|
(1) التأسيس الميتافيزيقى لفن التمثيل
محمد حامد السلامونى
الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 8 - 01:45
المحور:
الادب والفن
يبدو أن تحول (الممثل)- وبالأحرى (فن التمثيل) إلى موضوع للمعرفة- كما نعرفه اليوم- جاء فى أعقاب الظهور المتوالى للعلوم الإنسانية ، فى القرن التاسع عشر؛ أى أن تحول (الممثل ، ومن ثم فن التمثيل) إلى موضوع للمعرفة ، جاء فى أعقاب تحــــــــول (الكائن البشرى)- على المستوى المفهومى- إلى (إنسـان)- أى إلى (ذات) ، ومن ناحية أخرى ، نلاحظ بأن ظهـــور (مبدأ الذات) إلى حيز الوجود ، فى العصر الحديث ، ترافق أيضا مع ظهور (النزعة التاريخية)- على مرجعية ظهور (مبدأ الواقع) ..
(الأنا والآخر) : ــــــــــــــــــــــــــ يرتكز تعريف الممثل- كما هو شـــــائع- على كونه (فاعل التمثيل) ؛ أى القائم بـ (فعل التمثيل) ، والتمثيل- هنا- هو (تمثيل الآخر- الشــــــخصية) ، أى استحضاره عبر (أنا - الممثل)، وبالأحرى ، تجسيده وجعله ماثلا ، أوتحويله من الوجود (اللغوى) المجرد إلى الوجــــــود (المادى) المحدد ، لذا فإذا كان التمثيل عامة ينبنى على مبدأ الإحالة ، فالتمثيل المسرحى- فى أحد مستوياته- هو إحالة مستمرة إلى (الآخــر) ، مع ملاحظة أن فكرة (الإحالة) ، هنا ، تجعل من (الآخر- الشـخصية) حدا معياريا نقيس به التمثيل ذاته ؛ أى(أداء الممثل)، ذلك لأن الشخصية- وكما سنرى بالتفصيل- فضـلا عن كونها (ماهية) ؛أى تعريف ماهوى للإنسان ، فهى (المستعار منه) ؛ وهذا الأخير- كما يقول (الشريف الرضى) : [أصل وهو أقوى ، والمســـــــتعار له (أى الممثل هنا) فرع وهو أضعف . وهذا مطرد فى سائر الإســـتعارات] ، كما أنها نتاج العقل الذى يتبوء مرتبة أعلى وأسمى من الجسد- بل ومن كل ما هو مجسد .. إذن ، التمثيل علاقة جبرية للممثل مع الآخر - إذ عليه أن يمارس حضـــوره ، تحت وطأة وثقل الآخر .. لذا فعندما نقول : ليس بالإمكان رؤية الممثل إلا باعتباره جـزءا من الآخر ، فهذا يعنى أنه (بدون الآخر تنعدم إمكانيــة التمثيل) ، وبذا يصير الممثل ذاتا مرجأة لحين حضور الآخر .. ما يمكن قوله هنا- إستنتاجا مما سبق - هو أن حضور (الشخصية) ؛ بماهى الطرف الآخر (المستعار منه) - فى إستعارة الأداء التمثيلى - وإن كان هو شرط الشــــروط المؤسسة للإستعارة ، إلا أن جبرية هذا الوجود ترتد فى الأساس إلى أن(الشخصية) هى (الأصل) ، أما المستعيرله (أى الممثل) فمجرد (فرع) !.. وبذا يبدو الأمر فى الإستعارة ، وكأنما هى إحدى وســــــــائل تقرير وتأكيد (حقائق) راسخة من قبل ، وغير خاف بالطبع أن مثل هذا التصور إنما يثير من الإشـــكاليات ما من شأنه أن يضعنا أمام التسـاؤل عما يكمن وراء إتخاذنا من (الممثل) موضوعا للإستعارة ؟ ..
