أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - الحمار بين الامس واليوم















المزيد.....



الحمار بين الامس واليوم


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 23:35
المحور: الادب والفن
    


الحمار بين الأمس واليوم أجرى اللقاء: واثق الجلبي
في عالم مليء بالأعاجيب وقولبة ألف وألف ليلة في خفايا صناعة أحداث هذه القرون تنكشف لنا حقائق ربما لا يصدقها البعض لغياب كلمة إيمان حقيقي والاستعاضة بالدهشة الموازية للحدث وبعدها يتم التلاشي ... التلاشي الذي افقد البعض سبل الوصول إلى العوالم المثالية فلا وجود لعالم مثالي واحد (ربما هذا تصور صاحبنا الحمار الذي أجرينا اللقاء معه) فعالم الحيوان ربما كان مثاليا لهم وللطيور عوالمها وللبكتريا عالمها الخاص ولكن من أكثر عوالم الدنيا تشعبا هو عالم الإنسان الذي أراد أن يرى الله جهرة وما زال مصرا على ذلك أو ممن عبد العجل والشجرة والفأر والبصل وقدس أشياء لم يقدسها الحيوان ولم يقدم لها القرابين والأضاحي والنذور.. فهل يعقل أن الحيوانات أعقل وأدرك من بعض الملايين البشرية لقد أفرد القرآن الكريم سورا بأسماء الحيوانات والحشرات ولا بد من قراءة دقيقة لرمز الحيوان واستخدامه في الكتاب العزيز ربما غفل عنه البعض ولكنها ظاهرة تستحق الدراسة والعناية (وهذا ما لفت انتباهي إليه أستاذ حمار) أساتذتي القراء الأعزاء الحمار منذ القديم وبعيدا عن استخداماته اليومية مثل طورا من نمو العقل البشري بإسقاطات نفسية وفكرية هامة تضاف إلى رصيده المجتمعي والخدمي وجعله أداة لضرب الأمثلة والنوادر والتهكم والإنسان لا يدري بأنه هو المقصود من كل ذلك.. لقائي مع حمار عراقي فيلسوف جعلني أتأمل أكثر في واقع الإنسان الثقافي المزري وربما كان هذا الحمار من أعمدة الحكمة السبعة أو رائدا في مجال الثقافة والفلسفة الحضارية وإليكم هذا اللقاء الذي ربما ينفر منه البعض الذين قضوا تسعة أشهر في بطون الأمهات ولكن صغير الحمار لم يرد أن يدخل في خضم هذه الدنيا فجاء إليها بعد أحد عشر شهرا من النزول أو عدمه رحلة أقدمها للقارئ العزيز بعيدة عن فلسفة بعض الساسة وهراء المجانين أصحاب الأنا المتضخمة..
المهم هنا هو الحمار الذي ولد حمارا وعاش حمارا وسيموت حمارا وليغفر لي القارئ العزيز فقد حاولت أن أخرج من عالمنا بشتى الوسائل ولكن الواقع يدير لي وجهه فأناظر وجها آخر وجها قد يكون سرديا وتقريريا ولكن هكذا كان اللقاء .. فوضويا.. خلاقا بناءا ... وهكذا فقد ظلت الذاكرة الإنسانية تحتفظ بقيمة عليا للحيوان وخاصة الداجن منها فكان للديك والفرس والحمار والجمل والأرنب مكانة شبه مستقرة في صفحات الأدب السياسي والاجتماعي العربي حتى لتخال معظم الحيوانات متطلعة لإصدار موسوعة شاملة تحتفظ بها مكتبات العالم المتحضر بقيمة فنية وأدبية، فحينما اشتهر بيكاسو برسم صورة (الموناليزا) المرأة التي خلدتها ريشة فنان كذلك اشتهر فائق حسن برسم الخيول العربية فأحدهما اشتهر برسم وجه إنسان والآخر عرف عنه تخطيطاته للخيول .. المهم هنا أن لهذه الحيوانات من الطبائع والعادات ما يجعلها قريبة من الإنسان فرمى عليها الآدميون رداءهم وألبسوها من لبوسهم ما يرضي غرورهم فحملوها أكثر من طاقتها وكان للحمار منها الدور الأبرز فهو أبو صابر.. والحسّاوي.. وغيرهما ولو أطلع الحمار على خبايا النفس البشرية لفرّ منها رعبا .. لقاء افتراضي اجتمعت به مع حمار مهذب عاقل مدرك ولا أنكر استفادتي من التجارب العربية والعالمية ولا أقول بأن لي قصب السبق في هذا المضمار ولكني حاولت أن استدرج حماري إلى ساحتي وأعترف بأني جعلته يتكلم من خلالي بفلسفة بشرية لأني لو عرفت لغة الحيوان لهجرت لغة البشر (ربما) وربما جعلتهم يتكلمون بلغة أخرى. رحلة حمار في القرن الحادي والعشرين هي شيء من خيال شخص أضطر أن ينقل أحاسيس العالم عبر حماره المسكين الذي لو قدر لنا أن نسمعه وهو يتكلم (ينهق) لتعلمنا منه الكثير وكانت هذه الكلمات موجهة للإنسان طبعا ولكن من فم حمار.
- في بداية اللقاء سألنا أستاذ حمار: ما معنى حمار؟!
- نهقة متواضعة أجاب بعدها وقد لمظ شفتيه وحرك أذنيه: الحمار من العير والجمع حمير وحمر وحمرات وأحمرة واليحمور أي الحمار الوحشي أو حمار الوحش والحمارة أي أصحاب الحمير في السفر وكما قيل في الأدب العربي: حمارة القيظ أي شدة الحر وقد قيل في العربية (من دخل ظفار حمّر) أي تكلم بلسان حمير.
- أستاذ من أنت بالتحديد؟!
- نهقة طويلة: ألا تعرفني أنا حمار وأنا حيوان داجن طويل الأذنين كما ترى أصغر من الفرس من فصيلة الخيليات ومنا الأفريقي ومنه حمير مصر والشام والغرب أما الأوربي فينتسب له حمار (بواتو) في فرنسا و(العتابي) الحمار العربي والحمار الذي يعزى إلى بو ديدان وهو من فلاسفة العصر الوسيط.
- طيب يا أستاذ حمار وما البغل؟!
- البغل عزيزي الإنسان فجمع بغال وهي أولاد ذكور الحمير وإناث الخيل (يبتسم) في الأعم قد تكون أولاد الأحصنة والأتن مفردها أتان (أنثى الحمار) فنادر كما تعلم فان البغال أخذت الجانب العاطفي والحس المرهف منها فقد ينتحر البغل كما هو معروف لأي خدش في مشاعره.
- أستاذ حمار عفوا من أين لك كل هذه المعلومات؟
- (بغضب): أيها الأبله راجع الحمار ... عفوا. لقد أفقدتني صوابي راجع الصحاح لتجد ما قلت.
- أستاذ حمار ما هي كنيتك؟
- عزيزي للحيوانات المحترمة كنى وألقاب فلنبدأ بالأسد فهو ملك الغابة وكما تعرف نحن جماعة الحمير وغيرنا من الحيوانات الضعيفة المستكينة تخاف من بطشه وقوته فكنيته أبو الحارث وحسب ما يقول الدميري في حياة الحيوان الكبرى أن للأسد أسماء عديدة (ولا أدري على ماذا أستند في قوله) (بصوت خفيض) أما الذئب فهو (أبو جعدة) والثعلب (أبو الحصين) وأما أنا فكنيتي عربيا أبن صعدة وبنات صعدة للحمر الأهلية وعراقيا أنا (حسّاوي) أما كنية الأتان وهي أنثى الحمار فـ( أم حلس وأم الهنبر)
- أستاذ حمار: من هم أجدادك المعروفون على الصعيد السياسي والأدبي والشعبي؟
- حضرة الإنسان يدهشني سؤالك كأنك لم تراجع جيدا في كتب الأدب والسياسة.. لقد كنا وما زلنا معشر الحمير عماد الاقتصاد في البلد.. أما تذكر حمار جحا ألم يذكر لك أبوك أو غيره من أساتذتك (أساتذة تالي وكت) عن جدي حمار جحا شيئا؟! أنت تجرح شعوري بهذا السؤال.
- لا تزعل أستاذ حمار أنا آسف ولنعد إلى الأدب من جديد فلعمري أنت حمار مهذب وفيلسوف فماذا بينكم وبين الإنسان؟
- (تنهيدة): عزيزي لقد غالى الإنسان كثيرا وتعنّت وتجبّر فأطلق بعض الأمثال في ذمنا وكما جاء في كتاب جمهرة الأمثال للشيخ أبي هلال العسكري (سامحه وسامحنا الله) مثل "أحمق من أم الهنبر" والهنبر هو كما تعلم أو لا تعلم هو الجحش والجحش هو أبن الحمار والجمع جحاش وجحشان والأنثى جحشة ولكن للتوضيح فأن الجحيش المتنحي عن القوم والجحوش: الصبي قبل أن يشتد وقال أحد الأعراب بشبابهم وشيبهم سواء سواسية كأسنان الحمار وهذا مثل لأستواء القوم في الشر والمكروه أما المثل الآخر فهو " كل الصيد في جوف الفرا والفرا حمار الوحش" وملخصه أنا جمعنا بين الحمار والأتان ننتظر ما ينتج هذا الجمع وكما قيل قديما: أهلك الرجال الأحمران = اللحم والخمر.
- عفوا ما دخل هذا المثل؟!
- سؤال غبي أترك جوابه للقراء.
- أعذرني وبعد أستاذ حمار؟
- نعم ومن أقوال العرب فينا نحن جنس الحمير (دون هذا وينفق الحمار).
