نظرية المؤامره وعبد القادر انيس

عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اسجل اولا اعتذاري من الاستاذ عبد القادر انيس على ما ذكرته اعلاه اي لم اقدم لاسمه مع حفظ الالقاب واكيد الاحترام لكني وجدت العنوان هكذا اسهل اكرر الاعتذار.
هذه مناقشه للموضوع او المقال الذي نشره الاستاذ عبد القادر انيس في الحوار المتمدن تحت عنوان:
(هل نتعرض فعلاً لمؤامرة غربيه) الذي قدم له بالقول: علق الحكيم البابلي على مقال السيدة فاتن واصل
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=269747.
كما السابق فيما اكتب ردود او مناقشة احد الكتاب سأختار عباره من مقال الاستاذ عبد القادر انيس واضعها بين قوسين واقدم لها بكلمة(تقول) واسطر ما اريد قوله واقدم له بكلمة(اقول)
تقول : (أتفق مع الحكيم في قلقه وتشاؤمه لكني اريد ان اناقش معه ومع القراء فكرة المؤامرة التي تجعل الغرب مسؤولاً عما بنا....)
اقول :انا هنا اناقش مناقشتك تلك.....اي ما قلت وما استخدمت من امثله واقوال استشهدت بها وتفسيرات بنيت عليها لتأييد عدم ايمانك بنظرية المؤامرة والذي يصل الى قناعه كامله بعدم وجودها
طبعا انك تعرف تاريخ استخدام مصطلح او مفهوم (نظرية المؤامرة) او من اطلقها ولكن ما اريد ان اضيفه هو انه انتشر اعلامياً بشكل هائل عندما اشتدت الحالة لتمرير المؤامرات فبداء استخدامه في وسائل الاعلام الغربية بشكل كبير بعد عام1990 اي عام دخول الجيش العراقي للكويت وتم التركيز عليه ليتلقفه المقصود بتمريره اليهم وهم المثقفين او الكاتب والقراء والناشطين السياسيين ومعهم المجموعات المتملكة للمال والسلطة بأشكالها في الشرق و الغرب العربي والاسلامي وعن طريق العاملين في مراكز الدراسات في الغرب من العرب وغير العرب حيث بدأوا بأطلاق عدم ايمانهم بها في مقدمة كل ما يكتبون او في بداية كل مقابله اذاعيه او تلفزيونيه لترسيخ ذلك واشاعة استخدامه وفعلا نجحوا بذلك ليظهر المثقفين العرب وحتى السياسيين منهم سواء من الحكومات او من خارجها وغيرهم يقدمون كل موضوع بإعلان براءتهم من نظرية المؤامرة خوفا بان يوصموا بانهم يؤمنون بها ويبنون عليها وبذلك تخلص الغرب من حالات الشك التي تراود كل من يتعامل معه ليسهل الطريق له وكان او اختبار لها ما تسرب عن لقاء السفيرة الامريكية في بغداد كَلاسبي(التي قتلت في حادث سيارة لم تكن المؤامره بعيده عنه) بعد ان شرحت للصحافة ما تيسر لها من لقائها مع صدام حسين قبل ايام من اوامره بدخول الكويت وما تبع ذلك من اكاذيب سرقة حاضنات الخدج( الولادة قبل الوقت المحدد ) من مستشفيات الكويت ورسائل التطمين التي حملتها الشخصيات التي التقت صدام حسين والتي وصلت بغداد للتوسط في اطلاق سراح الاجانب الذين احتجزهم صدام كدروع بشريه ومنهم القس جيسي جاكسون.
. و ما سميت بنظرية المؤامرة هي ليست نظرية وانما هي حقيقية ثابتة في الحياة و في محاولتهم التشكيك بتلك الحقيقة والعمل على الغائها وتحويلها الى وهم قالوا انها نظريه. والنظرية تعني انها قابله للدحض والتشكيك والمناقشة التي لا تنتهي بين ادلة اثبات وادلة النفي وهذا الذي يحصل اليوم وهذا يعني ان مجال الشك بوجودها وتأثيرها وارد ويمكن انتقادها و تفنيدها ومن ثم نفيها وبالتالي يشاع عدم الايمان بها او يعمل على نشر ثقافة عدم الايمان بها ليسهل تمرير كل المؤامرات وتمرير نتائجها واثارها وتقبل الاخر لما تسفر عنها تلك المؤامرات من اضرار وخسائر.
