بهجت عباس
الحوار المتمدن-العدد: 1027 - 2004 / 11 / 24 - 10:01
المحور:
الادب والفن
هاينريش هاينه – ترجمة بهجت عباس
ننام تماماً، كما نام بروتس –
ولكنه أفاق وأغمد سكّـيـنَه الباردة
عميقاً في صدر قيصر!
كان الرومان طغاة مفترسـين.
لسنا رومانـاً، إنّـنا ندخن التبغ.
كلّ ُ شعبٍ لـه ذوقـُه،
كلّ ُ شعبٍ له عظَـمـتُه;
في شـفابن* يطبخ المرء أحسن المعجنات.
نحن ألمـان، لطاف ومستقيمـون،
ننام نومة النباتات الطّـريّـة،
وعنـدما نستـيقظ، نكون عادة عَـطـاشى،
ولكـن ليس إلـى دمـاء أ ُمـرائـنا.
إنّـنا أوفياء كخشب البلـّوط،
وكخشب الزيزفون أيضاً، وإننا بهذا لفخورون;
حيث في بلد البلـّوط والزيزفـون،
لا يمكن أبداً أن يـُوجدَ بروتس.
وإذا حدث أن يكون بيـننا بروتس،
فلـنْ يستطيعَ أنْ يجـدَ القيـصرَ أبداً،
ولسوف يبحث عن القيـصر دون طائل!;
عندنا كعـك مُـتـبّـل جيـّد.
عنـدنا ستـّة وثلاثـون سـيِّـداً
( إنّـه ليس كثيـراً!)، وكلّ ُ واحد
منهم يحمـل نجمـة على صـدره تحميه،
ولن يكون بحاجة للخوف من فكرة الثورة.
إنّنـا ندعـوهم آبـاءً، وأرض الآبـاء
نسمّي الأرض التي يرث مـِلكيَّـتَها الأمـراء;
نحبّ أيضاً الكرنب المـُخلـَّلَ مع النقـانق.
وعندما يقـوم آباؤنـا بنزهـة،
نـرفع قـُبّعاتـِنا إجـلالاً;
فألمـانيا، بيتُ الحضـانة الطّـاهـر،
ليست مخدعَ قـتـلٍ رومـانيّـاً.
* شفابن Schwaben حيّ في ميونيخ
#بهجت_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