- ماذا يعني؟!
- عجيب إنسان يسأل حمار؟! انظر عزيزي أصله أن رجلا أراد بيع حمار فجعل يمدحه فقيل له: أقلل فبدون ذلك يخرج حمارك في البيع وهو من أمثال العامة يقولون: دون هذا وينفق الحمار ... أما الأمثال فكثيرة
- هات ما عندك.
- وتقول العرب ذكّرني فوك حماريّ أهلي والمثل يضرب للرجل يبصر الشيء فيذكر به حاجة كان قد نسيها وأصله أن رجلا خرج يطلب حمارين أضلهما فمر على امرأة جميلة متنقبة فقعد يحدثها ونسي حماريه ثم سفرت له فإذا لها أسنان منكرة فتذكر أسنان الحمار فأنصرف قائلا: ذكّرني فوك حمارّي أهلي – فهل أسنانك كأسنان تلك المرأة – أقترب لأنظر.
- طيب أستاذ حمار هل قيل فيكم شعرا أيها الحمار الأديب؟ !
- أنت تجعلني أغضب (يأخذ بالنهيق) ألم تسمع المثل الذي يقول: "أذل من حمار"؟
- لم أسمع.
- أو ما سمعت الشاعر الذي قال:
أن الهوان حمار الأهل يعرفه والحر ينكره والجسرة الأجد
ولا يقيم بدار الخسف يعرفها إلا الإذلان غير الأهل والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته وذا يشبح فما يأوي له أحد
- ماذا تعني أستاذ حمار؟
- عجيب أعربي ولا يفقه العربية؟! سأوضح لك وأمري إلى الله الجسرة بالفتح الناقة العظيمة والأجد بضم الهمزة والجيم الموقعة الخلق المتصلة فقار الظهر. هل فهمت؟!
- أكيد. وماذا يستفاد من الحمار أيضا أستاذ حمار؟
- (نهيق أصيل) أكيد بأنك لست تعلم بأن حليب الحمار مطلوب جدا في الأيام الغابرة ونحن أيضا نحمل أمتعتكم إلى الآن إذا سمحت أن تنظر إلى جسدي لترى آثر الحبال عليه بسبب جر العربات فالناس في أوربا وضعت حقوقا للحيوانات وأصبح الحمار وهو جزء لا يتجزأ من عالم الحيوان يحظى باحترام شديد.
- ما هي أغرب قضية حصلت للحمير؟

- أنت متابع غير جيد ولكن نشرت الصحف العربية نقلا عن الصحف الأجنبية أن حمارا حكم عليه بالسجن في مكسيكو سيتي بعدما وجد مذنبا بالهجوم والاعتداء على رجلين والسبب أن الحمار يعيش في نزل رواده من السكارى الذين يتسببون في مشاكل عديدة وعوقب صاحبنا بعد أن ركل الرجلين وسيبقى صاحبنا قيد الاعتقال إلى أن يتكفل مالكه بمصاريف علاج الرجلين ولكننا معشر الحمير قمنا بجمع التبرعات لإرسالها إلى هناك وسنقوم بتوكيل محامي لغرض المرافعة واثبات البراءة الأكيدة.
- ما هي مشاكلكم أستاذ حمار؟!
- مشاكلنا كثيرة لا تعد ولا تحصى فمنها معاملة الناس لنا وخاصة في العراق.
- كيف ذلك؟؟
- مثلا نحن معاشر الحمير نحتاج إلى ثمان ساعات نوم ولا نحصل عليها أبدا بسبب الحر الشديد وعدم وجود الكهرباء أطلاقا في الصيف وعدم وجود النفط الأبيض الذي نجره بأجسامنا شتاءا وعند الصباح نتوكل على الله ونجر العربات فننام في الطريق رغم الزحام الشديد فيظن الجاهلون بأننا (نحرِن) وهذا غير صحيح فنحن ننام من شدة التعب وكما تعلم بأن الحمير والخيل تنام وهي واقفة فيقوم صاحبنا الغبي بضربنا فنستفيق كالحمقى لا نلوى على شيء.
- إذا عدنا للتأريخ بسرعة ماذا نستخلص منه؟
- الصبر يا صديقي والعظات فللتأريخ وقفات مع جنسي الحيواني بصورة عامة والحمير بصورة خاصة حتى أن التأريخ سجل لمروان بن محمد فارقة فأسماه الناس مروان الحمار ولك أن تراجع كتب التأريخ للتأكد من كلامي أو أن تدخل على دبليو ثلاث مرات الحمير دوت كوم.
- وماذا بعد يا أستاذ حمار؟
- ألم تنهي تحقيقك؟!
- لا فكلامك شيق ومفيد.
- في أي عالم نحن.. أسمع للإنسان وقفات ربما تبدو جميلة ولكن في الواقع هو هروب من الواقع وسأضرب لك عدة أمثلة .. راجع جمعية توفيق الحكيم وعلامة الحمار الموضوعة رمزا على أعلام اكبر حزب في الولايات المتحدة اما أنا فأتساءل صورة من سأضعها خلفي!!
- طيب أستاذ حمار ماذا عن مخاصماتكم وكيف تحلون الخلافات الشخصية؟
- هذا سؤال ذكي.. كما تعلم أن الله تعالى ذكر في كتابه أن الطيور والحيوانات أمم مثل البشر وعلينا ما عليكم تقريبا وسأذكر لك حادثة مهمة أن رسول الله (ص) كان جالسا مع جماعة من أصحابه فجاء خصمان فقال أحدهما: يا رسول الله إن لي حمارا وإن لهذا بقرة وأن بقرته قتلت حماري فبدأ رجل من الحاضرين فقال: لا ضمان على البهائم، فقال رسول الله (ص): إقض بينهما يا علي.. فقال علي(ع) لهما: أكانا مرسلين أم مشدودين، أم أحدهما مشدود والآخر مرسلا؟! فقال: كان الحمار مشدودا والبقرة مرسلة وصاحبها معها فقال علي(ع): صاحب البقرة ضمان الحمار، فأقر رسول الله (ص) حكمه وأـمضى قضاؤه.
- من أين جئت بهذه الرواية أستاذ حمار؟
- ذكرها صاحب الصواعق المحرقة في الصفحة 189.
- ما هو الشيء المؤلم بالنسبة إليكم؟
- سؤالك هذا بمنتهى القسوة فإذا ابتعدنا عن المضمون لأننا هجرنا وقاسينا كثيرا ونفينا عن الأوطان ولكن.. (تنهيقة) يقول الناس:" إذا سألوا البغل من أبوك قال خالي الحصان" وهذا من أشد الأمثال علينا فنحن حمير الله ونفخر بهذا ولكن لماذا ينكر البغل أن والده هو الحمار؟ وبالمناسبة بمقدورك أن تذهب إلى ابني البغل في مدينة (....) وتسأله فسيجيبك(على الفور) بأنني والده ولا يستعر من ذلك إطلاقا المهم لماذا يتعدى الإنسان علينا ونحن نحمله ونجلب له القوت ومنا من إذا سار في طريق مرتين استطاع أن يذهب ويجيء بعدها ومن الناس من لو ذهب ألف مرة فأنه لا يستطيع أن يعرف طريقه.. أليس كذلك؟
- نعم .. نعم أستاذ حمار..
- هل تعرف كل ما قالته العرب في الحمير!!
- وهل تعرف كل الذي قيل في الإنسان ؟!
- سؤالك يحيرني..
- هل أجري معك لقاءا اختصر فيه كل هذه الأسئلة؟
- هل تعني أن نتبادل الأدوار؟
- هذا ما أقصد.
- أشك في نجاح الأمر..
- طيب أستاذ حمار عودة إلى موضوع البغال.. لماذا لا تنجب؟!
- سؤال ذكي أن الحمار يحمل في شريط الصفات الوراثية أي (DNA) 62 كروموسوم أي 30 زوجا متناظرا اما الحصان فيحمل 64 كروموسوم فالمجموع 126 كروموسوم فإذا قسمناها على (2) = 62 أي 31 زوج فيبقى عندها كروموسوم (طايف) فكما تعرف أو لا تعرف أن عدد الكروموسومات يجب أن يكون زوجيا وفي حالة البغل هذا الأمر معدوم حتى أن البغل يحمل صفة زائدة حتى في فخذه وهذا ما أثبته علم التشريح.
- ما شاء الله أستاذ حمار أنت موسوعي .. فلنعد إلى موضوع الأدب.. ما هو أشهر بيت قيل وقد تضمن جنسكم؟! وهل تضمن بيت كنية الحمار؟!
- لا حاجة في أن أذكر لك ماذا تعني كلمة النقائض .. (مقاطعة)
- وما دخل النقائض بالسؤال؟
- صدق الله سبحانه وتعالى حيث تكلم على عجلة الإنسان.. أصبر يا بني.. التحم الهجاء بين الفرزدق وجرير (تعرفهما أكيد).
- نعم.
- الحمد لله.. فأنقسم عندها الناس إلى فريقين هذا مع الفرزدق وذاك مع جرير..
- وأنتم
- أما جماعة الحمير فانقسمت إلى قسمين وطبعا الخيليات أيضا فمنهم من شجع الفرزدق وأثر الآخرون تشجيع جرير.. إلى أن قال الفرزدق الذي أرشحه لأمير الشعراء (عفوا) في حق جرير: إنا لنضرب رأس كل قبيلة وأبوك خلف أتانه يتقمل
- ماذا حدث عندما قال الفرزدق هذا البيت؟!
- بالطبع لم يستطع جرير إلا أن يسب ويشتم ولكن مجموعة كبيرة أيدت الفرزدق لأنه وصف والد جرير وهو يتقمل خلف الأتان وليس خلف الحمار فأستعمل الأتان دلالة لصفة نسب جرير وخبث والده لإذلاله. وإذا ما رجعنا إلى كتب الأدب لوجدت أن الدميري في كتابه حياة الحيوان الكبرى وتصغير كلمة حمار حميّر ومنه (توبة بن الحمّير) وكنية الحمار أبو صابر وأبو زياد قال الشاعر:
زياد لست أدري من أبوه ولكن الحمار أبو زياد
ولا تنسى يا عزيزي أن ركوب الحمير يعني التواضع وكما جاء في الكتاب المتقدم: أن خالد بن عيسى الرقاتي كان يختار ركوب الحمير على ركوب البراذين فلقيه أحد أشراف البصرة وقال له: ما هذا يا أبا صفوان؟! فقال: دابة تحمل الرحلة وتبلغني العقبة وتقل داؤها ويخف دواؤها وتمنعني أن أكون جبارا في الأرض وأن أكون من المفسدين وأما آخر فأنه سئل عن ركوب الحمير فقال: أنه من الدواب الأقل مؤنة وأكثرها معونة وأخفضها مهوى وأقربها مرتقى وبالمناسبة لقد سألتني سابقا عن أشهر الحمير وفاتني أن أذكر لك حمار نبي الله عزير الذي أماته الله والحمار الذي أهداه المقوقس ملك مصر إلى النبي محمد (ص) المسمى يعفور الذي أهداه المصطفى بدوره إلى بن عمر الجذامي ولا يفوتني أن أذكر أبو يزيد الصنهاجي المعروف بـ(صاحب الحمار) الذي يفضل ركوبنا على ركوب الأحصنة.
- أستاذ حمار هل تعني رؤية الحمار في منام الإنسان شيئا؟! وهل تحلم الحيوانات؟!
- سؤال جميل أشكرك عليه جدا طبعا فالحمار في المنام غلام أو ولد أو زوجة وربما دل على السفر أو العلم لقوله تعالى "كمثل الحمار يحل أسفارا" (سورة الجمعة) ومن وجد حماره خلاف ما يعهده في اليقظة دل على فتوره في عبادته وقيل إن سماع صوت الحمار في المنام دعاء على الظالمين والحمار سعي الإنسان وجده كيفما رآه سمينا أو هزيلا.. وكان بن سيرين يفضل الحمار على سائر الدواب ويختار منها الأسود والحمار بسرج ولد في عز وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه وموت الحمار يدل على موت صاحبه أو طول عمره ومن رأى حمارا وحشيا فأنه يدل على معصية والكلام هنا يطول... اما جواب السؤال الثاني فاتركه لعقل القارئ.
- من أين لك هذا؟!
- لو كان الإنسان يقرأ ولا يستحي من السؤال في العلم لتعلم، هذا يا سيدي في معجم العلامة عبد الغني النابلسي لتفسير الأحلام طبعة بيروت يا أستاذ.
- أستاذ حمار لقد تكلمنا بكل شيء تقريبا ولم نتكلم بالفلسفة فماذا تقول فيها؟!
- حب الحكمة شيء جميل والحيوان أخذ من الإنسان الحيز الفكري الأكثر اضطرابا والآن ندخل في عالم الفلسفة ولنبدأها ولو بشكل مبتسر فلقد تحدث أخوان الصفا وخلان الوفا في رسائلهم عن الحيوانات بقولهم بأن الحيوانات الناقصة الخلقة متقدمة الوجود على التامة الخلق بالزمان في بدء الخلق وذلك أنها تتكون في زمان قصير والتي هي تامة الخلق تتكون في زمان طويل كما أن حيوان الماء وجوده قبل وجود حيوان البر بزمان لأن الماء قبل التراب والبحر قبل البر في بدء الخلق كما أن الحيوانات كلها متقدمة الوجود على الإنسان بالزمان لأنها له ولأجله وكل شيء هو من أجل شيء آخر فهو متقدم الوجود عليه. وإذا علمت أن الحيوانات بحياتها وبأـسلوب عيشها ونمطيتها ألقت بظلالها على الإنسان فأصبحت للحيوانات ملاحم صنعها الإنسان بنفسه فمنها الخرافة والأسطورة التي صنعها التنانين والأحصنة الطائرة وبعض من الحيوانات الخرافية التي واجهها كلكامش وصديقه انكيدو زائدا الثور السماوي كما جاء في أسفار ملحمة العراق الخالدة ومنهم من عبد الحيوان كما في الهند وعبادة البعض للبقرة ولكن لم (يعبد أحدهم الحمار) وبعضهم عبد الفأر وظن أن أرواحهم البشرية في العالم الآخر ستتحول إلى فأر أو فأرة ولا تنسى أن الطبقة الوسطى التي تحرك دائما العالم استطاعت أن تنجز أحلامها على لسان الحيوان