فائزة عبدالله سلطان
الحوار المتمدن-العدد: 1028 - 2004 / 11 / 25 - 09:17
المحور:
الادب والفن
في داخلي
حضن يفتح ذراعيه متوجساً
للغد الذي لم يكترث لتوسلات حلمي
في قلبي امنيات عذارى
عنست من كثرة الشوق
ولا تزفن انفسهن الا عند سماع
همساتك
دموعي بحجم قلبك
انام معها كلما اتذكر غدرك
ماذا تحمل لي في راسك
ايها الغد
لا تفصل لي ثوبا اخر من الجرح
فلن اتحمل قروحه على جسدي
ايها الغد
اعد لي طفولتي
ان استطعت
ولا تومأ لي بوعودك
اعدني الى جنوني
والى الحب الذي مزقني
والى غرفتي الباردة
ومجانين العصر في زقاقي
ومقعدي اليتيم
وغزل حماماتي
وحنين صوت اختي
اعدني الى صديق طفولتي
لألصق وجهي على لوحاته
واغفو قليلاً على اوراقه
اعدني بالله عليك
انقذني
من هذه السارقة لابتساماتي
التي تعتصرني
وتخنق كل حلم في رحم روحي
اطردها من بيتي
من فراشي
من روحي
من حديقتي
ايها الغد
سادلك عليها
تعرفت عليها في سفري
حجزت مقعدا بجانبي
سرقت دمعة ابي عند الوداع
وحسرة امي وتوسلها لجنوني
تلبس كل ذكرياتي
وتحتفظ باجمل ايامي
تسخر مني
تجرني من ظفائري
تحتلني
اكرهها
ابكي في حضنها
فتسرق فراشاتي
اتعرفت عليها ايها الغد؟
ها هي تصرخ بوجهي
تهددني
بالموت
لا اريد ان اكون في حضنها
حينما ارحل
ابعدها عني
ولا اريد جنة ارضها
لا اريدها
تلك القاسية
تلك
الوحيدة التي ترى دموعي
صديقتي "الغربة"
ارحلي عني
كم امقتكِ
#فائزة_عبدالله_سلطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