وقد استطاع الاعلام ودوائر المخابرات في الغرب اطلاق الكثير من المفاهيم التي ارادوا ترسيخها في عقل السياسيين والكتاب والمواطنين العاديين ليتسنى لتلك الدوائر تنفيذ ما يريدون من اطلاق تلك المفاهيم ومن الامثلة على ذلك التالي.
بعد احداث 1991 وخروج الجيش العراقي مهزوما من الكويت اطلق الدهاقنة منطقتي الحظر الجوي في جنوب وشمال العراق لحماية الاكراد في الشمال والشيعة في الجنوب وتم التركيز ليتلقفها المثقفين والسياسيين في كل العالم ومن كل المدارس الفكرية ويرددونها ويبنون عليها لتعتبر بعد ذلك واقع مررت من خلاله امريكا والغرب كل مخططاتها لتفتيت وتدمير العراق(شمال كردي ووسط سني وجنوب شيعي) ونسوا ان اكثر الشيعة هم في وسط العراق(كنا هنا نعاني وحتى يتم التشكيك بما نقول عندما نخبر البعض ان مراقد الشيعة هي خارج خطي العرض 32 و36 وعندما نقول لهم ان اكثر من نصف سكان بغداد العاصمة هم من الشيعة وفيها احد مراقدهم المهمة/الكاظمية.... وعدد الاكراد في بغداد ربما اكثر من 10%من الشعب الكردي).
وبعد عام2003 اطلق الاعلام الذي تواجد في العراق مفهوم(دولة الرئيس) على رئيس الوزراء ورئيس البرلمان وهذ المفهوم غير متداول قبل ذلك في العراق أطلاقاً ليتلقفه الصحفيين العراقيين ويتمنطقون به معتبرين ذلك انه جزء من تطور قدراتهم لينتقل الى السياسيين واصبح هو السائد حتى ان احد الصحفيين العراقيين خاطب رئيس العراق الحالي جلال طالباني بقوله سيادة دولة الرئيس فأجابه انه رئيس جمهوريه وليس دولة الرئيس التي تطلق على رئيس الوزراء.(هذا مثال على تلقف الضعفاء ما يطلق امامهم من فقاعات او مفاهيم وكيف يتحول ذلك الى الاستعمال اليومي حتى عند عامة الناس).
ـ * تقول(لأن الاستبداد والأصولية توأمان يعيشان مع بعضهما كالجراثيم في جسم مريض وسقوط الاستبداد لا بد ان يعجل بسقوط الأصولية حتى لو حكموا البلاد)
اقول:
التوأمان تعني مجموعتين من توأم والصحيح ان تقول توأم اي اثنين من حمل واحد وهناك نوعين من التوأم نوع ينتج عن تلقيح بويضتين ينتج عنهما طفلين مختلفين في الصفات الوراثية وقد يكونان من نفس الجنس او مختلفين... وتوأم ينتج عن انقسام بويضة ملقحه ينتج عنه طفلين متشابهين في الجنس ومتطابقين في الصفات الوراثية.... فمن اي النوعين من التؤام هم.
الاستبداد والاصولية من منبعين مختلفين ومن رحمين مختلفين ومن زمانين مختلفين ومن عمرين مختلفين وان كل اصولي هم مستبد لكن ليس كل مستبد هو اصولي....قد تربطهما علاقة اخوه با لرضاعة في مرحله من مراحل عمرهما...او هم اخوه من القول السائد(رب اخاً لي لم تلده أمي)
اما كونهما جراثيم في جسم مريض...لم تحدد لنا ان كانت تلك الجراثيم مرضيه او غير مرضيه وهل هي معديه ام لا وهل هي متعايشة مع بعضها ام لا لأن مصطلح الجراثيم يطلق على كل الكائنات الحيه احادية الخلية وان جسم الانسان مستودع لها حتى ان (بكتريا الشي ريشيا كولاي) التي اثارة الرعب مؤخراً في أوربا واتهموا بها الخضروات الاسبانية مصدرها جسم الانسان والجزء الثاني من اسمها(كولاي) مأخوذ من القولون (جزء من الجهاز الهضمي).
