|
عبد العزيز خالد الشاهد والشهيد- مهام الحركة الجماهيرية علي خلفية قرار تسليم عبدالعزيز خالد
عادل عبد العاطي
الحوار المتمدن-العدد: 1028 - 2004 / 11 / 25 - 09:31
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
مدخل: يبدو ان حكومة دولة الامارات العربية المتحدة - لاسباب تعلمها هي - قد ضربت عرض الحائط بكل الدفوعات القانونية التي تثبت لا شرعية اعتقال العميد عبدالعزيز خالد؛ وضربت بمشاعر ومصالح الشعب السوداني عرض الحائط؛ وارادت ان تضيف علي وجهها وصمة عار لن تمحي منها علي مر الاجيال؛ عندما قررت تسليم العميد عبدالعزيز خالد لحكومة الخرطوم الفاشية؛ في خطوة لم يسبق لها مثيل؛ تعبر بها كل التعبير عن تشابه هذين النظامين وسقوطهما الاخلاقي الفظيع وممارستهما السياسة خارج دائرة القانون والاعراف الدولية واحترام حقوق الانسان والمواطن وكرامة ومصالح الشعوب.
سيصمت الكثيرون خوفا وطمعا تجاه هذا الظلم البشع الذي مارسته حكومة دولة الامارات العربية المتحدة؛ والذي لا نلصقه بشعبها الكريم؛ والذي عرفنا منهم مفكرين ومبدعين ومواطنين كريمين ومواطنات كريمات؛ يريدوا لبلدهم ان تتحرك تجاه فجر الديمقراطية والحضارة؛ ليس في معناها المادي ولكن في معناها المدني والقانوني والانساني؛ حيث يكون كل فرد فيها مساويا للاخر؛ والقانون هو الحاكم؛ دون سيطرة من بيوتات وامراء وشيوخ ذاهلين قابعين خارج التاريخ والحضارة والقيم.
وسيرفع الكثيرون ايديهم باعتبار انهم قد فعلوا الواجب وليس في يدهم شي؛ وسيفرك البعض ايديهم طربا في الخفاء؛ بينما يذرفوا دموع التماسيح امامنا؛ وسيسلم الرجل وحيدا - كالمسيح - بثمن بخس دراهم معدودات؛ ليكون في يد هيرود الخرطوم وبيلاطها؛ يظنوا انهم يمكن ان يحكموا فيه بما يشاءوا وكيف يشاءوا ووقت يشاءوا؛ وهيهات.
لقد قلنا من قبل ان عبدالعزيز خالد لن يحرره دهاقنة التجمع؛ وقلنا ان الرجل تحوطه مؤامرة كبري؛ وان القائمين بالامر من الطغاة الكبار والصغار والمبيوعين من كل شاكلة ولون؛ يريدوا له مصيرا كمصير اوجلان: اذلال وتدمير؛ جزءا ونكالا علي خروجه من السرب؛ وضربا للحلم السوداني؛ والذي عبر عنه للحظة عبدالعزيز خالد؛ ورغبة في اذلالنا جميعا؛ نحن الذين خرجنا من صفوف القديم ومن حظيرة القطيع؛ فانتفض الكثيرون حينها؛ وقالوا اننا مخربين للصف ومثيرين للفتن ومحرضين ومتطرفين.
اليوم اقول ان قضية عبدالعزيز خالد هي قضيةالحركة الجماهيرية المدنية؛ وهي قضية الاف الرجال والنساء من ابناء وبنات شعبي البسطاء؛ ممن تضامنوا معه في عفوية؛ وممن انتفضوا غضبا للمكيدة؛ وان هؤلاء وحدهم يمكنهم تحويلها الي معركة تقلب السحر علي الساحر؛ وتقلب الطاولة علي كل المتامرين والمنخذلين والمخذلين.
في مغزي ودروس قرار التسليم: قرار السلطات الاماراتية بتسليم العميد عبدالعزيز خالد؛ يثبت للمرة المائة يعد الالف؛ كيف ان هذه الانظمة تشبه بعضها؛ وان قضية الحريات وكرامة ومصالح الشعوب؛ لا تحل في بلد واحد؛ بمعزل عن المحيط الاقليمي والعالمي الذي يعيش فيه؛ وان انظمة التسلط والقهر تتشابه تشابها عجيبا في الجوهر؛ وان اختلفت في المظهر؛ وان انصاف الحلول لا تجدي؛ وان حكم ملوك الطوائف ليس باحسن حالا في شي؛ من حكم الجنرالات - المماليك.
قرار السلطات الامارتية يدعم ويؤكد وجهة النظر القائلة ان هذا النظام القائم في الخرطوم؛ لا يمكن الثقة به؛ وانه ليس مؤهلا للتفاوض؛ وانه لا يملك لا الرغبة ولا القدلاو للانخراط في اي حل سلمي للمشكلة السودانية؛ وان الطريق الوحيد للتعامل معه؛ هو شن النضال ضده لا هوادة؛ ودون اي شكل من اشكال التراجع؛ حتي اسقاطه؛ واقتلاع جذوره السامة من تربتنا السودانية الطيبة.
قرار السلطات الامارتية؛ ومن قبلها ممارسات دكتاتور الدولة القزمية - ارتريا- يؤكد بما لا يدع مجالا للشك؛ ان دهاقنة المعارضة الرسمية السودانية؛ مما يسموا بقادة التجمع الوطني الديمقراطي؛ وحزب الامة؛ والحركة الشعبية لتحرير السودان؛ وغيرهم؛ انما هم تجار لا ثوار؛ ونخاسين لا سياسيين؛ يبيعوا المبادئ بثمن بخس؛ ويخونوا الحلفاء والاصدقاء عند اول مفترق؛ ويبيعوا كرامتهم وكرامة الوطن؛ امام كل من يملك المال او الجاه او السلاح.
قرار السلطات الاماراتية يثبت لكل من له عينين يبصر بهما؛ وله قلب يشعر به؛ وله عقل يعي؛ ان الاعتماد علي اساليب الدبلوماسية الخرقاء؛ والاتصالات وراء الكواليس؛ والتحجج بالموازنات؛ والخوف من المواجهة؛ لا تفعل غير ان تقوي موقف الطغاة الصغار والكبار؛ من اصحاب العقالات او رباطات العنق او برنيطات الجيش؛ وان فجر التغيير وصباح الحرية لا يصل اليهما عبر الصالونات ومن خلف الابواب؛ ولكن في وسط الشارع وبين الجماهير وفي الساحات والميادين.
قرار السلطات الامارتية يؤكد ويثبت؛ ان ممارسة السياسة بطريقة سوق الملجة لا تجدي فتيلا؛ وان التعاطي معها بطريقة رزق اليوم باليوم تفضي الي الكارثة؛ وان الطريق للتحرر يمر عبر بناء تنظيمات سياسية جديدة؛ تكون المؤسسة فيها هي السائدة؛ والبرامج هي الحاكمة؛ والاستراتيجيات فاعلة ومحكمة؛ ولا يكون القائد فيها هو محور التنظيم؛ فاذا مات او قتل او اعتقل؛ انقلب الناس علي اعقابهم؛ وفقدوا القدرة علي التفكير وعلي النضال وعلي المبادرة؛ ومات وقتل واعتقل معه التنظيم.
عبد العزيز خالد الشاهد والشهيد: في كل هذه الماساة المتتالية؛ وامام كل هذا العجز الفاضح؛ وامام هذا الانكسار الذي له اول وليس له اخر؛ وامام كل الضعف الذي بان في وسطنا؛ وامام كل هذه العنجهية من نظام الفاشست؛ والتامر والصلف والصمم تجاه كل صوت قانوني وشعبي وانساني من قبل امراء العقالات المنتكسين؛ تظهر صورة عبدالعزيز خالد كالشاهد علي العصر؛ والشهيد الذي يقدم عنا كلنا القربان.
بقدر ما انتقدنا عبدالعزيز خالد؛ وبقدر ما حملناه المسؤولية عن الاخطاء العظيمة التي ارتكبها في تجربته السياسية؛ وبقدر ما اغضبنا كثيرا من قبل؛ فقد حاز في خلال كل الشهور الاخيرة؛ في معتقله في اريتريا؛ ثم في اسره في الامارات؛ وامام خطر تسليمه لنظام الخرطوم؛ علي تقديرنا ودعمنا؛ بوصفه احد ابطال الزمان المتخثر؛ واخر الفرسان في زمن الهزيمة.
اثبت عبدالعزيز خالد صلابة منقطعة النظير؛ امام آلة انظمة شرق وجنوب المتوسط الجهنمية؛ والتي تناهشته ما بين اسمرا والخرطوم والقاهرة ودمشق وابو ظبي؛ وكانهم كانوا يريدوا ان يثبتوا لنا اتحادهم في القمع؛ واتفاقهم في الظلم؛ ومحاربتهم لكل جديد؛ وتحالفهم المقدس ضد الانسان؛ وتماثلهم رغم الاختلافات.
نهض عبدالعزيز خالد كقامة شاهقة؛ حينما تناوشه الساقطين الصغار والاكثر صغرا؛ يصيبونه بسهامهم السامة عندما وقع كالنسر الجريح؛ وينتهشون لحمه عندما ظنوا انه قد مات واندحر .. تسامي الرجل في صمته وفي سجنه وفي قوله؛ امام من يظنوا نفسهم مثقفين وما هم الا كتبة؛ وممن يظنوا نفسهم صادقين وما هم الا كذبة؛ وامام من يحسبوا نفسهم وطنيين وتقدميين وما هم الا التعبير الاسؤأ والاكثر بؤسا؛ عن كل تخلف وجبن وانكسار وعمي في تاريخنا السياسي والاجتماعي والثقافي الحديث . اثبت عبدالعزيز خالد انه في اخطائه وفي صواب افعاله؛ في ايجابياته وسلبياته؛ يفوق هؤلاء الاقزام بمراحل؛ ويسبقهم بقرون؛ ويتجاوزهم بما لو قضوا عمرهم كله يكدحون؛ لن يصلوا الي غبار غباره؛ لانهم وان ملكوا الشهادات فلم يملكوا الحكمة؛ وان احتموا باصحاب السطوة والقوة فهم لم يملكوا قوة الروح؛ وان اجادوا لعبات السياسة ومؤامراتها القذرة؛ فهم لم يجيدوا فن التحدي والمقاومة والوقوف - دون سند- في وجه الاعصار.
وقف عبدالعزيز خالد خلال هذا العام البائس؛ امام حرب لا هوادة فيها؛ اشترك فيها الاعداء المعلنين مع الحلفاء والرفاق السابقين؛ وتامر فيها المتخاصمين فيما بينهم عليه؛ والتقت فيها مصالح جد متناقضة؛ من ثوار منكسرين وتجار محترفين وساسة مخصيين وتبع مبتاعين؛ وساهم فيها ديناصورات وطغاة واوباش ومرتزقة وموتورين؛ مما لو كان ايا منهم في موقفه؛ لانهار في نصف نهار.
اثبت عبدالعزيز خالد انه ليس هناك تنظيم يسمي التحالف؛ وان التحالف كان هو ؛ وكان هو التحالف؛ وانه كان المصادم الاول في ذلك التنظيم؛ والمبادر الاول في ذلك التنظيم؛ وانه كان التنظيم. وبقدر ما تحسب له هذه الكاريزما الخارقة؛ فانها تحسب علي تنظيمه؛ وتظل صرخة تحذير حادة؛ امام اي نمط من الاحزاب الزعامية؛ اذا ما اردنا لقضية التجديد والتغيي ان تنتصر.
اثبت عبدالعزيز خالد بما تسرب من رسائله واقواله ومواقفه؛ ان الرجل كالجبل الاشم؛ لم ينهار ولم يخذلنا ؛ نحن الذين يهزمنا الاخرون كل يوم؛ واثبت انه في تلك اللحظات العصيبة؛ قد تحلي ببعد نظر كزرقاء اليمامة؛ وهو بعد نظر لا يتجلي الا في الملمات؛ وكنا قد قلنا انه خذله؛ عندما رهن حركته وتنظيمه لغير الشرفاء؛ وعندما ربط مصيرها بمصالح القوي الصغري والكبري؛ وعندما سمع للاخرين ولم يسمع لنفسه.
سيظل عبدالعزيز خالد خلال هذه المعركة؛ شاهدنا امام تخثر الواقع وانكسار الرجال وعجز النساء وضابية الرؤي واختلال المعايير؛ وسيظل شاهدا علي تفاهة وقزمية قادتنا المزعومين؛ وسيظل شاهدا علي اخطائنا التي لا تغتفر؛ وسيظل شاهدا علي عجزنا المميت؛ حتي نبني القوة التي لا تجعلنا في موقف كما نقف اليوم؛ وحتي نؤسس المؤسسة التي لا ترهننا للسفهاء منا ولمن هم خارجنا؛ وحتي نعلم ان الشعب هو اللاعب الاول والاخير؛ وان صوت الشعب هو صوت الاله.
