أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - إنتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان -1-















المزيد.....


إنتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان -1-


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع الفارق الكبير ، بين الحالتَين ، فأن ظهور ( حزب الشاي ) في الولايات المتحدة الامريكية قبل فترة بسيطة ، وحصوله على شعبية في فترة قصيرة .. قد كَسرَ إحتكار الحِزبَين الجمهوري والديمقراطي ، للساحة السياسية الامريكية . مثلما أدى ظهور حركة ( التغيير ) في أقليم كردستان العراق ، الى إنهاء هيمنة حِزبَي الإتحاد والديمقراطي ، ولو في منطقة السليمانية تحديداً ، وحصول التغيير ، في أول إختبارٍ إنتخابي ، على رُبع مقاعد برلمان الاقليم ، وعدة مقاعد في مجلس النواب العراقي . ورغم ان جذور " ثورة الشاي " الامريكية قديمة ، فكانتْ هي الشرارة التي إشعلتْ الثورة الامريكية ضد الاستعمار البريطاني ، فبينما حزب الشاي الحالي ، خرجَ من معطف التيار اليميني المُحافظ في الحزب الجمهوري . فان حركة التغيير إنشّقَتْ من الإتحاد الوطني الكردستاني . ان أبرز إنجازات حركة التغيير ، هي فرضِها لواقع وجود الآخر المُختلِف على الساحة الكردستانية ، وبروز " معارضة " في البرلمان .. وإذا كانتْ السليمانية هي مَعقَل الحركة ، اليوم .. فأن هنالك إحتمالات ان تكسب شعبية في المدن الاخرى أيضاً ، إذا لم يُنفِذ الحِزبان الحاكمان ، ما وعدا بهِ من إصلاحات حقيقية .
ان الإستحقاق القريب ، هو إنتخابات مجالس المُحافظات في اقليم كردستان ، وعلى الرغم ان الإنتخابات سوف لن تجري في موعدها المُقّرَر في ايلول المُقبل ، ورُبما تُؤجَل الى ربيع السنة القادمة 2012 .. فانها آتية على أيةِ حال ، وهي تَحّدي حقيقي لجميع الأطراف السياسية ، الحاكمة والمعارضة . ومنذ الآن هنالك بعض الشواهد ، على إصطفافات ، لّعلَ بعض ملامحها ما يلي :
- هنالك إحتمالٌ ان لا يدخل الحزب الديمقراطي الكردستاني ، في قائمة تضم احزاباً اُخرى .. وإنما سيخوض الانتخابات مُنفرداً . وهذا السيناريو وارد لأسباب عديدة ، منها : هو شعوره بأن محافظة دهوك " مُغلَقة " لصالحهِ ، وان اي حزبٍ آخر ، وحتى الإتحاد الوطني الكردستاني ، لن يحصل ، فيها ، على شئ يُذكَر . ويتوقعُ ان يحصل ، اي الحزب الديمقراطي ، على أغلبية الاصوات في مُحافظة اربيل العاصمة ، ايضاً ، او على الأقل سيكون له ثُقلٌ واضح ، أفضل من الاتحاد الوطني او الأحزاب الاخرى . ويدرك أيضاً ان حظوظه شُبه معدومة في عموم محافظة السليمانية ... وبناءً على هذه الإفتراضات ، فليسَ هناكَ داعٍ للنزول في قائمة مُشتركة مع الاتحاد الوطني الكردستاني او غيره ! ، مع الإحتفاظ بإمكانية التحالف بعد ظهور النتائج . ويقول بعض المُراقبين ، ان هنالك تملمُلاً داخل قواعد الحزب الديمقراطي نفسه ، بسبب تأخر الإصلاحات الموعودة .
- الاتحاد الوطني الكردستاني ، لم يتوقف لحظةً خلال السنتَين الاخيرتَين ، وخاصةً بعد مؤتمره الاخير ، عن البحث عن الطُرق الكفيلة بإسترجاعه للعديد من المواقع التي خسرها ، لصالح حركة التغيير ، او على أقل تقدير ، المُحافظة على ما تبقى لهُ من سُلطة ونفوذ في الاقليم ... غير ان هنالك شكوكاً ، حول نجاحه في تحقيق ذلك !. فصحيح ان مراكز الاتحاد الوطني الكردستاني ، مفتوحة في مناطق نفوذ الحزب الديمقراطي ، مثل دهوك ، وان كوادره لهُم إمتيازات مادية جيدة ... لكنهم في الحقيقة ، ليسَ لديهم أية سُلطة فعلية او مُشاركة مُهمة في صنع القرار .