مع العلم ان موت احدها ليس بالضرورة يودي الى موت الاخرى او اضعافها بل ربما يجعلها متفردة بعد تخلصها من منافسة الاخرى لها في مجال حياتها داخل الجسم والبعض منها نافعه للإنسان او متعايشة
ثم ان جهاز المناعة في الجسم سيتصرف مع تلك الجراثيم وقد يتمكن من بعضها وقد لا يتغلب على الاخرى لذلك ليس هو من يختار من يموت ومن يبقى وانما نوع تلك الجراثيم ومقاومتها وما اذا كان المريض قد تم تطعيمه قبل اصابته ام لا وكذلك يعتمد على المضادات الحيوية التي يأخذها المريض التي ربما تؤثر على نوع ولا تؤثر على الاخر وثم شيء اخر وهو مكان الإصابة او تواجد او تركز الجراثيم في جسم المريض لان اصابة احد الأجهزة يختلف عن اصابة الاخر ولبعض الجراثيم مناعة ضد المضادات الحيوية تطورت تلك المناعة بمرور الوقت وانتجت انواع تقاوم تلك المضادات
ما تقدم يعني ان موت احد انواع الجراثيم وهو الاستبداد ليس بالضرورة يؤدي الى موت النوع الاخر وهو الأصولية.
قد تقول انك تعني بقولك جسم مريض( وهنا استعاره ربما لم يقصدها الكاتب تشير هذه الاستعارة الى الجسد المريض بعد الحرب العالمية الاولى وتعني املاك وضيع الدولة العثمانية التي تقاسمها الغرب في مؤامرة سايكس بيكو) انه ميؤوس من شفاءه و لا يؤمن بالعلاج او لا يستجيب للعلاج....
اقول ان مثل هذا المريض اصبح عليل فلا يستطيع ان يحمي نفسه ولم يتقبل العلاج لذلك هو خانع لا يتمكن من القضاء على الجراثيم لذلك يسقط المثل الذي تبني عليه موت جراثيم الاستبداد لتبقى جراثيم الاصولية لأن المريض ربما هو من يموت وبالتالي تتصارع الجراثيم(الاستبداد والأصولية) على جسده ليتفسخ وتنتشر رائحته الكريهة والنتيجة سينتصر الاستبداد والاصولية التي قد تتوحد او تتقاسم المنافع او تتصارع لكن على جسد فارقته الحياة.
اما قولك:....حتى لو حكموا البلاد
هنا تفترض تعافي الجسد(الجسم المريض) وانتصار الثورة وموت الاستبداد وكان الثورة ستترك الاصولية وتنفرد بالاستبداد ولم تشير الى احتمال تحالف الثورة مع الاصولية للقضاء على الاستبداد وهذا التحالف مرحلي خطير له ثمن باهض لم يعرف مقداره الا بمرور الوقت الذي سيكون حتما لصالح الاصولية لأن الثورة انهكها اسقاط الاستبداد او سرقتها الاصولية.
وقولك حتى لو حكموا البلاد...
يعني فيما يعنيه انك تتقبل حكم الأصولية بعد موت الاستبداد وتقامر او تراهن على زوالها بعد حين دون النظر الى ما يكلف ذلك وما يستغرق من وقت وحالكم كما حال من يقول بالعامية العراقية(خل نخلص من واحد والثاني الله كريم او الايام كفيله به)
هذا طرح من يؤمن بالغيب او من لا يهمه مصير الوطن والشعب ولا يقّدر العواقب والمخاطر وهو نوع من المجازفة بأمور ومستقبل وارواح الغير وكأن الأصولية اذا مات الاستبداد ستقف مكتوفة الايدي وتسلم امرها للقدر وتنتظر مصيرها .
