فمن كان منهم ملتزماً باوقات عمل محددة نقص نومه و لازمه صداع الرأس خلال شهر رمضان بأكمله ، ومن لا إلتزام له بعمل فإن نهاره يبدأ عقب موعد صلاة العصر ليصوم بعدها ساعة أو ساعتين يقضيها في التحضير لطعامه و شرابه ، و هكذا دواليك حتى ينتهي الشهر الفضيل!؟.
و إذا ما نظرنا الى السحور في رمضان و هو سُنّة مؤكدة حسب كتب الحديث لقول النبي: (تسحروا فإن في السحور بركة )
والى ما يرافق السحور من صدور أصوات إعداد الطعام و الضجيج و تبادل الأحاديث و الأدعية و ألأذكار التي تنبعث من المساجد أو أجهزة الراديو و التلفاز التي تنشط في شهر العبادة و المغفرة ، أدركنا حجم الإزعاج و الأرق و الإجهاد الذي يمكن أن يتسبب به السحور لمن لا ينطبق عليه حكم الصيام كالمريض و المقعد و الحائض و الرضيع و الطفل و الذي لا يعتنق الإسلام و المسلم الذي لا يرغب في الصوم و الذين يضطر معظمهم الى الإستيقاظ أو الإضطراب بعد أن يكسر صحب السحور هدوء ليلهم و سباته و لا مانع من ذلك ابداً فنحن في شهر رمضان شهر الخير و الغفران؟ّ!
و في نطاق أماكن العمل كدوائر و مؤسسات الدولة العاملة فالكسل و مظاهر الإرهاق و التعب ظاهرة على الموظفين و العاملين الذين غالباً ما تجدهم و قد وضعوا روؤسهم على مكاتبهم لسرق بعض ما يلزمهم من النوم ، و يصبح العامل البليد او البطيء صاحب فضل و منّة على الآخرين لأنه يعمل و هو صائم .
أما سوء الخلق و المعاملة بين مختلف الناس فحدث عنه ولا حرج .
و لا بد لنا هنا من ان نذكر حالة الأماكن العامة المغلقة المكتظة بالصائمين و كذلك الحال في عربات النقل العامة ن التي لا يملك المرء عند دخولها إلا أن يشعر بالغثيان من الروائح الكريهة التي تنبعث من الأفواه (خلوف فم الصائم) و هي و إن كانت محببة للخالق العظيم حسب ما يرد في الحديث الصحيح ( خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) – خلوف- "تغير رائحة فم الصائم لخلاء معدته من الطعام " فإنها ليست محببة للإنسان كائناّ من كان ، و هي مصدر إشمئزاز و تنفير ، و إذا ما أضيفت لها روائح التعرق في فصل الصيف خاصة و مُنعت الروائح الزكية و المعطرة التي يرى بعض رجال الدين انها من مكروهات الصوم فإننا نصل الى مرحلة يمكن أن يسميها زائر المنطقة الغريب عنها : منطقة تلوث بيئي !!
و هنا فإنه يمكن للمسلمين البحث في إيجاد وسائل توضع في الفم دون أن تصل الى الجوف من شأنها أن تخفف من ذلك الخلوف و يمكن الإستعانة برأي للسيدة عائشة بنت أبي قحافة التي يؤخذ عنها نصف دين المسلمين! رخصت فيه مضغ اللبان (العلك ). – راجع فقه السنة لسيد سابق-
أما في المدارس فالطلاب شبه نيام و الإستيعاب و المتابعة للدروس شبه معدومة و شرح الأستاذ الصائم مقتضب مختصر و هو معرّض في أي وقت للثورة أو الغضب على الطلاب عامة. و كما معروف أيضاً فإن المقاصف في المدارس تُقفل في الشهر الفضيل و هنا نتساءل : ماذا يفعل الطلاب المسيحيين؟؟؟
و إذا جاء موعد الإمتحان أثناء الصيام فلا مبرر لإفطار الطالب أبداً إذ يمكنه الفهم و التركيز و الإجابة الصحيحة و هو صائم كما يفتي رجال الدين اليوم ، كذلك فإن الله عز و جل سيعينه في إمتحانه و يجعل أموره بسيطة و سهلة ، و الحقيقة المرة التي لا يجرؤ أحد على ذكرها هي أن الصيام يضعف قدرة التركيز على الدراسة و في الإمتحان ، و إذا ما أخذنا طالبين ضمن نفس الشروط من حيث عدد ساعات النوم و الراحة و مستوى الذكاء و الدراسة و العوامل الخارجية فإن الطالب الصائم يقل نتاجه و تجاوبه الذهني عنه لدى الطالب المفطر ، و لا غرابة في ذلك فالدماغ البشري بحاجة للسوائل ( و خاصة الماء ) و السكر ( مصدر الطاقة ) طول اليوم و على مدار الساعة ااقيام بنشاطه على أكمل وجه . أخيراً نلاحظ اليوم أننا أصبحنا في زمن المزاودة في الدين و العبادة ، فإذا كان بإمكان ولدك الصيام أثناء الدراسة و الإمتحان و إحراز النتائج الجيدة فإن بإمكان إبناء الآخرين أن يفعلوا ذلك بسهولة إضافة لقيامهم ببعض الأعمال الأخرى و الرياضة و المساهمة في إعداد الطعام و الصلاة و قيام الليل و ختم القرآن في صلاة التراويح و غير ذلك من المزاودات التي أصبحت من علائم شهر رمضان .
و الى اللقاء القادم حول الحالة الصحية في رمضان.
#جريس_سالم_بقاعين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجذور التاريخية للإسلام........ 4 ( الأخيرة )
-
الجذور التاريخية للإسلام.....3
-
الشهر الفضيل و هستيريا رمضان
-
الجذور التاريخية للإسلام... 2
-
الإله الإبراهيمي .... تاريخ نشأته
-
الجذور التاريخية للإسلام
-
كيف نشأت الحياة
-
لماذا انا غير مؤمن بالله(ملحد)؟
-
دور الوطن في الإنتماء
-
وقفة مع نبي الإسلام..... و الرؤى
-
خواطر الحادية......... 5
-
خواطر إلحادية...... 4
-
الإلحاد في الإسلام
-
اصلاح الدين
-
خواطر الحادية............3
-
خواطر الحادية...... 2
-
خواطر إلحادية
-
من جواهر المعري
-
كراهية اليهود
-
آيات من سفر الالحاد
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|