ومعلوم أن هذا التصور ينتمى بقوة للقرن التاســع عشر ، وما بعده ، لأن تحول الكائن البشـرى إلى(ذات) قابضة على الموضوع (الشفاف)، أى على (الحقيقة)، لم يعد ممكنا بدون (الآخر)- الذى اكتشفه (هيجــــل) ، أما قبل ذلك - فى العصر الديكارتى - فقد كان [الوجود يعطى كاملا فى تمثلاتنا عنه] ، دونما تساؤل عن الشــــــــروط التى تجعل تلك التمثلات ممكنة ،وحسب(فوكو)[كان فكر العصر الكلاسيكى يسبح فى أنطولوجيا شفافة توحد بين الوجود والتمثل : لقد تطابق مفهوم الإنسان عند ديكارت مثلا مع وعيه بأنه ذات مفكرة قادرة على إنتاج الأفكار والتمثلات لجميع الموجودات التى هو واحد منها] .. هذا، وليس معنى وجود الآخر كشرط لوعى الذات أن(الممثل) لا يكتسب صفته تلك من كونه ممثلا لذاته - أومن كونه ممتلئا بذاته ، ومتحصلا عليها وطافحا بها ومتطـابقا أو متماهيا معها ؛ فكونه يحظى بوجود علائقى (فى علاقة مع طرف آخر)، لا يعنى تخليه عن ذاته ، ممايعنى أن(الذات) لم تعد هى مركز العالم فقط ، بل مركز الوجود الإنسانى أيضا .. ينص(هيدجر)على أن :[(ما يميز الأزمنة الحديثة ... هو كون العالم أصبح صورة مدركة ومتمثلة). ونفهم من هذا النص،أن الخاصية الرئيسية التى تطبع العصر الحديث ،هى أن الوجود أضحى يتعين من خلال ، وبواسطة تمثل الإنســان له ؛ بحيث أن الموجود لم يعد يوجد حقا ، إلا بمقدار ما يتحدد من طرف الإنســــــــــــــــــــــان فى التمثل ؛ صار التمثل larepresentation هو الكيفية الوحيدة لإدراك الأشـياء ؛ وغدا من المحتم على كل شئ أن يحضر ويمثل أمام الذات lesujed ،ويتحول إلى موضوع بالنسبة إليها ، حتى يعترف له بالوجود] ، ويضيف [على المستوى الفلســــفى ، تتميز بداية (الأزمنة الحديثة) إذن ، بالقطيعة المتمثلة فى ظهور فلســــــــفة الوعى عند ديكارت . لقد تحولت الحقيقة فى تلك الفلســـــفة إلى يقين للذات : وحده ما هو متمثل ومدرك كفكرة واضحة ومتميزة ، يحمل علامة الحقيقى ... وكنتيجة لهيمنة التمثل كوسيلة وحيدة للإدراك والمعرفة ، ســــيصبح العالم عبارة عن رؤية للعالم vision du monde . لقد بقيت وصاية الإنســـــــــان على الوجود متخفية فى أشكال فكرية شتى ، منها بالأخص شكل (كائن أسمى) ، مهما تباينت التســــــميات التى أعطيت له : الإله ، الجوهر ، الفكر المطلق إلخ ... ولكن تلك الوصايا أبانت عن وجهها الحقيقى مع ظهــــور الكوجيتو الحديث ... الذى أصبح العالم فيه تمثلا ولوحة أمام الذات] .. المسافة الفاصلة بين (هيدجر)- الذى يعمم التطابق بين الوجود والتمثل ويعده ممتدا من عصر ديكارت إلى القرن العشرين - وبين (فوكو) ، يملأها (الآخـر- الهيجلى) ، الذى تم تطهيره فى قناة النار (فيورباخ) - الذى كشف عن ماديته وأصله الأنثروبولوجى- أعنى أن الطرح (الكانطى) المتمحور حول [إنفتاح التمثلات على الإنســــــان باعتباره مصدرا لشروط إمكانها] ، ذلك الذى يتشبث به (هيدجر) ؛ ويصب لديه فيما يعرف بـ (ميتافيزيقا الحضور أوميتافيزيقا الذاتية)، يتجاوزه(فوكو) بالإستناد إلى (كانط) أيضا،أوإلى السؤال الكانطى [عن الأسس والمبادئ القبلية الضرورية التى تجعل التمثلات نفســــها ممكنة ، وتؤمن لها حدودا مشروعة] ؛ أى أنه راح يتساءل عما يسمح بإمكانية المعرفة بالنسبة للإنسان ؛ عن (شروط إمكان الوعى) ، هكذا ، لينتهى (فوكــــو) إلى أن النقد الكانطى ، كشف [بطرحه لإشـكالية أسس التمثل ذاته عن هوة عميقة تفصل بين الوجود والتمثل]، ويضيف :[فى نهاية القرن الثامن عشر... أصبح التمثل معتما، ولم تعد المعرفة تتأسس على مستوى المرئى والمتمثل.