المسلسلات الرمضانية بين التربح الفاحش والابتذال المفضوح - 1 -

شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر
(Shakir Al Khaiatt)

الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 11:12
المحور: الادب والفن
    

في كل عام تطلع علينا الفضائيات بمسلسلات تقل في جودتها من ناحية المضمون اولا ثم تاتي مكملات ومتطلبات بل اولويات الاعمال التي تجعل منها عملا ناجحا او فاشلا...الكل منا يتذكر الى هذه الايام حلاوة وطعم بعض المسلسلات التي كانت تعرض من تلفزيون واحد وقناة واحدة وبالابيض والاسود..صحيح ان المتنفس العائلي كان واحد وبتوجيه من الدولة لكن الانتباه والمتابعة كانت رغم هذا خيارية لدى المشاهدين..تلك الاعمال تركت بصمة ثقيلة ومهيبة ، بصمة محترمة اعطت لفن تلك الدول هوية وما اكثرها ...
اليوم ومنذ 2003 وهو زمن تكاثر الفضائيات بشكل مرعب ورهيب لم نعد نرى من تلك المسلسلات الجيدة منها سوى ماندر، هذا ان وجد،...وبناءا على متابعتي الفنية لبعض من تلك الفضائيات كنت ارى الجهد المتواضع واضحا على النص الا ان المخرجين وبتلك الامكانية والخبرة يجعلون من هذا النص عملا جيدا...وهناك اعمال لاتمتلك نصا ولا تمتلك خبرة فنية لكادرها المسؤول عن ابراز وايصال النص الى مرحلة العمل الكامل او المتكامل نوعما، فتظهر العيوب جلية وواضحة للعيان رغم الامكانيات المادية الضخمة المرصودة سلفا للعمل...
الذي دفعني الى طرح هذا الموضوع ما شاهدته واشاهده حاليا من على قناة الشرقية...تلك الفضائية التي ارسل الله لمالكها ملائكة يحملون اكياسا من الدولارات بين ليلة وضحاها...ولسنا الان بصدده فكثير من المتابعين والمثقفين وذوي الاهتمام بالشؤون العراقية والسياسية منها يعرفون تاريخ هذا الرجل واين كان وكيف كان وكيف اصبح على ماهو عليه الان...
السؤال الذي يستدعي التوقف عنده مليا وكثيرا بل ودقيقا...ماهو روح وغاية وهدف الكاتب من النص الذي يعرض الان من على قناة الشرقية تحت عنوان (سامبا)؟؟؟؟!!!
اولا النص يفتقر الى مادة النص
ثانيا ماهي غاية النص؟ سياسية؟ اجتماعية؟ هل هي حالة نقد؟ هل هي حالة عرض قابلة للنقد؟ هل هي ظاهرة اجتماعية يجب تناولها بالسرعة الممكنة لكي توثق كتاريخ يشهد لتلك الظاهرة خوفا من ضياعها مثلا؟ولكي يتم الحفاظ عليها على اقل تقدير في اذهان الناس...؟
ان التفاهات التي يقدمها بطل المسلسل بما موجه به من قبل المخرج انسحبت عليه سلبا وباثر رجعي الى بعض من الاعمال التي قدمها قبل هذا المسلسل بسنوات والتي ظلت مجاهيل دواخله الفنية متوقفة عن التعريف المتكامل الى اعمال قادمة، وهذا العمل الحالي ( سامبا ) كشف واكمل مفردات التعريف التي كانت غائبة عن استكمال وصفه حتى اكتملت الان الصورة ...وهذا دليل واضح على ان الرجل كانت النصوص ومايمليه المخرجون وراء صياغته بالممثل البديل مؤقتا عن اولئك الذين كانوا من قبل تحفا زينوا ونوروا سجل الفن العراقي الجميل....فشكرا لهذا المسلسل في كشف من يدعون الفن زورا على الاخرين!
انا لا اريد ان استعرض بالتحديد هذا النص فقط...لكن البطلة المشاركة والتي تم اختيارها مع البطل في سامبا معروفة دوافع جلبها الى العمل ومعروف من يقف وراء كل هذا التحرك الغريب والذي يحمل مع كل حركة الف والف علامة استفهام ..وهذا الرجل ( المحرك ) لقناة الشرقية والتي يعتمد عليه مالكها كليا للاسف فان (الشيكات) التي تودع في حساباته اعمت بصيرته قبل بصره عن ان يرى نفسه ويقارن بين ماكان عليه في منتصف الى اواخر التسعينات والى ما اصبح عليه الان.....يالها من نهاية مخيبة لرجل يدعي الثقافة ويدعي المبدأ الحرفي والمهني في عمله....سبحان الله ! أالى هكذا مستوى يمكن ان تنجرف العقول؟! ومعها طبعا الاخلاق ! الذي يدعو كل متتبع ان يقف ويؤشر هو حجم المصروف لتلك المسلسلات؟ والذي يصل في احيان كثيرة الى ارقام خيالية وحقيقة خيالية...والا لنحسب الان سفر كل الكادر المعروف في العمل ومن يقف خلف الكاميرا والفنيين ومرافقي العمل ووو ... ترى هل يكفي مثلا كذا......ن دولار للحجز في فنادق البرازيل مع كامل المصاريف الواجبة والمتعددة طيلة مدة العمل من اعداد وتهيأة وعمل الى الانتاج والاخراج الكامل؟ هذا طبعا عدا عن اجور الممثلين والممثلات والتي ، حدث بلا حرج..هل كانت الجهة الممولة لقناة الشرقية تعرف اين ستذهب تلك الامدادت الخرافية؟ ام من اجل غاية واحدة ولاجلها فقط كان التمويل والبذخ، هل تغني تلك الغاية عن حجم الجواب لهذا التساؤل؟ المطلوب وقفة من لدن الباذخين...ورحمة بنا كمشاهدين ورافة بالفن العراقي الاصيل...الا تكفي تلك التفاهات لاشباع ملذات القائمين على تلك انصاف او ارباع الاعمال ان جاز التعبير؟ ام ان قلادة الشرقية حلت محل وسام الرافدين؟!ايها المثقف الجهبذ والمقدم الفذ الاوحد؟؟

#شاكر_الخياط (هاشتاغ)       Shakir_Al_Khaiatt#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات