أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - أَشْهَدُ














المزيد.....

أَشْهَدُ


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 7 - 15:50
المحور: الادب والفن
    


أَشْهَدُ
أنني لا أعرفُ كيفَ يموتُ اللّيلُ فجأةً
وأنني لم أَزَلْ أحبو في حديقةِ البيتِ
جارحاً ركبتيَّ، ومُسَلِّمَاً أمرَ الماءِ للماءْ.

أَشْهَدُ
أنَّ النارَ لم تغادرْ جفنيَّ
منذُ ألقيتِ بوجهكِ في مرآتي
وغادرتِ وعيي إلى لا وعيي
منتشرةً كذِئْبَةٍ كثيفةٍ في غابة الكلام
وأنا الفريسةُ التي ـ بعدُ ـ لم تعلِّمْهَا أمُّهَا فُنُونَ الهُرُوْبِ.

أَشْهَدُ
أن البلابلَ حينَ صدّقَتْ حرشيَ الذي يسيلُ على شفتيَّ
لم تكُنْ تعرِفُ أن الكلماتِ شراكُ صيدْ
لكني أخطأتُ لأن الصوتَ لا يُصطادُُ
ولا يُعبَّأُ إلا في ذاكرةِ الحنينْ

أَشْهَدُ
أني فقدتُ رصاصتي الأخيرة
وكنتُ تركتُها
لوقتٍ يحاصِرُني فيه الأعداءُ
بتاريخٍ مرّ من ألف غربالٍ
وحبالٍ من الفتوى

أَشْهَدُ
أنَّ موجتي ضاعتْ في البحرِ
وأنَّ أمي لم تكنْ موجةً كما قيلَ لي
وأن أبي لم يكُنْ شارعاً بينَ مدينتين
أما كيف تعلّمتُ روايةَ الحكاياتْ
فمجرَّدُ صُدْفةٍ وجدتُها تحتَ وسادتي

أَشْهَدُ
أنَّ يداي لم تكونا نجمينِ
ولا كانت عينيَّ غيمتين
ولا روحي مستنسخةٌ من آلهةِ الهندِ
ولا من حكمةِ الشاربين من نهرِ الله البعيد
أشهدُ فقطْ أنني شراعٌ ما زال يبحثُ عن الريحِ
وعن البحرْ

أَشْهَدُ
أنني مؤجَّلٌ، إلى زمنٍ لا أعرفُهُ
ولا يعرفُني
ربما قد يأتي
ربما مضى
لكنّه ليس زمني هذا

أَشْهَدُ
أن كلَّ غزالةٍ حَرَّرتُها من صيادِها
لم تكنْ إبنتي
ولم أعرف اسمها
وأنني إذ مررتُ يائساً من الدروب الطويلة
كنتُ فقطْ أجمعُ الصيادين في مخلاةٍ
فتتساقطُ الغزالاتُ هاربةً، كعَرَضٍ جانبي

أَشْهَدُ
أن وقتي خرزٌ ومكاني جاهزٌ للاحتلالِ
وأنني لا أملكُ غيرَ قلبي وأغنياتي
ولم أعرفُ طريقَ السوقِ
حيثُ يبيعُ العامَّةُ خيولَهم
ليشتروا أعياداً ستنتهي في المساء

أشهدُ
أني ما شهدتُ الفتنةَ
ولا فهمتُها
لم أعرفْ مَنِ القاتلُ
لم أعرفْ مَنِ المقتولُ
ولم أعرفْ أينَ اختبأتْ أوراقُ المأساةْ
ولا الخناجرُ المسمومةُ بالمقولاتْ

أَشْهَدُ
أنَّ قلبي كلَّما ألقيتُهُ في اليمِّ عادَ إليَّ
نبيَّاً يحملُ البشريَّةَ ويحتملُها
ويجنِّدُ السحرَ واللغةَ والطبَّ
كي يقودَ الناسَ إلى الله
وأَشْهَدُ
أنه لم يَعُدْ إليَّ
حينَ أخذتِهِ بين يديكِ على وعدِ الرجوعِ
وأَشْهَدُ أني لم أعُدْ إليَّ كذلكْ.

أَشْهَدُ
وأُشْهِدُ الأماني السابحاتِ في فضاءِ البحرِ
أنّي حفظتُ ما قالتهُ المراكبُ للصيادينَ
وكلَّ ما غَنَّتْهُ الرِّيحُ للأشرعةْ
وما قالَهُ الإنتظارُ للغائبينْ
وما كتَبَهُ العاشقونَ على الشجرْ

أَشْهَدُ
أنني أوّلُ الخطايا
أنا مَن أخرجتُ آدمَ من الجنَّةِ
وأعطيتُ المذنبين الحقَّ في الذنبِ
بينما لم يكنْ لي ذنبٌ واحدٌ
غيرَ أنني ألّفتُ طقساً للرقصِ
تبنّاهُ الجميعُ
فحملتُ ذنوبَهم إلى اليوم

أَشْهَدُ، أني أخطأتُ مرةً واحدةً في حياتي
حين وُلِدْتُ!

السابع من آب 2011



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عليّْ قصة قصيرة
- رجلٌ بفصولٍ لا تُعَدٌّ
- لم يَعُدْ لي ما كانَ لي
- وفي آخِرِ اللَّيْلْ
- حينَ جَرَحْتَ السُّنْبُلَةْ
- هكذا سيقولُ نايٌ لشهيقِ العازِفِ:
- رفح... أو بعبارةٍ أخرى، عن حبيبتي عليها اللعنةُ
- ساذجون ويحاولون استسذاج الآخرين
- الأدب الفلسطيني بخير ردا على مقالة د. فيصل درّاج: لماذا لم ...
- أولُ البيوتِ وأولُ الذاكرة قصة قصيرة
- في مروري على الرمل
- ويحدث أن
- مجنون، أحب غزة ورقص في ساحاتها
- قليلٌ مما ستقولُهُ غزة عما قليل
- حكاياتٌ من بلادٍ ليستْ على الخارِطةْ
- حليمةُ تُعِدُّ الشاي
- أسرارٌ للمعْرِفَةْ أو مدينةٌ للتجربة
- مَنْ هذا؟
- حِيْنَ يَأْخُذُكِ النُّعَاسُ
- رجلٌ وامرأةٌ وصباحٌ لا يمكنُ تفسيرُهُ


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - أَشْهَدُ