المسكين كما في كليلة ودمنة ومعركة الضفدع والجرذ الهومرية وهي عبارة عن ملحمة ساخرة. أما في فكر أخوان الصفا الحمير والغزلان والسباع والوحوش والطيور وذهبت إلى البراري وشمر بنو آدم عن سواعدهم وطلبوها بأنواع الحيل والقنص والشباك والفخاخ وأعتقد بنو آدم أن الحيوانات عبيد لهم هربت وطغت (وفي هذا أشارة عظيمة لمدى حب الإنسان للتسلط وشغفه للسيطرة والتملك) ثم مضت الأعوام والسنون إلى أن بعث النبي ودعا الإنس والجن إلى عبادة الله فأجابته طائفة من الجن وحسن إسلامها إلى أن وليّ على بني الجن ملك منهم يدعى (بيوراسب) الحكيم دار مملكته في جزيرة يقال لها (بلا صاغون) وسط البحر الأخضر وفي بعض الأوقات طرحت رياح عاصفة مركبا إلى ساحل تلك الجزيرة وكان فيها قوم من التجار والصناع وأهل العلم وسائر أبناء الناس فشاهدوا جمال تلك الجزيرة ورأوا فيها أصناف الحيوانات وهي متآلفة مستأنسة غير متنافرة. ثم استوطن هؤلاء المكان وراحوا يسخّرون الحيوانات ويركبونها فنفرت البهائم وعلمت الحيوانات أنهم يرونها عبيدا فهربت وخلت الطاعة وعصت. وعندها اجتمع زعماء البهائم وخطباؤها وذهبوا إلى (بيوراسيب الحكيم) فبعث رسولا إلى أولئك القوم ودعاهم إلى حضرته فذهبت طائفة وكانوا نحو سبعين رجلا من بلدان شتى فأجتمع الفريقان وحدثت نقاشات
حادة استمرت طويلا تكلم زعماء الأنس والحيوانات ومن الحيوانات من تكلم البغل وعلى لسان الحمار بالرسالة فقال لما فرغ الأرنب من لوم الإنسان والخيل: لا تكثر من اللوم فانه ما من احد من الخلق أعطي فضائل ومواهب جمة إلا وقد خرج ما هو أكثر منه وما من احد حرم مواهب إلا وقد أعطي شيئا لم يعطه غيره ...... مثل ذلك نيرا الفلك وهما الشمس والقمر ..... حتى أنه ربما توهم قوم أنهما ربان إلهان لبيان آثار الربوبية فيهما حرما بدل ذلك التحرز من الكسوف ليكون دليلا لأولي الألباب على أنهما لو كانا إلهين لما انكسفا ... ومن أجل ما ذكرنا قيل:
ولست بمستبق أخا لا تلومه على شعث أي الرجال المهذب
وهكذا كان لسان حال جدنا الحمار في بيانه و فاته أن يذكر يا أستاذي العزيز أن الحيوانات ما أشركت بالله وما كفرت وما تفرقت نجلا كالإنسان .. المهم يا سيدي أخيرا وليس آخرا تكلم العالم الخبير الفاضل الذي وصفته تطول مع نسبه الذي جمع كل شيء تقريبا وبعدها أمر ملك الجان أن تكون الحيوان بأجمعها تحت أوامر الإنسان ونواهيه. هذا ما جاء في فلسفة أخوان الصفا وسبقهم الكثير ولا تنسى القرابين التي يقدمها الإنسان ومعظمها من الحيوانات ثم إذا رجعت إلى مسألة الطوفان فقد كان لنا في سفينة نوح موقع أكثر من البشر وبعد أن هدأ الطوفان أرسل النبي نوح الغراب الذي خرج ولم يعد ثم أرسل الحمامة فرجعت وعادت بعدها لترجع وفي فمها غصن زيتون وهذا هو للآن شعار السلام فهل وجدت شعارا للسلام أقوى من شعار الطيور التي تنتمي إلينا نحن معاشر الحيوانات .. أما إذا دخلت في عالم كلكامش الخالد ستجد عشتار تخاطب بطلنا الوافي بعد انتصاراته .. "ستلد عنزاتك (ثلاثا ثلاثا) وتلد نعاجك (التوائم) وحميرك ستفوق البغال في الحمل وسيكون لخيول مركباتك الصيت المعلى في السبق وثورك لن يكون له مثيل..." وبعد رفض كلكامش اشتكت عشتار لأبيها آنو وخلق لها ثورا سماويا لينتقم لكبريائها .. إذا يا صديقي المغزى من ذلك أن الإنسان لا يعيش لوحده في هذه الأرض وإن للحيوان الأثر الكبير في حياة البشر.
- أستاذ حمار أنت تمتلك ثقافة موسوعية تحسد عليها .. ماذا تضيف؟
- استعن بالصبر يا ولدي الإنسان وكن مؤمنا بالله واطلب منه عز وجل أن يزيح هذه الغيمة السوداء عن وطننا وأن يعيد الكهرباء إلى العراق وألا يقتل الأخ أخاه وأن يحل الأمن والأمان في ربوع هذه الأرض التي أصبحت تصطبغ بلونين لا ثالث لهما الأحمر والأسود وألا تدمع العين حتى من أجل الفرح.
يسكت الحمار قليلا وهو يمسح عينيه من الدموع ثم قال: أسجد للقرد في زمانه
- أستاذ حمار عفوا.
- لا تتعجب يا صديقي فهذا المثل كان يطلقه العراقيون أيام العصر العباسي فقد نقل لنا المعري عن قرد زبيدة في (رسالة الغفران) حتى أن القوّاد في زمن الملكة العباسية كانوا يدخلون للسلام عليه حتى إن دخل يزيد بن مزيد الشيباني فقتله.
- وأين ذلك من الفلسفة؟!
- أقرأ المثل جيدا لتعرف ما هي الفلسفة ... يا صديقي لقد ظلم الإنسان الحيوان مع العلم أن الحيوانات لم تقتل ولم تسرق ولم تكن طائفية ذات يوم وأما الإنسان فلقد كان جبارا عنودا.
- إذا سمحت أستاذ حمار هل لك معرفة بالطيّرة؟
- سل خبيرا ..فلو سألتني عن كل شيء لأخبرتك.
- عفوا لست في محط اختبار..
- أنا استميحك عذرا وأعرف إنك وضعتني في زاوية ولكنها ليست حرجة.. اعلم أن الحيوانات لا تتطيّر عكس الإنسان فذاك شاعركم ابن الرومي كان كثيرا ما يتطيّر حتى أن بعض الأمراء أرسلوا إليه غلاما فطرق عليه الباب فال: من؟ قال: غلام الأمير.. قال: ما وراءك؟ قال: الأمير يطلبك قال: ما اسمك؟ فقال: إقبال .. قال: ارجع. فقيل له: لماذا رددت دعوى الأمير؟ قال: قلبت اسمه فكان لا بقاء وهذه الحادثة تلتها حادثة مشابهة لنفس الشاعر ولكن الغلام كان اسمه حسن فرده وقال: قلبت اسمه فوجدته نحس حتى أن الشعراء سجلوا ذلك بأشعارهم كما أوردها المعري في (رسالته الغفرانية) فقال أحدهم: لا يتطير بناعب شيء فكل ما شاهده الفتى طيره
وقال آخر: زجر الغراب تطيرا ونقيضه ديك لأهل الدار أبيض أفرق
وأما بن الرومي فقال:
لا تهاون بطيّرة أيها النظّار وأعلم بأنها عنوان
قف.. إذا طيّرة تلقتك وانظر واستمع – ثم – ما يقول الزمان
قلّما غاب من أمورك عنوان مبين وللزمان لسان
وقال وأرسلت مثلا: الفأل لسان الزمان والطيّرة عنوان الحدثان
فهل وجدت حمارا يتطيّر أو أي حيوان آخر.. حتى أن الحيوانات تستوجب الرأفة والعطف لا من قبيل الضعف فالحيوان عموما أقوى من الإنسان حتى النملة لها صبر وقوة تحمل تفوق أغلب البشر كيف لا والحيوانات لم تشرب من المآثم بالدلاء هذه كلها مجتمعة تجعل كفة الحيوانات تميل في الغالب وألا فالإنسان يسرق ويقتل وينهب ويغتصب ويتعدى.. أما في ذلك لآيات لقوم يعقلون؟! هذا كله ينصب في فهم الإنسان المتناقض للأشياء فمن جهة هناك فلاسفة ووعاظ للسلاطين وقتلة وسفاكون فمن العقل الذي يحمله الإنسان تتشعب الأحلام والأماني المشروعة وغير المشروعة ولكن ظهور بعض الصالحين من إتباع الأنبياء و المصلحين الاجتماعيين قد يشفع للإنسان بعضا من تصرفاته.
- أنت حمار متصوف..
- لا تندهش عزيزي فالتصوف أصيل في الحيوان عكس الإنسان وهكذا قال بعض المتصوفة هناك أربعة طيور روحانية تمثل تجسيدا لأشياء مادية معلومة أو مدروكة فالورقاء أي اللوح المحفوظ والعنقاء هباء لا موجود ولا معدوم والغراب أي الجسم الكل وهو أول صورة قبله الجوهر والعقاب كناية عن العقل الأول عند أبن عربي أو القلم الأعلى وهو أول ما ظهر في الوجود.
- وما تحملون معاشر الحمير من الهيام والوجد؟!
