|
المزيد من الكلمات الآرامية والأكدية في اللهجة العراقية /ج3
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 11:59
المحور:
الادب والفن
اللغة الآرامية لغة سامية، نسبة إلى الشعب الآرامي، وهو من ذات الرِّس الذي ينتمي إليه شعبا الكلدان والعرب. إنَّ كلمة آرام وآرامي موضوع خلاف بين علماء الآثار واللغات القديمة، فالعلامة الشهير لبينسكي يعود بالكلمة إلى "أريمي" أي الغزلان- لاحظ قرب المفردة من كلمة ريم العربية - فيما يفسر البعض كلمة "آرام" و "آراميون" على أساس أنها تعني سكان المناطق المرتفعة، وهذا يتعارض مع حياة وسلوك هذا الشعب البدوي المرتحل دوما في السهول والفيافي الصحراوية وشبه الصحراوية. ثمة دليل لغوي مهم يسوقه هنري كيفا يقول بأن من الخطأ القول أن الآراميين هم سكان الأراضي المرتفعة لأن كلمة أرض كانت موجودة في لغتهم " أرص / بالصاد" فلماذا لم يستعملوها في المصطلح ؟ ثمة رأي آخر يرد في كتب الأنساب القديمة بل وحتى في "القرآن " ويتكلم عن إرم الذي تعرفه لنا المعاجم كوالدٍ لعاد ، ومنه قبيلة أو شعب عاد وثمود، أو هو اسم بلدتهم. وهناك إرم ذات العماد التي هي دمشق بحسب بعض الجغرافيين العرب القدماء كما يذكر مختار القاموس /ص 19 . هذا الرأي يتبناه المعجمي اللبناني الشيخ أحمد رضا صاحب قاموس "رد العامي إلى الفصيح " فهو يسمي الأراميين و آرام والآرامية كالتالي: الإرميون ، إرم ، الإرمية، أي باللفظ القرآني ذاته لإرم ذات العماد. كانت الآرامية لغة رسمية في بعض دول العالم القديم كالإمبراطورية الفارسية، و كانت لغة الحياة والدين في الهلال الخصيب عموما بل وامتدت إلى تخوم الهند وآسيا الصغرى وحتى شمال أفريقيا حين كان فينيقيا وعاصمته "قرت حدشت" أي "القرية الحديثة " قرطاجنة، لاحظ القرب الصوتي والجذوري بين الفينيقية " قرت حدشت " والعربية " قرية حديثة ". وقد كُتِبَ بها سِفرا دانيال وعزرا، ومخطوطات البحر الميت، وهي اللغة الرئيسية في التلمود. وهي لغة يسوع المسيح، وبها تأثرت اللغة العربية والفارسية والعبرية واليونانية واللاتينية. وهذه اللغة ما تزال تستخدم كلغة للتداول اليومي في الشرق الأوسط بين معتنقي الديانة المسيحية .وقد تطورت الكتابة الآرامية عبر العصور ليتوصل الآراميون لكتابة خاصة بهم في القرن السابع قبل الميلاد بالترتيب الأبجدي "الأوغاريتي". أما استعماليا، فقد تطورت كثيرا في القرن السادس قبل الميلاد، بحيث صارت "لغة الدبلوماسية العالمية" كما هي الإنكليزية اليوم. أدناه نماذج من مفردات في اللهجة العراقية القادمة من اللغتين الآرامية والأكدية مع ذكر تأثيلها العربي الفصيح إن وجد: دجال في الآرامية دگالا و في العربية بالمعنى ذاته ( دجال = ودَجَل الرجلُ وسَرَج، وهو دَجَّال: كَذَب، وهو من ذلك لأَن الكذب تغطية. اللسان ) وكلمة دُخن وهو نوع من الحبوب وفي الأكدية دخنو وفي العربية ورد لها ذكر مقتضب في اللسان بما يوحي أن لها نفس المعنى (دخن : الدُّخْن: الجَاوَرْس، وفي المحكم: حَبُّ الجاوَرْس، واحدته دُخْنَة/ اللسان ) و كلمة درخ أي حفظ الدرس عن ظهر قلب و لم أجدها في مابين يدي من مصادر عربية، وهي شائعة لدى التلاميذ وطلاب المدارس العراقيين ولا وجود لهااليوم إلا في العراق ودول الخليج العربي. وكلمة دشَّ أي دخل وفي الأكدية داشوا /لم أجدها في مابين يدي من مصادر عربية. دگر بالقاف الحميرية وهي آرامية وتعني صدم واحتك بـ ..