كريم عبد مطلك
الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 12:20
المحور:
كتابات ساخرة
إلتفت نحوي وأنا أطالع صحف الصباح في احدى مقاهي بغداد الشعبية وما أكثرها وأشدها زحاماً هذه الأيام لكثرة العاطلين ، كان شيخاً قارب السبعين من عمره سائلاً إياي بالقول : أما من خبر يخص المتقاعدين في ما تطالع ؟ فقلت : بلى وقد نشرته جميع الصحف ، فعاد ليسألني وقد انفرجت أساريره فرحاً : وهل هناك زيادة في الرواتب ؟ فقلت : لا ، بل أن الحكومة وتكريماً لمن أحنت ظهورهم خدمة العراق قررت إقامة تمثال للمتقاعد العراقي ينتصب مقابل هيئة التقاعد العامة ، فمط شفتيه واقطب حاجبيه وقال: هل من أحد يوصل إقتراحي للحكومة ؟ قلت : هاته واتعهد لك بكتابته ، قال : اقترح على الحكومة أن تعطيني ربع كلفة التمثال مقابل وقوفي متسمراً يومياً من قبل شروق الشمس حتى مغيبها في المكان المراد نصب التمثال فيه واقفاً على (تنكة) دهن الراعي الذي غاب عن موائد العراقيين بفضل الـ(....) ، فسألته مازحاً: وإن وافتك المنية أطال الله عمرك؟ فأجاب : ما أسهل ذلك فأمام الحكومة (الموقرة) حلان ، اما أن تقوم بتحنيطي بالربع الثاني من كلفة التمثال فتكون قد وفرت نصف كلفة التمثال لخزينة الدولة وتكون قد رحمتني في حياتي ووقرتني بعد مماتي أو أن تستعيض عن ذلك كله بكتابة لافته تقول :"أنتقل التمثال الى الجهة المقابلة"أي الى جهة هيئة التقاعد العامة وحينها سيرى قارئ اللافتة عند التفاتته طوابير من (التماثيل) وقد ماتت جوعاً، و(صدك أكو ناس تثرد بصف الصحن)!!.
#كريم_عبد_مطلك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