لقد كف التمثل عن احتواء الأشياء والوجود وفقد القدرة على أن يؤسس إنطلاقا من ذاته فقط ، تلك الروابط التى توحد بين مختلف عناصـــره : أصبح البحث عن تلك الروابط يتم خارجا ... بعيدا عن التمثل وبداهاته ؛ فى مســــتوى آخر أكثر عمقا وكثافة من التمثلات . أصبــــــح التمثل نفسه ظاهرة تحيل إلى شئ آخر أعمق منها ... شئ آخر لا يظهر ، ولكنه هو الذى يتحكم فى ما يظهر؛ يحيل إلى تنظيم ينتمى إلى الأشــــــــياء ذاتها وإلى قانونها الداخلى] ، [هنا انسحبت المعرفة من فضاء التمثل لتدخل فى فضاء بعد جديد للواقـــــــع يقوم فى بنياته العميقة والمعقدة] ؛ أى أن ظهور (مبدأ الذات) أدى إلى ظهور (مبدأ الواقــع) - إذ اتجه الفكر إلى [وصف وتحليل الهيكل الخفى للأشياء] ، هذا على مرجعية ظهور (النزعة التاريخية)؛أى على مرجعية [التفكير فى الصيرورة والتطور والتعاقب]؛ [فقد نفذت تاريخية عميقة إلى قلب الأشياء التى أصبحت نشأتها تدرك من خلال تطورها واســـــتمرارها فى الزمان] ، [لقد أصبح التاريخ نمط الوجود لكل ما يعطى فى التجربـــــــة ... ذلك البعد الذى لا يمكن للفكر أن يستغنى عنه] .. العلاقة الجديدة التى انبنت بين الإنسان والوجود- على أنقاض التطابق الكلاســـيكى بين الوجود والتمثل ، لعب(الآخر) فيها- وفقا للطرح الهيجلى- دور شرط الشروط المؤسسة للتمثل أوللوعى ،هذا إذا فهمنا (الآخر) بمعنى (المختلف - بوجه عام)، الذى هو(العالم- والأنا والغير أيضا، كجزء من العالم) .. أى أن الإنسان نفسه ، تحول إلى موضوع ماثل أمام الذات ؛ أى إلى موضـــــوع للمعرفة ، وما المعرفة سوى الإدراكات والتمثلات التى يضفيها الإنســان على الأشياء ، وعلى ذاته (التى تتخذ صورة آخر مغاير- هو جزء من العالم) .. يقول (فوكو) :[... إن نمط وجود الإنسان كما تكون فى العصر الحديث يسمح له بالقيام بدورين : فهو الأساس الذى تستمد منه كل المعارف إمكانيات وجودها ، وهو كذلك حاضر ، بكيفية لايمكن اعتبارها حظوة أوامتيازا ، كموضــــــــــــوع من بين باقى الموضوعات التجريبية] .. هكذا ، وما يمكن أن نخلص إليه مما سبق ، هو أن (الذات) تتخذ من نفسها مركزا للعالم ، ولنفسها أيضا ، إى أن الذات هى محور الوجود برمته ؛ بوجهيه العام والخاص - فهى لا ترى سوى نفسها ، ممايعنى أننا لم نتجاوز الطرح (الكانطى - الهيدجرى) ؛ إذ لم يزل الوجود هو مانتمثله ، فالذات لاتزال تتخذ من نفسها مرجعا للوجود ، أوأنها هى مرجعية الوجود ،وما اكتشفه (فوكو)هو تحولات أبستيمية أومعرفية داخل فكرة الوجود كتمثل .. هكذا، فالممثل حين يحوذ على صفته كممثل، بتداخله وذوبانه وانصهاره(تماهيه، توحده ، إندماجه) الكلى فى الآخر[ستانسلافسكى]- دون أن ينفى هذا إمكانية(إنفصاله) الجزئى عن ذلك الآخر [برخت]،أوإمكانية وجوده فى القلب من (الشريك المتضامن)؛ الناتج عن علاقته بالآخر [جروتوفسكى] - فإنما يتخذ من نفسه موضوعا لوعيه ، أى يحول نفسـه إلى (آخر مغاير) ، وبذا يصير هو (الذات والموضوع) فى آن واحد .. إذن ، وعلى الرغم من أن ظهور الممثل - على المسرح - يجعلنا نتجه بحواسنا وعقولنا إلى البحث عن الآخر، إلا أن الممثل - مع ذلك - ليس(فراغا) معدا لسكنى الآخر، كما أنه ليس فقط شارة حضور الآخر ، وإنما هو نفسه آخر ؛ إنه (أنا- آخر) .. وفى إطار هذا الطرح ، يتبين لنا أن (الآخر)- الذى يدخل معه(الممثل) فى علاقة (إندماج أوإنفصال أوتضامن) ، ليس مجرد (آخر- متخيل)- مســاو لنفسه على طول الخط ؛ ومن طبيعة واحدة ، ثابتة ، كما أنه يحظى بمســــتويات حضورية عديدة ومتنوعة ومختلفة ، فـ (الآخر المتخيل) إن هو إلا (الآخر البشــرى) نفسه ، وقد اتخذ أبعادا حضورية ؛ على هيئة صور لا حصر لها ..
