أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - رسالة مفتوحة إلى السيد مقتدى الصدر حول (ربط الفاسقين بالناصرية على أعمدة الشوارع!)














المزيد.....


رسالة مفتوحة إلى السيد مقتدى الصدر حول (ربط الفاسقين بالناصرية على أعمدة الشوارع!)


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-387-

السيد مقتدى الصدر المحترم
تحية طيبة
قرأت اليوم تصريحا لمدير مكتب الشهيد الصدر في مدينة الناصرية، المدعو نصير الموسوي، حول قيام مجاميع من الشباب بإشهار الإفطار في المدينة، وطريقة معاقبة المفطرين!، ولفت انتباهي قول الموسوي "في حال لم تأخذ الحكومة المحلية دورها في تطبيق حظر الإفطار العلني، فنحن قادرون على تشكيل مجاميع من الشباب لمنع هؤلاء الشباب!، وإذا اضطر الأمر سنربط هؤلاء الفاسقين على أعمدة الشوارع !!"

لاأحد في العراق اليوم يمنع المواطنين من أداء شعائرهم المكفولة بالدستور العراقي، لاسيما طائفة الشيعة منهم، بعد طول حرمان خلال الحقبة البعثية الفاشية، وأصبح كل مواطن بعد التغيير حرا، في مأكله ومشربه وسفره وممارسة حريته في العبادة وشعائرها وأركانها، ولعل فرض الدين بالقوة على المواطنين، أصبح أمرا لايستسيغه الكثيرون بل ويقابل بالرفض والتحدي، فلايمكن فرض الدين أو العقيدة أو التعاليم الدينية، على الشعب العراقي بكل فئاته وشرائحه، نظرا للتباين النفسي والاجتماعي بين فئة وفئة ومواطن وآخر، ومن هنا فإن توجيه العقاب الجماعي للمواطنين، من قبل حزب دون الجهات الحكومية المختصة، يفتح المجال واسعا للمقارنة بين دولة القانون وشريعة الغاب في العراق الجديد، ومن يضع تعريفا (للفاسقين) ويميزهم عن غيرهم، الأحزاب أم الشرع أم القانون أم العرف الاجتماعي أم ماذا!؟،وهل أن عقاب المواطنين بهذه الطريقة البعثية البشعة، وأعني ربط الشباب منهم على أعمدة الكهرباء، بمايذكر بعهود الفاشية والنازية والحروب الكونية في الأفلام الوثائقية، ستعطي صورة مشرقة للعراق الديمقراطي الجديد، الخالي من العنف، والذي يمنع منعا باتا إهانة الإنسان وإذلاله والحط من كرامته!!؟

دينيا فإن تعذيب المواطن العراقي حرام شرعا، فضلا عن أنه ممنوع قانونيا ودستوريا، وعلينا كمواطنين ومسؤولين وإعلاميين أن نحفظ دماء أبنائنا ثروة العراق ومستقبله، نرعاهم ونوجههم التوجيه الصحيح في الحياة التي كرمنا الله سبحانه بها مرة واحدة، لاأن نحظر الحبال ونرفع العصا والأسلحة الجارحة في وجوههم، ونرهبهم بما يغضب الله خالقهم، فمن أعطى نصير الموسوي الحق في توجيه شباب الناصرية على شباب آخرين مثلهم!؟، لإذلالهم والتنكيل بهم وربطهم على أعمدة الكهرباء!، تحت سماء الله المفتوحة على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، في ظل غياب دور الشرطة والقانون والحكومة الضعيفة، التي اختلف حواسمها على غنائم وزارتي النفط والكهرباء وغيرها من ثروات العراق العزيز المنهوبة، وتركوا الشعب يتلظى في موجات الحر الشديد بلا رحمة، فيما زعماء الأحزاب الأقوياء في الناصرية يهددونهم بالربط بالحبال على الأعمدة، التي كفت منذ سنوات عن نقل التيار الكهربائي، بعدما أصبحت لها وظيفة ثانية هي ربط المواطنين الفاسقين!

إن درجات الحرارة المرتفعة التي وصلت إلى أكثر من 50 مئوية في الناصرية، وخلو الشوارع من المارة خلال النهار، ممالم يعد يتحمله الإنسان بصفة عضوية ونفسية، تدفع إلى الواجهة باستحقاقات انسانية وصحية، الأولى أن تراعيها الأحزاب والحكومة والبرلمان، لا أن تتعامل معها بصفة شمولية تضاعف الأعباء على حياة المواطنين، الذين يشكون ضعف الخدمات التي تحفظ له كرامتهم وآدميتهم، فالشعب العراقي مختلف بطبعه من فرد إلى فرد ومن طاقة على التحمل إلى أخرى، ولاينبغي أن يحمل أي حزب مهما علا شأنه وتمثيله في البرلمان والحكومة وقوته في الشارع، على المواطنين الأبرياء العزل، مستقويا بالدين وزخم شهر رمضان المبارك، أو الفكر أو الآيديولوجيا أو أي شيء آخر، تحت ذرائع إشهار الافطار أو عدم المشاركة الجماعية في مناسبة دينية، والله في كتابه يقول ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا (286)﴾ سورة البقرة .

