جمال الهنداوي
الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 21:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لن يكون من الحكمة التغافل عن القصدية الواضحة لبعض وسائل الاعلام الممولة من قبل الانظمة المعادية للتغيير الديمقراطي في تقديم بعض العصابات الاجرامية والبلطجية بصورة تيار اسلامي واسع ذي توجهات سلفية وتسويق افعالهم وممارساتهم الجنائية وتغليفها بحوادث ومناسبات ذات طابع ديني طائفي.. ولا عن دفع بعض فقهاء القطعة لتبرير مثل هذه الجرائم بما يتيسر لهم من المتشابه وحمالات الاوجه.. كنوع من احراج الحكومات الناشئة واظهارها بمظهر العاجز او المتقاطع للدين والشريعة..وحصرها في خانة الدفاع المستمر امام قوى وفعاليات مشبوهة ومشخصة الارتباطات ولكنها تتمتع بغطاء اعلامي وسياسي ومادي يؤمن لها وضعا افتراضيا متورما عن الواقع بكثير مما يطرح صورة بالغة القتامة لمستقبل الشعوب العربيةالثائرة ..
كما ان ابراز مثل هذه التفلتات ووضعها في اطار الصفة الاصيلة والعامل الاولي الكامن في ضمير ووجدان وثقافة الشعوب العربية..يدل على جهد واضح ومكثف لتبرير وتجميل صورة النظام القمعي واظهاره بصورة المضطر لاستخدام سياسة القوة المفرطة كسبيل لضبط هذا الشعب المنقسم المتنافر وكخيار اوحد لتحقيق الامن والاستقرار..
ان استهداف الديمقراطيات الثورية العربية الواضح والمعلن من خلال تقديم صورة معتمة لامكانياتها في ادارة الملفات السياسية والاقتصادية والامنية..وتثبيت صورة الفوضى المصاحبة بالتعددية السياسية..هي من الوسائل التي اصبحت من بديهيات واوليات الثورة المضادة والتي تقاد بجهد ومستوى وامكانيات دول وتجمعات اقليمية وبميزانيات مفتوحة تتماهى مع الذعر والرعب الذي تسببه مفردات الحرية والمساواة في اذهان واحلام قادتها المتعتقين في الحكم العائلي المستبد..
ولكن الواقع..والحس السليم..ومنطق التاريخ..يؤكد ان اشهار سيف السلفية في وجه الشعوب والتخابئ خلف الشريعة لتبرير تأبد وتلصق بكرسي تآكلت قوائمه بفعل الافتقار المتقادم للشرعية..لن يكون اكثر جدوى من الممارسات التي سبقته والتي لم تكن اقل دأبا ولا اقل الحاحا..وان هذه الممارسات لن يكون لها من الحظ اكثر من التصرفات اليائسة التي ترجرجت ما بين فتح بيوت المال او سفح الوعود او سفك الدماء او ممارسة الخداع والتحايل او استجلاب الجيوش واستعداء الآخر المناهض..وان جميع هذه الامور لن تقوى على ايقاف اعصار الثورة الشعبية الكاسح المدمر الذي سيقتلع عروش الطغاة من جذورها..ولن تزيد الأمور إلا دموية وحرجا وتعقيدا..فالارادة الشعبية الحرة لابد وأن تنتصر مهما تكاثرت ضدها المؤامرات..ومهما تعددت الخنادق والجبهات..ومهما تفننت الثورة المضادة في مراوغتها والنيل منها.
#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