أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف ابو الفوز - هل نحن بحاجة الى محاكمة صدام حسين؟














المزيد.....


هل نحن بحاجة الى محاكمة صدام حسين؟


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1029 - 2004 / 11 / 26 - 07:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم أعتقال الدكتاتور صدام حسين ، المهيب الركن وفارس الامة العربية ، في كانون الاول 2003 ، واخراجه من جحره كالفأر الاجرب ، ذليلا على ايدي جنود قوات الاحتلال ، جنود اصدقائه القدامى ، ولم يطلق نحوهم أو على نفسه ولو خرطوشة من بندقية صيد ، وتناسى كل عنترياته وكوناته ونيشانيه كقائد عام للقوات المسلحة ، التي تبخرت مثل مؤسسات نظامه الارهابي الدموي ، تحولت شقتي الصغيرة الى مكان لاحتفال فرح ولد عفويا ، اذ وفدت الى محل سكني وزوجتي ، عدة عوائل عراقية من الاصدقاء ، من العرب والاكراد ، ووسط دموع الفرح راح الجميع يستعرضون مأسيهم مع النظام الفاشي ويستذكرون شهدائهم على ايدي جلاوزة النظام الديكتاتوري المقبور، وحين اتصلت بنا محطة اذاعية لتسألنا عن مشاعرنا وتطلب تعليقا منا خلال فترة نشرة الاخبار الرئسية ، كان صوت ضحكات الفرح وهرج الاطفال وزغاريد النساء ، الذي نقلناه عبر الاثير ابلغ من كل الكلمات التي قيلت . قبلها كتبت شخصيا عدة تعليقات ، نشرت في الصحافة العراقية ، اكدت فيها على وجهة نظري ورغبتي في ان لا يقتل الديكتاتور في مواجهة ما ، او على يد متعقبيه خلال عملية البحث عنه لالقاء القبض عليه ، وكنت ولا ازال اتمنى ان يقف صدام حسين في قفص الاتهام مثل اي متهم ليدافع عن نفسه ولينال جزاءه العادل مثل اي مجرم ، وان لا يموت قبل ذلك حتى ولو بسبب مرض ما ، اذ سيحوله انصاره القومجيون الى بطل ليس له مماثل . وساعة ان مثل الديكتاتور صدام حسين ، في الاول من تموز 2003 ، امام محكمة عراقية ، التي وجهت اليه تهما بارتكاب «جرائم ضد الانسانية»، وتحت انظار عدسات التصوير، وبكل صلافته المعروفة عنه ، ومتباكيا على شرف العراقيات التي ترك لهن عدد لا يحصى من المقابر الجماعية ، راح يحاول ان يسوّق نفسه كقائد واسير حرب ، فوجدها مجرمون من انصاره فرصة ليتباهوا بصلافته ويعتبروها شجاعة نادرة ، وليعلق احدهم وبجرأة ـ لا يزال يحتل موقع مدير عام في مؤسسات الدولة ـ بان صدام كان " اسد ومسلسل ". هذه الايام تكررت تصريحات من قبل مسؤولين عراقيين في الحكومة المؤقتة حول ضرورة محاكمة الديكتاتور صدام حسين امام محكمة عراقية ، وان المحاكمة ربما تتم قبل نهاية هذه السنة ! الاسئلة التي ترد في البال فورا : هل الحكومة العراقية الحالية تريد من محاكمة صدام ان تكون ورقة انتخابية لها ؟ ام انها تريد ان تنجز تعهدا برنامجيا قبل ان تنتهي مهامها بعد نتائج الانتخابات ؟ ام ان هناك ضغوط خارجية من قوات الاحتلال لانجاز هذه المحاكمة ؟ واسئلة اخرى ربما اكثر عمقا وجدلا من كل هذا !
في كل الاحوال ، الشعب العراقي بحاجة الى قيام سلطة دولة القانون ، وان يقدم كل رموز ورجالات النظام الديكتاتوري المقبور ، الى المحاكم العراقية ، لينالوا جزائهم العادل وفقا لما اقترفت اياديهم ، وفي مقدمة كل هؤلاء يجب ان يمثل المجرم الديكتاتور ، الجنرال المزيف صدام حسين امام محكمة عراقية علنية عادلة تمثل الشعب العراقي و تكون شفافة في اجراءتها. ومن اهم الاعتراضات التي تتداول حول محاكمة رموز النظام الديكتاتوري الشوفيني ، هو ان شعبنا العراقي لا يرغب بمحاكمة صدام حسين كمجرد فرد عن كل الجرائم ضد الانسانية ، التي ارتكبت في الحرب العراقية الايرانية وغزو الكويت وحملات الانفال وحلبجة والاهوار وايضا في حملات تنظيف السجون الرهيبة مثل ابو غريب ، والقائمة طويلة لتعداد جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها النظام المقبور ، فالمجرم صدام حسين جاء نتيجة لفكر قومانجي ، شوفيني ، لا يؤمن بحقوق القوميات والطوائف ، وقاد هذا الفكر نظام ديكتاتوري ولد وجاء من داخل مؤسساته القومية فرد قائد تبوأ اعلى المناصب ، وكان قائدا دمويا حمل اسم صدام حسين ، وربما كان يمكن ووفقا لطبيعة الصراعات والتوازنات داخل حزب البعث العربي الاشتراكي الفاشي ، ان يكون المجرم صالح مهدي عماش او المجرم ناظم كزار او اي من الاسماء المجرمة التي كان يمكن ان تتولى المراكز الاولى وتسعى لتنفيذ سياسات هذا الفكر القومانجي الشوفيني ، وان بطريقة واساليب مختلفة . الشعب العراقي يحاجة لمقاومة هذا الفكر الشمولي ، الذي يلغي التعددية وحقوق الانسان ، وامكانية تشييد مجتمع مدني ، يعيش فيه الانسان العراقي وفق قوانين دستورية لا تسمح لاحد بالتجاوز على حرياته وكرامته وحقوقه ، وتضمن الامن والسلام والسعادة لاطفاله والاجيال القادمة . الشعب العراقي بحاجة الى وقف امكانية ان يلد هذا الفكر الفاشي نظاما مشابها او قائدا مماثلا يذيق اجيالنا الموت كل يوم ، وان يكون بامكان اجيالنا القادمة ان تعيش بامان في عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي موحد !

سماوة القطب
25 تشرين الثاني 2004



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل مبكر !
- بمناسبة قرب محاكمة الدكتاتور المهزوم : -الانفال- شاهد اثبات ...
- النائمون !
- عابرو الشطوط !
- المثقفون العراقيون خارج الوطن : لماذا يتم ظلمهم ؟
- - على عنادك يا برد ! -
- الإرهاب الإليكتروني
- أفكار عن العراق والانتخابات الرئاسية الأمريكية
- إضراب السواق في العاصمة الفنلندية هلسنكي
- سكاكين التكفير !
- صناعة الكذب الرخيص
- هوامش كروية
- الشاعر العراقي عبد الكريم هداد باللغة السويدية
- رسالة مفتوحة : ليس كل ما يقال يكتب ، وليس كل ما يكتب صالح لل ...
- - طالبان- في العراق !!
- في عيد الصحافة الشيوعية في العراق : مسيرة نضالية حافلة بالإن ...
- كيف تكون كورديا وأنت من قبائل العرب ؟!
- العنيفصيّون أو العنافصة ، هل تعرفهم ؟!
- جمهورية البعث الثالثة ، مرة اخرى !!
- في النهاية تبين انه : راتّي !!


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف ابو الفوز - هل نحن بحاجة الى محاكمة صدام حسين؟