أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - مدن الفردوس والتجلي وساحات التحرير..!















المزيد.....

مدن الفردوس والتجلي وساحات التحرير..!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 15:52
المحور: الادب والفن
    


1
يتسع الفردوس إلى فردوس من وردةٍ ودعاء الله ومهجر في البلاد البعيدة ..
يقطع في نعاس الغيوم لهاث عطره ويتكلُ على الله في صنع مرايا أنوثته ليكون الجمال به فلسفة أو خطاب عرش أو أي تميمة يصنعها رمشها ليحمي اليابان من توسينامي آخراً ...
هذه المرأة الكلثومية ...التي يصنعها الشعر من خيال مساء فلورنسي .ودانة في خليج الزرقة والقصيدة ...
يقع فردوسها عند شفاه أغنية الليل وثمالة نخلته حين تهز بخاصرتنا وجع كل الحضارات ...
أنت أيتها المشرقة مثل شمس نخيل البصرة والشارجة ووهران وجرش وصعيد مصر ..
أنت يا هدهد بلقيس ..
نجمتك فقط من تؤشر لنا :تلك الجنة احضنوها بأمنياتكم .!

2
أيها الراعية لقطيع النجوم في مراعي السماء...
المحتفية بأقدار العشق كما طرائق المتصوفة ..
الخاتم الفيروزي الممهور بقبلة من فم سليمان ...
المدهشة مثل صفاء النية ..
لو كان قارون هنا ...
لباع كل ناطحات السحاب في مانهاتن وسوق الغزل وريف طنجة ..
واشتراكِ أنت فقط ..
سقراط يقول : ليس هناك أثمن من فردوس واحد دمعته تغسل أرصفة ساحات التحرير ويبيع العالم عطر الغرام والسلام في ثمالةٍ واحدة ..!

3
الكلثومية الأداء والجمال ...
سعيد هذا الذي يتعشى من قبلتكِ بدلاً من الخبز...!

4
يتسع الفردوس إلى كل طرقات الشوق في مساء جنة عينيكِ...
من سوسة حتى مرمى اللسان في شهقة غريق الشعر في انهار عذوبة الفقراء..
من شيراز حتى قباب النجف المذهبة بشذى أحلام الدعوات الصادقة بشفاء أبناء الله ...
من أزهر صلاة النيل ...حتى جوامع سلاطين الهند..
من قلم الأحمر في فم الليل حتى فجر الصائمين ..
أنت يا بنت اللحظة المصنوعة من دفئ الطين ...
تبقين هنا ..
هناك ..
حتى أجمل دمعة في اليقين ..
بأنكِ قفل لسر ...
ورد لعطر...
قطار لسفر ...
ضوء لقمر..
أنت أيتها الكاهنة ..
الراهبة ...
يا مرآة الخدين..
سرك كله يكمن في أساطير الحلم بهاتين العينين.!

5
أبدا أنتِ ...
مشتعلة بصفاء لوحة الباتك في منمنمات صباح تصنعه شذاك وبشراك .وآهة في البعد تجعلنا نَحنُ إلى الحنين بالونين ..!
أبدا أنتِ ....
فردوس أنوثتها فاكهة لشجر التفاح فقط ...
آدم تحتها يعزف بالعود الشرقي لحن مودتك الشامخة ...
أنت أبداً ...
البارعة في جعل خفق قلبها بمستوى شراع السفينة ومغزى الطوفان ..
تمنحين الجسد كبرياء القياصرة ..
ودعاء الباباوات ...
أنت ياصانعة التجلي والمديح ..
سأسميكِ أنا ..
واسمُ أمي معكِ تميمة وليٍّ يحرس فيكِ قراءات الفنجان ..
ومتى خفق قلبكِ مرة واحدة ..
قلبي يخفق ألف مرة...!

6
يالدهاءك ...
يالبهاءك ..
يالصوت الشعر فيك ياسيدة مجلة الترف...
يا لصفاء المها تحت عينيك ..
يا ريمة الغابات البنفسجية
ويا ملكة كل تواريخه بطون مكة وحائل وواحات تهامة ونبض القدس..
يا فاتن النساء كلها ..
وبانجلاء الصحراء بدهشة لون العين ونوافذ فردوس في قلبي يفرش سجادته ..
لأصلي من أجل غرامك تراويح كل الديانات ..
حتى في الشتاء الكندي ..
في الصيف الإفريقي ...
حتى في بطن المحارة .
أنا الشاعر والفقير والكاهن الغائب في نفاصيل شفتيكِ سأبحث عن سرير يتسعنا نحن الاثنين فقط .
لنصنع ربيعا لثورتنا يليق بنا وبجمهوريتنا التي كل شعبها يشرب من دموع الأنبياء فقط..!
هذا هو سرير الفردوس...
لو جئت بألف قيصر وتاج وسلطنة..
لن تصنع مثلهُ أبداً.......!

