عزيز الدفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 22:52
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
السيد وزير التربية: المدارس العراقية في الخارج وديعة أم ارث ثقيل ؟؟؟
تحيه طيبه وبعد
من المؤكد أن لدى معاليكم صوره عامه عن واقع المدارس العراقية خارج القطر وما تعانيه من إشكالات وتعثر في مسيره اغلبها طوال عقدين من الزمن بعد قطع شريان التمويل المالي عنها وغياب الاهتمام الجدي بمسيره هذه المؤسسات التربوية والتعليمية التي من بين مهامها ليس مجرد حصول ألطلبه على الشهادات الاوليه فقط وإنما الحفاظ على الهوية الوطنية في المهجر ورفد الوطن بالكوادر العلمية الشابة والواعدة في مختلف الاختصاصات وتمثيل اسم العراق بتميزها في الجامعات الاجنبيه والمحافل العلمية ومراكز الأبحاث وقاعات الإبداع الفني باعتبارهم من خريجي هذه المؤسسات العراقية التي صمدت بوجه الكثير من الصعاب والتيارات التي حاولت جاهده إفشال هذه التجربة ووضع العراقيل في طريق تقدمها او تحويلها الى مؤسسات خاصة ربحيه مثلما يطالب البعض اليوم متذرعا بعدم وجود تمويل مالي حكومي لها.
أو جعلها ملكا لمن يضع اليد عليها بالتوارث اللامشروع في ظل ضعف اهتمام وزاره التربية بها في السنوات الماضية وتبرير ذلك بوجود مدارس أيله للسقوط او طينية في محافظات عديدة في الوطن لا لنقص التخصيصات المالية وإنما بسبب الفساد,,,, وكأن العراقيين في الخارج واغلبهم من مهاجري الاضطرار او ضحايا النظام السابق ليسوا جزءا من هذا الشعب ولم تعتصر أرواحهم ورقابهم بين رحى الدكتاتورية والإرهاب لتنزف دما ولوعه واغتربا يدمي القلوب ,
أو انهم غادروا أهلهم وديارهم للتمتع بجمال الطبيعة الخلابة في اوربا هربا من شمس بغداد المحرقة او قد يدعي آخرون من المزايدين ان جذورهم واهية لذلك اقتلعتهم أول نسمه ريح صفراء وتحد او ربما أنهم مجرد رعايا مترفين لذلك أغفلتهم المؤسسة الحكومية وتغاضت عن همومهم وأوجاعهم ومعاناتهم طوال السنوات التي أعقبت سقوط الدكتاتورية عام 2003 والتي لانغالي بالقول أحيانا وللأسف الشديد ان اهتمامها بهذه المدارس حتى في ظل ظروف الحصار الجائر فاق اهتمام وزارتكم بها وانقل لكم مثلا على ما ادعيه :ان ثاني اكبر شخصيه في النظام السابق وهو عدي صدام حسين وبناء على عمود صحفي نشر بعد ظهور نتائج البكلوريا صيف عام 2000م استدعى الى بغداد فورا مدير وكادر المدرسة العراقية في بوخارست وطلب فتح تحقيق في شبهات غش وتزوير فاضح في امتحانات البكلوريا للصف السادس الإعدادي الفرعين الادبي والعلمي ثبتت بالدليل القاطع وباعتراف بعض المراقبين والطلبة كان نتيجتها انتحار مدير المدرسة الذي أطلق النار على رأسه النار خشيه الفضيحة وكان بريئا تماما لكن عدد من المدرسين تلاعبوا بدفاتر ألطلبه دون علمه بعد تسليمها لغايات ماديه وشخصيه دنيئة وأعيدت الامتحان بأمر من ديوان الرئاسة آنذاك !! فهل نجد اليوم من يصون الامانه التي عرضها الله على( السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها) مثلما يقول الله عز وجل في كتابه المحكم ؟؟؟ هل تصح المقارنة يا سيادة الوزير بين الأمس بكل ظلاميته ونعوته السيئه ومقابره الجماعية ومشروعنا الديمقراطي اليوم ودوله القانون والعدل والشفافية ؟؟؟