(1) ـــــــــــ فى اللغة الفرنسية [هناك تمييز واضح بين (الغير- autrui ’l)، بوصفه (الآخر البشرى) ، وبين (الآخر-autre ’I) بوصفه المختلف بوجه عام]- أو (le differend) ولايوجد مثل هذا التمييز فى العربية .. وترى(الهيجلية)بأن(الأنا لايرغب فى شئ مالم يكن مرئيا مفكرا فيه أوممتلكا من قبل الآخر أوحتى من قبل آخر ممكن أومتخيل ذلك أن الآخر حسب هذا الإعتبار هو من يوجــه رغبتى نحو موضوعها لأنه هو من يعين هذا الموضوع كموضوع رغبة ممكنة) .. مما يعنى أن (الممثل) إنما يعى ذاته كممثل ، عن طريق (الموضوع)، والوعى بالموضوع هو وعى بالذات ،أى أن معرفة الممثل ممكنة إبتداءا من الموضوع .. وإذا كان الموضوع هنا- هو : ما تتجه إليه رغبــة الممثل ، وإذا كانت كل رغبة هى (رغبة فى ...) ، فأداء - أوتجسيد - (الشخصية الدرامية) هى موضوع رغبته ، ليبقى الســـــؤال عمن يوجه رغبة الممثل نحو ذلك الموضوع ؟ .. التصور الهيجلى عن(الآخر)، وعلى الرغم من أنه يرتكز غالبا على (الغير)- كما يبدو على الأقل من حديثه عن (جدلية السيد والعبد) - إلا أن مفهومه عن (الآخر) يتسع ليشمل(الآخر - الممكن أوالمتخيل) أيضا ، هكذا لنجد أنفسنا أمام السؤال المتعلق بالكيفية التى يســـتطيع الآخر(الممكن أوالمتخيل) أن يعين بها (موضوع رغبتى)- علما بأننى (لن أرغب فى شــــئ مالم أكن مرئيا مفكرا فيّ) ؟.. من البديهى أن الآخر (الممكن أوالمتخيل)، لا يتمتع بوجود (بشـرى) ، حقيقى ، وبالتالى هو لا يزيد عن كونه مجرد (تصور- الأنا ، عن الآخر) ، أى أنه (آخـــر) من صنع (الأنا) ؛ نتاج (وعى الأنا) ؛ (وعى الأنا بذاتها حين يتخذ صورة الآخر) .. وبالإمكان القول أن (الآخر- الممكن أوالمتخيل) يتخذ ثلاثة أنواع من الصـــــور- على النحو التالى : الأولى - (الصورة المرآوية) : وفيها ينظر (الأنا) فى (المرآة) ، فيرى صورته (منعكســة) أمام ناظريه ، أى أن (الأنا يرى الأنا) ، لكنه يعرف- يقينا- أن ما يراه مجرد صورة ، تتشابه معه ، نعم ، لكنـها تختلف عنه أيضا؛ إنها (أنا- آخر)، و(إذا كانت كلمة "ينعكس" فى اللغة العربية تعنى : " ينقل صورة صادقــــة للأصل " وتعنى أيضا" ينقل صورة معكوسة أومقلوبة ")،فـ (هذا المعنى والفعل المزدوج لمفهوم الإنعكاس ، هو أصل مفهوم " الهوية والإختلاف " فى إدراك الإنســــــان لصورته المرآوية ، فهى صورة الإنسان هو نفسه ،ولكنها فى نفس الوقت ليست هو نفسه ، إنها مجرد صورة للأصل) .. ولأن(تجربة المرآة هى تجربة وعى بالهوية والإختلاف "إذ يعى الإنسان صورته الأخرى- التى تتحقق فى الخارج وتصبح مرئية " ، فإن تجربة المرآة هى- فى نهايـة الأمر " وعى بالذات " ..) .. الثانية- (الصورة الإستدلالية) : وهى صورة (الآخر- الديكارتى) ، الذى تستدل (الأنا المفكـــــــرة) على وجوده بعد إثباتها لوجودها (عن طريق الحكم العقلى) .. الثالثة- (الصورة التخارجية) : وفيها تنقلب (الأنا)- المغتربة عن نفسها- إلى (آخر) عبر التخارج- كما يقول (فيــورباخ) - أى أن(الأنا) تقذف بنفسها خارجها(أى بمجموع صفاتها الخاصة)وتشخصها فى صورة (آخر) .. لكن هذه الصور الثلاث ، التى يتوزع عليها (الآخر)، وإن كانت تؤدى فى نهاية الأمر إلى (الوعى بالذات)،إلا