7
مثل نسمتكِ لم أجدَ رئتي..
ومثل خبزك لم أجد جوعي..
ومثل عطرك لم أجد حروفي...
ومثل نبعك لم أجد عطشي...
آه يا جنتي.................!
أيتها الساحة الحرة للتمني.....
اشرب بحر قزوين كله ..
اشرب دجلة والراين والسين وما في ساحل دبي من عاصفة سمك الهامور ..
اشرب الامزون وفرات عينيكِ ...
وكل هذا أبداً :
لن يعوض سلسبيل الشوق في فمكِ..........!

8
العبادات التي صنعها روح التأمل هي بعض أرث أرواحنا القلقة ...لهذا يقولون : إن فردوس كتب السماء لم تخلقها أشواق الحدائق بقدر ما خلقها الخوف مما سيكون ..وأنا امشي لعينيكِ وجدت هذا الهاجس المسكين ، المطلق المرتعش من تلك المساحات المفتوحة فوقه ، من الرعد والبرق والعواصف والمطر وصوت الميثلوجيا ، لأجل هذا وذاك كنا نضع أقدارنا في أحضانكِ ، وأي ثمرة نزرعها فيك نتمنى لها ذلك المكان بعد أن ولدت فينا القناعة المتأخرة إن الكد والأرغفة اليابسة والقبول بالمقسوم سيضمن لنا مكاناً مريحاً في أول الحافلة .. لهذا أعمارنا تنقضي ونحن في انتظار الحافلة ... وحتما ستكون أجفانك حبيبتي طريقها إلى معابد الآلهة ...
9
برقتكِ عصافير قلبي تصير نساءً بلا أثواب ، بصوتك الكمان باب الجنة ، أدخلها بعد أن تخلع نعلك وتسبح باسم العشق تسبيح النورانيين..
هذه المرأة الجدلية التي أنوثتها كل غابات الأناناس على الكرة الأرضية ...تستحق منا انحناءة فرقة الاوركسترا كلها .
هذه الفردوس الناعس في ثمالة التقبيل ..
صانعة العطر في الرغيف والعطر في حدائقنا ...
المتقدة جمالا مثل خجل محظية سلطان الترك..
الشهية كما نعاس اليتيم في نهد يتبناه ..
أبداً ..
أنت من يقول للبحر : اغرق عندما أقبلكَ من فمي..!

10

يغرد بلبل في مساحة الروح يا فردوسي ، فيتصافى الخيال مع الواقع ، فتسودنا قناعة الجمع بين المرئي والمخفي ..
بهذه الصفة نعيش فقرنا الأرضي ..
راضون بقسمة القدر ، وهراوة الشرطي ، وقيلولة البطالة وشظية الحرب ..
فغدا سيكون لنا يوما آخراً ..
يوما لا تبكي فيه شمس الأصيل ولا يقود الجياع تظاهرتهم فتتعلق لهم أصلبة يسوعية أو زنازين مشرقية رطبة ومظلمة وحراسها العقارب السامة ..
ذلك الغد نراه الآن بجفن الأمل
ومع كل اغماضة..
واحدة تخلع ثيابها وتقول أنا حوريتك ....

11
من رجفته أصنع مناي ..
ومن سيفه اصنع ثمرتي ..
ومنه أيضا أضع خطواتي إلى ما أتمناه ...
أن يكون لي الرجل السيد ، والملك الطاغية ، والعازف الماهر ..
فغدا عندما يلمنا مكان الأزل ..
لن أجد غيرك أيتها الفردوس من يدوم معي في أبدية الحاجة
أنا الأنثى وهو الذكر....
وباقي الحواري هن وسائد ليلنا الذي لا فجر لها سوى ولادة طفل الجنة...
الطفل الذي يكبر في مراعي الآلهة ...
ويسجل عطرك في أنفاس كل البشر ..
أنت يا أجمل عناوين الصحف التي صدرت في هذا اليوم ...
من الكيبك إلى عجمان ..
من الحلة إلى عمان ...
ومن ساحات التحرير إلى الضمير والوجدان..!

دوسلدورف 10 أغسطس 2011



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فردوس من الطيف وألوان قزح..!
- فردوسٌ من الروح والعطر والبوح
- شاكيرا تحبُ ماركيز والمطرب سلمان المنكوب.....!
- آدم المندائي على باب بيتنا
- الصعود إلى الجنة بعكاز .........!
- الخبر...قاسم عطا ....!
- همسة في صباح فرانكفورت ......!
- شاكر لعيبي ...شاعر الحس المنتشي ( الروح والجسد )...!
- لميعة عباس عمارة ..مندائية القصيدة وثياب يحيا المعمدان...... ...
- حسن النواب ...ثمالة أجادت فهم الحلم والقصيدة
- برهان الشاوي ....القصيدة من الكوت إلى البولشوي والملكوت...!
- يحيا نبي المندائيين.....!
- الروح والجسد ما قبل الموت وبعده ...!
- صلاح حسن الجنائن الشعرية ونخل الحلة .....!
- نصيف الناصري ... القصيدة نثر من نهر الغراف
- الترجمة وإيقاع القصة والعقل المعرفي العراقي .!
- صدام حسين ورومي شنايدر ....!
- المعدان* ورومي شنايدر ....!
- الصابئة المندائيون وأعيادهم ..!
- أور أول المدن المقدسة على الأرض....!


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - مدن الفردوس والتجلي وساحات التحرير..!