يقال بالعامية : إندگر بيه أي مسه وتحرش به. أما كلمة دلو فقد بقيت كما هي في الأكدية وتعني الدلو ،وعاء للسقي، ورد ذكرها سابقا في مادة جب. وكلمة ديس وهي آرامية وتعني ثدي وضرع. لا وجود لها في ما بين يدي من مصادر عربية. و راط وهي أكدية، وتعني ساقية الماء والجدول الصغير. وكلمة رطب الشهيرة في العراق وتلفظ في الأكدية رطبو، وهو التمر الناضج الطري وفي العربية نقرأ التفصيل التالي في اللسان: الرُّطَبُ = نَضِيجُ البُسْرِ قبلَ أَنْ يُتْمِر، واحدتُه رُطَبةً. قال سيبويه: ليس رُطَبٌ بتكسيرِ رُطَبةٍ، وإِنما الرُّطَب، كالتَّمْرِ، واحد اللفظ مُذَكَّر؛ يقولون: هذا الرُّطَب. و رمان وتلفظ في الأكدية أرمانو، وفي الآرامية رمانا، وفي العربية بذات المعنى. نقرأ في سير الأعلام / سيرة يزيد بن معاوية قاتل الحسين سبط النبي العربي الكريم (هذا رمان حلوان بعسل أصبهان بسكر الأهواز بزبيب الطائف بماء بردى وعن محمد بن أحمد بن مسمع قال سكر يزيد بن معاوية فقام يرقص فسقط على رأسه فانشق وبدا دماغه). زبلَّح، زبلحي وهي كلمة آرامية وتعني الشخص المراوغ ، كما نجد كلمة آرامية أخرى قريبة منها هي زبلعي وهو الشخص عديم التربية سيئ الخلق و لم أقع عليهما في ما بين يدي من مصادر عربية. وكلمة زراب وهي آرامية وما تزال موجودة ومستعلمة في لهجة عرب وسط وجنوب العراق وتعني غائط، براز . ومن الطريف أن كلمة زرب و ازرِبْ ومزروب تعني في اللهجة الجزائرية استعجلَ واستعجلْ ومستعجل ولم أتوصل إلى الربط بينهما. و زعتر وتلفظ في أكدية زاتارو، وهو نوع من الأعشاب العطرية، وفي العربية تلفظ بالصاد نقرأ في اللسان (صعتر: الصَّعْتَرُ من البُقول، بالصاد، قال ابن سيده: هو ضرب من النَّبات، واحدته صَعْتَرَة، وبها كُنِي البَوْلانيُّ أَبا صَعْتَرَة.) أما كلمة زعطوط فتعني الطفل الولد، وتلفظ في الآرامية سطوطا. لم أقع عليها في ما بين يدي من مصادر عربية. وزفت : في الآرامية زفتا، القير وفي العربية نقرأ في اللسان (الزِّفْتُ؛ بالكسر: كالقِيرِ؛ وقيل: الزِّفْتُ القَار. و زنكطة وهي آرامية، والزقطاية هي البثرة على الجلد بلهجة البغاددة. لم أجدها في مصادري عربية. وكلمة سبَّر = آرامية، وتعني أخذ اشترى. يقال: لا أحد سبره أي لا أحد يبتاعه أو يتعامل معه ويقال:ماكو واحد يسبره، أي لا أحد يهتم به . والكلمة موجود في عدة معانٍ في العربية ليست بعيدة تماما عن المعنى الآرامي ومن ذلك نقرأ في اللسان (السَّبْرُ: التَّجْرِبَةُ. وسَبَر الشيءَ سَبْراً: حَزَره وخَبَرهُ. واسْبُرْ لي ما عنده أَي اعْلَمْه. والسَّبْر: اسْتِخْراجُ كُنْهِ الأَمر.