أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - الكتابة في درجة خمسين مئوي














المزيد.....

الكتابة في درجة خمسين مئوي


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 01:20
المحور: كتابات ساخرة
    


الكتابة في درجة خمسين مئوي


يفترض أن يطرح وجود العراقيين , وعيشهم , في بيئة تصل درجة حرارتها إلى أكثر من خمسين مئوي , الكثير من الأسئلة المحرجة , ليس على قادتهم , ورجال دينهم , وساستهم , وملوك طوائفهم , وشيوخ عشائرهم فقط ,وإنما على آلهتهم أيضا ً ( وهذه الآلهة باتت متعددة – كآلهة قريش – منذ الربيع العراقي في العام 2003 ,ولأسباب كثيرة لا يتسع المجال ٍ لذكرها الآن ) .
وأول هذه الأسئلة هي : كيف يمكن أن تكون طائفيا ً في درجة خمسين مئوي ؟
ذلك أن "الحّس الطائفي " يتطلب حرق الكثير من السعرات الحرارية , وفرز الكثير من "الأدرينالين اليقظ " في " الفتنة النائمة " , مع الكثير من الطفح الجلدي , والحكاك الشرس , ورغبة لاتقاوم في عض ّ الآخرين , والعواء عليهم ,والتلذذ بفزعهم , والأنتشاء بعوائهم المضاد .
فاذا كان هذا كله لايمكن أن يجتمع في " متلازمة " واحدة , فلماذا لايكون العراقيون طائفيون في الشتاء , وغير طائفيين في درجة خمسين مئوي ؟

والسؤال الآخر هو : كيف يمكن أن تكره " الآخر " ( كل هذه الكراهية ) , وتحاول إلغاءه , والعيش لوحدك في هذا الوطن الفسيح , في درجة خمسين مئوي ؟
فالكراهية تستفزّ " الآخر ", وتدفعه إلى إلغاءك , لأنه بدوره , يعيش ويفكر ,تحت ضغط درجة الخمسين مئوي .

وثمة سؤال آخر , هو ,: كيف يمكن قتل الآخرين " بصمت مطبق " في درجة خمسين مئوي ؟
ذلك أن سيولة دم القتلى ستكون مرتفعة ً جدا ً , مقارنة ببرودة مواسير المسدسات " كاتمة الصوت " . فكيف إذا ً ينتصر صمت الفوهات على صخب الدم .. في درجة خمسين مئوي ؟ .

وهناك سؤال محرج آخر , هو : كيف يمكن لعراقي ّ أن يحّب عراقيا ً آخر ( حتى وإن كان من دينه , أو طائفته , أو عرقه , أو عشيرته , أو فخذه , أو محلته , أو حتّى من أهل بيته ) .. في درجة خمسين مئوي ؟

والأسئلة الأخرى ستأتي تباعا ً "

- لماذا لا يموت العراقيون في درجة خمسين مئوي ؟ . من أين يستمّدُ هذا الكائن النهرّيُ- الطينيّ ُ كل ّ هذا الصلف , والقدرة على التناسل , بينما تموت الكثير من الحيوانات الداجنة والبريّة , أو تصاب بعقم مزمن , في درجة خمسين مئوي ؟

- كيف يتمكن الفاسد من أن يكون أكثر فساداً ( وإفسادا ً ) , في درجة خمسين مئوي ؟

- كيف يمكن للعراقي ّ أن يحترم حكومته .. في درجة خمسين مئوي ؟

- لماذا لاتكون " الأقاليمُ المفدرلة ُ " خيارا للمحافظات العطشى , والمشوية , والمسلوقة .. في درجة خمسين مئوي ؟

- هل يستطيع أحد ٌما , أن يقد ّم سببا ً وجيها ً واحدا ً , يدفع العراقيين للألتزام ببنود الدستور .. في درجة خمسين مئوي ؟

أخيرا ..
من يستطيع أن يجازف , و يكتب شيئا ً ذي معنى .. في درجة خمسين مئوي ؟

أنا أستطيع ..

وكانت هذه هي حصيلة محاولتي الكتابة .. في درجة خمسين مئوي !!!!



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين بغداد .. وضحاها
- توصيف النظام الاقتصادي في دساتير الدولة العراقية 1925-2005
- البيان الأخير لحوت العنبر
- الأداء الأقتصادي للقطاع الخاص في العراق :(الخصائص والمحددات ...
- العراق والكويت والولايات المتحدة الأمريكية : مأزق الملفات ال ...
- القراءة الخلدونية ( حكايات جديدة لأطفال ٍ في الستين من العمر ...
- قلب ٌ وحيد ُ الخليّة
- مملكة العراق السعيدة
- الأمل ْ .. أوّل ُ من يموت
- تفاحة ُ الأسى
- القطاع الخاص وأنماط التشغيل في العراق ( أبعاد المشكلة وإشكال ...
- الحزن هنا .. فوق قلبي
- - فوضى هوبس - : الفرد الخائف .. والدولة التنين .
- أحزان مستلة .. من الفرح القديم
- همرات .. ورعاة .. ومسالخ
- الفساد والمناصب : ريع الفساد .. وريع الراتب
- الشرق الأوسط الجديد : من مملكة المغرب .. الى سلطنة عمان
- مختارات من الكتاب الأخضر , للرجل الأخضر , القادم من - جهنم -
- ذل ٌ بارد ٌ .. ذل ٌ حار ْ
- حمّى الوديان المتصدّعة


المزيد.....




- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - الكتابة في درجة خمسين مئوي