ان الأصولية اكثر عمقاً تاريخياً وثقافياً وعدداً وثراءً وتضحيات من الاستبداد الذي تقصد فهي قائمه على مبدا لا يقبل النقاش فيه او الاقتراب منه مع قناعه عند اتباعه بأنه مقدس وصحيح وحتمي والتضحية في سبيله واجبه وهي من المحببات لتابعيها والأصولية لها منظريها ومدارسها التي تستند الى اتباع وفعاليات اجتماعيه راسخه وفعاليات اقتصاديه متجذره وواسعه ومربحه والاصولية التي تقصدها واحده في كل مكان من تلك البقعة وتراها سريعة الالتقاء والتآزر والاتحاد بعكس الاستبداد ذو النهج او الافكار الوضعية والبنيه القلقة القليلة العدد و المتشرذمه والغير متفقه مع بعضها وربما تكون متخاصمة ومتنازعة وحتى متحاربه وبعضها يضمر الشر للأخر وامامك المستبدين يتساقطون ويحاصرون دون ان ينفع احدهم الاخر وغيرهم يتناصرون البعيد منهم والقريب
ان اقتلاع الاستبداد اسهل من اقتلاع الأصولية لان الاستبداد جذوره قريبه من سطح التربة التي يعيش عليها ومصادر تمويله وامداده بأسباب الحياة محدودة ومعروفه والمستثمرين فيه قلقين عندما تموج الارض تحت اقدامهم لذلك تراهم كما المستثمرين الماليين في البورصات او غيرها يهربون بسرعه ومنهاجه واسلوبه في الدفاع معروف ومفضوح ومجرب بعكس الأصولية ذات الجذور الضاربة في الاعماق والتي تتمتع بأساليب امداد الحياة المتنوعة الواضحة المكشوفة منها والمستورة مع عاملين يتقبلون التضحية و يقّدمون لها ما يجعلها وارفه دائما وهي متجدده في اساليبها واشخاصها ومنهاج الدفاع عن نفسها ومتغلغلة في صفوف المجتمع بأساليب متنوعه وصور متعددة و لا يمثلها شخص يمكن ان تقتص منه لتسقطها ولا نظام او هيكل سياسي يمكن ان تهزمه بسهوله وتقضي عليهً كما في حالة الاستبداد حيث سقط نظامه عندما سقط مبارك او بن علي لكن الاصولية وارهابها لم تموت بموت ابن لادن ولا بموت الزرقاوي او غيره فتراها تنتشر وتفّرخ حتى في ارحام هجينه بعيده بشكل جماعات وافراد.
انك في طرحك هذا كأنك تقول ان الفترة بين سقوط او موت الاستبداد وسقوط وموت الأصولية عباره عن فتره الحركة فيها من جانب الثورة فقط وانت تعلم ان الثورة التي تتحالف مع الاصولية لأسقاط الاستبداد اعياها اسقاطها للاستبداد والذي يظهر بصور شتى مثل تقاعس البعض واكتمال أهداف البعض وانحياز البعض وتخاذل البعض في حين ان الاصولية خرجت باقل الخسائر وهي متحفزه لتحقيق برامجها وربما سحبت معها الكثير من الثوار اشخاص ومجموعات.
وانت تتصور ان الأصولية بعد موت الاستبداد ستكون في خمول وسكون وربما سبات تنتظر حتفها وتفسح المجال للثورة ان تجمع صفوفها وتعزم من جديد لتنقض على الفريسة الساكنة الأصولية
ان الأصولية تعلمت او كانت على مدى تاريخها تحسب حساب هو من منهجها وهو انها في سباق مارثون ليس العبرة بالانطلاق وانما العبرة بالوصول وهي تفهم ان توزع قواها على مراحل السباق حتى تصل متعافية محتفظة بقوتها والتضحية التي تقدمها خلال تلك المسيرة نجاح تفتخر به بعكس الاستبداد حيث التضحية في طريقه هزيمه او ضعف وهناك قول تردده الاصولية وهو ان سقوط قتيل(شهيد)واحد يأتي بدلا منه او يلتحق بدلا عنه عشره اشخاص جدد اي انهم يزدادون عدداً وقوه بعكس الاستبداد الذي ان سقط منه قتيل واحد لا يعوضه ان لم يؤدي الى هروب العشرات
انكم كمن جعل نفسه المتحكم بالصراع فأسكنتم(من السكون) الأصولية وتركتم الصراع بين الثورة والاستبداد وافترضتم نجاح الثورة وهزيمة الاستبداد نهائياً وألْغيتَم ان يقفز على الثورة مستبد او استبداد جديد وكأنكم تقولون ان الصراع بين منهجين او مبدئين اسود وابيض وكأن كل منهم متجانس فكريا وعقائديا بل وقد افتيتم بتوحد العقيدة عند الثوار وحتى هذه اثبتت التجارب ان الثورات تأكل اصحابها الافراد والمجاميع وهنا اما ان تسقط الثورة او يتفرد بها مستبد جديد
وتنتظر لتتفرد الثورة المتجانسة بالكامل بالأصولية لتصرعها والى الابد لتلغي الاف السنين من تجذر الفكر الاصولي ولتقطع مجاريه وتغلق منابعه وتردم عيونه
وهكذا تنتهي الأصولية بعد ان انتهى الاستبداد بشكل حتمي كما تقول
ان اسقاط الاستبداد يتم بحركة سياسيه في الشارع يساندها الشعب وحتى يمكن بالسلاح ويتم ذلك بفتره زمنيه طالت ام قصرت فهي قصيره في حياة الشعوب.
