((الكلفة البيئية للنشاط النفطي في العراق))

خالد مطر مشاري

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 22:42
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

يعد النفط والغاز من أهم مصادر تلوث البيئة بمختلف مراحلهما الإنتاجية والإستهلاكية، إذ إرتبطت زيادة التلوث البيئي بتطور النشاط الإقتصادي للإنسان، حيث تزداد الحاجـةِ إلى مصادر الطاقة ( نفط و غاز ) لكي تتسق مع التطور الإقتصادي وخصوصاً في الجانب الصناعي، وما يمر به العراق حالياً في محاولاته الجدية لزيادة صادراته النفطية و الغازية، وتأتي الآثار السلبية للقطاع النفطي من خلال تصاعد انبعاث غاز (co2) ثاني أوكسيد الكربون، إذ تقدر اللجنة الإقتصادية لغربي آسيا تزايد انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكاربون في منطقة الاسكوا بشكل عام من 102 مليون طن عام 1973 إلى 661 مليون طن عام 1999، ثم الى 898 مليون طن عام 2010 أي بمعدل نمو يصل إلى 7.7% سنوياً ، ويعد إستهلاك المشتقات النفطية مثل البنزين والغاز والمشتقات الأخرى الناتجة عن عمليات الاستهلاك والتكرير النفطي من أهم مصادر تلويث الهواء وبالأخص بغاز (co1) أحادي أوكسيد الكاربون والذي تزايد من 31% عام 1960 إلى 45% عام 1971 ثم إلى 58% عام 1985 وإلى 65% عام 1994 كنسبة من إجمالي الغازات المنبعثة في المنطقة ، ومن مصادر تلويث الهواء الأخرى هو الغاز الطبيعي المصاحب لعمليات الإنتاج النفطي، الذي يتم حرقه بشعلات خاصة بعد عمليات التصفية ، ومن مخاطر التلوث البيئي الأخرى في العراق ما قد يصيب مصادر المياه من تلوث وذلك من خلال ارتباط عمليات التكرير النفطي باستخدام كميات كبيرة من الماء في مراحلها المختلفة، ويظهر التلوث بوجود غاز الامونيا المذاب والمركبات الفينولية والكبريت والأحماض العضوية ومعادن أخرى في فضلات الماء المستخدم في المصافي والذي يعاد ضخه إلى المصادر المائية مما يسبب تلوثها بتلك المعادن ، وقد يأخذ التلوث المائي في العراق شكلاً آخر متمثل بالطرق البدائية لعمليات تفريغ وتحميل الناقلات البحرية والنهرية النفطية، مما يسبب تسرب تلك الحمولات إلى الماء، وقد يكون لهذا التسرب أسباب أخرى مثل عمليات التنظيف لتلك الناقلات أو للحوادث العرضية الأخرى، الأمر الذي يكون له انعكاسات سلبية على البيئة المائية في العراق .مما سبق نستنتج انه على الرغم من تنعكس بصورة سلبية على الاقتصاد العراقي في كافة جوانبه الإنتاجية ، ففي الجانب الزراعي( النباتي و الحيواني بشقية _ الماشية و الثروة السمكية_ ) يؤثر التلوث البيئي على المنتوج كماً و نوعاً ،وفي الجانب الصحي نرى آثاره بوضوح فيما يتعلق بسلامة العاملين في هذا المجال و بالتالي انخفاض إنتاجيتهم .
إن هذه الكلف تعد تحدّياً كبيراً أمام تطوير الصناعة النفطية في العراق بما يتلاءم مع الهدف العالمي في تأمين بيئة نظيفة تقل بها مستويات التلوث وهذا التحدي يتمثل في إدارة البيئة عن طريق استخدام المصافي المتطورة تكنولوجياً والتي تعمل على تحقيق الآتي:-
1- التركيز على العمليات التي تمنع تشكيل الملوثات من مصادرها الأولية.
2- تخفيض التلوث قبل العمل بخيارات التدوير و إعادة الاستخدام
3- إلتقاط الملوثات بعد تشكيلها عند المصادر و للحيلولة دون خروجها .
4- معالجة الملوثات بعد تحقيق الأهداف السابقة .

#خالد_مطر_مشاري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات