|
الشعب سيحكم على المحاكمة
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 21:26
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
إنتصار اليوم ، إنتصار الثالث من أغسطس 2011 ، هو إنتصار لإرادة الشعب المصري ، الذي أجبر أتباع مبارك الذين لازالوا يمسكون بالسلطة لليوم على الإقدام على إيقاف كبيرهم في قفص الإتهام ، مرتدياً الزي الأبيض ، ليقف في نفس الموقف الذي كثيراً ما أوقف فيه أبرياء ، و إرغام ذلك الجبار العنيد الأثيم على رفع يده مرددا كلمة : أفندم ، لإثبات حضوره لهيئة المحكمة . على أن إنتصارنا - في هذا الشأن - ليس إلا إنتصار معنوي ، لإنه رمزي حتى الآن ، لأنه لم يصدر بعد الحكم الذي يستحقه طاغية سابق ، و لأنه لا يكفي لردع طغاة المستقبل ، لأن لو أفلت محمد حسني مبارك من الإعدام فإن في ذلك رسالة لطغاة المستقبل : إطمئنوا ، فبإمكانكم الإفلات من العقاب ، لو كان أتباعكم في السلطة أثناء مثولكم أمام القضاء . الإنتصار الحقيقي في هذه القضية هو حين يصدر الحكم النهائي ، الواجب النفاذ ، بإعدام محمد حسني مبارك شنقاً ، كأي مجرم جنائي أدين بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار ، في أسرع وقت ، ثم تنفيذ ذلك الحكم . إنه الحكم الوحيد المقبول لدى الشعب المصري ، و هو الحكم الوحيد الذي سيبرهن على إستقامة هيئة المحكمة ، و نزاهتها . إنني أبحث في قضية نزاهة هيئة المحكمة ، لأن ليس لدى الشعب المصري حصانات ، و لا بشر حي الآن فوق النقد ، و السوابق الماضية تدفعني للشك . لم أقبل في ما مضى هالة القدسية التي حاول نظام آل مبارك أن يضفيها على القضاء المدني ، و ذلك بعد أن نجح في إفساده ، و أتذكر في هذا الشأن مقالين لشخصي البسيط ، نشرا منذ سنوات ، و هما مقال : محافظ الجيزة القادم ، و مقال : وداعاً سيادة المستشار المحافظ . في المقالين المذكورين آنفاً أشرت إلى فساد بعض القضاة المدنيين ، و أشرت إلى بعض الوسائل التي إتبعها نظام مبارك لإفساد القضاة ، و إلى مكافأة الفاسدين منهم ، و أحد تلك الوسائل تعيينهم بعد خروجهم من الخدمة في مناصب تنفيذية ، و بخاصة مناصب المحافظين . كم من قاضي مدني فاسد أصدر أحكام جائرة على أبرياء ، إرضاء للسلطة ، و طمعاً في المنصب ، و الجاه ، و المال . ما لم أقبله في ما مضى ، لا يمكن أن أقبله الآن . فإذا أضفنا لإحتمال فساد هيئة المحكمة ، أن أعوان مبارك لازالوا في السلطة ، و أن بيدهم مقاليد الأمور ، و إنهم قدموه للمحاكمة مرغمين ، بعد نضال كلف الشعب المصري حوالي ستة أشهر من الكفاح ، و فقدنا لشهيد واحد على الأقل في إبريل 2011 - و هو شهيد لا يجب أن ننسى معاقبة قاتليه - و مئات الجرحى على مدى أشهر - لا يجب أيضاً أن نغفل عن محاسبة من تعدى عليهم - و أن يد السلطة الباطشة ، ممثلة في الشرطة العسكرية ، و وزارة الداخلية - تلك الوزارة الفاسدة من رأسها لأخمص قدميها ، و حتى النخاع - و بلطجية الحزب الوطني ، لازالت تمارس بطشها ، و ترويعها ، لهذه اللحظات ، بما قد يروع الشهود ، و يسكتهم ، و أن الأدلة المادية ، و معها مصلحة الأدلة الجنائية ذاتها ، تحت تصرف السلطة ، و قد سبق لتلك المصلحة أن تلاعبت بالحقائق لصالح نظام طنطاوي - سليمان ، فإن ذلك يعني أن نزاهة الحكم النهائي محل شك من الآن . هناك إحتمال كبير أن تكون هيئة المحكمة فاسدة ، و فساد مصلحة الأدلة الجنائية سبق أن ثبت خلال الأشهر التي مضت من هذا العام 2011 ، و هناك إحتمال كبير لترويع الشهود في ظل عمليات الترويع التي لازالت تجري ، و أمامنا خطة إتضحت معالمها في الجلسة الأولى لإطالة المحاكمة ، لهذا فإن الحكم النهائي ، و المدى الزمني الذي سيصدر فيه ذلك الحكم النهائي ، هو الفيصل في الحكم على نزاهة المحاكمة . مثلما لم نقبل محاولة إضفاء القدسية على المجلس العسكري ، أو نظام طنطاوي - سليمان ، و أحبطنا محاولاته الخبيثة المتكررة لتوحيد نفسه مع الجيش المصري ، و مثلما لم نقبل إضفاء القداسة على القضاء المدني في عهد مبارك الأثيم ، فإننا لا نقبل أي محاولة لإضفاء أي شكل من أشكال الحصانة ، و القدسية ، على هيئة المحكمة التي تحاكم مبارك هذه الأيام ، و لن تخدعنا صفتها المدنية . لا أحد فوق النقد ، و لا أحد فوق الحساب ، أكان هذا الأحد شخص ، أو هيئة . الشعب المصري يقف حالياً كقاضي أكبر من تلك الهيئة التي تحاكم آل مبارك و بعض أعوانهم ، و هو يراقب أداء تلك الهيئة ، و سيحكم على مصداقيتها ، و نزاهتها ، من خلال حكمها ، و المدى الزمني الذي إحتاجته تلك الهيئة لإصدار حكمها ، و الحكم الوحيد الذي يقبله الشعب ، هو - و كما ذكرت عالية - الإعدام شنقاً لمحمد حسني مبارك ، في أسرع وقت . أصدروا الحكم الذي يستحقه محمد حسني مبارك ، و إلا سيحاكمه الشعب أمام محكمته . محكمة الشعب يكفيها أن يثبت حضور محمد حسني مبارك أمامها ، لإصدار حكمها ، لأنها لديها كافة الأدلة ، و ما يلزم من شهود ، لإدانته بتهم : القتل ، و الخيانة ، و الإرهاب ، و التخريب . أدلة الشعب ، هو ما حدث على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود من قتل ، و تعذيب ، و إختطاف ، و إمتهان ، و سرقة ، و إبتزاز ، و تزييف ، و ترويع ، و تشويه للأعراض ، و تكميم للأفواه ، و إفقار متعمد للشعب ، و إفساد و إضعاف لمؤسسات الدولة ، و تفريط في كرامة مصر ، و ممتلكاتها ، و سيادتها . إنها أدلة يوجد في كل بيت مصري منها دليل واحد ، أو أكثر ، و في كل أسرة شاهد عدل واحد عليها على الأقل . نقولها ثانية : أصدروا الحكم الوحيد الذي يستحقه محمد حسني مبارك ، في أسرع وقت ، و إلا أصدره الشعب ، و نفذه . لازلنا من أنصار القضاء المدني النزيه ، و سنظل من أنصاره للأبد ، لهذا نأمل في أن يثبت للشعب المصري أن قضائه المدني قد عاد نزيهاً ، و أن مصر قد عادت وطناً للعدالة .
المنفى القسري ، و القمعي : بوخارست - رومانيا
03-08-2011
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نعم للديمقراطية و لو فيها الإخوان ، و سحقاً للإستبداد أياً ك
...
-
حتى يصبح الخامس و العشرين من يناير 2011 العيد الوطني لمصر
-
المخابرات السليمانية إخترقت القيادة الإخوانية
-
الشعب يريد الحكم
-
درس من القرآن في ضرورة إستئصال النظام الظالم بالكامل
-
إستكمال الثورة أولاً
-
إنه نظام طنطاوي ، و الأدق نظام طنطاوي - سليمان
-
تسييس القضاء العسكري خيانة
-
جهاز المخابرات يجب أن يبتعد عن السياسة و أن يخضع للرقابة
-
في قضية التدخل الإسرائيلي ننتظر حكم القضاء المدني النزيه
-
إنها محاولة يائسة ، بائسة ، لإنقاذ مبارك من حبل المشنقة
-
التعاون مع آل سعود إهانة للثورة و شهدائها
-
نصف بالقائمة و نصف بالفردي ، لن نساوم
-
المجلس العسكري الحاكم دمر سمعته بنفسه
-
لماذا كل هذا الصبر على مجرمي جهاز الشرطة ؟
-
السلفي الحر ، و السلفي الحكومي
-
إستبداد الوصاية يحتاج فتنة طائفية
-
لماذا لا يُحاكم هؤلاء عسكرياً أيضاً ؟
-
لماذا لا يحاكموا عسكرياً هم أيضاً ؟
-
الديمقراطية في مصر هي لصالح أهالي غزة
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|