سيكون عبدالعزيز خالد شهيدا؛ اذا ما حاولوا ان يخضعوه ورفض؛ وان حاولوا ان يذلوه وقاوم؛ وان يمسحوا به الارض وتعالي بنفسه الي القمم؛ حينها لن يجدوا بدا من ان يقتلوه؛ ولن يكون اول واخر الشهداء؛ وحتي ذلك الوقت فانه عندنا شهيد الظلامات والانكسارات؛ وهو شهيد ياكل البعض لحمه حيا؛ وهو شهيد الحلم الذي انكسر لبرهه؛ وقتيل الآمال التي طعنت في غفلة من الزمن.
اما اذا انكسر عبدالعزيز خالد؛ او لم تكفه القوة؛ او ثملت عيناه كزرقاء اليمامة؛ فاننا سنحزن ونبتئس؛ ولكننا لن ننسي له مواقفه التي وقف؛ ولن نتحالف مع اعدائه الجدد او القدامي؛ ولن نعامله كخائن مزموم؛ بل كفارس مهزوم؛ ومن حزنه ومن حزننا ؛ ومن هزيمته ومن هزيمتنا؛ سنستمد قوة جديدة؛ لكيما نرفع راسنا؛ ونبني من جديد ما تعاهدنا مرة عليه؛ سودانا حرا وواقعا جديدا؛ يبنيه ويكون في القلب منه المواطن والانسان.
انكسار الساسة ومهام الحركة الجماهيرية: يشكل تسليم عبدالعزيز خالد؛ انكسارا تاما وشاملا؛ للمشهد السياسي المعارض؛ من تجمع وحزب امة وحركة شعبية وما شاكلهم؛ ويفضح عجزا مريعا وسط القوي الجديدة؛ والتي كان ادائها ضعيفا وقاصرا؛ في هذه الحملة النبيلة؛ لانقاذ نفسنا قبل انقاذ الرجل؛ امام اخطبوط النظام الفاشي ذو الاذرع المائة؛ وغول الانقاذ ذو الرؤوس السبع .
ان السيف الذي رفع علي عبدالعزيز خالد اليوم؛ سيرفع تجاههم جميعا جميعا؛ واذا كان الرجل قد قاتل في وحدته اليوم كالاسد؛ فانهم سيذبحوا غدا كالشياه؛ ولن يجدوا من يبكي عليهم؛ ولن نقول لهم انج سعد فقد هلك سعيد؛ لان هذا ما ارادوه؛ وهذا ما سعوا اليه؛ وهذا ما سيرتد اليهم في بؤسهم الروحي وتامرهم التافه وضيق افقهم القاتل وعماهم السياسي الذي ليس له مثيل.
ان هذا النظام الفاشي الحقير الذي لا يرعي عهدا ولا ذمة؛ والذي تنقتح شهيته مع كل جريمة؛ والذي هو غاية في الضعف والتهلهل؛ ويزيده هؤلاء قوة بما يعطوه اياه من شرعية؛ وبما يتفخوا فيه من روح؛ سيطاردهم واحدا وراء الاخر؛ وسيماطلهم ويذلهم؛ وسيضرب هذا بذاك؛ ليثبت لهم انهم هواة في ساحة المؤامرات؛ وجبناء في ساحة المنازلات؛ ودجاج ينتظر الذبح ويكاكي في معية الجزار؛ وحملان تتمسح بقاتلها الذي يسن المدية ويجهز النطع والساطور.
لا حل لهذا الامر الا بالرجوع للمنبع الذي لا ينضب؛ ولن يصلح اخره الا بما صلح به اوله: الرجوع للشارع والجمهور؛ والاعتماد علي الشعب الواعي والمقهور؛ ولكن محقق المعجزات اذا ما ولينا وجهنا تجاهه؛ وصانع الثورات اذا ما طرحنا عنا الاصنام الصغيرة والكبيرة التي تعطلنا.
في يد الحركة الجماهيرية والمدنية والشعبية؛ يكمن مصير عبدالعزيز خالد ومصير الحلم السوداني؛ في ايادي الطلبة والشباب والنساء؛ في ايادي المهمشين قرونا ؛ في ايادي المتمردين ابدا؛ في ايادي هؤلاء البسطاء الذين رفعوا صوتهم تضامنا مع هذا الانسان؛ رغم القمع الشديد والكذب المدمر والتشويه الفاحش وعدم التنظيم وانعدام القادة وضعف الحال الذي يغني عن المقال.