ولكن الاصولية لا ولن يتم تحجيمها او ابعاد تأثيرها ومن ثم الغائها او القضاء عليها بالقوة مطلقاً لأنها مقاتله عنيدة وذات نفس طويل وتسترخص التضحيات ولكنها تنهزم بالعلم والثقافة والحرية وهي تخشى ذلك ولا تخشى السلاح والحروب.
ـ * تقول:(لهذا فبدل ان نقول ان الغرب مسؤول عن تخلفنا مره لأنه يقف مع المستبدين ومره لا نه يقف مع الاصوليين حتى نظل متخلفين يسهل عليه التعامل معنا بما يخدم مصالحه بدل هذا يجب ان نعترف ان هذا النوع من العلاقات طبيعية بين البشر كما هي بين غير البشر من الكائنات الأرضية. الطبيعة لا تحب الضعيف الجامد الذي لا يتطور هكذا هو حال ملايين السنين وما زال الحال هو هو مع شركائنا في هذه الارض حيوانات البر والبحر.....)
اقول: هل تشك بتحالف الغرب مع الاستبداد والأصولية وهل تشك بان الولايات المتحدة الأمريكية هي من تحمي الاستبداد الاصولي السعودي وان المخابرات السعودية جزء من المخابرات المركزية...وهل تشك ان سبب تخلفنا هم القابضين على انفاسنا والغالقين كل الفرص امام اي ابداع او نهوض او طموح ويساندهم في ذلك من يحميهم من الدول الغربية احزاب وحكومات وهل تشك ان الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يعبث بدولنا من خلال الحكام وتبادل المنفعة بينهم وبينه على حساب الشعوب وان الغرب ساهم في وأد او بالأصح ابادة القوى المتطلعة للحرية خلال القرن الماضي من بعد سيكس بيكو وهل تشك بتأمر الغرب متحالفاً مع الرجعية الاصولية في الجزيرة العربية والقوى الشوفينية الضارة للحياة في جريمة8 شباط 1963 في العراق والتي تَكّشَفَتْ كل خيوطها وعناصرها المخططة والساندة والمنفذة...وهل تشك ان الغرب هو من وأد ثورة ظفار في سلطنة عمان وثوار الجزيرة العربية الذي اقلقوا أل سعود وزبانيتهم ولا نريد ان نعدد اكثر ونذهب للتاريخ البعيد.
ان ما نقوله يقوله كل السياسيين الغربيين ولكن بعد تقاعدهم او عند كتابة مذكراتهم وهنا اسألك لماذا لم تعلن أو تكشف امريكا والغرب عن الاموال التي يسرقها الحكام ويودعونها في بنوك الغرب وبعلم تلك الدول وهم يعلمون انها اموال الشعوب عندما يكون الحكام في الحكم وعندما تهتز عروشهم يسارعون الى كشفها...وهل تصدق ان اموال (حمد) حاكم قطر ملياري دولار وارصدة مبارك 80 مليار دولار كما اعلن خلال الاحداث...وهل ستقوم تلك الحكومات بإعادة تلك الاموال للشعوب..
هل ان ادعاء وزير الخارجية الامريكي الاسبق (كولن باول)حول اسلحة الدمار الشامل العراقية في مجلس الامن كان بعيداً عن المؤامرة؟ وهل تحالف توني بلير مع دبليو بوش في محاصرة العراق لمدة اثنا عشر عام ذلك الحصار الذي مزق النسيج الاجتماعي لشعب من اعرق الشعوب ..ومن ثم تأييده لاحتلال العراق بعيداً عن المؤامرة وقد تَكّشَفَتْ معلومات كثيره بذلك سواء من مفتشي الامم المتحدة او كولن باول ورئيس المخابرات المركزية جورج كينت.