ترى هل يمكن ان نحقق هذه الجدية والانضباط في عمل المدارس العراقية في الخارج التي لايتجاوز الاهتمام بها مجرد إرسال الاسئله ألامتحانيه او إيفاد لجان للتحقيق في التهم الموجهة للعديد منها وبعضها باقلام شريفه مخلصه مدفوعه بالحرص والرغبة على النهوض بهذه الصروح التربوية التي بناها إباء وأمهات خيرون صادقون ومعلمون واساتذه مخلصون لهم ناموس وكلمه وموقف طوال أكثر من ثلاثة عقود خلت وتقويم مسيرتها وأخرى تسعى للاصطياد بالماء العكر او البحث عن منافع شخصيه بعد ان تحولت هذه المدارس الى( قطاع خاص) غير معلن يتحكم ملاكها غير الشرعيين بمصائر نتائج الامتحانات فيها وتعيين كادرها التعليمي بعض من قلدوا حواسم الوطن والفاسدين وسراق كل شي حتى ضحكات الأطفال وأمانه دفاتر الامتحانات!!!؟؟ غير مبالين بما يحفر على مر السنوات في عقول ابنائنا من مبادئ وقيم وخلق ومفاهيم,
لماذا حول بعض مدراء هذه المدارس إلى إقطاعيات وجند بعض المعلمين ليمارسوا دور( الصركال) الواشي والمخبر السري واستبدلوا المعلم الشريف الذي وصفه شوقي بأنه( كاد ان يكون رسولا) لعصمه هذه المهنة السامية ألشريفه بأناس لأصله لهم بالتعليم وبعضهم شبه أمي او فاشل ومن خريجي الدراسة ألمتوسطه والمدارس الغير معترف بها او الاختصاصات التي لاعلاقه لها بالتعليم او لاعلاقه لها بالمنهاج والمادة التي كلف بتدريسها ليمارس أحيانا كل إسقاطات شخصيته وعقدها المرضيه على طلبه صغار لأذنب لهم مما يضطر الإباء والأمهات لتعويض فشل المعلم بالدروس الخصوصية,
كم هو مخل بالشرف ومعيب ان يتطاول البعض على معلم فاضل وزميل له لأنه لم يسمح لولده بالغش في امتحانات البكلوريا!!! ولا اود هنا ان انشر المزيد من الغسيل القذر على حبل الفضائح ولكني قد أقوم بذلك في وقت لاحق !!
وهو امر لابد من التوقف عنده مليا ما دمنا في ظل دوله القانون والمؤسسات والنزاهة والعدالة والانتقال من مجرد الوعود للجاليات العراقية في المهجر الى القيام بعمل جاد في ظل التفا ءول الذي تركته تصريحاتكم ووعودكم بالاهتمام بهذه المدارس العراقية التي تقدم خدماتها للآلاف من ألطلبه العراقيين في الخارج وهي الى جانب البعثات الدبلوماسية المعتمدة سفارات الثقافة والمعرفة والوقوف الطفو لي الصادق بخشوع تحت ظل علم العراق الذي يرفرف في سموات أخرى وترديد النشيد الوطني وتذكر شهداء الوطن وإبطاله وقادته ورمز عزته وصموده بوجه الإرهاب.... الا يعد التقصير المتعمد في أداره مثل هذه الموسوسات والتدخل من قبل البعض من موظفي الدوله في الخارج بشؤونها وبتكرار سافر لمنح أبناءهم معامله تمييزية تأمرا على مستقبل أطفالنا؟؟
الم يوصي رئيس الوزراء خلال لقاءه بسفراء العراق في الخارج بان مجرد رفع سارية هذا العلم المستوحى من رائعة صفي الدين الحلي بألوانه الزاهية رمز حضارتنا وصمودنا بوجه الإرهاب ومشاريع التقسيم في أي بقعه خارج الوطن دليلا إضافيا على حضور العراق وعوده الحياة إلى شرايين دوله يتآمر عليها الجميع في الداخل والخارج لمحوها من خارطة الإبداع البشري؟؟؟؟
الاخ الوزير محمد تميم : وانأ أبصر فيكم حماس الشباب المخلص والطموح الذي ذهل من ارث ثقيل في هذه الوزارة لا ذنب لكم فيه وفساد سرطاني تغلغل في كل خلايا ألدوله ان أتقدم لكم بمقترحات عامه للنهوض بواقع هذه المدارس التي هي كالأيتام في ألغربه لحل المعضلتين الأساسيتين اللتان تواجهها اغلب هذه المدارس وأولها: ما يتعلق بضرورة إلغاء قرار وقف تمويل هذه المدارس الناجم عن ملابسات حرب الكويت عام 1990 م خاصة وان عائدات العراق النفطية لشهر حزيران من هذا العام لوحده فاقت 7 مليارات دولار ولا أظن رئاسة الوزراء ستبخل عليكم بمبالغ زهيدة لأعاده الفرحة لآلاف ألطلبه وعوائلهم خارج القطر وخاصة المدارس التي لا تملك مبنى لها ومن بينها رومانيا التي اضطرت فيها أداره المدرسة إلى الاستدانة من بعض الشرفاء من الجالية لدفع مستحقات الإيجار المتراكمة في فتره ألعطله الصيفية للحيلولة دون غلق المدرسة ونحن ننتظر تكرمكم بمد يد العون لها لسداد هذا الدين و ربما تشاركها نفس المعاناة مدارس أخرى بعد ان تحولت الإقساط المدرسية الى كابوس دفع الكثير من أولياء الامورالى البحث عن مدارس أجنبيه مجانية لاولادهم مع كل ما يترتب على ذلك من تاثير على سلوك وقيم وشخصيه الأطفال او أجبار ابناهم على ترك الدراسة مكرهين لأسباب ماديه وتعريض الصغار لضغوط نفسيه خطيرة نتيجة مطالبات أداره المدارس لهم بالإقساط إمام زملاءهم او إخضاع أسرهم الى تقشف في كل شئ باقتطاع لقمه العيش من افواهها لسداد أجور الدراسة المكلفة حتى على الموسرين وهو ما لا يرضاه من له ضمير ويشعر بمعاناة إخوته في ألغربه واغلبهم من ضحايا الدكتاتورية والإرهاب المحرومين من فرص العمل في الوطن والرعاية الصحية والاجتماعية والبطاقة التموينية وواجبهم ان يشاركوا في الانتخابات لرفد العملية الديمقراطية فقط !!
اما الوجه الأخر للقضية فيتعلق بالجانب التعليمي والتربوي الذي يشكل مرضا مزمنا في اغلب هذه المدارس التي تم وضع اليد عليها أحيانا من قبيل افاقين او مخبرين سابقين او مزورين باستثناء حالات قليله واستطاع هؤلاء الذين أطلقوا على أنفسهم مدراء(اغلبهم من غير ملاك وزاره التربيه ) استغلال هذه المؤسسات الحكومية خلال السنوات ألثمان الماضية بأبشع مما تقوم به الطفيليات في جسد ضعيف من تعيين كادر وفق مزاجهم ممن لأصله لهم بالتعليم ,
وتستطيعون التأكد من ذلك من مطالعه سريعة للسيرة الذاتية لهذا الكادر البائس في اغلب هذه المدارس الا في حالات قليله شاركت بإخلاص في عمليه إنقاذ ما يمكن وقد يدعي بعض هؤلاء ان السبب نقص الكادر التربوي بين أبناء الجاليات العراقية ألا ان هذا الأمر رغم صحته في بعض الاختصاصات غير ان هناك اختصاصات أخرى او كفاءات اكاديميه عليا مغيبه قد تتحمس اذا ما وجدت فرصه عمل برواتب معقولة أملين ان تخضع عمليه تعيين الكادر التدريسي لموافقة لجنه مختصة في الوزارة بعد إرسال طلبات التعين في هذه المدارس إلى وزاره التربية لاختيار العناصر المناسبة ووضع حد للمحاباة والمجاملات والإحراج الذي يتعرض له مدراء المدارس او تكليف المدراء الجدد في ثمان مدارس عراقيه قررتم مؤخرا إعفاء المكلفين بإدارتها من مهامهم بهذه الملف بعد استحصال موافقة دائرة التبادل الثقافي بالوزارة على ذلك,
لنا آمل كبير في ان يحصل طلبه هذه المدارس على الكتب مجانا هذا العام وان ينعموا بالتعليم المجاني أسوه بزملاءهم في الداخل وان يتم مراعاة ما قدمه العشرات من المعلمات والمعلمين في هذه المدارس من تضحيات طوال عقدين من الزمن باحتساب مده خدمتهم الفعلية لإغراض التقاعد بعد ان افنوا زهره عمرهم من اجل ان تبقى ابواب هذه الصروح في الخارج مفتوحة او على الأقل منح مكافاءه نهاية الخدمة لمن يبلغ سن التقاعد منهم,
نتطلع أن يكون العام الدراسي الجديد وهذا الشهر الفضيل بداية لفرحه تبشرون بها ألاف الأسر والطلبة الدارسين في الخارج بتصحيح مسيره مدارسنا المنسية وان تلقى من وزارتكم الرعاية والاهتمام اللائقين ماديا ومعنويا أسوه بالبعثات الدبلوماسية والملحقيات العسكرية والثقافية في الخارج وما يخصص لها من أموال وامتيازات ودعم
والله ولي المخلصين.
بوخارست
[email protected]
#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