أن هذا الأخير لن يزيد عن كونه وعيا بسيطا وقشريا ، تحصله الذات لنفسها عن نفسها ، ذلك أن (الآخر- الممكن أوالمتخيل)، لايرانى (وإن حدث ورآنى- كما فى حالة الآخر المرآوى- فلن يرانى سـوى بعينى أنا) ، كما أنه لا يفكر فيّ ، لا يفكر معى أوضدى (وإن فعل- على سبيل الإفتراض- فلن يكون فكره هذا ســــوى إمتدادا لفكرى أنا نفسى) ،ومن ثم يستحيل عليه تعيين موضوع رغبتى ، وإن حدث واستطاع هذا (الآخر- بصوره الثلاث)- بطريقة ما- تعيين موضوع رغبتى ،فلاشك أنه سيكون تعيينا لموضوع رغبة (وهمى)- دون أن يعنى هذا التقليل من أهمية (الوهم) .. لذا يمكن الزعم ، بأن (الآخر- الممكن أوالمتخيل) - عبر صوره العديدة - ليس أكثر من (أقنعة- الأنا) ، إنها تتخذها من نفسها لنفسها ، إنها صور الأنا نفسها حين تتحول إلى (آخر مغاير) : آخر سيكولوجى ، وآخر ذهنى ، وآخر أنثروبولوجى .. إذن ، (الآخر المتخيل) موجود مجرد ، كما أنه لا يوجد بنفسه ولنفسه بل لحاجة (الأنا) إليه .. وفى هذه(العملية) التى تتحول (الأنا) بمقتضاها إلى (آخر مغاير)؛ إلى (أنا آخر) - كما يؤكد فيورباخ – تتحرر (الأنا) من حــدودها ؛ أى تتجاوز حدود رغبتها باتحادها بالموضوع ذاته ، وبذا تتحصل (الأنا) على وعيها بذاتها .. هذا والوعى - بماهو اتحاد الذات بالموضوع - هو (الماهية) نفسها .. فى المسرح عامة ، وبينما يقوم (الممثل) بتجسيد (الآخر المتخيل = الشـخصية) ، فإنما يمنح جسده(بعناصره المختلفة)، لذلك الآخر، أى أن (أنا- الممثل) تتحول إلى (أنا- آخر) أوإلى (وجود آخر) ، فتجتمع (الهوية والإختلاف) معا ، هكذا ، لترى (الأنا) اختلافها فى الآخر ، كما ترى (الآخر) فى هويتها- متجاوزة حدود (الصورة المرآويـــــــــــــة) ، إلى الصورتين الأخريين (الإستدلالية والتخارجية) ، بما هى (صـــــور الأنا) نفسها ، أى أن (الأنا) تتطابق مع نفسها على مستويات وجودية مختلفة .. إذن ، (الشخصية الدرامية : موضوع أداء الممثل)- ليست إنسانا طبيعيا متعينا ؛ مناظــــرا لـ (أنا الممثل) ، وإنما هى مجرد تمثل أووعى أوإدراك أوتصور أوماهية أوخطاب ؛ متعلق بالإنسان- يتخذ من الإنسان موضوعا له- وليس إنســــــــــانا حيا ؛ من لحم ودم ، أى أنها - الشخصية- (آخر- لغوى ، تخييلى ، ذو طبيعة إفتراضية) .. هذا و(الماهيــــــة)- التى تعد الشـخصية الدرامية تمثيلا لغويا لها- ليست أكثر من (تجريد : Abstraction ) ، والتجريد فى [المنطق الصورى : عملية ذهنية يســــير فيها الذهن من الجزئيات والأفراد إلى الكليات والأصناف](2) .. الماهية هى (النموذج الكلى ،الباطنى)؛ إنها التشابه الداخلى نفسه(أووجه الشبه) الذى تنطوى عليه الجزئيات والأفراد(مع تغييب أوجه الإختلاف) ، يقول (نيتشه) :[ ... فما يشتهر به شئ ما ، إن إسمه ومظهره وقيمته وقياسه ووزنه ، كل هاته الأمور التى تنضاف إلى الشئ بمحض الصدفة والخطأ ، تصبح من شــدة إيماننا بها، يشجعنا على ذلك تناقلها من جيل لآخر، تصبح بالتدريج ،لحمة الشئ ،ويتحول ما كان مظهرا فى البداية إلى جوهر ثم يأخذ فى العمل كماهية] .. مما يعنى أن الشـــخصية الدرامية بناء معرفى فى الأساس ، أوهى لاتنفصل فى بنائها عن النظريات المعرفية السائدة .. ما الذى يعنيه هذا ؟ .. عندما تحول الكائن البشرى إلى (إنسـان) ؛ إلى (ذات) ، وصار السؤال عن (شروط إمكان التمثل أوالمعرفة) ممكنا، إتسع مفهوم(الإستعارة)وتحولت من مجرد جملة لغوية(أوقضية منطقية) إلى موضوع للمعرفة الشاملة ؛ (ولعل هيجل- عبر منهجه الدياليكتيكى- هو الذى بلغ بها حدها الأقصى)،وتبعا لذلك ،وبقدر تحول الإنسان- الذى هو شرط إمكان كل معرفة - إلى موضوع للمعرفة ، تحول(الممثل) أيضا إلى موضوع للإستعارة المسرحية(دون أن يعنى هذا أن الممثل قبل الحديث لم يكن كذلك أيضا،وإلا فما دلالة التطهير الأرسطى إن لم يكن متعلقا بالإنســـان ذاته- هذا ، ولدى هيدجر إشارة إلى أن " الوجود كتمثل "- بمعنى وصاية الإنســان على الوجود ، إنما يرتد إلى أفلاطون نفسه ، لكنه كان يتخفى فى أشكال فكرية شتى ، ومع الكيجيتو الديكارتى ،كشف عن حقيقته)، وما أعنيه بهذا هو أن حضور الذات كموضوع للإستعارة المســـرحية ، فيما قبل العصر الحديث ، إتخذ أشكالا متخفية ، وليس أدل على ذلك من أن البطل التراجــيدى- اليونانى- الأسطورى القديم ، كان سليسل الآلهة وأسمى من الإنسان العادى .. هذا وتحول الإنسان إلى موضوع للإستعارة ، ابتدأ فى العصر الحديث بإحلال التاريــــخ - كمصدر للدراما- محل الأسطورة ، مما فتح الباب عن آخره أمام الدراما ، للدخــول إلى الواقع المعاش والإحتفاء بإنسان ذلك الواقع نفسه ..
(2) ـــــــــ ولكن ... هل تكتفى (الأنا) فى بحثها عن وعيها بذاتها ، بذلك (الآخر المتخيل)- وإن تعددت صوره ؟ .. ألا تظل (الأنا) بحاجة إلى (الغير- كآخر بشرى) ، ليحول بينها وبين التيــــه فى (الضلالات والأوهام) ؟ ، وبتعبير آخر ، أليس (الآخر البشـرى) هو الضامن الوحيد لتحول وعى الذات بنفسها وبالعالم إلى (حقيقة) ؟ .. نلاحظ أن (الأنا الديكارتى) ، بينما يكتب : (أنا أفكر إذن أنا موجود) ، فإنما يكتب لـ (قارئ) ؛ هو (آخر بشرى) يستحيل إنكار وجوده ، ذلك أن كل كتابة هى (كتابـــــة لـ ... ) لقارئ ما - حقيقى أومفترض ، هذا فضلا عن أن كل كاتب هو المتلقـــــى (أى القارئ) الأول لعمله ، ذلك أن (أنا الفيلســــــوف- فى حالة ديكارت مثلا) ، هى أنا أخرى ، تختلف بالضرورة عن (أنا ديكارت نفسه) ، فهى لا تزيد عن أحد المواقع التى تتــــــــوزع عليها (الذات)- وسبق لـ (بروست) أن أشار إلى إختلاف (أنا الكاتب) عن (أنا الراوى) .. هذا فضلا عن أن وجـود (اللغة) ذاتها ، التى نكتب بها- هو مؤشر قوى على وجود الآخر - كأداة للتواصل ؛ إذ ما حاجة (الأنا) إلى اللغة مالم يكن هناك (آخر) ؟.. وكذلك الأمر فى حالة تخارج الأنا- عند فيــــورباخ- فعلى الرغم من أنه يتحدث عن (أنا- أنثروبولوجية)؛ جمعية ،إلا أن هذا الرمز الكلى لا ينفى الأصل الواقعى للأفراد المتعينين - أعنى أن تحولهم إلى رمز، لاينفى وجودهم الواقعى ، بل إن هذا الوجود الواقعى نفسه ، هو الذى يلعب دور الآخر الغائب (أوالمختلف) ، الذى يسكت عنه الحضور (أوالمعنى) الذى يتضمنه الرمز .. وما أريد الإنتهاء إليه هنا ، هو أن كل فرد ، فى حالة ممارســـته للتخارج(أى فى حالة إلقاء صفاته الشخصية خارجه وتشخيصها فى صورة آخر مغاير) ، فإنما يفعل هذا عبر علاقته بـ (الأفراد