هل ان سرقة اثار العراق وخزائنه التاريخية والثقافية بعيداً عن المؤامرة...هل تفرغ القوات المحتلة لحماية وزارة النفط في بغداد فقط دون غيرها بعيداً عن المؤامرة....هل تمركز القوات المحتلة في المواقع الاثرية في اور وبابل وغيرها بعيداً عن نظرية المؤامرة رغم تحذير علماء الاثار في كل العالم...هل سرقة ارشيف يهود العراق وتهريبه بعيداً عن نظرية المؤامرة وهو ارشيف يخص جزء من الشعب العراقي تعرض لمؤامرة .
هل الكذب في اعتقال صدام حسين وتلفيق الفيلم الذي نشر عنه والذي يظهر فيه جندي امريكي يشير الى الحفرة التي يزعمون انهم وجدوا صدام فيها وظهر في الفيلم هناك نخله تحمل عثوق الرطب(اي تمر غير كامل النضج) وهذا يعني ان وقت تلك الصورة هو بداية شهر تموز وليس كما اعلنوا انهم القوا القبض عليه في شهر ديسمبر.... ومن ثم محاكمته ومن ثم اعدامه غير مأسوف عليه بعيداً عن نظرية المؤامرة....هل ان سكوتهم على جريمة حلبجة في وقتها واعلان المخابرات المركزية الامريكية عدم توفر ادله على قيام المجرم صدام باستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد الشعب الكوردي فيها... بعيداً عن المؤامرة.
ـ * تقول( بدل هذا يجب ان نعترف ان هذا النوع من العلاقات طبيعية بين البشر....)
اقول :
هل تتكلم عن علاقه بين انسان وانسان او مصلحه بين انسان من هنا واخر من هناك اننا نتكلم عن دول تتعدى في مصالحها واهتماماتها وخططها علاقة انسان باخر هل تقيس علاقة انسان بإنسان وتعممها لتسحبها على علاقة دول كبرى بأخرى الم تجد في ذلك تسطيح لتلك العلاقة... كم دوله ضحّت بألاف من البشر من مواطنيها في سبيل مصلحة البلد العليا .
هل مصلحة الجندي الامريكي احتلال وتدمير وتفتيت العراق وهل من علاقة مواطن امريكي مع مواطن عراقي قتل العراقيين بهذه البشاعة وقتل الجنود الامريكان؟ هل مصلحة الانسان العراقي والانسان الامريكي ان يتم اتلاف الاف المليارات من الدولارات التي قدمها دافع الضريبة الامريكي في حرب امريكا على العراق؟ ان قولك هذا يعني ان المواطن الامريكي هو المسؤول عن ما ترتكبه حكومته من جرائم وحروب وتدمير للبيئة وهو بذلك ربما يستحق المحاسبة على ما قامت به حكومته لأنك تقول انها علاقة طبيعية بين البشر .
تقول:( الطبيعة لا تحب الضعيف الجامد الذي لا يتطور...).
هل تنقل فعل غير العاقل الطبيعة لتقارنه بفعل العاقل الانسان وتسحب تصرفات الطبيعة في ثوراتها على تصرفات الانسان الذي يعمل على تقليل اثار هيجان الطبيعة فانت تقول او هكذا يمكن ان يفسر قولك هذا بان من ذهبوا ضحية الزلازل والتسونامي يستحقون ذلك وهذا يعني انهم لا يستحقون حتى اسعافهم او نجدتهم ويعني ايضا انه لا يجب تقديم المساعدة و الدواء والخدمات الاجتماعية للضعفاء او المعوقين وهذه نظره او موقف غريب اتجاه الضعفاء او المعوقين من البشر لأنك تنقل تصرف غير العاقل الطبيعة وتسحبه وتبرره لتصرف الانسان الذي يفترض ان يكون عاقل ويترجم انسانيته في التعامل مع البشر .
