أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود الغول - عبط التاريخ














المزيد.....

عبط التاريخ


محمود الغول

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 08:41
المحور: كتابات ساخرة
    



فى أزمنة غابرة كتب التاريخ بأقلام مدادها الزيف والكذب والمجاملة السوداء, فهذا مؤرخ – على ما تفرج – باع ضميره وقلمه من اجل صرة من الدنانير, وذاك قرينه حول قرطاسه و قلمه إلى سوط يلهب به سير الناس ممن لم يدفعوا له درهما أو فلسا, فحول الأمير إلى غفير والتقى إلى سكير والبطل المغوار إلى مسخ حقير..

كان ذلك فى عصور لم يعرف فيها البشر من أنواع "الميديا" سوى المنادى فى شوارع المدينة, فيتجول الخبر بين الناس كسلحفاة كسيحة اشتهرت بين بنى جلدتها بالبطيئة – و شوف أنت لما سحلفة باقي السلاحف شايفينها بطيئة!

أما الآن وقد اصبح غذائنا "ميديا" من كل صنف ولون, و اصبح الخبر كما طائرة تسبق الصوت, بل إن بعض الأخبار بتنا نعرفها قبل إن تحدث, فإن تزييف الحقائق يعد ضربا من البلاهة والعبط ولا مؤاخذة.

ومع ذلك – يا أخي – مازال البعض يستعبط الكل, فيكتب التاريخ كما يحلو له, ويشكله على هوى من يدفع أكثر و أهو كله بثوابه و ماحدش بيبات من غير عشا..

قبل عدد قليل من السنين, تحديدا مع الفتح الأمريكاوى للعراق, حين من الله على الأخ جورج بوش الابن اللئيمة, بدخول بغداد على صهوة دباباته و مدرعاته وسلاطاته وبابا غنوجه, مزيحا الديكتاتور صدام حسين ليمكن دراكولا ذات نفسه من "مزمزة" دماء الشعب العراقي كما الميرندا تفاح, لم يكتف أبناء العم سام من شفط براميل النفط, فراحوا يعبثون بتاريخ حضارة ولدت و تربربت فى أحضان نهرين, قبل أن تعرف أمريكا الحبو, بدعوى تصحيح التاريخ وإصلاحه – شوف ازاى!
و فى وطني – أي بلدي وليس الحزب الوطني – دفع الحماس و الإحساس بالقهر والظلم البعض منا إلى الدعوة لإقصاء الرئيس السابق مبارك تماما من كتب التاريخ, جراء ما فعله بشعبه وكأنه لم يكن, أو سرابا يحسبه الظمآن فى البيد إزازة ميه مشبرة.

طيب قشطة.. هندوس ع الزر و ندلت مبارك من كارت ميمورى مصر, بس خبرني بالله عليك ماذا تفعل لو كنت مكاني وسألك ابنك المفعوص اسم الله عليه: بابا.. بابا..فيه تلاتين سنة واقعين من كتاب التاريخ, ما تعرفش راحوا فين؟!

عن نفسي أخذت أفكر و أفكر, وتوكلت على الله وقررت أن أقول لابني إننا خدنا تعسيلة فى التلاتين سنة دول, ولنا فى أهل الكهف عبرة, وما تقوليش زمن المعجزات ولى وراح.

وإذا سألني الواد عن المترو أو المحور و كوبري 6 أكتوبر, هقوله دول زرع شيطاني.. صحينا م النوم لقيناهم ’ بس يا خوفي لا اليهود بكرة يقولوا: إحنا اللي بنيناهم!

ولو سألني عمن سرطن البلاد والعباد والنبات, ومن زور الانتخابات و النقابات, و من باع الأرض والعرض والساحل الشمالي, هقوله وأنا مالي!

لست من حزب "إحنا آسفين يا ريس" ولم احصل على خرطة من تورتة عيد ميلاده الأخير, لكن تحريف التاريخ بحجة تعديله سيفتح الباب والشباك والمنور أمام كل من هب ودب لإعادة صياغة التاريخ و تصحيح "عبطه" بالاضافة والحذف و القص و اللصق, وساعتها لا تتعجب حين تعلم أن أول ظهور للإنسان على سطح الكوكب كان بمول سيتى ستارز, بدليل وجود أثار لأقدام إنسان ما قبل التاريخ على أكياس الشيبسى و زجاجات شويبس جولد.


ولا تصدق إن الفراعنة هم من بنوا الأهرامات, فالتاريخ لم يذكر الحقيقة, حيث قام الفراعنة قبل ألاف الأعوام باستيراد خام الأهرامات من الصين وتم تجميع الهرم الأكبر بواسطة مستشفى عمر افندى للمقاولات.

ولا تفوجأ أو تندهش حين تعلم أن عنترة بن شداد لم يكن فارسا مغوارا كما أشيع عنه فى كتب التاريخ المفبركة, بل كان بلطجيا من فلول بنى عبس اعتاد تعاطى الترامادول, والموس لا يفارق بقه, بينما السنجة توءم روحه تلازمه ليل نهار, و متصدقش إنه كان دايب فى دباديب الأخت ليلى, فالتاريخ المنقح والمزيد يؤكد على أن عنترة كان بيشتغل ليلى علشان يلهف قرشينات أبوها, ويطلع مصاريف مزاجه و سهراته الفاجرة, ده غير صالات البولينج و البلياردو وشلة المقاطيع أصحابه من صنف المدعوء أخوه شيبوب الأحول وعمارة الزيادى.

وطبعا سيادتك مصدق إن قظز مات على إيدين صاحبه وأخوه بيبرس, وفقا لما جاء بمسلسل الفرسان.. بس الحقيقة يا شقيق غير كدة خالص, علشان عمنا قظز مات فى حادثة موتوسيكل وهو راجع من شرم.


وخد عندك القنبلة دي.. يعتقد البعض خطأ أن قائد الحرب الصليبية هو الأخ العقيد ريتشارد قلب الأسد, والحقيقة المؤكدة أن قائد جيوش انجلترا و فرنسا والذي منه فيما عرف بالحملات الصليبية على الإسلام هو الجنرال نجيب ساويرس, أما ذراعه اليمنى فهو ميكى ماوس, وباقي الشلة بطوط و باباى و توم وجيرى ومش بعيد مازنجر وكابتن ماجد.

وإذا طلب منك كتابة ما تعرفه عن هؤلاء, فقل أن شجرة الدر اتجوزت عرفي من عز الدين أيبك قبل المرحوم جوزها ما يربعن.. و محمد على شارع الآلاتية والعوالم.. واشهر مقولات الزعيم مصطفى كامل " عم قول يا رب".. و نيرون مهندس إضاءة.. و اينشتاين فكهاني.. و مرتضى منصور هو رئيس جمهورية مصر الكروية.


محمود الغول



#محمود_الغول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك يعظ


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود الغول - عبط التاريخ