أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الفساد وعمليات هروب السجناء على نمط الأفلام















المزيد.....


الفساد وعمليات هروب السجناء على نمط الأفلام


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد.. ربما سيعترض البعض بالقول " هَمْ الفساد بالنص " نقول نعم هو الفساد البلاء الذي أشار إليه الكثير من المتابعين لأوضاع العراق والذي تنوعت أشكاله وأساليبه، ويخطأ من يظنّ انه يتركز في الاقتصاد فقط لما يجنيه من المال الحرام ومن الفوائد المادية، الفساد ينتشر بشكل سرطاني إذا لم يعالج منذ البداية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية وفي المؤسسات الأمنية وغير الأمنية وبكل صراحة في أكثرية مرافق البلاد وخير مثال ترعرع الفساد في الأجهزة الأمنية والدليل على ذلك هروب السجناء المتكرر لعتاة المجرمين الملطخة أيديهم بدماء الشعب ولولا وجود الفساد بهذا الشكل المفضوح لتمت معالجة هذا الموضوع بدون تداعيات ولا تضحيات مادية وبشرية، الفساد هو العلة والبلاء وهذه معروفة ولا يحتاج الأمر إلى " روحة للقاضي " .
لقد تكررت وقائع عمليات الهروب من السجون المنظمة وغير المنظمة ما بين الدهشة والحيرة وبين الشعور بالغضب عن هذا الانفلات الذي مرده أما المساومات أو الاختراق أو...الخ والدهشة تجرنا للاعتراف أن هناك أفلاماً صيغت وتصاغ فيها أحداث هروب السجناء تُطبق عندنا في العراق، لا نريد أن نذكر الاحتمال الأكثر إيلاماً وقهراً في هذا الأمر الذي أصبح سخرية لكل من اطلع عليه ولا سيما إن الذين يهربون وحسب المصادر الرسمية من عتاة المجرمين الإرهابيين والميليشيات المسلحة غير القانونية، هذا التكرار الذي يطل برأسه بين فترة وأخرى مخلفاً لدى الناس صدمة قوية وكأن المؤسسات الأمنية المسؤولة عن هذه السجون في وادي وما يجري من تفجيرات واغتيالات وتصفيات وجرائم يندي لها الجبين في وادي ثاني، وما يحدث في هذا السجن أو هذا الموقع كأنه خارج حدود العراق، وعند الإطلاع على سير عمليات الهروب وفضح مكنوناته ومن خلفه من فاعلين أو مساعدين تتزامن معها الاتهامات وكل واحد يكيل الاتهام للآخر، وبعد فترة زمنية يعلن أو لا يعلن على إلقاء القبض على الفارين ولا سيما أصحاب الجنايات الصغيرة أما قادة في القاعدة وفي الميليشيات الطائفية المسلحة فمصير اعتقالهم مفقود، وليس بالمصادفة أنهم يعودون لمواقعهم التنظيمية مكرمين معززين للمباشرة في الإرهاب والتفجير والقتل الطائفي والقيام بسلسلة من الاغتيالات بكاتم الصوت أو بغيره.
لقد كانت أحداث سجن الحلة وهي الأخيرة ولن تبقى الأخيرة إلى حين في الصدام المسلح ثم هروب قادة في القاعدة وقادة في ميليشيات جيش المهدي عبارة عن مسلسل جديد على نمط المسلسلات والأفلام الأمريكية التي تختص بهذه النوعية من الأحداث والاتهام المباشر وردة الفعل جاءت على لسان عدداً غير قليل من المسؤولين في وزارة العدل وحقوق الإنسان والمجلس النيابي وكانت المفاجأة على لسان إيمان الموسوي " أن وزير العدل حسن الشمري له الدور الأكبر في عملية هروب سجناء سجن الحلة " ولم تفسر النائبة المحترمة ماذا تعني " بالدور الأكبر" فبقى القراء والذين اطلعوا على تصريحها وكأنهم يضربون في البحر، وعلى ما أعلنته البعض من المصادر أن حسن الشمري الذي هو من حزب الفضلية قد غير حراس السجن ووضع عناصر جديدة من حزبه لتكريمهم وبهدف الاستفادة!! لكن كشف النقاب عن أن لجنة حقوق الإنسان توقعت قبل ذلك حدوث اضطرابات ومشاكل بسبب المعاملة غير الإنسانية وكثرة الشكاوى وقد صاحبتها اضرابات عن الطعام واعتصامات بسبب سوء المعاملة التي يتعرض لها السجناء في هذا السجن التابع لوزارة العدل، وكما قلنا أنها ليست المرة الأولى التي يندلع فيها قتال مسلح لأسباب باتت معروفة، وكان المفروض بالمسؤولين حلها بطرق قانونية أصولية بدلاً من هذه الخسائر في الأرواح والفوضى التي أصبحت تعم أكثرية مرافق البلاد، فقد أعلن عن هروب ثمانية سجناء من سجن الحلة بعد اشتباكات مسلحة قتل فيها شرطي وأربعة سجناء كما أن هناك تسعة إصابات بجروح مختلفة، وسبق وان تكررت مثل هذه الحالات عندما فرّ نحو خمسين سجين من جيش المهدي عام 2006 ثم تكررت محاولة هروب من سجن الرصافة من قبل أعضاء في القاعدة وقتل في الحادثة أربعة ضباط وستة من الشرطة وحوالي 11 سجين وفي محافظة البصرة فرّ حوالي 12 معتقلاً منتمين إلى تنظيم القاعدة حسب ما صرح به مسؤولين في البصرة، ولو أردنا تعداد حوادث الفرار حتى من معتقلات الأمريكان وفي مقدمتها فرار أربعة من قادة القاعدة من المعتقل الأمريكي ( كروبر ) قرب مطار بغداد فسوف يضيع علينا الخيط والعصفور، أما الخيط فهو الذي يربط بين هذه الحوادث وبين الذين يمسكون بأطرافه ويحركونه حسب مصالحهم وتوجهاتهم وطبعاً هم يحتلون مراكز مسؤولة بهذا الشكل أو ذاك في الدولة أو الأجهزة الأمنية، أما العصفور المراد تهريبه فهو الذي فرّ بدون أن يمسكه احد وعاد ليساهم في حمامات الدم وانقلب من عصفور إلى وحش طائر همه القتل والتدمير، وهكذا يبقى المواطن المصدوم ضائع بين من يمسك الخيط وبين من ساعد العصفور الوحش على الفرار والانطلاق في عالم الجريمة الإرهابي الميليشياوي.
ما زلنا على موقفنا بأن الفساد المالي والإداري في الدولة هو الذي يخلق المشاكل ويعرقل البناء ويدفع البلاد إلى متاهات عبر وسائله الافعوانية وإمكانياته المادية والفنية وبمساندة قاعدته المتوغلة حتى النخاع في أجهزة الدولة، وإلا لا يمكن أن يعقل المرء مثلاً أن مئات المتقاعدين السياسيين يضيعون ما بين رئاسة الوزراء والوزارة ولجان التحقيقات ورواتب الأكثرية متوقفة منذ أكثر من ( 3 ) سنوات، ويا عجباً أن لا يعرف رئيس الوزراء أو الوزير أو لجان التحقيقات كيف يعيش هؤلاء في هذه الظروف المعيشية القاسية جداً وبأي حجة؟ أن هناك تزوير للشهادات والتعيينات بينما يعلن عن قانون يعد لتمريره في البرلمان لإعفاء المزورين الحقيقيين للشهادات وأوامر التعيين وبمساندة ومساعدة من هم في الحكومة من بعض المسؤولين ومسامحتهم في وظائفهم وأماكن مسؤولياتهم وما قبضوه من المال العام الذي يعد بمليارات الدنانير العراقية، إلا يسمح مثل هذا الفساد وفي كثير من الحالات بتدبير عشرات الوسائل لتهريب المجرمين العتاة من السجناء وفق مبدأ المساومات والاتفاقات والمحسوبيات وهشاشة المسؤولية والضحية دائماً الناس الأبرياء في الشرطة أو في المجتمع العراقي؟