الآخرين- البشـــــــريين) ؛ فوحدة الجماعة ، أو الهوية الجماعية ، إنما تتأسس على (الإختلاف) أيضا .. وهذا ، هو نفســــه ، ما يحول وجود الله- وفقا للطرح الفيورباخى- إلى حقيقة ، بالنسبة للجماعة .. أما فى المسرح، فما نلاحظه هو أن جميع الممثلين- فى مرحلة التدريب على أداء الأدوار - إنما يطالعون وجوههم فى (مرايا حقيقيــــــــة) ، ولقد تحدث بعضهم عن ذلك صراحة- (ستانســـلافسكى- مثلا)- بل إن المؤدين عامة ، وعلى رأسهم الراقصين ، عادة ما نرى مرايا بأحجام هائلة تحتل جدران قاعات التدريب الخاصة بهم .. بالطبع لمثل هذه المرايا وظائف عديدة ، لكن مايعنينى منها هنا ، هو أن العين التى تنظر (فى ومن- مرآة المؤدى) ، هى (عين الآخر- البشرى) ، أى أن (المؤدى) يتحـــــول إلى (متفرج أومشاهد) بينما يؤدى !... ما يفعله (الممثل) هنا ، هو أنه يتحول إلى (آخر مرآوى) ، وعلى الرغم من أنه يعى ذاته على نحو بسيط وقشرى ، إلا أنه ينقسم على نفسه إلى(ممثل- أنا تلعب دور الآخر) وإلى (متفرج) .. (عين المتفرج أوالمشاهد- أى الآخر البشرى) ، فى لحظة العرض ، هى التى سـتضطلع بدور (عين المؤدى فى المرآة)؛ هكذا ، لتصير (أنا- الممثل) مرئية مفكرا فيها أوممتلكة من قبل (آخر) يوجه رغبتها نحو موضوعها (الذى هو أداء الشخصية الدرامية) .. إذن ، هناك حاجة ماسة إلى وجود (الآخر البشــرى) ، تعبر عن نفسها منذ البداية- قبل العرض المسرحى- من خلال (عين المؤدى- فى المــــــرآة) ، فالممثل- فى المرآة- يرى (أناه الراغبة فى موضوعها)- بماهو (آخر بشرى)، وهو ماسيقوم به المتفرج الحقيقى بعد ذلك .. فى هذه الحالة ،نعثر على(الآخر)- كمكون أساسى لوعى الذات ، فهو قرين المؤدى فى الوجود- منذ اللحظة الأولى لتشكيل الأداء .. ومع ذلك فحضور (الآخر البشرى)- فى العرض المســـرحى- يتخذ صورا أخرى عديدة ، منها- كما نلاحظ ،على سبيل المثال لا الحصر- أن حضور(الآخر- المتخيل أوالشخصية) ، فى مسرح (الحائط الرابع) ، يعنى التغييب الإفتراضى (للآخر الواقعى أوالحقيقــــى - المتفرج) ، وبذا تصبح علاقة (أنا - الممثل) بـ (الآخر- الشـــخصية) ، علاقة عزلة عن (الآخر البشرى)- أى أن الممثل يوجد فى (فراغ) المســـــــــرح الإيهامى ، منقطعا عن (المتفرج) ، وما نلاحظه - فى مثل هذا النوع من المسرح - هو الســعى الدؤوب ، من القائمين عليه ، لأنسنة الفراغ المسرحى ؛ عبر مشاكلته أومشابهته للواقع بدقة ، تكاد تكون متناهية ؛ وهو ما يطلقون عليه تعبير (المسرح شريحة من الحياة) .. لكن مشاكلة الواقع ذاتها تعنى ، فى الأساس ، محاولة إســــتحضار (صورة الآخر) فى الأشياء ؛أى أن حضور الأشياء المشاكلة للواقع ، هو نفسه حضور الآخر المستمر فى الأشياء- بماهى (أى الأشياء) نتاج عمل الآخر .. مما يعنى أن علاقة الإنسان بالأشياء إن هى إلا وعيه بها،هذا والوعى- فى ظل غياب الآخر - يعانى التيه والضلال والوهم،وانعدام وجود الحقيقة.. لذا فمحاولة أنسنة الفراغ المسرحى ، إن هى إلا محاولة إستحضار الأخر البشرى نفسه .. إن عدم وجود(الآخر البشرى - المتفرج) يحول الفراغ المسرحى إلى عالم غير مبالى ،غير معقلن ،[مما يفقده وجوده الموضوعى فى الوعى]، لذا لا يستقيم (وجود الوعى) مع(غياب