سليم يونس الزريعي
الحوار المتمدن-العدد: 1028 - 2004 / 11 / 25 - 09:09
المحور:
القضية الفلسطينية
لم يكن بالغائب عن أي متابع للحالة السياسية الفلسطينية بعد غياب الرئيس الراحل ياسر عرفات ، ثقل حجم التركة التي خلفها إن لجهة حملها أو في كيفية التعاطي معها ، خاصة وأن الرجل كان يمسك بيده كل مراكز القرار سواء على الصعيد الوطني أو على صعيد حركة فتح ، وبالتالي فإن عرفات كان في كل ذلك استثناء ، شكلته مجموعة ظروف وعوامل ذاتية وموضوعية داخلية وخارجية تاريخية لا يمكن استنساخها .
ومن الطبيعي بعد غيابه أن يكون الفراغ كبيرا ، وليس بمكنة أحد مهما كان أن يملأه لاختلاف الظروف والمعايير ، لذلك كان الحرص المشترك من الجميع على التوجه باتجاه " مأسسة " الحياة السياسية في الواقع الفلسطيني ، باعتبارها الثابت الذي يشكل ضمانة صياغة حالة حضارية ، تمثل الشرط الأساس على طريق تأسيس الدولة القانونية بكل متطلباتها .
ويكاد لا يختلف اثنان على أن المدخل إلى ذلك ، هي الديمقراطية التي هي نقيض الأبوية والرأي الواحد والصوت الواحد والتقليل من الآخر إن لم يكن رفضه ، وبالقدر الذي نتمثل الديمقراطية ونعيشها ممارسة لا دعاية ، بحيث تصبح الأفعال هي الأقوال ، نكون بذلك قد امتلكنا أهم أسلحتنا في صراعنا المفتوح مع العدو الصهيوني ، على طريق دحر الغزوة الصهيونية عن وطننا .
وإذا كنا نؤكد على أن الديمقراطية يجب أن تكون نمط حياة على صعيد الفرد والشعب ، فإن أول المطالبين بوعيها ومن ثم ممارستها في حياتها الداخلية هي القوى السياسية كونها تحمل مشروعا مجتمعيا للمجتمع بمجموعه ، حيث تصبح هنا قوة المثل معيارا للصدقية وللنزاهة الفكرية والأخلاقية ، ومؤشرا على المنحى العام لطبيعة ذلك المشروع المجتمعي الذي تهيئ المجتمع له.
ويأتي إعلان اللجنة المركزية لحركة فتح ترشيح محمود عباس لرئاسة السلطة منها مباشرة بالإجماع ، بمثابة إملاء لوجهة نظر الهيئة القيادية الأعلى على كافة أطر الحركة مهما كانت صوابيته وبصرف النظر عن شخص المرشح ، ليصادر ومنذ البدء أي إمكانية لمرشحين آخرين مهما كانت حظوظهم في نيل ثقة الجسم " الفتحاوي " من عدمها .
#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