موريس حداد
الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 22:58
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يعاني المثقف العربي في المهجر من أزمة هويه تجعله يتخبط بين الانتماء لوطنٍ عافه و هرب منه ويشتاق اليه وبين وطن جديد أراحه و أخافه على هويته...هذا الخوف الذي جعله يتقاعس عن إتقان لغته و الاندماج فيه
الخوف من المجتمع الجديد يظهر جليا في التصادم الحضاري بين فرد ذو فكر جماعي ( تخفيف لكلمة عشائري ) و مجتمع ذو طابع فردي يحترم فردانية كل شخص...
التصادم الحضاري بين ثقافه عربيه خالصه مع إطلاع بسيط على ثقافة الامم الاخرى (احيانا كثيره من خلال ترجمات تجاريه) و بين ثقافه عالميه متفتحه و منفتحه بنفس زاوية النظر على ثقافات العالم أجمع
التصادم الحضاري يظهر ايضا بين أحادية الرؤيه للامور و غياب للفكر التوافقي و الحلول الوسطى وبين مجتمع يزن جميع الاراء بنفس الدقه دون حجر على أفكار معينه و دون تكفير لافكار أخرى خرجت عن سرب فكر الجماعه.
التصادم الحضاري يظهر في حالة الانغلاق التي يعيشها العربي في المهجر و الذي يتمثل عدم التكيف مع المجتمع الجديد بحجة الحفاظ على الهويه الثقافيه و الدينيه...الانغلاق الذي يتمثل ايضا في عدم الانخراط في الحياة الاجتماعيه و التقافيه للبلد الجديد.....فمن خلال الدش (الستالايت) و من خلال المسلسلات العربيه و المدبلجه عن التركي و المكسيكي و ربما التايوني قريبا... يغرس العربي راسه في رمال تمنعه من إرتياد المسارح و زيارة المتاحف و المعارض الفنيه و الثقافيه....
يتقوقع المثقف العربي ضمن كانتونات عرقيه في مجتمع لا يتقنون لغته و لا يتواصلون مع أفراده ....هذه الفصل العرقي الذي يولد حاله بارانويا جماعيه تتمثل في حالة التوجس و سوء الظن و الفهم لدى هذه الفئه للمجتمع المحيط
هذه التقوقع الذي يصنع فجوه تزاد مع الزمن بين جيل الاباء و الابناء و هذه اخطر من في الامر... فتسيطر صورة الولد العاق عند الاباء يقابلها صورة الاب الأُمي في بلاد يصبح فيه الابناء أباء لأباءهم....
تبقى بكل اسف هذه الحاله هي القاعده يقابها إستثناء يتمثل في أفراد أتقنوا لغة مجتمعهم و ألموا بثقافته و برزوا في مجالات الفن و الثقافه و العلوم و التجاره و الاقتصاد....
#موريس_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