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوات الأمريكية باقية للتدريب والحصانة..!
- التلويح الإيراني بطلب التعويضات ضغط للتدخل أكثر
- الصحافة الشيوعية العراقية ودورها في تطور الوعي الاجتماعي وال ...
- شعرة ما بين التطرف الديني والتطرف السياسي
- التطرف اليميني المغلف بالأصولية المسيحية ومأساة النرويج
- أين أمسى قانون الأحزاب الشبح يا مجلس النواب ...؟
- أدستور وفيدرالية أم ضحك على ذقون الشعب!
- يونس دخيل الرحلة في بطن الحوت
- استمرار الاعتداءات المسلحة الإيرانية على القرى العراقية
- تعمق الخلافات بين أقطاب السلطة الإيرانية
- الحقوق المدنية وتجاوزات قوى الأمن على المواطنين
- عندما يعيد الديوس انتشاره التاريخي
- الترشيق بين وشم العقول والبدعة والواقع
- شبح الاقتتال الطائفي بمباركة الولاءات الطائفية
- مهزلة مكافأة الغائبين في مجلس النواب
- أهازيج قلبي الشجية
- الدعوة للانتخابات بين الحذر والتحذير
- بلطجية بغداد الجدد بين تصادم المصالح والتجاوز على الحقوق
- دولة القانون بالضد من منظمات المجتمع المدني!
- حرية الصحافة والصحافيون ما بين الاعتقال والتصريح في العراق


المزيد.....




- ضربات -تركية- على نفق أسلحة لقوات سوريا الديمقراطية.. ما حقي ...
- مصدر مصري لـCNN: السلطة الفلسطينية تستعيد إدارة معبر رفح.. و ...
- 12 سؤالا للحفاظ على صحة دماغك طوال الحياة
- سوريا: مقتل 15 في انفجار سيارة مفخخة في منبج
- مقتل مؤسس كتيبة المتطوعين في جمهورية دونيتسك بانفجار في مبنى ...
- البحرين.. عبد العاطي يؤكد التزام مصر بأمن الخليج
- طريقة رصد المناطق المحمومة في العالم
- سقوط سيارات من فوق جسر في تركيا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- إيران ترسل 4 سفن حربية إلى الإمارات لمناورات مشتركة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الفساد وعمليات هروب السجناء على نمط الأفلام