أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - حكم السلاح بين الإسقاط والإصلاح














المزيد.....


حكم السلاح بين الإسقاط والإصلاح


سعيد لحدو
كاتب وباحث، شاعر


الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 02:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما تدحرجت كرة ثلج المظاهرات في الشارع السوري، كلما هرول النظام أمامها هارباً ليحتمي بنيران دباباته التي لم تصمم أصلاً للسير في شوارع المدن ولا لدهس أجساد المواطنين. ومع ذلك فقد ابتكر لها النظام وظيفة جديدة جعلتها تقف في مواجهة كرة الثلج تلك مصممة على أن تقول بوحشية مفرطة لا لقوانين الطبيعة التي حكمت باندثار عائلات إمبراطورية عريقة وسلاطين دانت لهم ممالك ودول ولكنها أبقت الشعوب خالدة تصنع تاريخها ومستقبلها ومجد أوطانها.
وسورية التي خرجت لاستعادة حريتها وكرامتها المهدورة بصدور أبنائها العارية لمواجهة عفاريت الجنون والهمجية التي انفلتت من عقالها في ساعة غفوة للضمير الإنساني العربي والعالمي المتخدر بعقاقير المصالح والحسابات السياسية، لايمكن لسورية هذه أن تعود لحياة الذل والخنوع والاستكانة لعصابة تخطت كل الحدود وانتهكت كل القيم والأعراف وذللت كل المبادئ والقوانين وتجاسرت على انتهاك كل الحرمات وسخرت الوطن بكل ماله وعليه مزرعة خاصة يتوارثها الابن عن أبيه والأخ عن أخيه. أما المواطن المغلوب على أمره فلم يكن طوال عقود إلا عبداً مسخراً لخدمة أربابه الجدد من أبناء تلك العصابة ومن دار في فلك جاذبية المصالح والمنافع الشخصية على حساب كل ماعداها.
سورية هذه اكتشفت نفسها أخيراً ونهضت بإباء لتقول للرئيس الوريث، وبأعلى صوت، بأنه خان حتى قسمه الذي كتبه له والده. وأنه كذب على الشعب الذي طالما تمنى لو أنه استطاع أن يصدقه ولو للحظة بالوعود الجميلة والكثيرة التي وعدها. والمشاريع الإصلاحية العديدة التي حبرها. والسياسات التي نافق وناور وتأتأ وقهقه على أمل تمريرها على دماء وعذابات أبناء سوريا البررة من أجل التربع على عرش الشيطان وشرعنة التوريث ربما لمن لم يولد بعد.
لقد تحمل الشعب السوري لعقود طويلة كل الادعاءات الفارغة من أي مضمون بالصمود والمقاومة والممانعة والتحدي والتصدي والرد الحاسم في المكان والزمان المناسبين. صبر وعانى الشعب السوري طويلاً بانتظار ذلك الرد الذي لم يأتِ أبداً. وتحمل الشعب السوري الكثير الكثير كرمى لعيون التحرير المنشود الذي ابتدع النظام كل تلك المصطلحات البراقة من أجله. لكنه لم يحرك ساكناً لتقريبه ولو لحظة واحدة. وفي مقابل ذلك سمع الشعب السوري وتحمل بصبر أسطوري اتهامات ظالمة من نوع (وهن نفسية الأمة وإضعاف اللحمة الوطنية وتشجيع الطائفية والعمالة للأجنبي والإرهاب والسلفية والتآمر وغيرها من المسميات الممجوجة والمكررة كلما ضاقت الحلقة على النظام. في الوقت الذي لم تعرف الثقافة التقليدية للمجتمع السوري أياً من هذه المسميات ولم تتعامل بها يوماً. وما ظهر منها مؤخراً فما هو إلا من إنتاج مطابخ النظام المتآمرة على سوريا وشعبها بكل أطيافه ومكوناته تسويقاً لسياساته القائمة على الكذب والخداع والتضليل بكل الشعارات التي رفعها منذ تمكنه من رقاب الشعب السوري وحتى هذه اللحظة.