إضافةً الى ان الاتحاد الوطني ، يُعاني من مشاكل داخلية جدية ، أكثر كثيراً من الحزب الديمقراطي . فالقواعد المحسوبة على " كوسرت رسول " مثلاً ، غير راضية عموماً ، ومُستاءة من التهميش العَملي لدورهِ . و" برهم صالح " خاضع لضغوطات مُتعددة ، فمن ناحية ، جماهيره في السليمانية تنتقده مُتهمةً أياه بأنه لم يهتم بمدينته بِشكلٍ كافٍ .. ناهيك عن الصراعات الخفية ، بينه وبين كُل من كوسرت رسول من جهة ، وهيرو أحمد ، من جهةٍ اُخرى . ويبدو ان كُل الجهود التي بُذِلتْ في الفترة الاخيرة ، من أجل رأب الصدع بين الاتحاد الوطني وحركة التغيير ، قد باءتْ بالفَشل .
- الورقة القوية التي بِيَد كُل من الحزب الديمقراطي الكردستاني ، والإتحاد الوطني الكردستاني .. هي [ المال ] وسيطرتهما شُبه التامة على جميع مفاصل السوق والاقتصاد في الاقليم .. فعلى الرغم من ان حركة التغيير والاتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية ، وهي الاطراف الرئيسية التي تُشكِل مُثلث المُعارضة .. أثبتَتْ لحد الآن ، انها منيعة ضد الإغراءات المالية ( ليسَ بسبب زُهدها ، ولكن لأن حركة التغيير قد إستولتْ مُسبقاً على بعض الأراضي والأموال حين إنشقتْ قيادتها عن الاتحاد الوطني ، والحزبَين الاسلاميين ، كانا يحصلان على الكثير من الدعم المالي من اطراف خارجية ، لاسيما في السنوات السابقة ) .. إلا ان الإمكانيات المالية لأحزاب المُعارضة الثلاثة ، لا تُقارَن بإمكانيات حِزبَي السُلطة ، ولا تستطيع أحزاب المعارضة ، أن تُقّدِم اليوم " حوافز " لتشجيع المزيد من الجماهير للإنظمام اليها ، ففي حين كان الاتحاد الاسلامي ، قبلَ عدة سنوات ، يشتري التكسيات للعاطلين عن العمل ، او يُقدم قروضاً مُجزية لفتح مشاريع صغيرة او معونات جيدة للمتزوجين حديثاً وغير ذلك .. فأنه اليوم لايستطيع القيام بذلك بنفس الزخم ، بعد تقّلُص الدعم من دول الخليج خصوصاً . وحركة التغيير تُعاني من قلة الموارد ، لاسيما وان حِزبَي السُلطة لايتوانيان عن التضييق عليها بِمُختلف السُبُل . ومن نافلة القول ، ان الآلية التي يتبعها الحزبان الحاكمان ، بتمويل الأحزاب الاخرى ب [ القطارة ] ، مثل الحزب الشيوعي الكردستاني ، الحزب الاشتراكي ، حزب الكادحين ...الخ ... سياسة التمويل بالقّطارة ، جعلتْ هذه الأحزاب ، من الناحية العملية ، لاحَولَ لها ولا قوة !.
- هنالك إتجاهٌ كما يبدو ، ان يدخل الحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الاشتراكي وحزب الكادحين ، في قائمة إنتخابية واحدة ، في إنتخابات مجالس المحافظات . وحسب التجارب الانتخابية السابقة ، ولعدم حدوث تغييرات مُهمة في اسلوب عمل هذه الاحزاب في السنوات القليلة الماضية ، ولبقاء نفس القيادات ، ولضُعف الامكانيات المادية .. ولبقاء نفس الهيئات المُشرفة على الانتخابات والتي عجزتْ سابقاً ، عن وقف التجاوزات والتزوير ، الذي مارسهُ حزبَي السلطة على نطاقٍ واسع ... لكُل هذه الاسباب ، فان توقعات حصول هذه الاحزاب على مقاعد كثيرة ، ضعيفة .