الآخر) .. وإذا كان المسرح (الطبيعى) قد تم تشييده - كما يقول منظروه عادة - على (مذهب الحقيقة) ، فوجود (الحقيقة) يتنافى مع عزلة (الآنا) عن (الآخر) البشـــــرى .. ولعله ليس غريبا أن ظهور المخرج- بالمعنى المعاصر- أومايعرف بـ (مسرح المخرج)،كان مع(ساكس مايننجن) فى منتصف القرن التاسع عشر تقريبا ، بعد اكتشـــــاف (هيجل) للآخر- فى الفلسفة- وليس قبله .. ومن ناحية أخرى ، أداء الممثل للشخصية – بما هو جزء لا يتجزء من تشـــــــــكيل الفراغ المسرحى - هو نفسه إحدى الصور التى يحضر بها الآخر فى العرض ، مع ملاحظة أن هذا الآخر - تحديدا - يحضر من خلال ما ترسب فى (الذاكرة الإنفعالية) للممثل .. هذا الآخـــر ، وعلى الرغم من أصله الإنسانى الواقعى،إلا أنه تحول إلى مجرد صورة تخييلية مستحضرة من الذاكرة ، إى أنه تحول من (آخر بشرى) إلى (آخر تخييلى) ؛ من (آخـر) واقعى ، حى ، يحظى بأخروية كاملة ، إلى (آخــــــــر) هو صورة ذهنية ، أخرويتـه المغايرة تحددها (الأنا المتذكِرة) ؛ أى أنه مجرد آخر مستذكر ، (هو موضوع لوجود الممثل- بالمعنى السـارترى) ؛ أى أنه آخر مقلص ومختزل إلى مجــــــــرد فكرة (هى فكرة الأنا المتذكِرة) عنه ، بعد أن أدرجته داخل تجربتها .. وفضلا عن هذا كله ، فالمسرح- كفن- يكف عن الوجود فى ظل غياب الآخر البشرى، ذلك أن حضور الآخر البشرى هو الضامن لمســرحانية المسرح ، فبدونه يكف العرض عن أن يكون حدثا مؤطرا يؤدى عن طريق ممثلين مرئيين ومفكرا فيهم .. هكذا ، يحضر (الآخر البشرى) حين يدعى المسرح غيابه ، ويغيب ، حين يدعى المســــرح حضوره .. بما يعنى أن كلا منهما (الحضور والغياب)، بداخل الآخر ، وكذلك (الأنا والآخر) ؛ إذ ليس (الآخر المتخيل)- بصوره العديدة- سوى حضورا متعدد المستويات للإنسان نفسه - كما يمثل فى الوعى- أى أن (الشخصية الدرامية) كـ (آخر: مرآوى ،إستدلالى ، تخارجى) ليست سوى(الأنا) الخاصة بالممثل نفسه ، وقد اتخذت صورة (آخر مغايــــــــر) ، صار هو موضوع رغبة الممثل ،ذلك الموضوع الذى أمكن له أن يوجد من خلال علاقة(أنا- الممثل) بـ (الآخر- المتفرج) ، وكلاهما بشريان .. أى أن الممثل يقوم بتشخيص ما يخصه تماما ، مانحا إيّاه هيئة آخر مغاير ، يشترك به مـع الآخر البشرى .. وبتعبير آخر ، التمثيل هو تلك العملية التى بمقتضاها تتحول (الأنا الفردية للممثل) ، إلى (أنا جمعية) .. لذا فـ (أنا الممثل) و(الآخر- البشــــــــــــرى)- على الرغم من (واقعيتهما) ، إلا أنهما أكبر كثيرا من كونهما (شـــــخصين بيولوجيين) : إنهما (الموروث المعرفى) أو(نظام العلاقات البنيوية- التى تتخذ أشكالا إجتماعية لاحصر لها)، لذا فـ (الآخر - التخييلى = الشخصية الدرامية)هو الوسيط المشترك بين الممثل والمتفرج،إذ يصير- فى لحظة العرض- شكل وعيهما بالوجود ؛ أى(الإســـــــتعارة) التى تسفر عنها عملية التمثيل برمتها ؛ ففيها تنصهر الأضداد فى وحدة مفهومية ما ..
#محمد_حامد_السلامونى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التجريب فى المسرح المصرى وتقويض الحداثة
-
الثورة المصرية ، تمثيلات (اللغة والواقع والجسد)
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|