عندما أدرك النظام بأن مناوراته وخداعه المضلل لم يعد ينطوي على الشعب الذي أدرك أساليب هذه السياسة ومضامينها، أراد النظام بعدما حقق الشعب ماحققه من انتصار مدوٍ في الشارع لاستعادة كرامته وحريته المسلوبة، أراد المراوغة والالتفاف على الشعب فجند أعوانه الخلص من رجال دين وغيرهم من الانتهازيين والمنتفعين من هذه العصابة الكبيرة المحتمية بالقوانين التي تسنها لنفسها مستخدمة إمكانات الوطن وجيشه لحماية نفسها وأزلامها ومكتسباتهم. ولا عجب أن يخرج علينا أمثال البوطي وحسون ليكفروا كل من عارض النظام. أو أن يخرج محمد حبش وبعض الشبيحة السياسيين الآخرين ليبشروا عبر وسائل الإعلام عن ابتكار الطريق الثالث الملتوي والذي تصب روافده أخيراً في الحديقة الخلفية للعصابة إياها. دون أن ينسوا أن يسموها (إصلاحات حقيقية) مع بعض الكلام المعسول، وذلك بعد أن يئس النظام من التحاق أي شخص، مازال الشعب يكن له الاحترام، بمشاريعه الإصلاحية المزيفة.
وهكذا لم تنطلِ الحيلة الجديدة مرة أخرى على الشعب الذي برهن على أنه استوعب دروس الأربعين سنة الماضية جيداً. وهو ليس في وارد المساومة على حقوقه أو التنازل عن أي منها لأي كان. فهو ماضٍ حتى النهاية في أنشودته التي أيقن الجميع صوابيتها (الشعب يريد إسقاط النظام). لأنها الدواء الناجع لكل داء عانى ويعانى منه هذا الوطن الصبور حتى العظم، والآن لم يعد يحتمل المزيد.
عند هذا الحد وبعد استنفاذ كل مناورات الزيف والادعاء والكذب، عادت العصابة إياها إلى وسيلتها المفضلة أولاً وأخيراً وهو استعمال فرق الجيش بكل مايملك من أسلحة خفيفة وثقيلة في مواجهة الشعب الأعزل. وقد بات هذا ممكناً طالما بقي الضمير العربي والعالمي غارق في سباته الطويل. وهو الأمل الوحيد الباقي للنظام في إسكات الشعب وتطويعه. ولكن هل يقبل بالعودة إلى الخنوع والمذلة من استطعم نسائم الحرية ولو لسويعات قليلة؟؟
وهل يستطيع أن يفوز في النهاية من حكَّم السلاح بين مقولة إصلاح مزيفة وعزيمة إسقاط حقيقية لشعب يريد أن يحيا مبدياً استعداده لدفع ثمن الحياة التي يستحقها؟؟



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظائف شاغرة للعاطلين حصراً
- المسيحيون والنظام السوري... من يحمي من؟
- توبة الحاج رامي مخلوف
- حبل الشبَّيحة القصير
- سراويل الأنظمة المحلولة
- القذافي يحكي والنظام السوري يسمع
- ناقة الصمود، وجمل الديمقراطية
- نصيحة متأخرة جداً للديكتاتور
- أنظمة قيد الترحيل
- أبو الغيط والغطاء الرسمي للإرهاب
- هل ينقذنا الإسلام من مسلميه؟
- أنظمة القاع ومواطنو القمة - المثال السوري
- قوافل الحرية التي لم تنطلق
- ما الذي يحصل في وللمجتمع السوري؟
- العبث الصاروخي كرسائل سياسية
- كم من السفراء ستسحب تركيا بعد بسبب الاعتراف بالمذابح؟
- حمد ... مواطن خارج التغطية
- قف... منطقة إسلامية
- وطن بالمزاد العلني
- تقرير ما قبل التوزير لقاضٍ سوريٍ شهير


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - حكم السلاح بين الإسقاط والإصلاح