أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - المادّية و الميتافيزيقية!!














المزيد.....

المادّية و الميتافيزيقية!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 08:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



- كاليفورنيا
يقول المسيري:
"و من المسلّمات الميتافيزيقية الأخرى في النظرية الاقتصادية الغربية ـ حسب تصوّر جلال أمين ـ نظرية الاستهلاك التي تذهب إلى أن: ((هدف المستهلك هو تعظيم الإشباع أو المنفعة، فإذا سألت عن ماهية هذا الإشباع [و الغاية منه] قيل لك: لا شيء غير ما يقرر المستهلك أنه يريده، فهم إذن قد قبلوا كمسلمة من المسلمات، و هرَّبوا إلينا مذهب الفردية، بل نوعا من الإباحية، بمعنى أن كل ما ترغب فيه هو أمر مشروع، أو على الأقل ليس من وظيفة الاقتصادي الاعتراض عليه، و لا يمكن مساءلة المستهلك عن القيمة الأخلاقية أو الاجتماعية لما يريد." ـ المصدر السابق ص 113
إن الإنسان هو كائن ـ مزيج من الرغبات و الشهوات و الطموح و القيم و الروحانيات و فيه جوانب عقلية و ميتافيزيقية لا تزال في طور المجهول رغم كل التطور العلمي و العقلي الذي يعيشه العالم، بالتالي فإن رغباته و حاجاته تتنوع بتنوع أفكاره و مواقفه من الوجود و من الأجوبة التي يقتنع بها، إن القول أن لحاجات الإنسان حدودا هو افتراض و وضع مسبق لحدود تتعلق بالإنسان الذي يُفترض أنه لم يكتشف الكثير من أبعاده اللا محدودة، و المسيري نفسه لا يملك جوابا عن ماهية "الحدود" التي ينتهي إليها الإنسان و نوعية هذه الحاجات، فهل الإنسان يمتلك بالفعل حدودا واضحة لحاجاته؟ الإنسان و عالمه يختلف كليا عن عالم النمل و النحل و الأسماك، فكل إنسان يطمح و بشكل طـــبيعي إلى أن يمتلك البيت الجميل و الزوجة الفاتنة و أن يكون رئيسا أو شخصا معروفا و مهما، و هذه الأمور لا يمكن التحكم بها من سلطة أعلى، إلا أن يتم الأمر كقناعة و إيمان بمبدأ معيّن يمكن أن يدفع الإنسان كشخص إلى "الزهد" أو القناعة، و كما يقول الكاتب الأمريكي الكبير المرحوم ول ديورانت في مقالته "ما هي الفلسفة"؟ فإن التحديث الحضاري أجهض جملة تناقضات، فكرة الليبرالية قضت على الملكية و الارستقراطية لتحل محلها الإشتراكية و الديمقراطية، حررت المرأة و أنهت الزواج كمؤسسة من النمط القديم ـ القائم على طرف واحد هو الرجل ـ و انتهى عهد الزهد المصاحب للبذخ، بمعنى آخر فإن حاجات المواطن هنا لا تختلف عن حاجات أكبر السياسيين و ذوي النفوذ، و إذا بدأنا نضع الحدود لحاجات الناس؟ فما هو المقياس؟ و من يقرر ماهية هذه الحدود و أين تبدأ و أين تنتهي؟ و من يضمن أن هذا التحديد لن يكون انتقائيا ـ كما هو الحال في الدول الإشتراكية و القومية ـ و بالتالي يمتلك البعض القدرة على إشباع "لا محدود" للرغبات و الحاجات و تعاني أكثرية الناس مآسي التحديد.