وفي حديث الغار: قال له – للنبي العربي الكريم - أَبو بكر: لا تَدْخُلْه حتى أَسْبُرَه قَبْلَك) والسحت وهو المال الحرام / آرامية، وفي العربية بذات المعنى ومعان أخرى نقرأ في اللسان (السُّحْتُ والسُّحُتُ، كلُّ حرام قبيح الذِّكر.وسَحَتَ الشيءَ يَسْحَتُه سَحْتاً: قَشَره قليلاً قليلاً. وسَحَتُّ الشَّحْمَ عن اللحم: قَشَرْتُه عنه، مثل سَحَفْتُه.) و سِكان وتعني دفة السفينة أو المركبة وتلفظ في الأكدية سكانو .فوجئت بوجودها في العربية بالمعنى الأكدي ذاته، وأقول فوجئت لأنني كنت قبل اطلاعي على المعاجم اللهجوية الحديثة أعتقد بعجمة هذه المفردة. نقرأ في اللسان التالي (وقال أَبو عمرو: الجَذَفُ السُّكّان في باب السُّفُن. الليث: السُّكّانُ ذَنَب السفينة التي به تُعَدَّل؛ ومنه قول طرفة: كسُكّانِ بُوصِيٍّ ..... بدَجْلَةَ مُصْعِدِ.) وكلمة سِلق النبات الورقي المعروف، وتلفظ في الآرامية سلقا وبالكلدانية سلقو وفي العربية بالمعنى ذاته. نقرأ في اللسان (والسلق: بقلة. غيره: السلق نبت له ورق طوال وأصل ذاهب في الأرض، وورقه رخص يطبخ. غيره: السلق النبت الذي يؤكل.) وكلمة سلو وتعني وعاء من خوص النخيل / تلفظ بالأكدية سيلو، وبالآرامية سلا. لاوجود لها في مصادري عربية ولكنها مستعملة في عراق اليوم. و كلمة سوس وهي حشرة العث ..في الآرامية سوسا وفي العربية نقرأ في اللسان : ( السُّوسُ والسَّاسُ: لغتان، وهما العُثَّة التي تقع في الصوف والثياب والطعام. ) أما كلمة سورَب المستعملة في اللهجة البغدادية فهي آرامية يقال سوربت عينه بمعنى غشيت عينه ولكني لم أقع عليها في ما بين يدي من مصادر معجمية عربية.
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلمات أكدية وآرامية أخرى في اللهجة العراقية
-
إيران في العراق: من التدخل إلى الهيمنة إلى الافتراس
-
الحضور الأكدي والآرامي في اللهجة العراقية المعاصرة
-
إشكالات التصنيف المنهجي والسِيَّري: هادي العلوي نموذجا!
-
تصريحات النجيفي : الانفصال الطائفي وخلفياته
-
النضال الأيديولوجي والعلاقة المباشرة مع الناس
-
العراق ومجازر من الأرشيف .. مجزرة -زفاف التاجي- نموذجا!
-
مرة أخرى عن القديس فالنتاين.. وهل هو مالطي أو روماني أو خراف
...
-
مَن هذا الفالنتاين الذي يعلم سمنون البغدادي الحب؟
-
كمين أميركي اسمه الجنرال-عمر سليمان-
-
خطر التصارع الحزبي على الانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديه /
...
-
خطر الاستقطاب الطائفي والعرقي على الانتفاضة العراقية ومقترحا
...
-
رفض الاجتثاث وتجريم تمجيد الجلادين
-
ثلاثة أخطار تحدق بالانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديها
-
تطبيقات من تجربة المصالحة في جنوب أفريقيا:الضحايا كشهود
-
المعادلة المغاربية الجديدة: القلب التونسي و جناحاه
-
جلادون يعترفون وضحايا ومحققون يضجون بالبكاء
-
من البعث إلى الانبعاث
-
تجربة المصالحة الوطنية في جنوب أفريقيا بعيون عراقية:العفو مق
...
-
أنصفوا قناة -البغدادية- ..فهي صوت وطني لا يدعي الكمال والعصم
...
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|