علينا اليوم قبل الغد؛ ان نحول قضية عبدالعزيز خالد الي قضية شعبية؛ وان تخرج عشرات المظاهرات الكبيرة والصغيرة في كل شارع وحي مطالبة باطلاق سراحه؛ وان نكون عشرات الاف اللجان التي تربط قضية اطلاق سراحه؛ باطلاق سراح الوطن؛ وان يستمر الضغط العالمي والقانوني والدبلوماسي علي النظام؛ ويشتد ويتضاعف حتي ينهار؛ بقوة الجماهير وبايمان الثوار.
علي طليعة هذه الحركة الجماهيرية ان تكون اليوم بانتظاره في مطار الخرطوم؛ تعلن عن دعمها له؛ وان ترابض جوار سجنه او مكان محكمته؛ وان تظهر بكل الاشكال ولو اكثرها بساطة؛ دعمها له؛ والا تتركه وحيدا في ايدي السفاحين؛ او معلقا مصيره بمناورات الساسة المبيوعين.
علي الطلاب الوطنيين والشباب من اليوم ان يعدوا بياناتهم وبوستراتهم ؛ وان ينسخوا كلمات الرجل وصورته ويسلموها للاباء والامهات والجيران؛ وان يشعلوا الجامعات بها؛ وان ينقلوها للحارات؛ وان يخطوها علي الجدران؛ فقد كان يؤمن بهم وقت لم يؤمن بهم انسان؛ وكان يعلق املا كبيرا عليهم وقت انحسرت كل الامال.
علي كل القوي الجديدة والوطنية ان تعلن موقفها؛ وان تقف صفا واحدا خلف الرجل وضد الطاغوت؛ وان تعلم انها تنتظر في الصف؛ وان المؤامرة لو نجحت عليه؛ فهي ستطبق عليهم؛ وعليها ان توحد صفوفها اليوم قبل الغد؛ ببرنامج واضح ومصادم؛ يكون اسقاط هذا النظام الفاشي حده الادني؛ والمطالبة باطلاق سراح الرجل شرارة العمل وبؤرة التكتل.
علي كل الناشطين المدنيين والديمقراطيين؛ الا يدخلوا في اي مساومات مع هذا النظام؛ والا يقبلوا اطلاق سراح الرجل باي مساومة؛ بل ان يحولوا هذه القضية الي معركة جديدة ضد النظام؛ وان يجعلوا من الهزيمة نصرا؛ ومن هذه القضية التي يريدالبعض ان يصورها " محنة" شخصية للرجل؛ تحدي بين الشعب والنظام؛ ومعركة لكل الشرفاء؛ ليس هناك من نهاية لها سوي النصر.
لنجعل هذا النظام المتهاوي؛ يندم علي خطوته هذه؛ ولنعيد تنظيم صفوفنا ونرمي كل اوهامنا خلفنا؛ ونرفع الشعار العزيز الذي غيبه الساسة المبيوعون: وهو ان طريق الخلاص لا يتم الا باعادة الفاشست والطفابييع الي مكانهم الطبيعي حيث هم ينتمون: مزبلة التاريخ ومتفلة الشعوب؛ فليس لدينا ما نخسره سوي الاوهام؛ وامامنا ان نكسب انسانيتنا من جديد؛ والمستقبل الكريم كله.
عادل عبدالعاطي 23 نوفمبر 2004
#عادل_عبد_العاطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاثية الهزيمة والمؤامرة والصمود:في اسباب وخلفيات اعتقال الع
...
-
مطالبة السلطات الاماراتية باطلاق سراح قائد سياسي سوداني
-
لماذا ندعو للفيدرالية وكيف نراها؟ مساهمة في تطوير برنامج ال
...
-
جهاز الامن يحجب موقع سودانيز اونلاين بالسودان
-
نوره عبد الله إدريس امرأة من السودان
-
جدل المركز والهامش مآلات الصراع السياسي في السودان - مقاربة
...
-
من المحلي الخاص الي الوطني العام المعارضة المسلحة في دارفور
...
-
جيش تحرير دارفور ومآلات الصراع المسلح في السودان
-
فى مزبلة التاريخ - موضوع حول الحزب الشيوعي السودانى
-
قراءة فى تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى - السودان فىالعمل ال
...
-
تأملات في أفق المعرفة والشهادة حول حياة واستشهاد محمود محمد
...
-
سلاح الوعي ووعي السلاح عرض كتاب - الجيش السوداني والسياسة
-
اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني
-
اللعب الكلمات أو فرويد على الطريقة الشيوعية
-
دور الحزب الشيوعي في تخريب التجربة الديمقراطية والنظام الدست
...
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|