صادق البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 23:42
المحور:
الادب والفن
خيال معتم
*******
بلغ به الشوق مبلغا ..كم يتشوق لها ،لقد باتت ألان حلما ضبابيا بعيدا ، حاول أن يتذكر بعض ملامحها ، بريق عينيها ، لون شعرها عبق عطرها ، مفاتن جسدها المكتنز بأنوثته الطاغية ، وتضاريسه النافرة بتناسق ،غير أن الظل يسقط ثقيلا على مخيلته التي أصابها الجفاف ، حاول تذكر شيء من تلك الأيام والليالي المترعة بالحب ، ولكن دون جدوى ، الضباب يعتم على الذاكرة تماما ، أصابه اليأس ، وكما في كل مرة ضغط بين فخذيه بقوة ارتعش متسربلا مابين الحلم والشبق وأستسلم لاغفائة طويلة .
مغرور
******
وقف أمام المرآة التي بطول قامته ، كم يحزنه انه قصير القامة وراح يلعن أسلافه والوراثة وقوانينها - شخص يتباهى – المرآة تعكس وجهه وباقي جسده ، خلع ملابسه القديمة وارتدى الزى الفاخر، وضع على عينيه نظارة سوداء ، اسند السيجار في فمه تمشى أمام المرآة ، يروح يجيء ، اتخذ عدة أوضاع ، بحلق في الأشياء من حوله با انتشاء ، تذكرانه قصير جدا وأن الأشياء حوله جامدة لكنها تتحدى النظرات .
سجين
******
- سمعت انك ستخرج حتما فأن القضية بسيطة جدا ، وعلمت إن المحكمة ستنتدب محاميا لك من طرفها لتدافع عنك اطمئن .
- زوجتك لم تأت لزيارتك هذه المرة لظروف قاهره
- إخوتك والأقرباء والأصدقاء يبلغوك السلام
- صاحب الدار يقول يجب إخلاء الدار فورا
- شيخ الجامع يطلب منك الإكثار في الصلاة والدعاء ويقول هذا بلاء الدنيا وهو امتحان من السماء
- رب العمل يقول إذا طالت مدة سجنك سيفكر بآخر يحل محلك
- عائلتك تحتاج للنقود وهي بأمس الحاجة لها
- الإخبار بكل الأحوال لاتسر
- أطفالك تركوا المدرسة .
فكرة
****
صبي مولع بفك الأسرار، امسك بقطعة فحم وأخذ يكتب على بياض في الجدار؛ وتحت الكلمات التي كتبها رسم أشكالا لم يفهمها من التف من حوله ؛ حاول تقريب المعنى مرة وأخرى ولكن دون جدوى،أصابه اليأس أطلق من أقصى حنجرته صرخة ،ضج الناس من حوله وغمغم احدهم بما لم يقو على الإحاطة به وكان يلهث بأستمرار: إنكم تضيعون وقتكم مع مجنون .
- شكرهم وأبدى أسفه على سوء الظن معترفا أخيرا بأنه اعجز من أن يوصل الفكرة إليهم ، جلس القرفصاء مطرق الرأس وأنفض الجمع .
***************************************************
صادق البصري / بغداد
#صادق_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