لقد أكد الاعلان العالمي لحقوق الانسان على الحرية الشخصية، وأبرز أهميتها الجوهرية بالنسبة للانسان وتطوره ورقيه، ففي المادة الثالثة منه يذكر أن (لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه) وفي المادة التاسعة يذكر أن (لايجوز القبض على أي انسان او حجزه أو نفيه تعسفيا) وفي مادته الخامسة ان (لايعرض أي انسان للتعذيب او العقوبات او المعاملات القاسية او الوحشية او الحاطة بالكرامة) وهذه كلها استقاها الدستور العراقي وأكد عليها في الباب الثاني (الحقوق والحريات)، ولم يمنح حزبا أو فئة أو شخصا أمر تطبيقها، بل فرض على القانون مراعاتها وتنفيذ أحكامها !


السيد مقتدى
اتوجه إليك بهذه الرسالة المفتوحة أن تتدخل شخصيا، وتضع حدا لمثل هكذا ممارسات وتصرفات فردية، تحسب عليك شخصيا وتنسحب على حزبك ومستقبله السياسي، وربما تتشكل في الأيام المقبلة لجان، تدعو إليها منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان في العراق، انطلاقا من هذه الرسالة، لمحاسبة مدير مكتب الشهيد الصدر في مدينة الناصرية، الذي أشهر فتواه وحددها بعقوبة ربط الشباب على الأعمدة، في الصحافة المحلية، واطلع عليها الرأي العام العراقي، بما يذكر بتعليق المجاهدين من أبناء ذي قار والعراق، وماقام به العهد البعثي الفاشي من جرائم مروعة في انتفاضة آذار الخالدة.

طارق حربي
النرويج
9/8/2011



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات -386- لو كان وزير الكهرباء من دولة القانون..هل يقيله ا ...
- عزل رئيس المفوضية أم صراع على السلطة والمال النفوذ!؟
- الفضلاء والكهرباء والناصرية !
- إعاقة تظاهرة شعب الناصرية .. باطل !
- كلمات -382- استعراض طائفي بامتياز ويهدد الأمن القومي العراقي ...
- هل كان التحالف الكردستاني شريكا في (كذبة) الشراكة الوطنية!؟
- السيد رئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي..الله يلعن وجوهكم !!
- الحل في أربيل..ولكن !؟
- وزير عراقي فاشل ينظّر لثورة الشعب السوري العظيم !
- تصريحات الأعرجي مطلوبة أميركيا !
- ال هيب هوب والراب في البصرة..كل شيء جميل يأتي من ثغر العراق ...
- بلاوي امام جمعة الناصرية!
- المالكي والدباغ : واحد يجر بالطول واحد يجر بالعرض!
- ماذا وراء زيارة عمار الحكيم إلى مدينة الناصرية..!؟
- كاتب شجاع من الناصرية يرعب حكومة المالكي الناقصة المهزومة !
- كلمات -371- لماذا يقف المالكي ضد مصلحة الشعب السوري بإطاحة ن ...
- عداد نوري المالكي !
- قنبر على الطريق !
- صدقات ال (PRT) تتجدد كل عام على أهالي الناصرية الكرام!
- لماذا يسعى الجلبي إلى إرسال متطوعين عراقيين إلى البحرين!؟


المزيد.....




- لحّن إحدى أغانيه الأيقونية.. محمد عبده يرثي ناصر الصالح بحفل ...
- فرنسا: بايرو يعلن أنه سيلجأ للمادة 49.3 من الدستور لتمرير مش ...
- مباشر: عمليات عسكرية إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية وأربعة ...
- مشاهد منسوبة لأحمد الشرع في سجون العراق.. هذه حقيقة الفيديو ...
- هل تتحول العلاقة بين ترامب والسيسي إلى -فاترة- بسبب غزة؟ - ن ...
- تبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا بشأن قصف مدرسة في كورسك ...
- إسرائيل تُعيّن إيال زامير خلفا لهاليفي.. ماذا نعرف حتى الآن ...
- فيدان: ندعم بيان القاهرة حول مواجهة مشروع تهجير الشعب الفلسط ...
- مراسلتنا: المستوطنون حرقوا مسجدا بالضفة الغربية ومطالب فلسطي ...
- الشـرع يصل إلى الرياض في أول زيارة خارجية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - رسالة مفتوحة إلى السيد مقتدى الصدر حول (ربط الفاسقين بالناصرية على أعمدة الشوارع!)