- سألت عليما اسمع يا صديقي عندما قال تعالى قاصدا معاشر الحيوانات (أمم أمثالكم) لم يفسرها الإنسان إلا على سطحية عقله ومحدودية فكره فلقد عرفت الحيوانات عموما العشق والغرام ولقد ورد في بعض كتبكم عن الحب شيئا كما جاء في (تزيين الأسواق في أخبار العشاق) للعلامة الضرير الطبيب داود الأنطاكي حيث أورد أن أحدهم كان عنده حمار فمات فرآه في المنام ينشده شعرا يقول فيه أنه مات عاشقا فسأله المتوكل ما الذي كان من شأنه؟ قال: يا أمير المؤمنين كان أعقل من القضاة ليس له هفوة ولا زلة فأعتل على حين غفلة فمات فرأيته في النوم فقلت له: ألم أنق لك الشعير وأبرد لك الماء فما سبب موتك فقال: أتذكر إذ وقفت بي على العطار؟! قلت: نعم قال: مرت إذ ذاك أتان فافتتنت بها ومت....
هذه لحكاية نتوارثها نحن بنو الحمير ولكن الراوي أراد أن يسخر من جدنا العاشق فأضاف أبيات في المعنى لا تحمل إلا صبغة السذج بقوله:
هام قلبي بأتان عند باب الصيدلاني
تيمتني يوم رحنا بثناياها الحسان
وبخد ذي دلال مثل خد الشيقران
فبها مت ولو عشت إذا طال هواني
فليعلم بنو البشر أن نظرتنا ليست كنظرتهم للأنثى وخد الشيقران الذي لم يجدوا له معنى كان من خيالهم المريض فلا تلبسوا الحق بالباطل هذا وأن العشق مجبول بنا نحن الحيوانات ولا فضل لإنسان على حيوان في ذلك.
وأكمل أستاذ حمار: في خضم هذه الظروف التي أختلط فيها الحابل بالنابل وكل ضرب بما اوتوا من دعم ومساندة ومساعدة فرحون لا بد لي من أن أؤكد على قدم الحمار وتأصله في هذه الأرض المعطاء التي جمعت من كل شيء وإذا أردت أن تعرف عن صفات الحمير فقد فصلناها من خلال حديثنا ولكن يجب أن أنوه على نقطة وأفتح عليها الضوء تسليطا وسعة ألا وهي صفة الصبر فالحمار معروف بالصبر منذ القديم حتى قال عنه أبو بكر محمد بن الحسين المرادي الحضرمي في كتابه (السياسة) وهو يوصي الملك بالتدبر في أمر اختيار القائد حيث قال: على الملك أن يدرب قائد جنده على وثبات الأسد وخطفات الحدأة وختلات الذئب وصبر الحمار وهجمات الخنزير وبكور الغراب وحراسة الكركي)
ولك هذا الأساس نقول أن كل ميزة لنا معاشر الحيوانات سرقها الإنسان ببسالة حتى صفاتنا ولكننا نعود ونقول أننا من أهل وطن قديم لنا فيه شواهد كثيرة ولا نرضى بالتقسيم وأن للحمير حقوقا لا بد من أخذها وما زلنا نطالب حتى آخر نهيق. وأخيرا و ليس آخرا نجد أن حلقة الفلاسفة والإنسان عموما يتجه فكره صوب الحيوان فيسقط غضبه وفرحه عليه وكأنه يلبس ذلك الكائن شيئا من جنونه وأمراضه النفسية والأكثر قبولا أنك لو كشف لك وفهمت لغة الحيوانات فأنك ستعرف ما هي أخطاء الإنسان وما هي الأفكار المغلوطة التي بثها وسار عليها في منهجه الفكري المعوج في أكثر الأحيان وأغلب الأوقات حتى لتخال الإنسان أصبح فردا من أعضاء الأسرة أو العائلة الحيوانية وهذا ليس من المنطق في شيء، ألم تجد أن الكتب السماوية قالت بأن للحيوانات مناهج معيشية معينة رغم تشابه مفرداتها الحياتية ولو بالجزء الأهم مع الإنسان فمعرفة المحيط الخارجي بالاستنشاق الأول لهما في هذه الحياة بعد تشابه حياة الأرحام لخيط لا يمكن قطعه ولكن للعقل الدور الفصل في حل هذا اللغز بين العالمين.. ولم يكتف الإنسان حتى قام بتسمية أبنائه بأسماء الحيوانات فأنظر حتى أن أسمائها نزعها الإنسان وارتداها فلزمته حتى قبره فمنهم سرحان – توبة بن الحميّر – أبن جحوش – أبو الحارث – أبن فروة – حاتم – ضرغام وغيرها من الأسماء التي لو قلتها لما كفاني مجلدين من جلد الماعز ولكن للحمير في الدول العربية شأن شائن ففيها العنف والحبس والزجر والمؤامرات ومن الطريف أن نذكر الجانب الأوربي حيث قررت المفوضية الأوربية ضرورة حمل الخيول والحمير التي تقيم بصورة دائمة داخل دول الاتحاد الأوربي لجواز شفر وشرائح الكترونية صغيرة تتم زراعتها في عنق الحيوان للتعرف على هويته وكل شيء عن حياته.



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبلة واحدة
- من يحلم مرتين
- الحزن الابيض
- كوابيس
- جبهة قلم
- الماء والكهرباء والعمر السعيد


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - الحمار بين الامس واليوم