أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - غزة والقهروباء














المزيد.....


غزة والقهروباء


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 13:54
المحور: كتابات ساخرة
    


لقد أحسن مَن أبدل كاف الكهرباء بالقاف، فقد أصبح اللفظ يشير إلى كلمتين، هما وباء القهر، وهو مرضٍ نفسي جديد ووباءٌ خطيرٌ ناتج عن الكهرباء في غزة !
فإذا كانتْ الجيوش تملك سلاحا بيولوجيا جرثوميا مخزونا في مستودعاتها قادرا على إحداث دمار شامل، فإن هناك سلاحا فيروسيا نفسيا جديدا في ترسانة الأسلحة النفسية أكثر فتكا من الأسلحة الجرثومية، وهو فيروس وباء القهر!! القادر على تدمير النفوس بالدرجة الأولى، لأن الأجسام تِبْعٌ للنفوس!!
فمنتجو فيروس وباء القهر النفسي القهربي قد نجحوا بالفعل في تدمير البنية النفسية والاجتماعية للغزيين، ومن علامات النجاح أن الإنسان الغزي المصاب بالفيروس يظلُّ طوال يومه وليله في حالة ترقب وهيجان وإثارة ، يبحث عن مشكلة،ولا يُسامح الآخرين عن أخطائهم، ولا يشعر بالسعادة والهناء، ولا يرتاح إلا إذا سمع أو رأى المصائب والكوارث تقع في كل أنحاء العالم!!
ولعل أخطر مراحل الإصابة بالمرض،عندما ينقل المريضُ العدوى إلى بيته، فينفِّس غضبه الناتج عن القهروباء، بالانتقام من أسرته ،زوجته وأبنائه، فيعاملهم بقسوة، وينقل إليهم عدوى فايروس وباء القهر، وهناك حالات تفكُك أسرٍ، وتعدُّد زوجاتٍ، وانتشار الطلاق، كلها بسبب القهروباء....!!
كما أن كل الموظفين المصابين بالفيروس يكونون غير منتجين، فهم يهربون من أداء مهماتهم ووظائفهم بوسائل شتَّى، فالكذبُ أحد الأعراض المصاحبة للمرض، وادعاء الوهن والضعف وكثرة الشكوى من سوء الحال هي أيضا من أعراض هذا المرض، ويلجأ المرضى كذلك إلى تخزين الطعام في بيوتهم وأمعائهم، فينهكون الاقتصاد ويُبلون الأمعاء بالأمراض والأدوية، وعلى ضوء ذلك تنتعش في المجتمع المصاب بالوباء مهنتان مُربحتان فقط، هما الدواء والغذاء!!
ومن أخطر أعراض مرض وباء القهر، الرغبة في الهروب من الوطن، للإفلات من المرض، ويعتبر المرض من أبرز مسببات ضعف الانتماء للوطن، فالمصابون بالمرض لا يكترثون لنظافته، وهم يقومون في مرحلة متقدمة من المرض، بالإساءة له، فيبصقون في الشوارع العامة، ويُلقون مخلفات طعامهم وشرابهم وقمامتهم في الشوارع، ويهربون من الوفاء بالتزاماتهم، فالمريض يُحجم عن دفع ضرائب الوطن وفواتير الماء والكهرباء، وهو يظل في حالة سعي دائم لتهجير أبنائه من الوطن!
كما أن فايروس الوباء يُعزز (الفردانية) والرغبة في الاستقلال عن الجماعة، فكلّ فرد مصاب بالمرض يعمد للنجاة بنفسه، فيشترى مولدا خاصا، يضعه حتى على نافذته، غير آبهٍ بإزعاج غيره، أو يضعه بين أجساد أبنائه، ويُخزّن الوقود في بيته بجوار أكياس الدقيق، فتتحول البيوت إلى مخازن قابلة للانهيار أو الانفجار!!
وتصبحُ الضوضاءُ هي سيدة الموقف، وهي الأساس، أما الهدوء فيصبح عَرضَاً ثانويا، ويصبح الوطن على شاكلة قطار سكة الحديد، فينام ركابُ القطار عندما يسير القطار، أي في الضوضاء، وإذا توقف القطار عند المحطة، فهم يستيقظون!!
كما أن هذا الفايروس يحكم بالإعدام على الوفاء بالمواعيد، أو بالالتزامات، لأن كل المصابين يجدون مبررات قهروبائية لخُلف الوعد، فمن لا يستيقظ صباحا في موعد العمل، يمكنه أن يقول، إنه لم يتمكن من النوم، في الحر الشديد إلا عند الفجر حين تهب النسمات العليلة!!
ومن لا يرد على هاتفه لأمر جلل، يمكنه أن يدعي بأنه لم يتمكن من شحنه قهربيا!!ومن لا يؤدي واجباته الكتابية والمنزلية المدرسية والجامعية، يمكنه أن يتعلَّل بالقهرباء!!
وهكذا تمكَّن حاكمو القهرباء ومالكوها ومنفذوها ومخططو أمراضها النفسية وآكلو خيراتها، من تحويلها من خدمة وطنية أساسية تهدف لرفاهية المواطن وإسعاده، إلى حالة إدمانٍ مرضية وبائية تقضي على الأخضر واليابس في مجتمع كامل!!
وأخيرا....إن كل مجتمعٍ عاجزٌ عن تحديد هوية ناشري المرض من أبناء الوطن ومن أعدائه، ومُقصِّر في إنتاج لقاحات وجرعات لعلاجه، وخائفٌ من كشف المؤامرة الخطيرة من وراء هذا الوباء، وكشف معامل إنتاج فايروس وباء القهر وفضح المؤامرة؛ فهو موقعٌ جُغرافي، وكَمٌ عدديٌ فقط، لا يستحق أن يقف الآخرون معه لنصرته ولا يستأهل أن يُحسب له حساب في قدراته الإنتاجية والبشرية!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المخزون العنصري الإسرائيلي
- قصة قريتين فلسطينيتين
- إلى مناضلي غزة
- أكبر أخطاء إسرائيل في التاريخ
- مسكين هذا الشهر
- التعليق السياسي
- محاكمة سكان العراقيب وتغريمهم
- ابنة النيل وسفَّاح النرويج
- نشرة أخبار سلطانية
- وثيقة أمريكية عن سلاح إسرائيل النووي
- تقرير يُشخِّص أزمة العرب
- عنصرية الدولة الديمقراطية!
- هلع الاستثمارات في غزة
- بارك الله ومُتْ
- أنابيش سلطانية (1)
- غزة الفصل الثالث من الإلياذة
- استيعاب إسرائيلي وتهجير عربي
- يرفض التجسس
- هل العرب هم هكذا؟
- إرهابيون أحرار


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - غزة والقهروباء