أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الدنيا تعاسه والموت سعاده














المزيد.....


الدنيا تعاسه والموت سعاده


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 18:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الناس فاهمين الدنيا غلط,أو أنهم فاهمينها صح وبالشكل الصحيح تماماً وأنا الوحيد اللي فيهم فاهمها غلط, وكمان ما بدهوش أي حدى يحكيلي عن الصحيح شو هو يعني, الدنيا مش هيك,ولا هيك, الدنيا هيك وهيك,والطاقة مش ليَّ, ولا ليك,الطاقة للجميع يعني لي وليك, والدنيا مش كذا,ولا كذا,الدنيا كذا وكذا,والسعادة مش مصاري ولا صحة,السعادة صحة وبس, والدنيا ليست لنا وليست لكم وليست إلا سرابا ومشروعا خاسرا من أوله لآخره, حتى الذين سيخلدون في الكُتب سينقرضون كما انقرضت الديناصورات وسيأتي في يوم من الأيام كوكبٌ طائرٌ مثل الصاروخ يضرب الأرض بسرعة فننقرض جميعنا بما فينا الخالدون في الكتب وهذه الدنيا هي الجحيم الذي يعذبنا والموت هو الراحة الأبدية والجنة وبالموت يتخلص الإنسان من العذاب لينعم في العالم(السرمدي)وعندي دليل علمي على ما أقوله وهو أننا من لحظة ولادتنا ونحن نبكي ونتألم كثيرا دون أن نعرف السبب أو دون أن نعرف سبب بكاءنا وأحزاننا ونغادر الدنيا ونحن نضحك ونبتسم بدليل أن كافة الموتى يزدادون جمالا وأناقة بعد موتهم, وتصبح وجوههم أجمل وعيونهم أجمل وخصوصا حين نضع في أعينهم التراب, وهذا معناه أن الحياة هي نصيبنا من عذاب الله فمجيء أبونا آدم إلى هذه الأرض كان عقابا له ولنا ونحن ما زلنا نحمل جريرته في أسلوب غير منطقي, وأنا شخصيا إذا فعلت ذنبا واستطعت الإفلات من العقاب فسيعاقب من بعدي أولادي وكأن الله في هذه المسألة مثل المخابرات التي تعاقب العائلة بأكملها لكي لا يستفيد المثقف من أي أحدٍ منهم , زد على ذلك أننا نبقى في حالة بكاء وتألم حتى نفارق الحياة فحين نفارق الحياة يبكي علينا الباكون ونحن بدورنا نبتسمُ ونتألق كثيرا كقول أبي فراس الحمداني في آخر ما قاله:

أبنيتي لا تجزعي

كل الأنام إلى ذهابْ

نوحي عليَّ وانحبي

من خلف سترك والحجاب

زين الشبابِ أبو فراسٍٍ

لم يُمتع بالشبابْ.

وخصوصا حين نستسلم للعذاب لمحبينا كثيرا ,فلا أحد يعذبنا إلا من نحبهم ونستسلم للذين يعذبوننا من أحباب روحنا وقلبنا ودمنا, لا أحد يأتي ليعذبنا إلا من كنا نحبه ونحترمه من خارج نطاق أسرتنا ليعذبنا كل الذين يعذبوننا إما أبناءنا, وإما أزواجنا ,وإما عشاقنا أو الذين نعشقهم ونموت عليهم لو يقبلون بأن نضع ملابسنا تحت أقدامهم بساطا يمشون عليه... كلنا من لحظة ولادتنا نتألم كثيرا ونبكي كثيرا وبأصوات عالية جدا يسمعها كل من حولنا وكل من يقف من أطفال خلف الشبابيك ونوافذ العمر الضيقة, وكلنا منذ أن نولد نتألم ونشعر بمرارة الحياة وبوحشتها وبقسوتها ونكتئب ونصرخ بجنون وكأننا نشعر من الوهلة الأولى أننا جئنا إلى عالم خربان ومتعفن ومريض وكل ما فيه كذب وغش وخداع واستثمارات وظيفية, كلنا قلوبنا وأرواحنا ومشاعرنا يسكنها البكاء ويسكنها الألم وكأننا نعلمُ منذ تلك الفترة بأننا جئنا لكي نتألم ونجوع ونعرق ونتعب ونشقى, فمن المستحيل أن يأتي إنسان إلى هذه الدنيا وهو يضحك بصوت عالي أو وهو يرقص من الفرحة, كلنا نولد باكين نبكي من لحظة ولادتنا حتى أن الأطباء يضربون الأطفال على قفاهم من الذين يأتي بعضهم إلى هذه الدنيا دون أن يصرخوا ودون أن يبكوا ليجبروهم إجباريا على البكاء وعلى الصراخ وهذا يحيلنا إلى موضوع آخر وهو حتى العلم يعجز عن إسعادنا ويتآمر الطب والعلم على إتعاس حياتنا وكأن العلم لن ولم يسعدنا على الإطلاق, نحن جئنا وليس بمحض إرادتنا إلى هذه الدنيا وجئناها ونحن نبكي وكبرنا سنة وسنتين وعشرة وعشرين وأربعين سنة وما زلتُ أنا شخصيا أنزوي أحيانا في غرفة نومي مغلقاً الباب على نفسي لكي أبكي بصوت مسموع على الأقل لي أنا وأذرف أحيانا من الدموع ما يكفي لإطفاء حريق بحجم عشرة سنتمتر مربع.وما زلنا نبكي من الحياة ونتألم والغريب في الموضوع أننا نحاول أن نقنع أنفسنا بأن هذا الكون جميل وأنيق فنطلب زيادة في العمر وما هذه الزيادة في العمر إلا زيادة في البكاء والتعاسة والعذاب علما أن كل زهورا لحياة وكل بساتينها وألوانها لا تستطيع أن تسد عيني عن البكاء وعن التألم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرس الرابع:ثقيل الدم
- صديقي قاسم في ذمة ألله
- لله في خلقه شؤون
- الدرس الثالث:الكوميديا الاسلامية
- الدرس الثاني:فتح مكة
- دروس رمضانية, الدرس الأول.
- أنا أكثر من شخصية واحدة
- هل أنا عبد ألله أم ابن الله؟
- عربي يكره الحياة
- من حقي أن أشعر بالتغيير
- رحلتي مع الحوار المتمدن
- الشاذ عن القاعدة
- الحب الضائع
- جروح بلا دماء
- لماذا لم يعرف القرآن عقوبة السجن؟
- عقوبة المسلم لا تردع المسلم
- ساعدوني
- ليس كمثلي شيء
- أنا مخدوع
- أناس بلا قلوب


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الدنيا تعاسه والموت سعاده