- من المتوقع ، ان يترشح " مُستقلون " في المحافظات الثلاثة . وبما انه لم تزلْ آلية الانتخابات غير مُعلنة ، .. هل هي فردية أو قوائم . فمن الممكن ان تتفق مجموعة من المستقلين ، من ذوي الرؤى المُتقارِبة ، على النزول على شكل قائمة مُشتركة ، او الترشح بصورةٍ فردية . أعتقد انه في كِلتا الحالتَين .. فأن " قُدرة " المستقلين على المُنافسة الجادة مع قوائم الاحزاب الكبيرة ، ضعيفة للغاية ..وذلك لعدم إمتلاك المستقلين ، ل " وسائل " ومتطلبات الفوز ، من قبيل الامكانيات المادية ، وممثلين في كافة المراكز الانتخابية ، ووسائل الاعلام والدعاية ...الخ . يبقى هنالك إحتمالٌ ، سيستفيد منه المرشحون المستقلون ، وكذلك مُرشحي الاحزاب المعارضة : وهو ان هنالك قطاعات في المُجتمع ، ونتيجة تراكُم إحباطاتها ، ويأسها من الإصلاحات الموعودة مِنْ قِبَل الحزبَين الحاكمَين .. فأنها من الممكن ان تنتخب المرشحين المستقلين او مرشحي المُعارضة ... ليس حُباً فيهم ، ولكن فقط نكاية وعقوبة لمُرشحي احزاب السلطة !.
- لازال الحزبان الاسلاميان المُعارضان ، ولاسيما الاتحاد الاسلامي ، يمتلك حظوظاً معقولة ، للفوز بالعديد من المقاعد في إنتخابات مجالس المحافظات ، في اربيل والسليمانية وحتى في دهوك .. وذلك لإمتلاكهِ لمؤيدين كُثُر ، وتجربة وخبرة مُتراكمة خلال العشرين سنة الماضية ، وبالذات الإستغلال الأمثل لمنابر المساجد والجوامع لِبث أفكارهم والدعاية لأنفسهم .. مُتجاوزين بسهولة ، رقابة السلطات والاجهزة الامنية ، والتي هي في كُل الأحوال ، غير جادة ، في هذه الرقابة وغير جادة في منع إستخدام المنابر للدعاية الحزبية !.
- الإحتمال الأقرب ، هو نزول حركة التغيير ، مُنفردة في الانتخابات ، وليس مع الحزبَين الاسلاميين في قائمة مُشتركة . ومن الممكن ان يتحالفا بعد ظهور النتائج . أعتقد ان حركة التغيير ، لن تبذل جهوداً حقيقية في منطقة دهوك ، وستُركز على السليمانية واربيل . علماً ان حِزبَي السُلطة ولا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني ، سيحاول جُهد الإمكان في الأشهر القادمة ، التصالح مع احزاب المعارضة وخاصة مع حركة التغيير ، وحتى تقديم تنازلات في الفترة القادمة .. وذلك للحَد من خطورة الحركة على مُستقبل الحزبين الحاكمين . غير ان الدلائل تُشير ، الى ان حركة التغيير ماضية في مُعارضتها دون هوادة .. وتدرك ان أي إتفاقٍ مع حِزبَي السلطة في هذه الفترة ، من دون إصلاحات [ جذرية ] حقيقية ، هو إنتحارٌ سياسي بالنسبة لها ، وتلميعٌ مجاني للسُلطة !.
..................................
ماوردَ أعلاه ، هو ملاحظات أولية عامة على الانتخابات المُزمع إجراءها في اقليم كردستان خلال الاشهر القادمة .. وسوف تكون هنالك مقالات لاحقة لإثراء الموضوع من زوايا مُختلفة .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية المُتوحشة
- إهمال الأطفال في العطلة الصيفية
- ألشَرَف
- على هامش إجتماع قادة الكُتَل
- بالروح .. بالدَم نفديك
- رجعيو البصرة وشيوعيو الموصل !
- إبتسامات رمضانية
- إنقلابٌ صامت في تركيا
- الغُربَة .. وفُقدان الذاكرة
- جَشع التُجار .. وحماية المُستهلِك
- زيارات الرؤساء .. مَحَلِياَ
- ايران والحدود مع العراق
- سياسة فرنسا وتأثيراتها على العراق
- ترشيقٌ على الطريقة العراقية
- بين - الميتِنك - و - الإيتِنك -
- الصحة النفسية لرؤساءنا
- حكومتنا وصناعة الإحباط
- يومٌ إيراني مشؤوم في العراق
- - عصا - عُمر البشير
- الفساد و - الأثر الرجعي -


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - إنتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان -1-