أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بهاءالدين نوري - رسالة مفتوحة من سياسي كردي عراقي إلى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان














المزيد.....


رسالة مفتوحة من سياسي كردي عراقي إلى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان


بهاءالدين نوري

الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 15:09
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يطيب لي أن أهنئكم، أيها السيد أردوغان، بمناسبة فوز حزبكم للمرة الثالثة على التوالي في الأنتخابات البرلمانية، التي قدمتم فيها خطا سياسيا متجددا مغايرا لخط الأحزاب التقليدية التي لم تستطع طوال عشرات السنين التجديد والتغيير ولا تبرير ثقة الناخبين الذين صوتوا لها مرارا. وقد أمكن لكم، أنتم في قيادة حزب العدالة والتنمية، أن تجمعوا بين القيم الدينية والمثل الأخلاقية وبين المبادئ والقيم الحضارية الحديثة، الأمر الذي أرضى شعبكم وعزز مكانة ودور دولتكم على الصعيد الخارجي.
أنا أعرف جيدا، يا أخي الفاضل أردوغان، أن أمامكم تركة ثقيلة من مشاكل الماضي الموروثة ومتاعبه المتنوعة، فضلا عن التحديات الكثيرة الناجمة عن تعقيدات الأوضاع السياسية والاجتماعية المستجدة داخليا وخارجيا. أنا لست في معرض البحث عن هذه المشاكل. لكنني أود التطرق فقط إلى مشكلة واحدة راجيا منكم السماح لي بإبداء بعض الملاحظات – وهي المشكلة الكردية – صحيح أنني كردي ولكنني لست قوميا ولا أجيد التحدث عن المشكلة بلغة القوميين، بل أستطيع التحدث عنها فقط بلغة إنسانية وديمقراطية آمل ان تكون لغة مشتركة بيننا.
اننا نعيش اليوم في القرن الواحد والعشرين، قرن بلوغ الثورة العلمية–التكنيكية ذروتها حيث غدا كوكبنا ما يشبه قرية صغيرة، وتعاظم دور منظمة الأمم المتحدة على جميع المستويات، وتضمن ميثاقها – الذي يحمل اليوم تواقيع 193 دولة – الأعتراف بالحقوق القومية المشروعة لكافة الأمم والقوميات.
في مجرى التطور التأريخي القديم قدر للشعب الكردي أن يصبح جزءا من الأمبراطورية العثمانية. وفيما بعد الحرب العالمية الأولى بقي قسم من كردستان ضمن الدولة التركية التي أسسها كمال أتاترك. ومع تنامي الوعي التحرري وإنهيار النظام الكولونيالي في القرن العشرين نشأت عشرات الدول الجديدة على أنقاض المستعمرات السابقة في مختلف القارات، و غدا من الطبيعي أن يتطلع الشعب الكردي، المجزأ بين أربع دول شرق أوسطية، إلى نيل حقوقه القومية أسوة بالآخرين وعلى ضوء المواثيق الدولية. ولأسباب غير مبررة تجاهل حكام هذه الدول مطالب الأكراد المشروعة وأعتمدوا العنف والحلول العسكرية، التي لم ولن تفلح في حل المشكلة. وعاد ذلك بكوارث حقيقية على هذه البلدان وشعوبها إذ سفكت الدماء الغزيرة بين الأكراد والعرب والأتراك والفرس وغيرهم ولحقت أضرار بالغة باقتصاد هذه البلدان وتعقدت المشكلة تعقيدا كبيرا فيما تاجر البعض من الساسة الفاسدين وجنرالات جيوشهم بدماء الضحايا ودمار البلاد. وقد أنتهى سقوط صدام حسين في العراق بنقل المشكلة الكردية إلى موقع جديد مرض لكلا طرفي النزاع، فيما بقيت هذه المشكلة عالقة على فوهات المدافع و أزيز الطائرات في كل من إيران وتركيا. والجميع يعرفون بأن طريق الحل العسكري لمشكلة كهذه لن يؤدي إلا إلى نفق مظلم. وأنت أدرى، ياسيد أردوغان، بالمآسي الدموية والأضرار المادية الجسيمة، التي نجمت عن نشوب واستمرار القتال بين دولتكم وبين الحركة الكردية المسلحة في بلادكم طوال ما يقارب ثلاثين عاما دون أن تكون هناك نتيجة سوى المزيد من الدماء والدمار. ومن المؤكد ان استمرار هذا القتال سيخلق لكم متاعب جدية خطيرة ويشجع خصومكم السياسيين على مضاعفة نشاطهم ضدكم و لإقصاءكم عن السلطة.
بناءا على ما أسبقت أناشدكم وأهيب بكم، يا أخي الفاضل أردوغان، لكي تولوا إنتباها أكثر نحو المشكلة الكردية في دولتكم، لإنهاء سفك الدماء والدمار وإيجاد حل مقبول قائم على أسس ديمقراطية متجاوبة مع مصالح الشعبين التركي والكردي ومنسجمة مع القيم والمبادئ الحضارية المعاصرة المقبولة لدى الأتحاد الأوروبي الذي تتطلعون للإنضمام إليه.
أكرر أن طريق الحوار والتفاوض بحثا عن حل سياسي سلمي هو الطريق المجرب، وإن إيجاد حل مناسب لهذه المشكلة سيساعدكم في التوصل إلى الحلول المناسبة لمشاكل أخرى. وإذا ما أرتأيتم أن بإمكاننا، أنا وبعض زملائي، أن نقوم بدور ما في هذا الصدد – لغرض الوساطة أو التشاور – فأننا طوع بنانكم.
* متمنيا لكم التوفيق في خدمة شعبكم وتوطيد أركان النظام الديمقراطي في تركيا *

السكرتير الأسبق للحزب الشيوعي العراقي
والسكرتير السابق لحركة الديمقراطيين
بـهــاءالـديــن نــوري
العراق / سليمانية / 1/8/2011

• موبايل: 009647701521193



#بهاءالدين_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 تموز 1958 كما يراها سياسي معاصر لها
- السبيل إلى إنجاح العملية السياسية لنقل العراق إلى وضع ديمقرا ...
- سيناريوهات مختلفة لحل النزاع العربي – الإسرائيلي (عرض وتحليل ...
- سيناريوهات مختلفة لحل النزاع العربي – الإسرائيلي (عرض وتحليل ...
- سيناريوهات مختلفة لحل النزاع العربي – الإسرائيلي (عرض وتحليل ...
- هل يؤدي سقوط الأنظمة الدكتاتورية في الشرق الأوسط إلى تقوية ا ...
- التوءم الثاني في طريقه ‬للحاق بأخيه صدام حسين
- تقييم حيادي للوضع في اقليم كردستان -3
- تقييم حيادي للوضع في اقليم كردستان -2
- تقييم حيادي للوضع في اقليم كردستان -1
- ماذا رأيت في سوريا؟ -2
- ماذا رأيت في سوريا؟ -1
- عاصفة الثورة تجتاح العالم العربي
- مقابلة مع الأستاذ بهاءالدين نوري
- دعوة لمناصرة المناضل (بهاءالدين نوري)
- هل اصبح العراق ساحة حرب اهلية
- تزايد العمل الارهابي في العراق ومسؤولية الحكومة العراقية
- العراق بعد الانتخابات النيابية الاخيرة
- العراق بين مطرقة التخبط الأمريكي و سندانة القوى الظلامية
- ملاحظات ومقترحات حول التصدي للارهاب


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بهاءالدين نوري - رسالة مفتوحة من سياسي كردي عراقي إلى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان