أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مشتاق عبد الهادي - الحلم بوزيرة














المزيد.....

الحلم بوزيرة


مشتاق عبد الهادي

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 20:27
المحور: الادب والفن
    


((الحلم بوزيرة...حلم يؤجل دوما))

القصة عالم مصغر تعوم فيه كائنات متعددة الأشكال والشخوص والدواخل فتفرض تلك الكائنات نفسها على النص وتتدخل في حجمه لتكون دون إرادة من كاتب النص نصا يسمى (القصة أو القصة القصيرة أو القصة القصيرة جدا أو الأقصوصة أو الومضة القصصية)كما يحلوا لبعض القصاصين والنقاد تسميتها.
إذا للقصة مذاق يلهم المتلقي عالم عجز الكثير عن سبر غوره كون القصة شانها شان الأجناس الأدبية الأخرى (متجددة) مع تجدد القوالب واللغة والعوالم لتأخذ في كل حقبة شكل يفرض نفسه على التنظير والمنظرين ولكن لا يغادر منطقة الإبداع الكامنة في القصة.
كلنا نحاول أن نصنع نموذج لقصة تشبه دواخلنا وعوالمنا ونأمل أن يصنفها الآخرون ضمن جنس القصة القصيرة.
محمد الاحمد قاص عراقي صاغ اسمه من تنوعات الموضوع إذ انه جريء في الطرح وفي شكل ولغة النص،ففي مجموعته الجديدة (الحلم بوزيرة) الصادرة عن دار الشؤون الثقافية ضمن سلسلة (سرد) التي تبنت وزارة الثقافة نشرها عام 2010 عرض القاص مأساة تزاوجت فيها ماسي الحب وماسي الحرب وقد برع في معظم قصصه خصوصا في دمج هذا التزاوج المتناقض ولم يتردد في موضوع القصة بغمز الجماعات التي أسست الجحيم في هذه البلاد ويظهر ذلك جليا في قوله ((ومن السوء أن تجمع حولها الناس البريئة)) أو ((بعضهم تسلم مبالغ ليهتف،ولا سيما العاطل عن العمل،يهتفون هتافات بدت ناقصة تكملها الآذان التي سمعتها في السابق)) كما جاء في قصة ((فضاء كله دم)) ص5 وعمد القاص في قصة ((الحلم بوزيرة))ص15 إلي اللغة الشعرية فاتخم الفكرة بوابل من الجمل الشعرية الراقية في الوقت الذي لم يغفل فيه عن الحفاظ على بنية القص الذي أطره بسرد شفاف تصاعد حتى ختم القصة بأسلوب الصدمة التي تخالف النهاية فيه كل التوقعات.
واعتمد في ((موسيقى قصص الحب)) ص 23 على فن قصصي صارت في السنوات الأخيرة أقلام النقاد تتحسس وجوده ولذته وإبداعه، نعم إن الأقصوصة أو الومضة القصصية فن صعب يعتمد على التكثيف والدمج العالي بين الجملة القصصية والجملة الشعرية ،وفي قصة ((الدروب التي لا تتصل بطريق)) ص27 ينسج القاص محمد الاحمد ترنيمة صمت هادرة تجذرت فيها براعم من الخوف والضعف والوحدة/غنائية فردية أطلقت من صمت الليل إلى صدى الليل،وبتلاعب في بنية وروح القصة واعتماد الغمز الوجودي والفلسفي والسياسي وهو إن فكرنا قليلا يكون منبعه عادة من سراج واحد ويظهر ذلك جليا من خلال قوله ((متمنيا إبدال الحرف (ص) إلى حرف (هـ) )) التي أطرها بهامشين مشاكسين جدا أضافا للجملة بل للقصة روح من التمرد والمشاكسة والغرابة. ((قصة نهض الأب)) ص 29 ودمج القاص بين الضحك الباكي والبكاء الضاحك من خلال التعرض لأحداث الدم وضعف رقبة الإنسان وهشاشتها أمام سكين الإجرام ومن ثم يقوم القاص بتثبيت وارشفة الأسلحة اللاإنسانية واللاأخلاقية كـ ((الدريل والسيف والسكين)) وغيرها من الأدوات التي استخدمت في خطف حياة الكثير من الأبرياء في العراق وهي قصة شمولية نشرت الحقبة المظلمة التي مرت على العراق كما في قصة ((الضحك)) ص33 و ((جثة قد تأجل موتها)) ص53 .
وفي قصة ((ليلة أخرى)) ص39 يتنامى عمر الضياع في زمن الضياع الذي شاء أن يكون في محطة لانتظار الحافلة ومن مفارقات القصة هو إن الشخوص الأربعة كانوا يعومون في طريق واحد. ومن خلال قولبة شخوص قصة (شهريار وشهرزاد) وضمن زاوية البقاء عمد القاص محمد الاحمد إلى تعاقب وجودي ، فقد كان الهم الأول هو البقاء ضمن دائرة الأنثى التي اقترن بقائها بسرد الحكايات التي كانت تتمايل أحداثها بين الكذب ((والحقيقة المائلة)) أو حتى الصدق،دوامة من اللذة ضمن محيط المرأة التي صارت كصباح يحارب بهائه ظلمة الليل قصة ((كذبة فاقعة للزمن الفاقع))ص 45 .
وفي قصة ((حكاية الأسرة))ص 61 حب من نوع متميز فالقاص تلاعب في الأحداث والكلمات حتى بات القارئ لا يفرق بين من يكتب وبين من يقرا.
وتأتى فلسفة الألم والجوع واوجه تشابهها مع العراق حيث إن الشخصية المحورية في القصة يحاول أن يكتب قصة ومن خلال استعراضه للآلام كتب قصة كبيرة بحجم العراق ((شاي حار)) ص57 وفي ((خمس مقامات في السياسة والجوع)) ص81 استعرض القاص جل تجربته حيث تراوحت بين الفنتازيا وكذلك الجرأة ،وفي ((خسارة متأزمة بالفقدان))ص89 ينحرف القاص محمد الاحمد في خضم نشوة الخوض في الجمل الشعرية حتى يتأزم في الإسهاب والإطالة اللامبررة.ويستمر في نشوة النصوص الأولى حتى تكاد أن تفلت منه المجموعة بكاملها حيث عمد إلى إقحام مقالة ((النص علم العلوم ومنه يجتاف العصر؟))ص 115ظلما في المجموعة لعدم انتمائها إليها وذلك لانه وعلى طريقة (رولان بارت) يتناول الكتابة والقارئ والنص وهو كتب على ما يبدوا في عدة أماكن وفي أوقات مختلفة لطغيان روح الانثيال السريعة عليه رغم انه نص متميز ولكن في مجال التنظير.
أخيرا أجد في مجموعة ((الحلم بوزيرة)) مجموعة من النصوص التي أضافت للقاص المبدع محمد الاحمد رصيد متميز من الإبداع وصارت من المجاميع التي يتفاخر بها وهي حقا كذلك.

***

مشتاق عبد الهادي



#مشتاق_عبد_الهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسد وروح
- عسل مر ودرب بعيد
- هكذا يستنشق العصفور دمه ويصلي
- شيزوفرينيا الرجوع
- كهربائيات
- عتمة مشهد لذيذ
- ارى قبلتين على جبين الله
- ارهاصات القبور
- ترنيمة في حضرة وادي الاشلاء


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مشتاق عبد الهادي - الحلم بوزيرة