إن التعامل مع الإنسان و كأنه شيء من الأشياء لم يكن قط سمة من سمات العلمانية الليبرالية الديمقراطية بقدر ما كان سمة ملازمة للشيوعية و القومية و الإسلاموية و للنظرية المسيرية كما اطلعنا عليها، فالإنسان ليس قطعة هندسية واضحة المعالم و هو ليس كأخيه الحيوان الذي يتكون من غريزة فقط، بمعنى آخر هو متجاوز لهذه الأشياء المادية المحدودة و حسب كلام المسيري نفسه فإن الإنسان أكبر من كل التعريفات المادية و لكنه يناقض نفسه إذ يلغي الجانب المادي من الإنسان، فإذا كانت هناك سلبيات في ذلك الجانب المادّي المتعلق بالإنسان فهل يكمن الحل في أن نعامل الإنسان كـ"ملاك" و "كائن روحاني"؟ بالتأكيد لو فعلنا ذلك نكون قد دخلنا بالفعل في عصور الظلام و الخرافة و نحطم الإنسان بحجة الحفاظ على "مصلحة الإنسان".
الغرب لم يقم بتهريب أي فكرة أو ثقافة إلينا بحيث يمكن للمسيري و جلال أمين الزّعم بأن الغرب "هرَّب" إلينا مبدأ الفردية، بل الأفكار ترد إلينا بشكل طبيعي و دون أي تمحيص و استفادة لأن الشرق المدعو إسلاميا ـ كما يصفه أركون ـ لم ينتج أي فلسفة عقلية ذات مقاييس و أطر قادرة على أن ترشح و تختبر الأفكار الحديثة بحيث تنسجم و ثقافتنا و مستويات مجتمعاتنا، إنها بالأحرى مجتمعات كسولة ـ عقليا ـ فيسهل فيها تفسير كل شيء بالقضاء و القدر و النصيب و نظريات المؤامرة، و كون الفردية أساسا للحضارة الغربية لا يعني صفة سلبية لهذه الحضارة بل إن النزعة الفردية هي أساس طبيعي لبناء الدول و المنظومات الحضارية الحديثة، إذ لا قيمة و لا معنى بدون أن يمتلك الفرد شعورا و وعيا بوجوده كفرد له حقوق و واجبات تجاه الآخرين، و هنا يبدو لنا المسيري و كأنه مفكر إشتراكي من المنظومة السوفيتية التي أرادت إلغاء الفرد بحجة الحفاظ على المجموع.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلف ، الإنسانية المزعومة!
- الجذور الميتافيزيقية للاقتصاد
- في التنظيم الاجتماعي
- البراغماتيّة بين العقل و الدّين
- أوهام، مع المسيري و جلال أمين
- مات معاوية... من قم إلى مكة!!
- كارثة العقل المسلم
- الإنسان و السعادة النسبيّة
- التطوّر و الإمبريالية!!
- البحرين.. الغباء الشيعي في عصر الحرية؟
- -الوليه الفقيه-.. إلى أين؟
- المادّة و المسألة الأخلاقيّة
- إسقاط آل حمد فرصة تاريخية!!
- المسيري ... تجسيد العقل المريض
- حسني... اسم صنم سيسقط قريبا
- الإنسان و الوثنيّة!!
- الدين و الفردوس الأرضي
- العقل بين المادّي و الرّوحي
- الجالية العراقية في المهجر.. عقدة ثقافية
- الإنسان و المسؤولية الكاملة


المزيد.....




- عاجل | مصادر للجزيرة: بدء اقتحامات مستوطنين للمسجد الأقصى في ...
- عطلة لأبناء المكون المسيحي بمناسبة عيد القيامة
- القوى الوطنية والإسلامية في القطاع: أهل غزة يمثلون طليعة الج ...
- قراءة في خطاب قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية
- جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تصدر بيانا حول الأحداث الأخ ...
- الأردن يعلن إحباط مخطط -للمساس بالأمن وإثارة الفوضى- وأصابع ...
- ممثل حماس في إيران: يجب إعلان الجهاد العام بالدول الإسلامية ...
- نحو ألفي مستوطن يستبيحون الأقصى وبن غفير يقتحم المسجد الإبرا ...
- بابا الفاتيكان يضع المعماري الشهير أنطوني غاودي على مسار الت ...
- حزب الله اللبناني يدين اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقص ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - المادّية و الميتافيزيقية!!