ـ * تقول:(في الطبيعة من يعجز عن التأقلم والتطور ينقرض. بين البشر كانت الشعوب تنقرض من خلال الذوبان في غيرها بعد الهزيمة والاحتلال فتفقد لغاتها واديانها ومختلف عناصر هويتها اذا لم يتمكن العدو من ابادتها تماما مثلما فعلت روما بقر طاجنه وما زال الحال هكذا رغم تغيير وسائل الحرب والاحتلال)
اقول:
اي من الشعوب في التاريخ انقرض واي دين انقرض واي عقيده انقرضت ؟... لليوم هناك من يعبد الشيطان(كما يقولون) وهناك من الاديان من عمرها الاف السنين رغم الإبادة والتقتيل والحصار والالغاء والتحريف
انك تقول القول وتؤيده وتستند عليه وتعتبره حقيقه تستشهد بها...ان هذا الطرح غريب وهو ترتيب كلمات لا غير
لليوم الصابئة في العراق يتناسلون ويتعبدون عباداتهم رغم كل الظروف القاسية لحد الإبادة التي مرت عليهم ويتكلمون لغتهم وأمامك الاشوريين والكلدان الذين لليوم لم يذوبوا في الغير رغم كل شيء وحافظوا على ابجديتهم وامامك السود و الهنود الحمر الذين اريد سحقهم وابادتهم لكنهم لليوم لهم اعتبارهم كمجموعه بشريه لهم تقاليدهم وممارساتهم وعباداتهم وعاد احد ابنائهم ليفوز في انتخابات الرئاسة في كولومبيا
وامامك الاكراد فرغم حملات الإبادة والتتريك والتعريب لا زالوا لليوم وسيبقون ولم يتمكن كل الظلم والقوه من الغاء احتفالاتهم بعيد النو روز ولم يمنعهم من اشعال النار يوم 21 اذار من كل عام ولليوم لم يتمكن الاسلام من الغاء احتفال الايرانيين اليومي بشروق وغروب الشمس حتى في مراقدهم المقدسة حيث تعزف الموسيقى في لحظة الشروق ولحظة الغروب.
ثم تقول عن عملية الذوبان وهي استعاره اخرى غير موفقه
الذوبان هو انتشار او تخفي ماده ذائبه في ماده مذيبه وهناك مواد غير قابله للذوبان وهناك نقطه التشبع التي بعدها لا يستقبل المذيب المزيد من المذاب
والذوبان لا يعني سيادة المذيب على المذاب فلو اذبت ملح في ماء لن تحصل على الماء بصفاته او الملح بصفاته لينتج محلول جديد مختلف في الصفات او المواصفات الكيمياوية والفيزيائية
ثم تربط الانقراض بالذوبان باستعارة غير موفقه اخرى...كيف ينقرض من يذوب فالمذاب يبقى يحمل الصفات ويستعيدها عندما تتوفر الظروف فلو سخنت المحلول الملحي المشار اليه اعلاه سيتبخر المذيب الماء ويبقى الملح
الانقراض معناه فقدان القدرة على التكاثر وهو يعني الاختفاء النهائي بعد موت الاحياء منهم مع استحالة العودة من جديد فكيف ينقرض شعب وامامك كل هذه الحالات ومن مثال المحلول الملحي ان المذيب هو الذي يتبخر ويتشتت تاركا المذاب ليكون الاصل
ثم تقول ان الشعوب تنقرض بالهزيمة والاحتلال هل تعني ان الشعب الفلسطيني انقرض بسبب احتلال فلسطين وهو يقاوم ذلك ببسالة منقطعة النظير وبكل الوسائل حتى دفع المحتل للاعتراف به...لم يستطيع الاحتلال الاسرائيلي ان يلغي الزعتر والزيتون والطحينية من موائد الشعب الفلسطيني البطل
ام هل احتلال العراق من قبل امريكا وباعتراف الامريكان والامم المتحدة ادى الى انقراض الشعب العراقي...نعم حطموا البنى التحتية وسرقوا الاثار وعرقلوا البناء واشاعوا الفرقة والتناحر الطائفي في سبيل تحقيق ما تشير اليه من الانقراض لكنهم خسئوا ويخاسؤون هم وعملائهم القريبين والبعيدين
مع انهم اسموها نظرية المؤامرة وكما اسلفنا لماذا ولكن تفنيد النظرية يجب ان يكون على اسس وحجج وانت قدمت تلك الحجج التي رديناها لذلك فانت لم تتمكن من تفنيدها لتنتقل الى ما يسمى بالوهم وهو عدم الايمان بالحقيقة اي نظرية المؤامرة والوهم هو حاجة الانسان الى توفيره حياة امنه سليمه له يقنع نفسه بها متغافلا عن ما يحيط به
شكراً والى الجزء الثاني والذي سيكون بعنوان(عبد القادر انيس ونظرية المؤامره).

#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات