سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 20:06
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تشكل الصومال القرن الافريقي المشاطئ لليحر الاحمر والبحر العربي اي انه يمتد على شواطئ البحرين كممر تجاي عالمي وكمصدر للاحياء البحرية وكنوز البحار وكمعبر لنتاج سائر الحضارات فضلا عما احتوته اراضيه من ثروات طبيعية وخصب. الامر الذي جعله مطمعا لافطاب الراسمالية عبر مراحل تعاقب هيمنة اقطابها فاصبح من اكثر ميادين صراعاتها احتداما من حروب اقليمية واهلية وافساد وتدمير وتجزئة وقهر وتجهيل وافقار وتجويع حتى اصبح نموذجا مرعبا للشعوب يتهددها في ظل الهيمنة الامبريالية. ولم تكن هذه المرة الاولى لتعرضه الى المجاعة التي تتفاقم على مر السنين ولتراكم نتائج التدمير الشامل لمستلزمات حياة البشر والطبيعة ولكنها جاءت في اوج حاجة اقطاب الراسمالية لاشغال الراي العام العالمي عن مظاهر عجزهم عن الخروج من ازمتهم المستعصية وايغالهم في تحميل البشرية نتائجها. فضلا عن حاجتهم للتظاهر بارقى اشكال التعاطف الانساني مع الشعب الصومالي, والتغطية على ما اقترفوه من جرائم بحق البشرية عموما وبحق الشعب الصومالي خصوصا. والتفضل بقيادة حملة عالمية لجمع التبرعات للشعب الصومالي من خلال جمع الاموال والغذاء والتي مهما بلغت لاتزيد عن جرعة لتسكين المجاعة لايام كما تعودت وعودت البشرية على اتباعه عبر قرنين من عمر نظامها الراسمالي دون ان تستطيع انقاذ الملايين من الشعب الصومالي من الموت جوعا ومن تكرار المجاعة .
وفي محاولة اصلاحية جبارة لتلميع وجه الراسمالية واطالة عمرها اقدمت حكومة السويد على انقاذ مليون صومالي من المجاعة باسكانهم في السويد وتحميل الشعب السويدي تكاليف ذلك . انه بلا شك عمل انساني جبار,سينهض به الشعب السويدي المعطاء, ولكنه لا يقضي على مجاعة الملايين الاخرى الباقية في الصومال ولا على تكرار المجاعة وموت الملايين من الاجيال القادمة. فالهجرة والتهجير لا تنقذ الشعب الصومالي من المجاعات والكوارث لا سيما وان مئات الالاف من الصوماليين المهاجرين والمهجرين منتشرين في مختلف بلدان العالم بما فيها السويد نتيجة للمجاعات السابقة والاستغلال والاستعباد الناجم عن الهيمنة الامبريالية وصراعات اقطابها وادواتهم المحليين. في حين كان يمكن استثمار هذه الملايين اوالمليارات لاعادة بناء الانسان والطبيعة في الصومال من خلال ادخال احدث منجزات عصرنا في الصناعة والرراعة, لمنع تكرار المجاعة وتفجير طاقات الشعب لبناء الصومال الحر السعيد
ان الشعب الصومالي والطبيعة الغنية التي تحتويه بامس الحاجة الى ادخال منجزات عصرنا العلمية والتكنولوجية القادرة على تفجير طاقات الطبيعة والبشر ومدها بالحياة والبناء والابداع, بحاجة الى اخر المبتكرات في مجال تحلية مياه البحر لاحياء الاراضي الزراعية واخر المبتكرات الصناعية لتشغيل القادرين على العمل, نساء ورجالا, لاحياء الشعور بالكرامة الانسانية والطموح الانساني والصومال بحاجة الى مدها بكل مستلزمات رعاية الطفولة واعداد اجيال صحية وفعالة لتحرير شعب الصومال والمساهمة في تحرير البشرية¬
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