أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - اسماعيل موسى حميدي - أزمة ذوق














المزيد.....

أزمة ذوق


اسماعيل موسى حميدي

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 01:14
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


وانت تمر في احد شوارع مدينتك، تسمو نفسك رفيعا في فضاء روحك، لتبحث عن مسكونات الجمال وكل ما هو يستميل الاذواق لها، فتتخيل الوان الشمس ورائحة الورد وسحر الصباح وطعم الليل لتتناغم مع جمال الذوق في خافق نفسك المنهمكة بتفاصيل الحياة لعلك تخلصها من ضنك كبوتها وعالمها المحفوف بالسواد، لما لا فالجمال هو سر الوجود وان الله جميل ويحب الجمال.. وطالما وجد الانسان في الحياة اقترن بقاؤة بالجمال ، الذي يتجسد بصور شتى مثل الكمال والنضارة والحرص والصدق والوفاء والامانة والطهارة التي لولاها لما دامت الحياة...مثلما ان النفوس لايمكن ان تسمو الى بارئها الا بجمال الايمان وصدق التعبد وهكذا تغدو عجلة الحياة ...لتترجم اسرار الجمال الى اذواق عالية الشأن نعيشه ونستشعره على الدوام.
وما احوجنا اليوم الى جمال الاشياء الغائب عنا .. فنحن نعيش أزمة اذواق بحقيقة في عالمنا اليومي وفي كل مكان ..فعندما تجلس في مقهى تتهافت الى مسامعك احاديث الاهات واللوعات عن الحياة ومآخذ الحكومة والاتهامات المفرطة لاعضائها ونقص الخدمات وغير ذلك.عندما تسير في شارع ما تتمنى ان تسر نظرك بمعلم عمراني ذات جمال في مدينتك ولكن هيهات ، فما ترى غيراكمام القمامة والنفايات وهي تمثل مظهرا مرعبا تلف البيوت والازقة والدوائر الحكومية على السواء بمنظرها الموحش الذي يبعث البؤس في النفس.عندما تصعد في الباص تجالس اشخاصا غير مراعين لاذواق الاخرين فاحدهم يدخن والاخر يتحدث في جهازه النقال بصوت عال والاخر لا يسرك مظهره .عندما تشاهد نشرات الاخبار تطالع سياسيين من على الشاشات يكيلون الاتهامات احدهم للاخر وكأنهم مصابين بامراض نفسية مستعصية.عندما تسير في سيارتك في شوارع بالية مليئة والمطبات وكأنك لم تعش في دولة عصرية على الاطلاق بالحفر فضلا عن كثير من السائقين الذي غابت عنهم اصول واذواق مهنة القيادة في الشارع وحتى رجال المرور الذين غالبا ما يفتعلون عليك المخالفة المرورية كي يساومك على اعطائهم المال .عندما تهم بمتابعة مسلسل او برنامج ما على شاشة التلفاز وتتفاعل مع احداثة تتقاطع مع ذوقك الكهرباء لتنطفئ وتشتت عليك متعة المشاهدة ،عندما تراجع دائرة ما او جامعة او مؤسسة حكومية يستقبلك عناصر حمايتها بوجوه مكفهرة غابت عنها الابتسامة والكلمة الطيبة والاستقبال الحسن وكأن هذه المؤسسة لهم وهم اصحاب الفضل في دخولك اليها ،عندما تطلب لنفسك قسطا من الراحة في البيت غالبا ما تستيقظ على ضجيج بائع الغاز او رنة تليفون عشوائية يروم صاحبها التسلية ،واخيرا عنما يسكن الليل ويحين وقت الهجوع وتروم ان تخلد الى النوم تستشعر بانك سوف تغادر غبار الحياة لساعات في نومك لعلك تستأنس بحلم يذهب عنك أزمة اليوم وما ان تغدو في النوم حتى يبدأ شوط طويل من الاحلام والكوابيس التي لاتقل ذوقا عن ازمة النهار بل هي غالبا ما تكون انعكاسا لها... انها ازمة ذوق بحقيقة .. ما الحل وكيف لنا ان نصنع الجمال في النفوس ونطيب الارواح ونطرد الاشباح انه امر متروك لنا بل لنضجنا ولثقافتنا ولكن كيف لنا ان نرمم الذات المتعبة طيلة عقود ومسؤولية من ستكون .. لاريب انها مسؤولية الكل الذي عليه ان يسهم بزرع الوعي في النفوس في البيت والمدرسة والمؤسسة والشارع حتى نستشعر الجمال ونصنع الحياة معا.



#اسماعيل_موسى_حميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم والعلماء والوجه الحسن
- المشرفون التربويون..تفسحوا في المجالس!
- للفساد شياطين من نار
- ادب الاطفال وضرورات تدريسه في العراق
- جريمة صلاح الدين استنساخ لكنيسة النجاة
- العفو عن الشيطان
- ناطحات سحاب في بغداد
- انفاس االرحيق
- الاستماع وأهميته في اللغة
- تعيين الاوائل
- حالات الامتعاض
- القيادة التربوية
- انتباه قف للتفتيش.. مصحح لغوي
- قليل من الاهتمام كثير من العطاء
- انسانية الحيوان ام حيوانية الانسان
- النزاهة والتربية
- بغداد انت الحياة
- مكتبات الطفل في بغداد..إهمال ونسيان
- ابو جحيل في حفلة تنكرية
- تخنث الشباب


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - اسماعيل موسى حميدي - أزمة ذوق