أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمال الهنداوي - احداث لندن..ونحن














المزيد.....

احداث لندن..ونحن


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 19:41
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


هناك الكثير مما يجعلنا نجزم بان أحداث لندن الحالية قد تأثرت بصورة وأخرى بأحداث الثورات العربية ..فتطابق أحداثها و شراراتها تؤكد ان الوضع الاقتصادي الصعب وارتفاع معدل البطالة لاسيما من خريجي الجامعات قد يكون العامل الحاسم في حالات الاستياء والتمرد في صفوف الشباب والمهيئة للانفجار مع اي بادرة او تلويح من الاحداث ..
ثارت الجماهير في لندن بعد مقتل مواطن من ذوي الدخل المحدود..وهو نفس ما حصل في تونس مثلا ..وهاجت الشوارع وماجت كما هي شوارع الشام..ولكن ما حصل لم يحصل في القاهرة ولا في بنغازي من إشعال حرائق وسلب ونهب وتخريب..وما اتهم به المحتجون لم يقترب مما وصف به الفتية الذين ثاروا على قمع واستبداد القرون..
بدون ان نرغب باي مقارنة..ومع كل هذا الدخان المتصاعد من شوارع لندن وليفربول..فان هذا التطابق لم يستطع حجب النور الساطع لتحضر ورقي الحراك الثوري لشعوبنا العربية من جهة..وصلابة ورسوخ الديمقراطية البريطانية واخلاقيات وقيم ومهنية الاعلام الانجليزي من جهة اخرى..وهذا ما قد يشكل الفرق الحاسم بين ما هو بين ايدينا وما يجب ان يكون..
فرغم حراجة الموقف.. ودقة وقساوة الانباء الصادمة التي تتقاطر من الشارع البريطاني ..فاننا لم نرى حفلات التملق وتقديم الاضاحي الشعبية للحكومة من قبل الاعلام الرسمي اوالمرتزق الذي لا يتوانى ولا يمل من هواية ابتكار النعوت المهينة لجراحات وودموع الشعب ودمائه.ولم نستمع الى التنظيرات المقيتة حول المندسين والعملاء والاجندات الخارجية..ولم ينبر لنا من يستنبط للاحداث دوافع عنصرية او طائفية او عرقية تمكن السلطان من التستر خلفها لتبرير استهدافه للحمة الوطنية والوئام المجتمعي للشعب.
لم نرتطم في متابعتنا للاحداث بمن يدعو الى الضرب بيد من حديد على رؤوس المخربين..ولم نجابه بالتغطيات الحماسية المستعرضة لبطولات رجال الامن الصناديد وهم يسحقون اعداء الوطن والسلطان بعقبهم الحديدية..ولم نضطر لمكابدة البرامج المفرطة الطول المحشوة بنداءات"المواطنين"الهاتفية الداعية الزاعقة الدامعة تأثرا بالقيادة التاريخية للملكة ورئيس وزرائها الامين..وبالتأكيد لم يكن لدوق كانتبري حضورفي ابراز الادلة العقلية والنقلية على ان المحتجين هم شر الخلق على الارض وفي الدرك الاسفل من جهنم وبئس المهاد.
بل على العكس فما وصلنا من وسائل الاعلام البريطانية هو قمة الممارسة المهنية المسؤولة للكلمة الحرة التي تستهدف خير الانسان والمجتمع..من خلال التغطية المحايدة والبحث عن الجذور الحقيقية للاحداث والتنقيب عن عمق الازمة الاجتماعية التي ادت الى الانفجار الشعبي ومسؤولية الحرمان والتهميش في ترسيخ معاناة المواطن وبذل الجهود في دراسة كل ما يمكن ان يؤدي الى تفادي مثل هذه الانزلاقات مستقبلا ..وهذا ما افتقدناه في اعلامنا الرسمي للاسف.
ما نستطيع ان نستشفه من كل هذا الضجيج هو ان الحكومة البريطانية بكل شرعيتها وامكانياتها لم تخضع لاغراء القوة السهل رغم تمتعها بوضع الطرف المستهدف من قبل تفلتات لا يمكن ان تعد الا خروجا عن النظام والقانون وسوء تعبير عن احتقانات اجتماعية واقتصادية..وان الشعوب العربية اثبتت رقيها وانضباطها الثوري رغم الانفلات الامني الذي تمارسه ضدها الأنظمة القمعية المستبدة الفاقدة للشرعية وعناصرها وقواتها واقلامها الزاعقة المستهدفة لكرامة المواطن وقيمه وسلمه الاهلي.. وهذا ما يجعلنا ننظر بعين الاكبار والاحترام لكل من التحضر الشعبي العربي والالتزام المهني للاعلام البريطاني ونتوصل الى النتيجة الحتمية التي تقول باننا انظمتنا هي اسوأ ما فينا..وهنا قد تصح المقارنة.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيف السلفية..يرتفع في وجه الشعوب
- لا جمل مفيدة في رسائل اردوغان..
- خيط من المؤامرة..بين العباسية والتحرير
- لم يعد امام العالم الا التضامن مع الشعب السوري..
- الثورة الليبية تبدأ بالتهام ابنائها..
- الدراما..وتسييس التاريخ
- اعتداءات النرويج..فرصة للتفكر..
- ويظل الوعي الشعبي خارج حسابات قوى الاستبداد السلفي
- هل من معذرة يا بنغازي..
- كأن ليس لنا ما يشغلنا..الا الكويت
- مابين داحس السفارات وغبرائها..
- الثورة مستمرة..
- ورقة خاسرة لرئيس نصف محروق..
- تحت انظار العالم..حماة تصلب من جديد..
- البحرين سنية ام شيعية..ما دخل آل خليفة في ذلك؟؟
- طوبى لدير شبيغل..
- صحة السيد الرئيس..بين السياسة والشماتة..
- سلوى المطيري..كمان وكمان..
- مسافر زاده الخيال..
- لن تصلح الكوفية الفلسطينية ما افسده العقال العربي ..


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمال الهنداوي - احداث لندن..ونحن